حصاد عام:

ما القضايا التي شغلت اهتمام قراء "المستقبل" في 2017؟

31 December 2017


"773 ألف زائر و1.4 مليون قراءة".. تعكس هذه الأرقام الزخم الضخم الذي حظي به موقع "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" خلال عام 2017. فعلى مدار العام نشر الموقع عددًا كبيرًا من التحليلات والتقديرات والملفات التي تناولت الأحداث والتطورات في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وتؤكد مراجعة إحصاءات "جوجل أناليتيكس" (Google Analytics) حول أعلى الموضوعات من حيث عدد الزيارات في عام 2017، أن قضايا منطقة الشرق الأوسط والعالم الأكثر إثارة للجدل كانت في صدارة اهتمامات جمهور قراء "المستقبل"، خاصة الصراع الأهلي في اليمن، والاستفتاء على انفصال إقليم كردستان، والتوترات الداخلية في لبنان، وأزمة كوريا الشمالية، والسياسات الإقليمية لتركيا وإيران وإسرائيل، وتطورات الأزمة القطرية، والتحولات في شمال إفريقيا.

وفي هذا الإطار، يرصد التقرير خريطة القضايا الرئيسية التي تناولتها التحليلات والتقديرات والملفات والعروض وموضوعات مجلة "اتجاهات الأحداث" الأكثر جذبًا لزيارات القراء، والتي تراوح عدد الزيارات الواردة إليها بين ما يقارب 60 ألفًا و4000 زيارة خلال الفترة من 1 يناير حتى 31 ديسمبر 2017، وقد تم ترتيب القضايا الواردة في التقرير وفقًا لإجمالي عدد الزيارات التي حصدتها الموضوعات ضمن كل قضية.

مستقبل كردستان العراق:

تصدرت قضية "انفصال كردستان" اهتمامات قراء "المستقبل"، فلقد رصد موقع "المستقبل" المؤشرات الأولية للخلافات بين كردستان والحكومة المركزية العراقية، وركزت التحليلات الأكثر جذبًا للزيارات على تداعيات الإعلان عن الاستفتاء على استقلال الإقليم ونتائجه، مثل موضوعات: "خيارات صعبة: الأبعاد الأمنية المحتملة لنتائج استفتاء كردستان"، و"تداعيات خطرة: خيارات اللحظة الأخيرة أمام استفتاء كردستان"، بالإضافة إلى موضوع "رؤية كردية: ماذا لو استقلت كردستان العراق؟" الذي نشرته مجلة "اتجاهات الأحداث". كما ركز القراء على متابعة مواقف القوى الدولية والإقليمية من الاستفتاء، والتي تمت مناقشتها في موضوعات: "مثالية أم واقعية: كيف تفكر الولايات المتحدة في كردستان العراق؟"، و"حصار أربيل: الخيارات التركية لمواجهة استقلال إقليم كردستان".

وعقب سيطرة القوات العراقية على كركوك، ركزت التحليلات المنشورة على رصد التطورات السريعة والتحولات المُحتملة في مسار الانفصال الكردي، وهو ما ناقشته تحليلات: "رؤية من الداخل: لماذا تفجر الصراع العراقي الكردي على كركوك؟"، و"تراجع كردي: دلالات الحسم السريع لمعركة كركوك"، و"سيناريوهات ضاغطة: هل ترضخ كردستان لتشارك نفط كركوك؟".

وأدت استقالة مسعود بارزاني من رئاسة كردستان، وتفجر الاحتجاجات المضادة للنخب والقيادات المؤيدة للانفصال، لتركيز الموقع على التداعيات المتوقعة للإجابة على الأسئلة الأكثر إلحاحًا لدى القراء، وهو ما تجلى في تحليلات حازت معدلات استثنائية من الزيارات مثل: "رسائل التنحي: من يَخْلُف بارزاني في رئاسة كردستان العراق؟"، و"انقسام المنقسم: هل تتجه كردستان العراق لسيناريو الاقتتال الداخلي". وعقب تراجع الإقليم عن الانفصال وتفاوضه مع الحكومة العراقية، سعى الموقع لنشر التفسيرات الأكثر ترجيحًا للتغير في الموقف الكردي في تحليل بعنوان "ضغوط متوازية: لماذا طرح إقليم كردستان مبادرة تجميد الاستفتاء؟"، وأخيرًا تم تلخيص كامل تطورات القضية في ملف تجميعي نشره الموقع يتضمن كافة التحليلات السابقة بعنوان "تعثر انفصالي: أزمة كردستان العراق.. الأبعاد والمسارات المحتملة".

