"اتجاهات الأحداث 25":

عدد جديد يناقش تحولات أسواق الطاقة والصراعات الإقليمية

05 July 2018


أصدر مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" في أبوظبي، العدد الخامس والعشرين من دورية "اتجاهات الأحداث" لشهري يناير - فبراير 2018، والذي يتناول أهم التحولات الأمنية والسياسية التي شهدها إقليم الشرق الأوسط والعالم، مثل: تحولات أسواق الغاز والطاقة، وتصاعد تدخلات القوى الإقليمية والدولية، ومحاولات بناء الجيوش المنهارة، والدرونز صغيرة الحجم، وتأثير التاريخ على التفاعلات بين الدول.

المشكلات الكبرى بالشرق الأوسط:

تناول الدكتور محمد عبدالسلام، مدير المركز، في افتتاحية العدد المعنونة "Stop: ما هي أكبر مشكلة في منطقة الشرق الأوسط؟"، النقاشات الجارية حول أزمات الإقليم، والتي تبدو أنها مزمنة، خاصة في ضوء استمرار القضية الفلسطينية، والسياسة الإيرانية التدخلية، والسلوكيات القطرية، والتوجهات التركية، والسياسات المتصلبة، وصراعات الموارد، وتوجهات "ترامب" وغيرها.

ويرى الدكتور عبدالسلام أن صراعات المنطقة تحولت إلى صراعات اجتماعية ممتدة، فضلًا عن غياب قواعد الاشتباك التي تحكم تفاعلات الأطراف المتصارعة في الإقليم، فضلًا عن غلبة حالة من فقدان القيم على المجتمعات العربية، وما يصاحب ذلك من صعوبة التنبؤ بتوجهات المجتمعات، بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية والسيبرانية ومواقع التواصل الاجتماعي، وما قد تفرضه من تهديدات أمنية لدول الإقليم. وتتوقف قدرة الشرق الأوسط على مواجهة هذه الأزمات من خلال الطريقة التي ستتم إدارة مشكلاته بها من جانب دوله.

تحولات جيوسياسية في أسواق الغاز:

رصد إبراهيم الغيطاني، رئيس برنامج دراسات الطاقة بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، التحولات التي تمر بها صناعة الغاز الطبيعي على المستوى العالمي، والتي تتمثل في صعود مراكز جديدة لإنتاج الغاز في مناطق مختلفة من العالم، خاصة في منطقة شرق المتوسط وأوراسيا وإفريقيا، فضلًا عن تنامي الطلب العالمي على الغاز بالتوازي مع بدايات تغير خريطة توزيع الاستيراد نسبيًّا، وبروز اتجاهات جديدة لحركة تجارة الغاز، وتدشين خطوط أنابيب إقليمية جديدة لنقله، والتحول التدريجي نحو العقود قصيرة الأجل بدلًا عن العقود الطويلة، ودخول التكنولوجيا كعنصر حاسم في تطوير صناعة الغاز الصخري. ومن شأن هذه التطورات أن تترك تداعيات استراتيجية على صناعة الغاز الطبيعي.

تصفية الجواسيس المنشقين:

سعى قسم آراء المستقبل في هذا العدد للإجابة على بعض التساؤلات المثارة إقليميًّا ودوليًّا، فقد ناقش د. إدريس لكريني، مدير مختبر الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات في جامعة القاضي عياض بالمغرب، أسباب قطع المغرب علاقاتها مع إيران مؤخرًا. كما أوضح الدكتور حمدي عبدالرحمن في موضوع "كيف تفكر النخبة الحاكمة في جيبوتي؟" التحولات التي طرأت على الخيارات الاستراتيجية لجيبوتي وأسبابها.

