عدوى الاستقطاب:

تأثير مشاهير الفن والرياضة والتكنولوجيا في الانتخابات الأمريكية

30 September 2024


تُجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 في مشهد معقد وفي خضم حالة واسعة النطاق من الاستقطاب والانقسام السياسي؛ الأمر الذي انعكس أيضاً على أداء المشاهير. فرداً على نشر صورة مُعدلة بواسطة الذكاء الاصطناعي تُوحي بأنها تدعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب، أكدت نجمة البوب، تايلور سويفت، في 10 سبتمبر، دعمها للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس؛ وهو ما دفع ترامب لأن يعلق على منصته "تروث سوشيال"، قائلاً: "أنا أكره تايلور سويفت". 

ومن جهته، نشر إيلون ماسك، عبر حسابه على شبكة "إكس" (X)، تعليقاً على تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال، متسائلاً عن سبب عدم تعرض الرئيس جو بايدن أو المرشحة هاريس لأي محاولة اغتيال، وهو ما اعتبره البيت الأبيض خطاباً "غير مسؤول" ومحرض على العنف، وذلك قبل أن يقوم ماسك بحذف هذا المنشور صباح يوم 16 سبتمبر. وفي هذا السياق، تُثار التساؤلات بشأن حدود تأثير المشاهير من غير السياسيين في السباق الرئاسي الأمريكي الحالي. 

مواقف المشاهير: 

في ضوء حالة واسعة النطاق من الاستقطاب والانقسام السياسي، يتجه كلا المعسكرين الديمقراطي والجمهوري إلى تسخير الأدوات كافة التي من شأنها تعزيز فرص فوزه في انتخابات نوفمبر المقبل، ومن هذه الأدوات التعويل على المشاهير في الدعاية وتحفيز الشارع الأمريكي على المشاركة. وقد عرّف المؤرخ دانيال بورستين المشاهير بأنهم "أشخاص معروفون بشهرتهم"، بينما وصف عالم الاجتماع الأسترالي روبرت فان كريكن المشاهير بأن لهم "صفة أو مكانة تتميز بالقدرة على جذب الانتباه".

وكنتيجة للتأثير المتزايد للمشاهير، ظهر مصطلح "رأس مال المشاهير" (celebrity capital)، الذي يتم النظر إليه بوصفه "الوعي العام بالمشاهير، ومعرفة الجمهور بهم، ومحبتهم، وشخصيتهم، وسمعتهم"، بطريقة تسهم في زيادة الثقة المتصورة والمصداقية والموثوقية فيهم. وقد أدى المشاهير دوراً في السياسة بشكل عام، وفي الانتخابات الرئاسية على وجه الخصوص. وهو ما يمكن تتبعه منذ انتخابات عام 1920، حينما أيّد بعض نجوم السينما مثل ليليان راسل، المرشح الجمهوري آنذاك وارن هاردينغ. وبفضل قواعدهم الجماهيرية وقدرتهم على الوصول إلى وسائل الإعلام، فضلاً عن فرصهم للتواصل مع المؤسسات الوطنية والدولية، يتمتع المشاهير بقدرة كبيرة على الترويج لآرائهم ومواقفهم.

ويمكن تحليل أبرز المواقف التي أطلقها المشاهير تفاعلاً مع السباق الرئاسي الأمريكي 2024، في التالي:

1- التباين بين نجوم الفن والرياضة: على مدار سنوات، أدى نجوم هوليوود البارزين مثل: روبرت دي نيرو، وميريل ستريب وغيرهم، دوراً مهماً في الانتخابات الأمريكية، من خلال إعلان دعمهم لأحد المرشحين. وترى أغلب التحليلات أن نجوم الفن أكثر ميلاً للحزب الديمقراطي، لكن في السباق الرئاسي الحالي اتجه فريق من الفنانين لتأييد ترامب. ويُنظر إلى دعوة الفنان جورج كلوني الرئيس بايدن إلى الخروج من السباق الحالي، كعامل مؤثر في انسحابه. وعلى الرغم من التغريدة التي كتبتها مغنية الراب كاردي بي، والتي قالت فيها إنها لن تدعم بايدن، فقد اتجهت لدعم هاريس. وبعد رفضها تأييد مرشح في عام 2020، قالت المؤلفة والإعلامية مارثا ستيوارت إنها ستدعم هاريس.

