تحديات "الصورة":

تقييم التوظيفات الصينية لوسائل الإعلام في مواجهة الغرب

27 December 2023


استضافت "وكالة أنباء شينخوا" الرسمية الصينية، خلال الفترة من 2 إلى 8 ديسمبر 2023، بمدينتي قوانغتشو وكونمينغ الصينيتين، النسخة الخامسة للقمة العالمية للإعلام، بمشاركة ممثلين عن وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث والمنظمات الدولية من أكثر من 100 دولة ومنطقة. وتُعد هذه المرة الثالثة التي تستضيف فيها الوكالة مثل هذا الحدث المهم، بعد النسختين الأولى عام 2009، والرابعة عام 2021. 

وسبق أن خصصت الحكومة الصينية، في مارس 2023، مبلغ 54.84 مليار يوان (حوالي 8 مليارات دولار) كميزانية للإنفاق الدبلوماسي للعام الجاري، بزيادة قدرها 12.2%، ويتضمن حزمة متنوعة من المجالات، من ضمنها الدعاية الخارجية. وهو ما يطرح التساؤل بشأن دوافع اهتمام الصين بدور الإعلام في إطار أهداف سياستها الخارجية، وآليات وأدوات الاستراتيجية الإعلامية لبكين، وما تمخض عنه توظيف الإعلام، وما قد تواجهه الصين من تحديات بهذا الشأن؟

دوافع صينية:

ثمة علاقة قوية تربط بين الإعلام والسياسة الخارجية في النظام الدولي الراهن، إذ يُعد الأول أحد الوسائل المهمة لتنفيذ الثانية، إذ بات يؤدي دوراً متزايد الأهمية في تنفيذ أهداف السياسة الخارجية، والتي تتجسد في تحقيق المصلحة الوطنية للفواعل الدولية المختلفة، عبر التأثير في الرأي العام في الدول الأخرى، وكذلك في الرأي العام العالمي. 

ولا تُعد الصين استثناءً من القاعدة السابقة، إذ تعمل في إطار مشروعها للانطلاق إلى العالمية، على الانتقال من مرحلة الانعزال والسلبية التي ميزت سياستها الخارجية في عهد دينغ شياو بينغ، إلى مرحلة تتسم فيها هذه السياسة بالنشاط والاستباقية في عهد الرئيس الحالي، شي جين بينغ، وهو ما يتضح في دعوته إلى تعزيز القوة الناعمة للصين، وطرح رواية صينية جيدة، وإيصال رسائل بكين إلى العالم بشكل أفضل. وهو الهدف العام الذي تسعى وسائل الإعلام الرسمية الصينية، وكذلك الدبلوماسيون الصينيون في الخارج، إلى تحقيقه لتنفيذ أهداف السياسة الخارجية لبكين. ويتفرع عن هذا الهدف الرئيسي مجموعة من الدوافع الفرعية، والتي يمكن رصدها في الآتي:

1- الدفاع عن القضايا الجوهرية للصين: تدافع وسائل الإعلام الصينية وممثلو الدبلوماسية الصينية في الخارج عن القضايا التي تمثل أولوية قصوى بالنسبة للسياستين الداخلية والخارجية لبكين، والتي غالباً ما تُعد سبباً في توجيه الانتقادات إليها. ومن أمثلة هذه القضايا؛ مسألة تايوان، وأوضاع المسلمين في إقليم شينجيانغ، وقضية التبت، والاستقرار السياسي والاجتماعي، وحقوق الإنسان، ومكافحة الفساد، بالإضافة إلى قضايا بحر الصين الجنوبي، والأوضاع في هونغ كونغ.

