تقزيم أوروبا:

اتجاهات مراكز الفكر والإعلام الغربي إزاء صعود اليمين المتطرف

09 July 2024


بداية من يوم السادس حتى التاسع من شهر يونيو من العام 2024، أدلى نحو 185 مليون ناخب داخل دول الاتحاد الأوروبي بأصواتهم لاختيار ممثليهم بالبرلمان الأوروبي ، ويُعد البرلمان الأوروبي هو الهيئة التشريعية الوحيدة العابرة للدول التي يُجرى انتخاب أعضائها بشكل مباشر من مواطني دولها الأعضاء ، ويكتسب الحدث أهميته، باعتبار أن البرلمان الأوروبي هو الجهاز الرئيسي للتشريع وصناعة السياسات داخل منظمة الاتحاد الأوروبي؛ ومن ثم بمقدور هذه الانتخابات أن تحول مستقبل المنطقة الأوروبية بأكملها .

ورغم أن النتائج قد احتفظت بالأغلبية بنسبة 56% من المقاعد داخل البرلمان الأوروبي، لصالح التحالف الكبير من قوى (يمين الوسط والاشتراكيين والديمقراطيين من يسار الوسط، ومجموعة أوروبا الجديدة الليبرالية)، والذي حصد أعضاؤه 403 مقاعد من إجمالي 720 مقعداً، بما لا يعكس تغير التيار السياسي بالبرلمان مقارنة بالانتخابات الأخيرة لعام 2019، فإن المفاجأة التي جاءت صادمة وبمثابة زلزال سياسي من الداخل للنظم السياسية الأوروبية حسب توصيف بعض الإعلاميين والسياسيين الأوروبيين ، هي الزيادة في نسبة التأييد الشعبي للأحزاب اليمينية المتطرفة داخل الدول ذاتها، وعبر أرجاء القارة.

"أحزاب اليمين المتطرف أو المتشدد في أروربا": هي تسمية تم إطلاقها على مجموعة الأحزاب التي ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي، والتي انقضَّت بسياسات وطنية متطرفة على القضايا الأوروبية الكبرى الناشئة في الحقبة ما بعد الصناعية، وهي (الهجرة، والعولمة، والاتحاد أو الوحدة الأوروبية). في توجهها السياسي هي أقرب إلى الحركات الفاشية الأوروبية التي ظهرت في مرحلة ما بين الحربين العالميتين، لكن تتميز بنهجها في الانتخابات الديمقراطية كوسيلة للوصول إلى السلطة. وعلى مستوى الممارسة والخطاب السياسيين، فإن ثلاثة ملامح أساسية تميز أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي عن غيرها من الأحزاب، وهي (الخطاب الشعبوي، القيم السلطوية، والسياسات الهوياتية) ، وبينما يُطلق عليهم خصومهم الأوروبيون مُسميات مثل: السلطويين أو الفاشيين، يميلون هم إلى وصف أنفسهم بالمحافظين أو القوميين وكذلك بالديمقراطيين .