وتناول الدكتور جاسم محمد، مدير المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب - بون، موضوع "لماذا تصفي موسكو الجواسيس الروس في أوروبا؟"، وأشار إلى أن تصفية الروس للجواسيس هو خيار تنتهجه أغلب أجهزة الاستخبارات، بما في ذلك الاستخبارات البريطانية والمخابرات المركزية الأمريكية. وسعى الدكتور محمد خلفان الصوافي، لتقديم تفسير لسؤال "ما أسباب استمرار الجدل حول "الإخوان" في الغرب؟" من منظور العلاقة المصلحية التي نشأت بين الجانبين على مدار عقود.

ارتباك قواعد الاشتباك:

يتناول باب "تحليلات المستقبل" عددًا من الاتجاهات الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، فقد تناول د. محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة "مختارات إيرانية" بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام موضوع "قواعد الاشتباك: دوافع الصدامات العسكرية المحدودة في الشرق الأوسط"، حيث أكد أن الصراعات القائمة بين القوى الإقليمية والدولية المنخرطة في أزمات منطقة الشرق الأوسط وصلت إلى مرحلة اندلاع مواجهات عسكرية مباشرة محدودة، خاصةً بعد استنفاد أغلب الخيارات الأخرى الأقل تكلفة.

وركزت الدكتورة أماني الطويل، مديرة البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في موضوع "تحولات استراتيجية: تداعيات التدافع الإقليمي والدولي على البحر الأحمر"، على تنامي الأدوار العسكرية للاعبين الإقليميين، لا سيما الإيراني والتركي، بالإضافة إلى تعزيز الوجود الدولي القائم فعلًا، ودخول لاعبين جدد مثل الصين، وسعت لتحليل تأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي والدولي.

إعادة بناء الجيوش المنهارة:

تناول د. محمد عز العرب، خبير الشئون الخليجية ومدير تحرير التقرير الاستراتيجي العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر، موضوع "مسارات مضطربة: تعقيدات بناء الجيوش في الدول المنهارة في الشرق الأوسط"، حيث ركز الموضوع على عدة قضايا تواجه عمليات بناء الجيوش، مثل: غياب العقائد العسكرية، والتناقضات الأيديولوجية والمصلحية بين المجموعات المسلحة، وتعثر تشكيل جيوش متجانسة تشكل نواة مركزية للدولة في مواجهة التهديدات.

وناقش أحمد حمدون، مدرس العلوم السياسية المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وباحث الدكتوراه بجامعة فريدريش ألكسندر بألمانيا، موضوع "تزايد ممارسات القوة الحادة في التفاعلات الدولية" والتي يقصد بها "توظيف مختلف الأدوات السياسية والاقتصادية لاختراق الداخل وتشكيل اهتمامات النخب السياسية والتأثير على عملية صنع القرار"، حيث يرصد الموضوع التطور في أنماط القوة الحادة والجدل الدولي حول توظيفها من جانب الصين وروسيا وإجراءات المواجهة التي اتخذتها الدول الغربية.

عودة الصراع العربي – الإسرائيلي:

يحلل د. مثنى العبيدي الباحث والأكاديمي العراقي، موضوع "كوابح التصعيد: عودة الصراع العربي-الإسرائيلي إلى التفاعلات الإقليمية"، حيث يقيم التغير في محاور المواجهات العربية-الإسرائيلية، ومحفزات تصاعد الصراع العربي-الإسرائيلي، والتداعيات المترتبة على التوترات الإقليمية المتصاعدة، مؤكدًا أن التوترات بين إسرائيل والطرف الفلسطيني ستكون الأكثر قابلية للتصعيد في ظل السياسات الأمريكية الضاغطة وغير المحايدة، وتصاعد الشعور بالغضب لدى الشعب الفلسطيني عقب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.

وتناول محمد بيلي العليمي، الباحث المتخصص في نزع السلاح والأمن الدولي، تحليلًا بعنوان "تطورات متباينة: تجدد الاهتمام بالقضايا النووية في العلاقات الدولية"، وركز على تناول الجهود الرامية إلى حظر الأسلحة النووية، وتصاعد سباق التسلح النووي بين القوى الكبرى، بالإضافة إلى الجهود الرامية إلى تحجيم البرنامج النووي لكوريا الشمالية وإيران، وأخيرًا اتجاه العديد من دول الشرق الأوسط لامتلاك برامج نووية مدنية.

