تجاهل الإنذارات:

لماذا أخفقت المؤسسات الأمنية السريلانكية في استباق "هجمات داعش"؟

24 April 2019


على الرغم من التحذيرات المسبقة، لم تتمكن المؤسسات الأمنية في سريلانكا من اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الهجمات الإرهابية المتزامنة التي استهدفت عددًا من الكنائس والفنادق، وقد اتهمت السلطات السريلانكية "جماعة التوحيد الوطنية" بارتكاب هذه العملية بدعم خارجي، فيما أعلن تنظيم داعش لاحقاً أن مقاتليه قام بتنفيذ هذه العملية، وتشير الهجمات إلى تغلغل تنظيم "داعش" في سريلانكا استغلالًا لسياقات مهيأة تتمثل في: العنف الطائفي، وإرث الصراعات الداخلية، وعدم الاستقرار السياسي، وتردي الأوضاع الأمنية، وعودة المقاتلين الأجانب، بالإضافة إلى ضعف أداء المؤسسات الأمنية. 

ملابسات الهجمات:

شهدت سريلانكا في 21 أبريل 2019 سلسلة من الهجمات الإرهابية بدأت بانفجارات متزامنة في الساعة 8:45 صباحًا في كل من: فندق شانجريلا، وكنيسة القديس أنتوني، وكنيسة القديس سيباستيان الكاثوليكية، وفندق سينامون جراند، والكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وفندق كينجز بري. 

ولم تمضِ سوى بضع ساعات حتى وقع انفجار آخر في الساعة 1:45 ظهرًا في فندق نيوتروبيكال بالقرب من حديقة الحيوانات الوطنية، كما تم تفجير منزل في العاصمة كولومبو خلال مداهمة رجال الشرطة له، وتركزت كافة هذه الهجمات في: كولومبو عاصمة البلاد، ونيجومبو التي تقع غرب سريلانكا، وباتيكالوا في شرق سريلانكا، وأسفرت كافة هذه الهجمات عن مقتل ما يزيد عن 310 أشخاص، وإصابة ما يزيد عن 500 آخرين بينهم أجانب من دول مختلفة، وهو ما دفع وسائل الإعلام إلى إطلاق اسم "أحداث 11 سبتمبر السريلانكية" على هذه العملية الإرهابية الضخمة.

 

وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة السريلانكية بعد يوم من وقوع العملية أن هناك جماعة تُدعى "جماعة التوحيد الوطنية" مسئولة عن هذا الهجوم بالتعاون مع تنظيم دولي آخر، وتتوافر معلومات محدودة حول هذا التنظيم، إلا أن المعلومات المتاحة تشير إلى أنها تتمركز في "كاتانكودي" شرق سريلانكا، ويلاحظ أن معظم هجمات 21 أبريل حدثت في مواقع بعيدة عن "كاتانكودي" نسبيًّا، فيما عدا هجمات باتيكالوا التي تقع بالقرب من منطقة تمركز الجماعة.

ولم يقم هذا التنظيم بأي عمليات إرهابية ضخمة من قبل، لكنه اتُّهم في ديسمبر 2018 بالضلوع في تدمير بعض التماثيل البوذية، وأشارت بعض التقارير المنشورة في الصحف السريلانكية المحلية إلى أن بعض الأهالي يزعمون أن الجماعة قد بايعت "داعش" بشكل علني. وتضاربت التقارير حول مؤسس الجماعة، حيث يشير بعضها إلى أنه قد يكون شخصًا يُدعى "عبدالرازق" سبق اعتقاله في عام 2016 بتهمة التحريض على العنصرية، فيما تؤكد بعض التقارير أنه "زهران هاشم" الذي أكدت السلطات السريلانكية أنه "العقل المدبر للهجمات".