وتوالت المواقف المؤيدة من نجوم الفن لصالح حملة (هاريس – والز)، وأبرزها: نجمة البوب تايلور سويفت، ونجمة البوب بيلي إيليش، والمغنية أوليفيا رودريغو، والفنانة باربرا سترايساند، والموسيقي جون ليجند. كما أعلن المخرج سبايك لي، والسيناريست آرون سوركين، والمخرج كين بيرنز، دعمهم لهاريس. وفي ذات السياق، اعتبرت بعض التعليقات أن فنانة البوب البريطانية تشارلي إكس سي إكس، قد عززت دعم جيل "زد" لهاريس. وبينما لم تعلن الفنانة بيونسيه عن تأييدها العلني لهاريس، فقد منحت حملتها الإذن باستخدام أغنيتها "فريدوم" في مقطع فيديو لزيارتها الرسمية الأولى لمقر الحملة. كما شارك مجموعة من الفنانين مثل: نيك أوفرمان وجين فوندا وبن ستيلر وغيرهم في تجمع افتراضي "كوميكس من أجل هاريس"، والذي ورد أنه جمع ما يقرب من نصف مليون دولار للحملة.

وفي المقابل، كان الموسيقي كيد روك صريحاً بشأن دعم ترامب، كما ألقت مغنية الراب ونجمة التلفزيون أمبر روز خطاباً في المؤتمر الوطني الجمهوري الذي حضره أيضاً نجوم الموسيقى، كريس جانسون وجيسون ألدين. واعتبرت الممثلة روزان بار، المؤيدة لترامب، أن اختيار والز كنائب الرئيس يُعد "سبباً آخر لكون هاريس كارثة". وفي تجمع حاشد في لاس فيجاس، قدم ترامب الشكر لنجم الريغيتون، نيكي جام، على تأييده. ومن جانبها، قالت مغنية الراب أزيليا بانكس العام الماضي إنها ستصوت لصالح ترامب، وظهرت في تجمع جماهيري في فلوريدا هذا الصيف، كما دافع الممثل جون فويت عن ترامب في مناسبات عديدة.

ويتضح أن نجوم الفن أكثر ميلاً لهاريس، بينما يتجه نجوم الرياضة – بشكل أكبر – لدعم ترامب، وفي مقدمتهم دانا وايت، الرئيس التنفيذي للمنظمة العالمية للفنون القتالية المختلطة "يو إف سي" (Ultimate Fighting Championship). وعلى الرغم من أن نجم كرة القدم الأمريكية باتريك ماهومز لم يدعم أي مرشح، حتى الآن؛ فإن ترامب قد قدم الشكر إلى زوجته بريتاني ماهومز؛ بسبب دفاعها عنه على مواقع التواصل الاجتماعي.  ومن جهته، أعلن المصارع المحترف السابق، هالك هوغان، دعمه لترامب خلال المؤتمر الوطني الجمهوري، واصفاً إياه بأنه "أعظم رئيس للولايات المتحدة". وكذا، اعتبر ديف بورتنوي، مؤسس شركة (Barstool Sports)، أن التصويت لصالح ترامب كان "أمراً لا يحتاج إلى تفكير".

2- صدام بين أقطاب التكنولوجيا: على الرغم مما يبدو كميل عام من أقطاب التكنولوجيا صوب اليسار، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في 31 أغسطس الماضي، عن أن وادي السيليكون يشهد "انقساماً غير مسبوق" في الآراء السياسية بين أقطاب عالم التكنولوجيا، على خلفية الاستقطاب المصاحب للسباق الرئاسي الجاري. فقد دعمت مجموعة صغيرة ومؤثرة من القادة، بمن فيهم ماسك، المرشح الجمهوري، بل وأصبحوا أكثر صراحة بشأن تغيير ولاءاتهم الحزبية؛ إذ لم يقف الأمر عند دعم ماسك لترامب، وإنما وصل إلى وصفه للمستثمر التقني الديمقراطي فينود خوسلا بـ"المختل". 