وناقش بريندون جيه كانون، الأستاذ المساعد في الأمن الدولي والمدني بقسم العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، موضوع "مخاطر مستقبلية: بوادر تهديدات وشيكة للدرونز صغيرة الحجم"، حيث عُني بإبراز التهديدات الأمنية النابعة من الدرونز صغيرة الحجم، وتوظيفاتها المستقبلية من قبل الجماعات الإرهابية والإجرامية، وتنامي هذا التهديد في ضوء عدم تطوير المنظومات الدفاعية القادرة على إسقاطها بعد.

تكنولوجيا إحلال السلام:

سعى الدكتور خالد حنفي علي، الباحث المتخصص في الشئون الإفريقية، في تحليل بعنوان: "Peace Tech: تحوّل مسار التكنولوجيا من تأجيج العنف إلى إحلال السلام"، إلى رصد محاولات أولية لتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال في إنهاء الصراعات وإحلال السلام، وذلك بعد أن كانت تُستخدم في تأجيج الصراع العنيف داخل المجتمعات، كما استشرف أبرز التحديات التي تواجه التوظيف السلمي للتكنولوجيا.

وعلى مستوى القضايا التكنولوجية، تركز د. فاطمة الزهراء عبدالفتاح على موضوع "المحاكمات السيبرانية: تصاعد مراقبة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي"، وتؤكد على تحول هذه المواقع من منصات للتفاعل والتواصل إلى أوعية لجمع المعلومات وتخزينها، وتوفير قائمة مفصلة بأنشطة المستخدمين، كما تتيح للمفتشين الرقميين محاكمة الأشخاص العاديين والشخصيات العامة على السواء بناء على أدلة قدموها طوعًا عن أنفسهم. ويتضمن التحليل تقييمًا لتداعيات "الانكشاف الافتراضي"، والآليات والإجراءات التي تهدف لتعزيز خصوصية المستخدمين وحماية بياناتهم الشخصية.

الهندسة الخارجية:

يتناول باب "نقاشات المستقبل" أهم الاتجاهات الرئيسية في بعض حلقات النقاش، واللقاءات التي نظّمها مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة". ففي "حلقة نقاش" التي عقدها تحت عنوان "الهندسة الخارجية: ملامح "الموجة الثالثة" من التنافس على القارة الإفريقية"، حيث رصد الدكتور حمدي عبدالرحمن، الأستاذ بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة زايد بدولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة أماني الطويل، مديرة وحدة العلاقات الدولية والبرنامج الإفريقي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، طبيعة أدوار القوى الكبرى في إفريقيا، والمتغيرات التي طرأت على تفاعلاتها في الإقليم.

ونظم "المستقبل" لقاء عامًّا مع الإعلامي المصري أ. عماد الدين أديب بعنوان "تهديدات "الهوامش": ماذا يحدث على حدود منطقة الشرق الأوسط؟"، حيث طرح خلاله رؤية مفادها أن "منطقة الشرق الأوسط تشهد صدامًا محتدمًا بين المشروع العربي ومشروعات دول "الهوامش" الإقليمية (إيران وتركيا وإسرائيل)، ومحاولاتهم الرامية إلى رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط.

الإطاحة بالزعماء: 

يرصد ويحلل قسم "العالم الثاني" أبرز التطورات التي شهدتها الصين وروسيا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا وكولومبيا؛ حيث تناولت أبهيشيكا دوبي، محررة قسم التمويل الدولي بوزارة الاستراتيجية والتمويل بكوريا الجنوبية موضوع "اختراق سيبراني: تداعيات اتهام بكين بالتجسس على العلاقات الصينية – الإفريقية"، مركزةً على الاتهامات التي وُجهت لبكين بالتجسس على مقر الاتحاد الإفريقي على مدار خمس سنوات، وذلك في الوقت الذي يولي فيه المجتمع الدولي اهتمامًا كبيرًا بقضية الأمن السيبراني، وتتهم فيه شركات الاتصالات الصينية بالتجسس لصالح الحكومة الصينية.