سياسات القوى الإقليمية:

جاء في المرتبة الثانية من حيث عدد الزيارات الواردة لموقع "المستقبل" التحليلات والتقديرات التي تناولت سياسات القوى الإقليمية، وشهد الموقع إقبالًا على الموضوعات التي رصدت تصاعد الاعتماد على القوة العسكرية، والاهتمام بالقوات المُسلحة، وهو ما أكدته افتتاحية مجلة "اتجاهات الأحداث" التي جاءت تحت عنوان "الجيوش: لماذا يتم التركيز على القوات المسلحة في المنطقة العربية؟". 

وحظيت السياسات الإقليمية لتركيا باهتمام متزايد من جانب القراء، خاصة علاقات تركيا بالقوى الدولية الكبرى التي تم تناولها في موضوعات "تحالفات قيد التشكل: الخيارات التركية إزاء توتر العلاقات مع الولايات المتحدة"، و"تقارب مستمر: أسباب وتداعيات إبرام صفقة إس-400 بين تركيا وروسيا".

وكشفت خيارات القراء خلال 2017 عن محاولات جادة لفهم تعقيدات السياسات الخارجية التصعيدية لتركيا في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يستدل عليه بمعدلات الزيارات المرتفعة لموضوعات مثل "وهم الإمبراطورية: لماذا يتعصب أردوغان لإرث الدولة العثمانية؟"، و"حسابات 2018: لماذا تلجأ تركيا للقوة الخشنة في أزمات الإقليم؟"

وركز القراء فيما يتعلق بإيران على اتجاهين رئيسيين، هما: تصاعد اعتماد طهران على القوة العسكرية، وهو ما رصدته تحليلات "إشارات مضادة: لماذا يلوح روحاني بزيادة إنتاج الصواريخ؟"، و"استعدادات مسبقة: الدلالات السياسية لزيادة ميزانية الدفاع في إيران". وتَمَثَّل الاتجاه الثاني في تغير السياسات الأمريكية تجاه طهران، وخاصة موضوعات: "خطوات إجرائية: هل بدأت واشنطن في تفعيل استراتيجيتها لمواجهة طهران؟"، و"ردع طهران: الحضور العسكري الأمريكي المتصاعد في الجنوب السوري"، و"مخاوف مستترة: كيف تعاملت إيران مع الضربة الأمريكية لسوريا؟".

وقبيل نهاية العام، أبدى القراء اهتمامًا ملحوظًا بالسياسات الراديكالية الضاغطة التي تتبعها إسرائيل تجاه قضايا المنطقة، خاصة استفتاء انفصال كردستان، ونقل السفارة الأمريكية للقدس. وفي هذا الصدد، اهتم القراء بموضوعات "شرعنة الاحتلال: لماذا تتمسك إسرائيل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟"، و"عزل التهديدات: لماذا تدعم إسرائيل انفصال كردستان؟".

قضية كوريا الشمالية: 

لم تقتصر اهتمامات قراء "المستقبل" على قضايا الأمن الإقليمي، ففي المرتبة الثالثة من اهتمامات القراء وفقًا لإحصاءات أكثر الموضوعات قراءةً في عام 2017، جاءت قضية كوريا الشمالية، وبحث جمهور الموقع عن إجابات للأسئلة المحيرة التي يثيرها التصعيد بين واشنطن وبيونج يانج، مثل موضوعات: "سياسات البقاء: كيف تُدير كوريا الشمالية الإنفاق العسكري في ظل تصاعد العقوبات؟"، وتفسيرات السياسات النووية لكوريا الشمالية التي رصدها تحليل بعنوان "عقدة التاريخ: لماذا تتمسك كوريا الشمالية بالسلاح النووي؟".