وفي المقابل، علق آرون ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة "بوكس"، والمؤيد للمرشحة الديمقراطية، على تأييد المستثمر ديفيد ساكس لترامب، معتبراً أن هذا التأييد جاء تحت تأثير "شراب السعال". هذا، واتجهت السيدات العاملات في قطاع التكنولوجيا إلى دعم هاريس؛ إذ كوَّنَّ مجموعات مثل: (Tech4Kamala)، و(VCs for Kamala)، و(Founders for Kamala)؛ من أجل حشد الدعم للمرشحة الديمقراطية.

وقد تسبب اختلاف المواقف السياسية في الإضرار بعلاقة الصداقة بين ريد هوفمان وبيتر ثيل، اللذين عملا معاً سابقاً في (PayPal)؛ إذ أصبح هوفمان داعماً قوياً للحزب الديمقراطي، وتبرع بملايين الدولارات لحملة بايدن ثم هاريس، بينما أعلن ثيل دعمه لترامب. بالإضافة إلى ذلك، أخلت التباينات السياسية بالعلاقات التجارية التي جمعت بين بن هوروفيتز، المؤسس المشارك لشركة (Andreessen Horowitz)، ومايكل موريتز، الرئيس السابق لشركة (Sequoia Capital)، إذ نشر الأول مقالاً وصف فيه التحول الذي قام به الأخير من دعمه للحزب الديمقراطي إلى الجمهوري بـ"اللغز".

ومن جانبه، نشر شون ماغواير، الشريك في (Sequoia)، على منصة (إكس)، أنه تبرع بمبلغ 300 ألف دولار لحملة ترامب، بالرغم من دعمه لهيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. فيما اعتبرت نسيم ساياني، الشريك العام في مؤسسة (Emmeline Ventures)، أن دعم شركة أندريسن وهورويتز لترامب أصبح بمثابة "صاعق" للعاملين في مجال التكنولوجيا؛ ونتيجة لما تسببت به حملات الدعم من خلافات واضحة داخل هذا القطاع، تعالت الأصوات بضرورة توقف هذا الاستقطاب، وفي مقدمة ذلك إعلان مارك بينكوس، المؤسس المشارك لشركة ألعاب الفيديو (Zynga)، أنه لن يدعم أياً من المرشحين على الرغم من تاريخه المرتبط بدعم القضايا الديمقراطية.  

حدود التأثير:

على الرغم مما تكشفه بعض استطلاعات الرأي من تواضع تأثير التأييد الذي يقدمه المشاهير للمرشحين في الانتخابات الأمريكية؛ فإن التحليلات تكشف وبشكل واضح عما هو أعمق من ذلك. فقد كشف استطلاع للرأي قام به مركز "بيو" للأبحاث في شهر مايو الماضي عن اتجاه نسبة محدودة من الأمريكيين تصل إلى 4% إلى الحصول على معظم معلوماتهم عن السياسة والانتخابات من المشاهير والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى النقيض من ذلك، توصلت دراسة أجراها مركز "آش للحوكمة الديمقراطية والابتكار" التابع لجامعة هارفارد، في أغسطس الماضي، إلى أن المشاهير يؤدون دوراً مؤثراً في تعزيز المشاركة المدنية، موضحة أن هناك فجوة بين ما يقوله الناس عبر استطلاعات الرأي بأنهم لا يتأثرون بأصوات المشاهير في السياسة، وما تكشفه الأدلة من وجود تأثيرات كبيرة.

