نبض:

#الشرق_الأوسط أكبر متضرر غذائيّا من #الحرب_الأوكرانية

25 July 2022


ستؤثر تبعات الحرب على الإمدادات الغذائية، وتحديداً صادرات الحبوب في العالم، وخاصة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تستورد أغلب دول المنطقة غذاءها من روسيا وأوكرانيا

موسكو تلعب كل من روسيا وأوكرانيا دوراً جوهرياً في السوق العالمية للغذاء، وحذرت الأمم المتحدة من أن العالم قد يواجه مجاعات قد تستمر سنوات بسبب الحرب الروسية الأوكرانية الحالية

ووفق ما أكدته الدكتورة سالي محمد فريد، في تقرير نشر بموقع المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة تحت عنوان مأزق شرق أوسطي: هل يتفاقم الجوع العالمي بعد حظر صادرات الغذاء لبعض الدول؟ ، فإن تبعات الحرب ستؤثر على الإمدادات الغذائية، وخاصة منها ما يتعلق بصادرات الحبوب. ولعل ما أسهم في احتداد أزمة الغذاء العالمية القرار الذي اتخذته الهند والذي يقضي بحظر صادراتها من القمح، لتُضاف إلى قائمة واسعة من الدول التي فرضت مؤخراً قيوداً على تصدير محاصيلها الزراعية ومُنتجاتها الغذائية

تأثيرات الحرب

أثّر اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير الماضي على الإمدادات الغذائية في العالم؛ إذ تسببت العقوبات الغربية في تقييد الصادرات الروسية عموماً، وصادراتها من الغذاء والمُنتجات الزراعية بشكل خاص. كما أن سيطرة روسيا على أجزاء واسعة من جنوب وشرق أوكرانيا، بما فيها من مساحات مزروعة، وإحكام سيطرتها على الكثير من موانئ أوكرانيا ومنعها من التصدير عبر الموانئ الأخرى، فرضت قيوداً واسعة على الصادرات الأوكرانية

وجدير بالذكر أن روسيا تُعد أكبر مُصدر للقمح في العالم، فيما تحتل أوكرانيا المرتبة الخامسة، وهما تشكلان معاً حوالي 32 في المئة من صادرات القمح على مستوى العالم. علاوة على ذلك تستحوذ الدولتان على أكثر من ثُلث صادرات الحبوب في العالم، وهما تُؤمنان معاً 19 في المئة من إمدادات الشعير و4 في المئة من إمدادات الذرة في العالم. كما أنهما تحتلان مرتبة الصدارة في تأمين بذور اللفت، وتستحوذان على 52 في المئة من السوق العالمية لتصدير زيوت عباد الشمس

ويُمثل القمح ما بين 15 و20 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية المطلوبة لسكان العالم. وتعتمد بعض الدول، خصوصاً النامية، على الحبوب بنسب أكبر؛ إذ يُمكن استهلاك الحبوب بكميات ضخمة وبسعر مُنخفض مقارنةً باللحوم والألبان وغيرهما من أنواع الغذاء

وإجمالاً، يمكن رصد تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على سلاسل إمدادات الغذاء في العالم، كما يلي:

1- تعطيل النشاط الزراعي الأوكراني: أدى النزوح الكثيف للسكان من أوكرانيا إلى خفض أعداد المزارعين، ومن ثم تباطأت عمليات حصاد وتسليم المحاصيل الزراعية إلى الأسواق، وتراجع النشاط الزراعي في أوكرانيا خلال الفترة الأخيرة

2- إغلاق الموانئ الأوكرانية: أُغلقت الموانئ الأوكرانية الواقعة على البحر الأسود، وهو ما تسبب في تعطيل سلاسل إمدادات الحبوب وغيرها من المحاصيل إلى الأسواق الخارجية. وبافتراض أنه لم تتضرر البنى التحتية للنقل الداخلي في أوكرانيا، بما في ذلك الطرق وشبكات السكك الحديدية، فسوف يتعذر شحن الحبوب الخشنة بواسطة القطارات بسبب عدم وجود نظام مُناسب للسكك الحديدية صالح لنقل الشحنات وبكميات كبيرة

وأدت الحرب الحالية أيضاً إلى ارتفاع أقساط التأمين الخاصة بمنطقة البحر الأسود، مما زاد من تكاليف الشحن البحري المُرتفعة أصلا منذ بداية جائحة كورونا، وأسهم في ارتفاع أسعار الواردات الغذائية على المستوى العالمي مؤخراً

قرار الهند القاضي بحظر تصدير القمح ليس ناتجاً فقط عن الحرب في أوكرانيا، وإنما أيضاً بسبب موجات الحر التي شهدتها البلاد في الأسابيع الماضية

3- صعوبات توريد لوازم الزراعة: كما هو معلوم، تُعد روسيا جهة رئيسية في سوق الطاقة العالمية؛ حيث تستحوذ على 18 في المئة من الصادرات العالمية للفحم، و11 في المئة من صادرات النفط، و10 في المئة من صادرات الغاز. وبطبعه يتطلب النشاط الزراعي الوقود والغاز والطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى الأسمدة ومبيدات الآفات ومواد التشحيم

يختلف ما يحدث في روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب والعقوبات عما يحدث في الهند، وإن لم تكن بمنأى عن هذه الحرب؛ حيث تعد الهند الدولة العاشرة الأكثر تصديراً للقمح، وقامت مؤخراً بفرض قيود على تصدير المنتجات الغذائية بما في ذلك القمح، لتنضم بذلك إلى قائمة واسعة من الدول التي فرضت قيوداً على صادرات الغذاء والمحاصيل، وتحوي.....

*لينك المقال في نبض*