ويمتلك "زهران هاشم" حسابًا على موقع يوتيوب تحت اسم "غرباء" يقوم فيه بنشر آراء متطرفة للغاية، حيث يطالب بالحشد ضد "غير المؤمنين" الذين يتضمنون أتباع الديانات الأخرى الموجودة في سريلانكا، مثل: المسيحيين، والهندوس، والبوذيين، مشيرًا إلى أن المسلمين هم فقط الذين يحق لهم تولي الحكم في سريلانكا على حد زعمه. كما تضمنت العديد من خطبه صورًا لبرجي التجارة العالمي، كما عبرت منشوراته على موقعي التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك عن تأييد لـ"داعش"، ويعتقد أن "هاشم" هارب في الوقت الحالي في المالديف.

وعلى الرغم من توافر معلومات حول وجود روابط بين "جماعة التوحيد الوطنية" و"داعش"، إلا أنه لم يتم التأكد بشكل قاطع من ضلوع "داعش" في الهجمات إلا بعد أن أعلنت وكالة أعماق التابعة للتنظيم في 23 أبريل 2019 خبرًا مفاده (نقلًا عن مصدر أمني) أن "الهجوم الذي استهدف رعايا دول التحالف الدولي، والنصاري في سريلانكا أول أمس، من مقاتلي داعش". 

صعود التهديد الداعشي:

أكد "مؤشر الإرهاب العالمي 2018" الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، تراجع عدد العمليات الإرهابية في سريلانكا خلال الأعوام الـ16 الماضية، لا سيما بعد هزيمة "نمور التاميل" في عام 2009، وتُشير "قاعدة بيانات الإرهاب العالمي" التابعة لجامعة ميريلاند إلى أن مرتكبي أغلب العمليات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة من جماعات يمينية معادية للمسلمين مثل "بودو بالا سينا" (The Bodu Bala Sena) البوذية المتشددة.

تطور العمليات الإرهابية في سريلانكا


 

المصدر:

:Sri Lanka, Global Terrorism Database, Accessible at

https://www.start.umd.edu/gtd/search/Results.aspx?country=186

ولم يكن لتنظيم "داعش" نشاط ضخم في سريلانكا مسبقًا وذلك على النقيض من الدول المتاخمة لها، بيد أنه في نوفمبر 2015 أعلنت مجلة "دابق" الصادرة عن تنظيم "داعش" مقتل مواطن سريلانكي يقاتل في صفوف التنظيم في الرقة بسوريا، كما تداولت الصحف السريلانكية تقريرًا مسربًا في ديسمبر 2015 تؤكد فيه المخابرات بناء على معلومات وردت إليها من دول أخرى أن 45 سريلانكيًّا من 9 عائلات مختلفة قد تسللوا إلى سوريا عبر الحدود التركية لينضموا إلى "داعش"، ولم يأتِ هؤلاء الأفراد من شرق سريلانكا ذي الأغلبية المسلمة الذي يُعد مركزًا لمعظم الجماعات الإسلامية، بل جاء أغلبهم من العاصمة كولومبو.

وفي هذا السياق، أعلن وزير العدل السريلانكي في نوفمبر 2016 انضمام 32 شخصًا من "النخبة المسلمة" إلى "داعش" في سوريا على حد تعبيره. ويعتقد أن بعض هؤلاء المقاتلين قد عادوا إلى سريلانكا في عام 2017، ولم تعلن أي جماعة سريلانكية عن مبايعتها "داعش" بشكل رسمي فيما عدا "جماعة التوحيد الوطنية" التي لم تشر إلى دعمها للتنظيم على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الصحف السريلانكية أشارت إلى هذا الأمر اعتمادًا على شهادات بعض الأهالي المحليين.

 ويلاحظ أن مقر تمركز هذه الجماعة يقع في "كاتانكودي" شرق سريلانكا، في حين أن معظم المقاتلين السريلانكيين المنضمين لـ"داعش" في السابق قد أتوا من العاصمة "كولومبو" وبعض المناطق القريبة منها في غرب سريلانكا، وهو ما يعني أن شبكات الاستقطاب الداعشية منتشرة في مناطق متفرقة من البلاد.