2- مواجهة الهيمنة الإعلامية الغربية: في سياق صراعها السياسي والأيديولوجي مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة، تعمل الصين على مكافحة ما تعتبره "إمبريالية" الإعلام الغربي؛ نتيجة سيطرة الغرب لعقود طويلة على المشهد الإعلامي والمعلوماتي الدولي، وذلك من خلال طرح وسائل الإعلام الرسمية الصينية رؤية بديلة للسردية الغربية، عبر الترويج لنسخة ورواية صينية خاصة للقضايا والأحداث التي تجري في الصين وآسيا والعالم. إذ تُقدم تقارير وتغطية إخبارية أكثر عن البلدان النامية مقارنة بوسائل الإعلام الغربية، كما أنها لا تمتلك أجندة خفية أو تحاول الترويج لأي قيم سياسية أو اجتماعية معينة لدول العالم، علاوة على تبنيها موقفاً محايداً تجاه القضايا العالمية.

3- إعادة رسم خريطة المشهد الإعلامي والمعلوماتي العالمي: تحاول الصين تشكيل الخطاب الإعلامي والمعلوماتي على المستوى الدولي، خاصةً في الدول المرتبطة بشكل مباشر بمبادرة الحزام والطريق الصينية، إذ تعمل بكين على توثيق التعاون الإعلامي مع الدول النامية ودول الأسواق الناشئة، أو ما يُطلق عليه الجنوب العالمي، وخاصةً في الإطار متعدد الأطراف، بما يترتب عليه تنفيذ أهدافها والترويج لوجهة نظرها الرسمية. وفي هذا السياق، أطلقت "وكالة أنباء شينخوا"، بالتعاون مع وسائل الإعلام الرئيسية في كل من البرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، "المنتدى الإعلامي لبريكس"؛ وذلك بهدف مواجهة محاولة بعض الدول احتكار الخطاب الإعلامي الدولي. كما اقترحت الصين تأسيس آلية للحوار والتعاون رفيع المستوى بين وكالات الأنباء الدولية الأربع الكبرى، وهي "شينخوا" و"رويترز" و"أسوشيتد برس" و"فرانس برس".

4- تعزيز التعاون مع الدول ذات التفكير المشابه: يعمل الحزب الشيوعي الصيني على تفعيل التعاون مع الدول ذات التفكير المماثل، بما يؤدي إلى تعزيز "مصالحه الوطنية الأساسية"، والتي تتمثل في ضمان استمرار الحزب في السلطة، والحفاظ على سيادة الصين وسلامة أراضيها والدفاع عنها، وتهيئة بيئة دولية تتسم بالاستقرار بهدف تعزيز القوة الوطنية الشاملة للدولة الصينية. فعلى سبيل المثال، تهدف وسائل الإعلام الرسمية الصينية التي تركز على إفريقيا إلى تحسين صورة بكين ونظامها السياسي في القارة السمراء، وتعزيز التضامن الصيني الإفريقي، وهو عكس ما تفعله بالنسبة للولايات المتحدة.

5- الترويج لنموذج التنمية والتحديث الصيني: تُعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الأمر الذي يجعل ما يصدر عنها من سياسات وإجراءات تنموية واقتصادية محل اهتمام دول العالم كافة، وهو ما تعمل وسائل الإعلام الرسمية الصينية على ترويجه على المستوى الخارجي. وفي هذا السياق، أصدرت "وكالة أنباء شينخوا"، خلال القمة العالمية الخامسة للإعلام، تقريراً بحثياً بعنوان: "الاقتصاد الإنساني في العصر الجديد"؛ بهدف المساعدة على فهم التحديث الصيني بشكل أفضل.

6- توسيع جاذبية الثقافة الصينية: أعلنت إدارة الدعاية الصينية، في عام 2021، أنها ستعمل على توسيع جاذبية "المنتجات الثقافية" الصينية للجماهير الأجنبية، باستخدام منصات إعلامية جديدة في الخارج، مثل الأفلام والحلقات التلفزيونية وألعاب الفيديو؛ بهدف تنفيذ الاستثمار الثقافي والتعاون في الخارج، وبناء شبكات التسويق الدولية، وتوسيع نطاق الأصول الثقافية عالية الجودة في الخارج.