وتعليقاً على تأثير دعم المشاهير في فرص المرشحين، تقول جوزفين هارمون، الأستاذة المساعدة للعلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن بلندن، إن تأييد المشاهير يمكن أن "يضيف القليل من الغبار الذهبي إلى مكانة السياسي". كما ترى ميغان دنكان، أستاذة الاتصالات في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، أن المشاهير يمكن أن يكونوا سبباً للحماس تجاه مرشح بعينه ودافعاً للمشاركة، معتبرة أن الارتباط العاطفي بالمشاهير يمكن أن يساعد على نقل "هذه المشاعر إلى الحملات السياسية". وهو تعليق مشابه لما ذهب إليه أنتوني جي نونس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تينيسي، الذي اعتبر أن مواقف المشاهير تؤثر في "مشاعر الحماس والغضب والقلق" تجاه المرشحين. وفيما يلي تحليل لأهم عوامل التأثير التي يمتلكها المشاهير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية: 

1- قوة التوجيه: يملك المشاهير درجة كبيرة من قوة التأثير في الشارع الأمريكي، وهذه القوة التي وصفتها بعض التحليلات، وفي مقدمتها الدراسة المشتركة لألفريد آرتشر بالتعاون مع آخرين، والمنشورة في مارس 2020، بـ"القوة المعرفية" (epistemic power)، التي يتمكن من خلالها المشاهير من التأثير "فيما يفكر فيه الناس، ويؤمنون به، ويعرفونه". وتستند هذه "القوة المعرفية" إلى عدد من الأمور، من بينهما المصداقية المتصورة، بالإضافة إلى الاهتمام الذي يستند إلى كون المشاهير وأخبارهم عامل جذب لانتباه الشارع. وهو الأمر الذي دفع السيناتور الأمريكي السابق، أرلين سبيكتر، إلى القول إنه "عندما تتحدث هوليوود، يستمع العالم". واتصالاً بذلك، كشفت الدراسة التحليلية التي قدمها كل من أندرو بيز وبول بروير، في يونيو 2008، عن أن التعرض للأخبار المتعلقة بتأييد أوبرا وينفري للمرشح الديمقراطي آنذاك، باراك أوباما، خلال الانتخابات التمهيدية، قد أسهم في تزايد الاعتقاد بأنه أكثر احتمالاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في تلك الانتخابات. كما تبين أن دعم وينفري قد أدى إلى زيادة المشاركة الإجمالية للناخبين والأصوات الداعمة لأوباما بما يقدر بنحو مليون صوت. وفيما يتعلق بالسباق الرئاسي الجاري، هناك مؤشرات على وجود تخوف لدى حملة ترامب بسبب التأييد الذي أبدته سويفت لـهاريس؛ لما لها من تأثير في الشباب.

2- الدعم المالي: لا يتوقف تأثير التأييد الذي يقدمه المشاهير عند حدود تعزيز شعبية أحد المرشحين وتشجيع المواطنين على التصويت، وإنما يتصل أيضاً بالدعم المالي الذي يتم إما عبر تقديم مساهمات مباشرة أو المشاركة في حملات جمع التبرعات. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، ما قام به الممثلان جورج كلوني وجوليا روبرتس في يونيو الماضي من مساعدة حملة بايدن على جمع 28 مليون دولار بحفل لوس أنجلوس، وهو ما تم النظر إليه كرقم قياسي. وخلال عطلة عيد العمال، استضافت رئيسة تحرير مجلة (Vogue)، آنا وينتور، ومصممة الأزياء توري بيرش، حملة لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي بنيويورك. كما كشفت وكالة "بلومبرغ"، في 5 سبتمبر، عن أن الممثليْن مات ديمون ولين مانويل ميراندا سيحضران حملة جمع تبرعات لهاريس بنيويورك خلال نفس الشهر. 

إضافة إلى ذلك، يظهر أقطاب التكنولوجيا كداعمين ماليين لكلا المرشحين الرئاسيين. فوفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، موّل قادة التكنولوجيا حملة هاريس بنحو 204 ملايين دولار، بينما حصلت حملة ترامب على نحو 47.5 مليون دولار. كما شارك ريد هوفمان، المؤسس المشارك لمنصة "لينكد إن" (LinkedIn)، في استضافة حفل تبرعات لصالح هاريس بسان فرانسيسكو جمع أكثر من 13 مليون دولار، وفقاً لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" المنشور في 31 أغسطس الماضي. فيما تكشف السجلات العامة عن اتجاه بعض أقطاب التكنولوجيا للتبرع للجنة عمل سياسية جديدة مؤيدة لترامب تُسمى (America PAC)، والتي تضم رموزاً كبيرة لديهم علاقات مع (SpaceX) و(Paypal)؛ وهو ما يُتوقع أن يتسع نطاقه في ضوء الدعم الذي قدمه ترامب للعملات المُشفرة.

