آفاق جديدة:

تحديات وفرص التعاون في الفضاء الخارجي

09 December 2022


أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة كتيباً بعنوان "آفاق جديدة: تحديات وفرص التعاون في الفضاء الخارجي"، بهدف إلقاء الضوء على اتجاهات التعاون والتنافس في الفضاء الخارجي.

وجاء ذلك بالتزامن مع فعاليات "حوار أبوظبي للفضاء"، الذي أقيم برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة 300 ممثل عن وكالات الفضاء وقادة المؤسسات والجهات العاملة في القطاع من أكثر من 45 دولة. 

وفي صدارة الكتيب، قدمت جيداء أبو الفتوح، رئيس التحرير التنفيذي للموقع الإنجليزي لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، عرضاً تاريخياً للقواعد القانونية الناظمة لسلوك الفاعلين في الفضاء الخارجي، سواء ما بين الدول أو حتى شركات القطاع الخاص، وذلك بدءاً من معاهدة الفضاء الخارجي، وما تلاها من اتفاقات، موضحة أبرز المبادئ القانونية المستقرة في هذا المجال، خاصة مبدأي "عدم التملك" و"الفضاء باعتباره مجالاً مشتركاً للبشرية"، ثم انتقلت إلى توضيح أبرز الثغرات والانتقادات الموجهة إلى الإطار القانوني الحاكم لتنظيم تفاعلات الدول والشركات الخاصة في الفضاء الخارجي. 

وفي الجزء الثاني من الكتيب، سعت ساسكيا فان جنوجتن، المديرة المُساعدة في شركة "ماكروسكوب استراتيجيز"، إلى تناول فرص تعدين الفضاء، عبر الإشارة إلى الجهود الأولية التي تم بذلها في هذا الإطار، من جانب الدول والشركات الخاصة. 

وخلصت جنوجتن إلى التأكيد على أنه على الرغم من وجود دوافع جيوسياسية للدول، واقتصادية للشركات، إلا أن هناك طائفة من التحديات الاقتصادية والتكنولوجية التي تواجه الفاعلين في مجال الفضاء، والتي تحتاج إلى حلول تقنية وعزيمة سياسية، وذلك لتحويل "تعدين الفضاء" إلى واقع عملي. 

وفي الختام، ألقت الدكتورة نامراتا جوسوامي، الباحثة في مجال الفضاء وسياسات القوى العظمى، الضوء على التحولات في النقاش الدائر حول الفضاء، في عصر ما بعد الحرب الباردة، خاصة قضية الاستغلال التجاري للأنشطة الفضائية، وتتعرض بالتحليل إلى سُبل التعاون في استكشاف الفضاء، سواء ما بين الدول، أو عبر الشراكات بين القطاعين العام والخاص. 

وأشارت كذلك إلى الأهمية القصوى التي تمارسها دول مثل، دولة الإمارات العربية المتحدة، في توفير منصة لمناقشة قضايا مثل تعزيز التعاون بين القوى الكبرى في الفضاء، وتنظيم استغلال القطاع الخاص المُحتمل للكويكبات الموجودة في الفضاء، خاصة في الوقت الذي باتت هناك مخاوف متصاعدة أن يؤثر صراعات القوى الكبرى على مجال الفضاء، وأن تتجه الدول إلى تغليب الجوانب الصراعية على التفاعلات التعاونية.