7- تفنيد التصورات الخاطئة لواشنطن تجاه بكين: في إطار سيطرة التنافس والصراع على العلاقات الصينية الأمريكية، تقوم وسائل الإعلام الرسمية الصينية بتفنيد ما ترى أنه تصورات خاطئة من جانب الولايات المتحدة تجاه الصين، ولاسيما سعي الأولى إلى الترويج لخطاب "التهديد الصيني"، والتدخل في شؤون بكين الداخلية، وتشويه سياسة الصين الداخلية والخارجية، في محاولة لاحتواء الأخيرة.

آليات متنوعة:

في إطار سعي الصين لتوظيف إعلامها الرسمي ودبلوماسييها في الخارج، بما يصب في سياق تنفيذ أهداف سياستها الخارجية، فإنها تتبنى استراتيجية إعلامية ودعائية خارجية، ترتكز على مجموعة متنوعة من الآليات والوسائل، ويمكن رصد أبرزها في النقاط التالية:

1- مشاركة المحتوى مع وسائل إعلام دولية: تعقد وسائل الإعلام الحكومية الصينية اتفاقيات تعاون مع وسائل الإعلام الرئيسية في الدول الأخرى، تتيح لها نشر المحتوى الإخباري والإعلامي الذي تنتجه الصين في هذه الدول، وهو ما يمنحها إمكانية الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور المُستهدف. وتنتج وسائل الإعلام الرسمية الصينية محتوى بـ12 لغة مختلفة، كما بلغ عدد مكاتب "وكالة شينخوا" في الخارج 181 مكتباً في 142 دولة ومنطقة بنهاية عام 2021. وانضمت 217 وسيلة إعلامية من 101 دولة في آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا إلى شبكة الحزام والطريق للتعاون الإخباري والإعلامي. كما يتم بث شبكة تلفزيون الصين العالمية في 140 دولة، ويتم أيضاً بث راديو الصين الدولي بـ65 لغة.

وعلى هامش القمة العالمية الخامسة للإعلام، وقّعت "وكالة أنباء شينخوا" اتفاقيات تعاون إعلامي مع وسائل إعلام ومؤسسات إعلامية أجنبية من كل من الأرجنتين والفلبين وروسيا وبوروندي وبربادوس؛ بهدف تفعيل التعاون في مجالات التبادل الإخباري وتبادل الأفراد والزيارات، علاوة على التطوير المتكامل لوسائل الإعلام.

2- الاستثمارات المالية في وسائل الإعلام المحلية والدولية: على الرغم من عدم توافر أرقام رسمية دقيقة بشأن حجم الإنفاق الصيني على وسائل الإعلام الرسمية المحلية وكذلك الأجنبية، فإن بعض الدراسات والتقارير الإعلامية الدولية تضمنت بعض الإحصائيات والأرقام التقريبية حول حجم الإنفاق المالي الصيني على وسائل الإعلام لخدمة أهداف سياستها الخارجية. فعلى سبيل المثال، أشارت مصادر إلى أن بكين أنفقت حوالي 6.6 مليار دولار منذ عام 2009، لتعزيز حضورها الإعلامي العالمي، كما استثمرت 2.8 مليار دولار في وسائل الإعلام بين عامي 2008 و2018. وأشارت "منظمة فريدوم هاوس" عام 2022 إلى أن بكين تخصص مليارات الدولارات سنوياً لجهودها الدعائية والرقابية الأجنبية.

كما قدرت "منظمة مراسلون بلا حدود"، في مارس 2019، أن الحكومة الصينية تستثمر نحو 1.3 مليار دولار سنوياً؛ بهدف زيادة الانتشار العالمي لوسائل إعلامها، مشيرة إلى أن بكين تحاول أيضاً السيطرة على وسائل الإعلام الأجنبية عن طريق شراء حصص فيها. وهو ما أكدته وزارة الخارجية الأمريكية في تقرير أصدرته في أواخر سبتمبر 2023، يشير إلى أن "مؤسسة الاستثمار الصينية" تمتلك 7% من شركة "يوتلسات" الفرنسية لإدارة الأقمار الاصطناعية؛ بهدف بث قنوات صينية تديرها الدولة للترويج لبكين في إفريقيا.