كما حظيت سياسات الولايات المتحدة والصين تجاه الملف النووي لكوريا الشمالية باهتمام بالغ من جانب زوار الموقع الإلكتروني، وهو ما ظهر في تحليلات مثل: "الاحتواء الاستباقي: كيف تتعامل بكين مع السيناريو الكارثي لأزمة كوريا وواشنطن؟" و"الصبر الاستراتيجي: تقييم الخيارات الأمريكية تجاه كوريا الشمالية"، وفي الملف التجميعي الذي نشره الموقع عن أزمة كوريا الشمالية بعنوان "تصعيد متبادل: أزمة كوريا الشمالية.. هل اقتربت الحرب النووية؟".

استشراف حالة العالم:

امتدادًا للاهتمامات العالمية لقراء "المستقبل"، ركز القراء على متابعة موضوعات تُقيِّم وتُحلل حالة النظام العالمي، والاتجاهات الرئيسية المؤثرة على التفاعلات الدولية، مثل موضوع: "المخاطر القادمة: ما هو شكل العالم بعد عام 2050؟.. تنبؤات تشاؤمية". وقبيل أيام من العام الجديد شهد موقع "المستقبل" إقبالًا كثيفًا على الموضوعات التي تسعى لاستشراف مستقبل القضايا الدولية الرئيسية، وفي صدارتها موضوع "عالم 2018: لماذا يتوقع الخبراء تصاعد الأزمات الدولية؟".

وكان للتحليلات والعروض التي تناولت نتائج المؤشرات العالمية نصيب كبير من القراءات الواردة لموقع "المستقبل"، ومن بينها موضوعات "من الأطراف إلى المركز: تحولات خريطة الصراعات المسلحة في العالم عام 2017"، و"عالم أقلّ أمنًا: خرائط التهديدات والعنف في مؤشر السلام العالمي عام 2017"، بالإضافة للعرض التحليلي الذي نشره المركز لنتائج "مؤشر الدول الهشة" الصادر عن صندوق السلام العالمي في عام 2017.

تطورات أزمة قطر:

كانت الأزمة القطرية في موقع متقدم ضمن قائمة القضايا التي حظيت باهتمام ومتابعة قراء "المستقبل"، وفي صدارة التحليلات التي شهدت تدفقات مرتفعة من الزيارات موضوعات ركزت على تفسير السلوك القطري، وتأثيراته على أمن دول الخليج العربي مثل: "عقدة الدوحة": لماذا لم تلتزم قطر بالاتفاقات الخليجية؟"، و"خرق التعهدات: ما الذي كشفته وثائق سي إن إن حول قطر"، وكان هناك تركيز واضح على فهم مواقف بعض القوى الإقليمية من الأزمة، وهو ما رصده موضوع "الراكب المجاني: كيف تعامل النظام السوري مع الأزمة القطرية؟".

واهتم القراء بمراجعة تداعيات الأزمة الاقتصادية والأمنية، وهو ما تعرضت له موضوعات: "ضغوط المنافسين: كيف انعكست الأزمات الإقليمية على الغاز القطري"، و"الوكلاء الجدد: الملاذات البديلة للتنظيمات المتطرفة بعد أزمة قطر"، كما اجتذبت الموضوعات المتعلقة بإخفاق الوساطات الدولية عددًا كبيرًا من الزيارات للموقع الإلكتروني، وخاصة موضوع "المحددات الخمس: لماذا أخفقت الوساطات الدولية في تسوية الأزمة القطرية؟".

مسارات الصراع اليمني:

حظيت تطورات الصراع اليمني باهتمام ملحوظ لدى "قراء المستقبل"، لتأتي التحليلات التي تناولت هذه القضية ضمن الموضوعات التي حظيت بعدد ضخم من الزيارات، وتصدرت التحليلات المتعلقة بمقتل الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" قائمة التحليلات الأكثر جذبًا للقراء، ومن بينها موضوع "تحولات جذرية: سيناريوهات ما بعد مقتل علي عبدالله صالح"، وموضوع "أفغنة اليمن: كيف تعاملت إيران مع مقتل علي عبدالله صالح؟".