3- توظيف وسائل التواصل الاجتماعي: عزز انتشار شبكات التواصل الاجتماعي قدرة المشاهير على الوصول إلى أعداد كبيرة دون الحاجة إلى التنقل عبر "حراس البوابة" في الإعلام التقليدي؛ ومن ثم، يمكن للمشاهير، بفضل متابعيهم الكُثر على هذه الشبكات الاجتماعية، أن يعززوا جاذبية السياسيين المتنافسين في مسار الحملة الانتخابية؛ وهو الأمر الذي عزز النظر إلى عدد المتابعين كعنصر قوة للمشاهير؛ وذلك في ضوء أن الانتشار الإعلامي بمثابة "الأكسجين" الذي يتنفس به المشاهير. ويكمن التأثير الأوسع في الجمهور الأصغر سناً الذي يبدي اهتماماً أقل بمتابعة السياسة؛ مما يعزز التأثر بالمواقف السياسية للمشاهير. 

ولعل هذا ما أكدته الدراسة التي أجراها مركز "آش للحوكمة الديمقراطية والابتكار"، في أغسطس الماضي، مشيرة إلى أن "المشاهير يتمتعون بقدرة فريدة على التواصل مع الأجيال الأصغر سناً"، و"أن سيطرتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ووجودهم عليها يضعهم كمصدر مركزي للمعلومات". وهو ما يمكن استقراؤه في التأثير الذي تسببت فيه سويفت، فقد حصد منشورها الذي نشرته على منصة "إنستغرام" عقب المناظرة الأولى التي جمعت ترامب وهاريس، والذي أبدت فيه تأييدها لمرشحة الحزب الديمقراطي، أكثر من مليون إعجاب في أقل من 15 دقيقة، فيما زار رابط التسجيل الخاص بالمشاركة للتصويت الذي وضعته بمنشورها ما يتجاوز 300 ألف عقب نشره مباشرةً، حتى يوم 11 سبتمبر الجاري، حسبما أفادت إدارة الخدمات العامة التي تشرف على الموقع، لشبكة "أن بي سي نيوز" الأمريكية.

مجمل القول، إنه على الرغم من التأثير الكبير والواضح لدور المشاهير في السياسة الأمريكية بشكل عام، والسباق الرئاسي الحالي على وجه الخصوص؛ يظل من الصعب تحديد الخطوط الفاصلة بين الدور الذي يقوم به المشاهير وبين العوامل المؤثرة الأخرى في المشهد الانتخابي؛ ومن ثم، وفي ضوء انقسام المشاهير بين هاريس وترامب، تتضح صعوبة تحديد تأثير المشاهير في ترجيح كفة أحدهما على الآخر في انتخابات 5 نوفمبر المقبل. إضافة إلى ذلك، ترتبط صعوبة تحديد أبعاد هذا التأثير بضرورة الانتظار حتى الوصول إلى نتائج صناديق الاقتراع، وهي النتائج التي يصعب فهمها وتحليلها اعتماداً على عامل واحد يستند إلى دور المشاهير. كما تظل مسألة التلاعب التي ربما تتم عبر توظيف الذكاء الاصطناعي، إشكالية أخرى قد تسهم في اتساع حدة ونطاق الخلافات والتجاذبات أكثر من كونها توفر الدعم لأحد المرشحين. وأخيراً، نظراً لاحتدام السباق الرئاسي الجاري، واتساع نطاق الاستقطاب والانقسام السياسي؛ يتضح أن الدور الذي يقوم به المشاهير يسهم في مزيد من إشعال الموقف عبر "سكب مزيد من الزيت على النار".