3- تنظيم اللقاءات والمنتديات الإعلامية الكبرى: تُعد الصين إحدى القوى الإعلامية الكبرى في الوقت الراهن، وفي إطار توجهاتها الإعلامية الرسمية على المستوى الخارجي، وبهدف خدمة أهداف سياستها الخارجية؛ تقوم مؤسساتها الإعلامية باستضافة وتنظيم العديد من اللقاءات والمنتديات الإعلامية الكبرى متعددة الأطراف، ومنها على سبيل المثال القمة العالمية للإعلام، والتي استضافتها "وكالة شينخوا" ثلاث مرات في أعوام 2009 و2021 و2023؛ وذلك بهدف تعزيز التبادل والتعاون الإعلامي مع الصحفيين والإعلاميين من الدول الأخرى.

4- توظيف التكنولوجيات المتقدمة: على الرغم من حظر السلطات الصينية لوسائل التواصل الاجتماعي الغربية الرئيسية على شبكة الإنترنت الدولية، مثل "إكس" (تويتر سابقاً) و"فيسبوك"، فإن اللافت للنظر لجوء وسائل الإعلام الرسمية الصينية التي تديرها الدولة، وكذلك ممثلو الدبلوماسية الصينية، إلى استخدام نفس هذه الوسائل في نشر المعلومات في الخارج. وهذا ما يعكس تناقضاً واضحاً من جانب الحزب الشيوعي الصيني، إذ إنه في الوقت الذي يحظر فيه تلك الوسائل في داخل الصين، فإنه يقوم بتوظيفها في الخارج لإيصال رسائله إلى الجمهور الأجنبي المستهدف.

كذلك، أشارت تقارير أمريكية إلى استهداف قراصنة صينيين البنية التحتية الأمريكية؛ بهدف تعطيلها في حالة نشوب صراع بين بكين وواشنطن. كما تحدث باحثون من شركة "مايكروسوفت" عن لجوء الصين إلى الذكاء الاصطناعي للترويج لدعايتها عبر شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة ودول أخرى، مشيرين إلى أن "الصين واصلت توسيع قدراتها السيبرانية في السنوات الأخيرة وأظهرت المزيد من الطموح في حملات المعلومات الخاصة بها".

نتائج متباينة:

يوضح تقييم جهود الصين في مجال توظيف الإعلام الرسمي، وكذلك توظيف ممثليها الدبلوماسيين في الخارج لوسائل الإعلام الرسمية بهدف تنفيذ أهداف السياسة الخارجية؛ أن بكين نجحت نسبياً في جعل الإعلام أداة ووسيلة قوية لتحقيق أهدافها في سياق علاقاتها مع العالم الخارجي. ومع ذلك، فإن هذا النجاح يواجه العديد من التحديات التي قد تحد من تأثير وسائل الإعلام الرسمية الصينية في تحقيق أهداف الدولة والحزب الشيوعي الصيني الخارجية. وهذا ما يتضح فيما يلي:

1- مؤشرات بارزة على النجاح: هناك مؤشرات عدة تعكس النجاح النسبي للإعلام الرسمي الصيني كأحد أدوات تنفيذ أهداف السياسة الخارجية لبكين. فقد تنامى التعاون الإعلامي بين الصين ومعظم دول العالم، إذ نجحت "وكالة شينخوا"، حتى ديسمبر 2023، في توقيع اتفاقيات تعاون مع أكثر من 3600 مؤسسة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك وسائل إعلامية وإدارات حكومية ومؤسسات للتعليم العالي. ونجحت وسائل الإعلام الرسمية الصينية في توسيع نطاق انتشارها وحضورها على المستوى الدولي في السنوات الأخيرة، سواءً من حيث إنتاج المحتوى الإخباري والإعلامي الصيني أم من حيث بث البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تديرها الدولة. 