وتُشير بعض التحليلات إلى وجود علاقة بين الموالين لـ"داعش" في سريلانكا وعناصر التنظيم في كل من الهند والمالديف، إذ تؤكد بعض التقارير أن "زهران هاشم" العقل المدبر للهجمات كان دائم التنقل بين الهند وسريلانكا عبر الحدود البحرية، كما أن الأخبار المتداولة حول هروبه إلى المالديف تثير الشكوك حول قيام بعض المناصرين لـ"داعش" بتوفير ملاذ آمن له. من جانب آخر، قام العديد من مواطني المالديف المنضمين إلى "داعش" بالمرور على سريلانكا أولًا قبل السفر إلى العراق وسوريا.

استغلال السياقات المهيأة:

ترتبط الهجمات الإرهابية الأخيرة في سريلانكا بوجود سياقات مهيأة لانتشار الجماعات الإرهابية التي حوّلت الدولة إلى إحدى مناطق التمركز الرئيسة لهذه التنظيمات في آسيا. وتتمثل أهم أبعاد هذه السياقات فيما يلي: 

1- العنف الطائفي: تعد سريلانكا دولة متنوعة على المستوى الإثني والديني، ويشكل السنهاليون أغلبية السكان بما يقدر بحوالي 75٪ من السكان وفقًا للتعداد السكاني لعام 2012، وينتمي أغلبهم إلى الديانة البوذية، يليهم التاميل بنسبة 11٪ ومعظمهم من الهندوس، فيما يُقدر عدد المسلمين بحوالي 9.7 ٪، وعلى الرغم من أن معظمهم يتحدث التاميلية، إلا أن المسلمين في سريلانكا يستمدون هويتهم من الدين وليس العرق على النقيض من باقي الجماعات.

ويُعاني العديد من الأقليات الموجودة في سريلانكا من التهميش من قبل السنهاليين البوذيين؛ إذ يروج بعض الرهبان البوذيين لأساطير تزعم أن بوذا قام بتوريث سريلانكا للسنهاليين وحدهم، وأن العناصر الأخرى دخيلة عليها، فعلى سبيل المثال، يعتمد بعضهم على رواية كتبها الراهب "ماهاناما" في القرن السادس الميلادي تؤكد أن بوذا قام بزيارة سريلانكا ثلاث مرات واختارها لحماية تعاليمه، ويوم وفاته ولد الأمير "فيجايا" الذي يعود نسل السنهاليين إليه بحسب الأسطورة.

وشهدت السنوات الأخيرة صعودًا لبعض الجماعات البوذية المتطرفة مثل "بودو بالا سينا" التي تدعي أن المسلمين ينجبون بمعدل أسرع من السنهاليين، مما يهدد بالقضاء على الثقافة السنهالية البوذية وفقًا لتصورهم، بالإضافة إلى جماعة "سينهالا رافايا"، و"ماهسون بالايا"، وغيرهم، وقد تكررت الهجمات المنظمة من قبل هذه الجماعات على المسلمين عدة مرات، آخرها في مارس 2018، حيث قام بعض البوذيين المتطرفين بالحشد ضد المسلمين بعد مقتل بوذي على إثر مشاجرة مع شباب مسلم بعد حادث مروري، مما أدى لوقوع عمليات تدمير وحرق لمنازل ومتاجر المسلمين في "كاندي" لمدة 10 أيام، ولم تهدأ إلا بعد إعلان السلطات حالة الطوارئ.

وتدعي بعض المنظمات الممثلة لمسلمي سريلانكا أن الحكومة تقوم بدعم هذه الجماعات، لا سيما "بودو بالا سينا"، وعلى الرغم من وجود برلمانيين ووزراء مسلمين، إلا أنهم نادرًا ما يقومون بالدفاع عن قضايا الأقلية المسلمة حفاظًا على مكاسبهم السياسية على حد زعم هذه المنظمات. وقد سبق وأصدرت العديد من المراكز البحثية المعنية بالشأن الآسيوي تحذيرات من أن هذه الأوضاع ستتيح إنتاج حواضن آمنة للجماعات المتطرفة. 