واهتم القراء بمعرفة مصير تحالف الانقلابيين في اليمن، وتقييم مدى التماسك الذي يحظى به هذا التحالف، وهو ما تجلى في تحليلات متعددة، من بينها موضوع "تحالف الأضداد: هل تتصدع جبهة الانقلابيين في اليمن؟" والذي ركز على بوادر التفكك في التحالف الداعم للحوثيين في اليمن، خاصة عقب تفجر الاشتباكات بين ميليشيات الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

تحولات شمال إفريقيا:

لم تغب التحولات في دول شمال إفريقيا عن اهتمامات قراء "المستقبل"، وكان للتجاذبات بين الجزائر والمغرب موضع مهم في خريطة متابعة الزائرين، وهو ما كشفه حجم التدفقات لموضوع "القضايا الخمس: تطور أبعاد الخلافات المغربية الجزائرية الراهنة"، وامتدت اهتمامات القراء للتحولات في السياسات الإقليمية للمغرب والتي تناولها موضوع "تحديات اقتصادية: عقبات انضمام المغرب للإيكواس في غرب إفريقيا". وتابع القراء بصورة متواصلة التحولات الداخلية في الجزائر، وهو ما كشفه الإقبال المرتفع على زيارة موضوعات: "ترتيبات تدريجية: التأثيرات السياسية لإقالة "تبون" في الداخل الجزائري"، و"أنظمة ناجية: لماذا لم تتحول الاحتجاجات لثورة شعبية في الجزائر".

تداعيات استقالة الحريري:

اهتم قراء "المستقبل" بمتابعة تداعيات وتفسيرات التوترات السياسية في لبنان عقب استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وحظيت التحليلات والتقديرات التي نشرها المركز في هذه الفترة بمستوى مرتفع من الزيارات على غرار موضوعات "الإنذار الأخير: سيناريوهات ما بعد استقالة الحريري من رئاسة وزراء لبنان"، و"حرب متعددة الجبهات: السيناريوهات الثلاث للتأزم السياسي في لبنان"، وينطبق الأمر ذاته على موضوع "ارتباك مستمر: كيف يتعامل "حزب الله" مع الضغوط الدولية والإقليمية"، الذي جاء ضمن المتابعات الكثيفة لموقع "المستقبل" لسلوك "حزب الله" اللبناني وتداعياته على الأمن الإقليمي.

تصاعد تهديدات الإرهاب:

أدى تصاعد حدة التهديدات الإرهابية إلى تركيز قراء موقع "المستقبل" على متابعة التحليلات والتقديرات التي تناولت قضايا الإرهاب، وفي صدارة هذه الموضوعات -وفقًا لعدد الزيارات الواردة للموقع- تحليل بعنوان "وثائق أبوت أباد: كيف أدار بن لادن تحالفاته مع إيران والإخوان؟"، يليه في الترتيب تحليل آخر نشره موقع المركز بعنوان "ظاهرة تويوتا: لماذا تصاعد اعتماد الإرهابيين على سيارات الدفع الرباعي؟"، كما حظي التحول في أدوات الهجمات الإرهابية باهتمام القراء، وهو ما ناقشه موضوع "من الاغتيال إلى التفجير: كيف حول الإرهابيون "الدرونز التجارية" لسلاح قاتل؟".

وتدفقت الزيارات بمعدلات كبيرة أيضًا على الموضوعات المرتبطة بالحرب على الإرهاب، ومداخل مكافحة التطرف، مثل موضوع "نزاع إقليمي: ماذا يعني الحسم السريع لمعركة "تلعفر" العراقية؟"، و"مداخل متعددة: الدرس الجزائري في تفكيك التطرف ومحاربة الإرهاب"، وموضوع "ارتدادات خلفية: حدود الارتباط بين تصاعد الإرهاب في مصر وأزمات الإقليم". 

ختامًا، تعكس اهتمامات جمهور قراء "المستقبل" حالة الجدل المتصاعد حول كيفية تطوير مداخل لفهم التحولات بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، وتحديد التفاعلات المحركة للتطورات السريعة والمفاجِئة في كثيرٍ من الأحيان، وآليات التعامل مع التعقيدات المتزايدة للأزمات الإقليمية والدولية، واستعادة التوازن عقب حدوثها، بالإضافة للاستفادة من الفرص التي تتيحها هذه التحولات المعقدة.