وتناول أحمد رحمانوف، زميل باحث في "معهد الرؤى والأمن في أوروبا" موضوعًا بعنوان "الحرب المعلوماتية: دور الإعلام الروسي في مواجهة الغرب"، حيث عمد إلى توضيح الأدوار التي يلعبها الإعلام الروسي للدفاع عن سياسات الكرملين الخارجية، ومواجهة الحملات الإعلامية الغربية المضادة، في ضوء تصاعد التوتر بين موسكو والغرب.

وركز أبو بكر العم، الباحث في القانون العام والعلوم السياسية، الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة الحسن الأول المغربية، في موضوع "التضحية بالزعماء: إعادة إنتاج النظام الحاكم في جنوب إفريقيا وإثيوبيا"، على ظاهرة محاولة النظم الحاكمة في بعض الدول الإفريقية مواجهة الأزمات السياسية أو الأمنية التي تواجهها عبر التخلص من القادة السياسيين الحاكمين، في محاولة لحماية النظام من الانهيار.

وسعت باولا فانيجاس، ماجستير في الاقتصاد والسياسة العامة - كولومبيا، في موضوعها المعنون "انهيار محتمل: تحديات تطبيق اتفاق السلام المعدل في كولومبيا" لاستشراف مستقبل اتفاق السلام، خاصة في ضوء استمرار رفض قطاعات مجتمعية له، وتصاعد فرص اليمين في الفوز بالانتخابات القادمة، والذي يتبنى أجندة رافضة للاتفاق.

تصاعد التنافس العالمي:

يُناقش باب "حالة العالم" التحولات المتلاحقة التي يشهدها النظام العالمي، حيث يتناول موضوع "فائزون وخاسرون: تيارات تعصف بالعالم في القرن الحادي والعشرين" الذي أعدته أ. كارن أبو الخير، مستشار الشئون الدولية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، الجدل حول تراجع اتجاهات التعاون الدولي متعدد الأطراف في العالم في ظل سيادة المعادلات الصفرية في العلاقات الدولية، وتزايد حدة العلاقات التنافسية في النظام الدولي، وتصاعد الغضب والاستقطاب المجتمعي في الدول الغربية، بالإضافة إلى تداعيات ثقافة المشاركة على التأثير الدولي للفاعلين من غير الدول.

أما قسم "حالة الشرق الأوسط" فيتضمن موضوعًا بعنوان "الصراع القادم: احتمالات تفجر حرب كبرى في الشرق الأوسط" أعدته د. إيمان أحمد عبدالحليم، الباحثة المتخصصة في العلاقات الإقليمية، ويرصد تقييمات المراكز البحثية العالمية لاتجاهات التصعيد المتبادل في منطقة الشرق الأوسط، والتغير في أنماط المواجهات العسكرية بالإقليم، في ظل تصاعد توظيف الوكلاء الإقليميين، وتزايد الهجمات الصاروخية، والاتجاهات المتزايدة لتطوير القدرات النووية، فضلًا عن تقييم فاعلية آليات احتواء التصعيد في التفاعلات الإقليمية.

ويتضمن قسم "مكتبة المستقبل" مراجعات مكثفة لأحدث الكتب الصادرة عن دور النشر العالمية، وفي صدارتها كتب: "عودة عالم ماركو بولو: الحرب والاستراتيجية والمصالح الأمريكية في القرن الحادي والعشرين"، و"فجر أوراسيا: الطريق نحو نظام عالمي جديد"، و"القبائل السياسية: غريزة الجماعة ومصير الأمم"، و"الشعوب في مواجهة الديمقراطية: لماذا حريتنا في خطر وكيف ننقذها"، وكتاب "كيفية إصلاح المستقبل: الحفاظ على إنسانيتك في العصر الرقمي"، وأخيرًا كتاب "التنوير الآن: دفاعًا عن المنطق والعلم والإنسانية والتقدم".