2- التقصير الأمني: تكشف العملية الأخيرة عن تجاهل أجهزة الأمن للعديد من المؤشرات التي تحذر من نشاط مقبل لتنظيم "داعش" في سريلانكا. فعلى سبيل المثال، أكد "أحمد حلمي" نائب رئيس المجلس الإسلامي السريلانكي بعد العملية الإرهابية أنه تقدم ببلاغ رسمي للأمن ضد جماعة التوحيد الوطنية قبل ثلاث سنوات، محذرًا من أنها تدعو لاستهداف غير المسلمين باسم الدين.

وصرّح بعض قادة الجماعات الإسلامية الأخرى للصحف السريلانكية بأنهم حذروا السلطات من "زهران هاشم" بعد قيامه بكتابة منشورات على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يدعم فيه تنظيم "داعش"، ومحاولته استقطاب بعض الطلاب في المدارس الدينية، كما حذرت العديد من التقارير الصحفية والمؤسسات البحثية من ترويج هذه الجماعة لأفكار متطرفة، وتلقيها تمويلات خارجية، مثل تقرير صادر عن "المرصد الجيوساسي" (Geopolitical Monitor) في عام 2016، مما يعني أنه لم يتم إخضاع هذه الجماعة للمراقبة الكافية ورصد شبكة علاقاتها لمنع تهديداتها. 

3- محاكاة "نمور التاميل": على الرغم من هزيمة حركة "نمور التاميل" الانفصالية السريلانكية في عام 2009، إلا أن العديد من التنظيمات الإرهابية لا تزال تستلهم تكتيكات عملياتها وطرق تصنيع المتفجرات من هذه الجماعة، حيث تؤكد العديد من التقارير أنها تمكنت من تطوير متفجرات وأحزمة ناسفة بالاعتماد على أقل الإمكانيات إلى درجة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي أشار في أحد تقاريره الصادرة في عام 2008 إلى أن "التكتيكات القاسية لنمور التاميل ألهمت الشبكات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تنظيم القاعدة"، وهو ما ينطبق بطبيعة الحال على سريلانكا.  

4- المقاتلون العائدون: تصاعدت خطورة مقاتلي "داعش" العائدين من العراق وسوريا إلى سريلانكا نظرًا لاحتمالية تورطهم في تشكيل خلايا إرهابية، واستقطاب كوادر جديدة، وتدريبهم على العمليات العسكرية، في ظل اكتسابهم مهارات قتالية نوعية، ووجود قنوات تواصل لديهم مع قادة الجماعات الإرهابية في بؤر الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط، فقد كشفت بعض التقارير الأمنية عن عودة بعض المقاتلين من سوريا والعراق إلى سريلانكا في عام 2017. 

مأزق الإخفاق الحكومي:

لم يكن هجوم سريلانكا مفاجِئًا، حيث أصدر نائب المفتش العام للشرطة في 11 أبريل 2019 مذكرة تم تعميمها على كافة أقسام الشرطة يحذر فيها من احتمالية وقوع عمليات إرهابية، حيث ورد بالمذكرة: "نود أن نلفت انتباهكم بشكل خاص إلى الصفحة رقم 2 من بيان جهاز المخابرات الذي يفيد بأن لديهم معلومات بشأن خطة لهجوم إرهابي محتمل من قبل "جماعة التوحيد الوطنية"، ووفقًا للمعلومات الواردة في البيان نود أن يتم توفير تدابير أمنية خاصة للمنطقة التي يغطيها قسمك"، كما صرّحت بعض المصادر الأمنية الهندية للصحف المحلية بأنهم قاموا بتقديم معلومات إلى سريلانكا عن هذا الهجوم في 4 أبريل 2019، وورد تحذير مماثل من الولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى الرغم من هذه التحذيرات، لم تتخذ أجهزة الأمن الاحتياطات الكافية، حيث صرح رئيس الوزراء السريلانكي "رانيل ويكريمبسينجه" قائلًا: "المعلومات كانت موجودة بشأن الهجمات المحتملة، يجب علينا أن ندرس سبب عدم اتخاذ الاحتياطات الكافية"، كما أكد أنه لم يتم إبلاغ مجلس الوزراء بهذه المعلومات، وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى أبرز أسباب الإخفاق في منع الهجوم فيما يلي: 