بيد أن هذا النجاح النسبي واجه على الجانب المقابل تراجعاً ملحوظاً في مكانة وصورة الصين على المستوى العالمي. إذ يشير تقرير "منظمة فريدوم هاوس"، الصادر في سبتمبر 2022، إلى أن الرأي العام في 23 دولة من أصل 30 دولة تضمنها التقرير، أصبح أقل تفضيلاً للصين أو حكومتها. كما تشير الدراسات التي أجراها "مركز بيو للأبحاث" إلى أن الرأي العام تجاه الصين في الاقتصادات المتقدمة أصبح أكثر سلبية بشكل حاد منذ عام 2017؛ بسبب المخاوف من سجل بكين في مجال حقوق الإنسان والحشد العسكري في بحر الصين الجنوبي، وفاقم ظهور وباء "كورونا" من تراجع الآراء بشأن الصين، وفقاً لهذا المركز.

2- تحديات متنوعة: يواجه الإعلام الصيني مجموعة من التحديات، منها ما يتعلق بالتعامل مع التقنيات الجديدة في مجال الإعلام، ولاسيما الذكاء الاصطناعي، ومكافحة الأخبار الزائفة. بالإضافة إلى التحدي الذي تفرضه المنافسة الإعلامية الأمريكية للصين، وتحول الإعلام إلى أحد مجالات التنافس والصراع بين البلدين، خاصةً في ظل تزايد لجوء بعض الدول النامية إلى المحتوى الإخباري والإعلامي الصيني، والذي بات يهدد وسائل الإعلام الغربية. الأمر الذي دفع واشنطن إلى اتهام بكين بالتلاعب بوسائل الإعلام العالمية، وذلك في محاولة من جانب الولايات المتحدة، على ما يبدو، لإقناع الدول بأن الصين تقوم بجهد دعائي كبير كجزء من "حرب معلومات عالمية" غير مُعلنة، وهو ما رفضته بكين بشدة، متهمة واشنطن بأنها "إمبراطورية الأكاذيب" الحقيقية. بالإضافة إلى التهم الموجهة للصين بمحاولة التأثير في الانتخابات الأمريكية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما وصفته بكين بأنه تهم متحيزة وتكهنات خبيثة، خاصةً وأنها تدعو إلى الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي.

ختاماً، يمكن القول إن الإعلام بوسائله كافة يُعد أحد الأدوات الرئيسية التي تلجأ إليها الصين لتنفيذ أهداف سياستها الخارجية، باعتبارها إحدى القوى الكبرى في النظام الدولي؛ وذلك بغية تحقيق هدف رئيسي يتجلى في سرد قصة بكين بصورة إيجابية أمام العالم الخارجي، وزيادة تأثير ما تمتلكه من وسائل القوة الناعمة، بما يجعل نموذجها السياسي والتنموي ذي جاذبية لدول العالم، مقارنة بالنموذج الغربي، وخاصةً الذي تمثله واشنطن. وبالرغم من نجاح بكين بشكل كبير في توظيف الإعلام لخدمة أهداف سياستها الخارجية، إذ تُقيم في الوقت الراهن علاقات دبلوماسية مع 182 دولة من دول العالم؛ فإن هذا النجاح يُقابل بالعديد من التحديات التي قد تؤثر سلباً في صورة الصين بالخارج، ما يتطلب ضرورة قيام بكين بدراسة هذه التحديات، ولاسيما النابعة من البيئة الإعلامية داخل حدودها، وطرح الحلول لمواجهتها، لتحسين صورتها وزيادة تأثير قوتها الناعمة، وبالتالي زيادة دورها ومكانتها في النظام الدولي.