مفاهيم "عودة التاريخ":

يسعى ملحق "مفاهيم المستقبل" للعدد 25 من دورية "اتجاهات الأحداث" الصادر بعنوان "تصاعد تأثيرات التاريخ في التفاعلات الدولية" للإجابة على تساؤل مفاده: "كيف يؤثر التاريخ على التفاعلات بين الدول؟" من خلال عدة موضوعات حول "دورات التاريخ و"الدوافع الانتقامية للدول" و"عقد التاريخ" و"سياسات تصحيح المسار".

ففي مقدمة العدد يتناول المحرر قضية "استدعاء الماضي: أسباب تصاعد اهتمام خبراء السياسة بالتاريخ"، وتركز أ. رغدة البهي مدرس العلوم السياسية المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة على موضوع "الجدل حول تكرار الظواهر التاريخية في النظام العالمي"، وتتناول أ. سمية متولي، السيد مدرس العلوم السياسية المساعد بجامعة القاهرة، وباحثة الدكتوراه بجامعة إيسكس ببريطانيا، موضوعًا بعنوان "الدوافع الانتقامية: تفسيرات التاريخ للسياسات العدوانية للوحدات الدولية".

وتحلل أ. بسمة الأتربي، رئيس التحرير التنفيذي للموقع الإلكتروني الإنجليزي بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بأبوظبي، موضوع "عقد التاريخ: مداخل تشكيل الماضي لتوجهات السياسة الخارجية"، ويتناول اتجاهات الارتباط بين التاريخ والحاضر، وأركان عقد التاريخ ومسارات تأثير "تعقيدات الماضي".

ويُختتم الملحق بموضوع أعده محمد بسيوني عبدالحليم، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، بعنوان "تصحيح المسار: أساليب تعافي الدول من خبرات التاريخ السلبية"، ويركز على تقييم سياسات الإنكار والنسيان ودوافع "المصالحة مع التاريخ"، ومداخل "احتواء الماضي" التي تتبعها الدول للتخفيف من حدة الخبرات التاريخية السلبية على المجتمعات والتفاعلات الدولية.

تحولات الطاقة العالمية:

تناول الأستاذ علي صلاح وإبراهيم الغيطاني في ملحق تقرير المستقبل المعنون "Tectonic Changes: تحولات خريطة الطاقة العالمية حتى عام 2020" عددًا من التحولات الحاكمة لسوق الطاقة، والتي يتمثل أبرزها في استمرار النمو المتواصل في الاستهلاك العالمي من الطاقة، وتصدر كل من الصين والهند هذا الاستهلاك، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه استهلاك الفحم تراجعًا، بينما احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثالثة دوليًّا في إنتاج النفط، خاصة مع طفرة النفط الصخري.

وشهد العقد الأخير زيادة تقدر بحوالي 15.5% من الاحتياطات العالمية من الغاز الطبيعي، مع حفاظ منطقة الشرق الأوسط على صدارة ترتيب مناطق العالم من حيث حجم الاحتياطات. كما يعد من ضمن التطورات الرئيسية استحواذ الغاز الصخري على حصة متزايدة من الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي، وهو ما وضح بصورة جلية في حالة الولايات المتحدة، والتي احتل الغاز الصخري أكثر من نصف إنتاجها من الغاز الطبيعي، كما يتوقع أن يشكل حوالي 75% من إجمالي إنتاجها بحلول 2040.

وفيما يتعلق بالطاقة المتجددة، فقد شهدت تغيرًا واضحًا، حيث أصبحت دول آسيا والمحيط الهادئ هي الأكثر استخدامًا لها من بين مناطق العالم خلال العقد الأخير، خاصة مع التوسع الكبير للصين والهند في هذا القطاع. بينما شهد قطاع الطاقة النووية تنامي الاستثمار فيه من جانب الدول النامية.