1- ضعف الاتصال: يكشف الحادث عن تهديدات عدم كفاءة نظم الاتصال وتبادل المعلومات بين المؤسسات الاستخباراتية ونظيرتها الأمنية والسياسية، وهو ما يرجع إلى الانتقائية في نقل المعلومات، وعدم إحاطة مجلس الوزراء بالتحذيرات، والاكتفاء بإبلاغ الشرطة السريلانكية بالهجوم، وهو ما أدى للتعامل مع هذه التحذيرات باعتبارها روتينية ضمن العمل اليومي للمؤسسات الأمنية، وعدم وضعها في صدارة الأولويات، بالإضافة للافتقاد للسلطة الإشرافية على مدى كفاءة التدابير الأمنية لمواجهة الهجمات المتوقعة.

2- المعلومات الخاطئة: تسبب عدم وضوح المعلومات الواردة ضمن التحذيرات من الهجمات الإرهابية في عدم اتخاذ التدابير الأمنية الكافية للتعامل مع الهجمات، إذ لم تتضمن المعلومات تحديدًا لطبيعة الهجوم، كما يمكن أن تكون اشتملت على بعض المعلومات الخاطئة، حيث صرحت القيادات الأمنية الهندية بأنه تم إبلاغ سريلانكا بأن "جماعة التوحيد الوطنية" قد تستهدف المفوضية الهندية في العاصمة كولومبو، وهو ما أدى لعدم التعامل بالجدية الكافية مع التحذيرات السابقة على الهجوم.

3- الانقسام الحكومي: تشهد سريلانكا صراعًا بين الرئيس "مايثريبالا سيريسينا" الذي يشغل منصب وزير الدفاع في الوقت نفسه، ورئيس الوزراء "رانيل ويكريمبسينجه" منذ أكتوبر 2018 بعدما قام "سيريسينا" بإقالة "ويكريمبسينجه" وتعيين "ماهيندا راجاباكسي" في منصب رئيس الوزراء بدلًا منه، وتحت وطأة الضغوط الداخلية والخارجية اضطر "راجاباكسي" لتقديم استقالته في ديسمبر 2018. 

وعاد "ويكريمبسينجه" إلى منصبه مرة أخرى؛ إلا أن حدة الصراع بين الطرفين لم تهدأ منذ ذلك الوقت، حيث تم استبعاد رئيس الوزراء "رانيل ويكريمبسينجه" من مجلس الأمن القومي، وتشير بعض التقارير إلى انقسام الوزارات السيادية ومجلس الأمن القومي ما بين موالين لرئيس الجمهورية ومؤيدين لرئيس الوزراء، وهو ما يتضح من عدم إبلاغ الرئيس "مايثريبالا سيريسينا" بالمعلومات الاستخباراتية، على الرغم من أنه يتولى رئاسة مجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع، إذ صرح "سيريسينا" في 23 أبريل 2019 قائلًا: "مسئولو الأمن الذين تلقوا تقرير المخابرات من دولة أجنبية لم يبلغوني به، كان يتعين اتخاذ إجراءات مناسبة".

ختامًا، تكشف الهجمات الإرهابية الأخيرة عن سعي تنظيم "داعش" إلى إيجاد مناطق بديلة للتمدد بعد انحسار التنظيم في سوريا والعراق، وتركيز التنظيم على تعزيز أنشطته في الدول الآسيوية استغلالًا لسياقات مهيأة في بعض الدول، مثل: الاستقطاب الطائفي، وعدم الاستقرار السياسي، وإرث الصراعات الداخلية بها.