"اتجاهات الأحداث 22":

عدد جديد يُناقش "التحالفات غير المستقرة" و"مستقبل كردستان "

06 October 2017


أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبوظبي، العدد الثاني والعشرين من دورية "اتجاهات الأحداث" لشهري يوليو-أغسطس 2017، والذي يتناول عددًا من الاتجاهات الصاعدة المثيرة للجدل إقليميًّا وعالميًّا، مثل: "إرهاب الهجوم الواحد"، و"الملاذات البديلة لداعش"، و"إعادة تأهيل المناطق المحررة من التنظيمات الإرهابية"، و"إشكاليات تأمين المدن الكبرى"، وسياسات توطين اللاجئين في دول الصراعات، و"تنامي التهديدات السيبرانية للمؤسسات العسكرية، و"الملامح الصاعدة للأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط 2017".

إدارة التحالفات:

في صدارة العدد، تناول الدكتور محمد عبدالسلام (المدير الأكاديمي للمركز)، في افتتاحية العدد المعنونة "ذئاب الإقليم: الاشتباك مع محاولات السيطرة على عرب الشرق الأوسط"، ظاهرةَ التبجح في التفاعلات الإقليمية والدولية، والتي تتمثل في السلوكيات والسياسات من جانب بعض الدول الإقليمية (مثل: إيران، وتركيا، وإثيوبيا، وإسرائيل)، بالإضافة إلى قطر، تجاه الدول العربية، والتي لا تراعي القواعد التي تأسس عليها النظام الدولي، بل وتَلقَى هذه السلوكيات تفهمًا من جانب بعض القوى الرئيسية، وهو ما يستدعي ضرورة توسيع التحالف الرباعي الحالي بين الدول العربية، ليس لامتلاك قدرات أكبر، ولكن للتوافق حول تصور مشترك لمستقبل الإقليم يمثل بديلًا للفراغ العربي والتبجح الإقليمي في أصعب مرحلة تواجهها المنطقة في تاريخها الحديث.

وتناول الدكتور علي جلال معوض في دراسة العدد موضوع "التحالفات غير المستقرة: تعقيدات إدارة العلاقات بين الحلفاء على المستويين الإقليمي والدولي"، ليلقي الضوء على مشاكل إدارة التحالفات، والتي أصبحت لا تقل تعقيدًا عن إدارة الصراعات، خاصة وأن بعض الحلفاء يمثلون مشكلة أمنية حقيقية لجوارهم الإقليمي، بل وانتقلوا واقعيًّا من الحليف إلى الخصم. وتركز الدراسة على رصد الإشكاليات المثارة في التحالفات، وإدارتها إقليميًّا ودوليًّا، وعرض أبرز التفسيرات المطروحة لتزايد هذه الإشكالية، بالإضافة إلى بيان أهم الاستراتيجيات المطروحة لكيفية مواجهة هذه التحديات.

مستقبل كردستان:

يسعى باب "آراء المستقبل" للإجابة على الأسئلة الأكثر إثارة للجدل على المستوى الإقليمي. وفي هذا الإطار، قدم الدكتور محمد صافي يوسف (أستاذ ورئيس قسم القانون الدولي بكلية الحقوق بجامعة عين شمس)، إجابةً على سؤال: "ما الذي تبقَّى من القانون الدولي؟"، وذلك للرد على الانتقادات الموجهة إلى القانون الدولي كلما عجز عن إيجاد حل أو تسوية لأيٍّ من المنازعات الدولية، ليتناول بالتفنيد حجج معارضيه الذين يستندون إلى بعض الحالات للتشكيك في وجوده من قبيل انسحاب بعض الدول من الاتفاقيات الدولية، أو التشكيك في دوره في تسوية المنازعات الدولية.

أما الدكتور عبدالله العوضي (رئيس تحرير صفحات "وجهات نظر" في صحيفة الاتحاد الإماراتية)، فقد حاول الإجابة على سؤال "لماذا يظل السلوك القطري محيرًا؟"، من خلال تقديم تفسير للسلوك القطري في الأزمة الراهنة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وأسباب تبنيها سياساتٍ أضرّت بالانسجام الذي كان قائمًا بين دول مجلس التعاون الخليجي، على الرغم من كون المجلس ظل على مدار عقود أحد الأمثلة النادرة على نجاح المؤسسات الإقليمية الفرعية في المنطقة العربية.

وقدم الدكتور عبدالله الشمري تحليلًا لموضوع بعنوان: "ما هو مستقبل نظام أردوغان؟"، وقد سعى للإجابة عليه من خلال استعراض أبرز وجهات النظر التركية، سواء المؤيدة أو المعارضة له، حول عددٍ من القضايا تتمثل في مستقبل أردوغان، وما إذا كان هناك بديل يمكن أن ينافسه من المعارضة التركية، وكذلك المواقف الداخلية من سياسة أردوغان حيال الأزمة القطرية. 

ويتناول الدكتور عبدالحكيم خسرو (أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين بأربيل، والباحث في معهد الدراسة والتنمية بإقليم كردستان العراق)، موضوعًا بعنوان: "ماذا لو استقلت كردستان العراق؟"، موضحًا أسباب لجوء القيادة السياسية في كردستان العراق إلى إجراء الاستفتاء في هذا التوقيت، والتبعات المترتبة على المساعي الانفصالية الكردية على دول الجوار المباشر، خاصة تركيا وإيران، والسياسات المحتمل أن يتبنوها للتعامل مع تداعيات الاستفتاء، بالإضافة إلى موقف الولايات المتحدة الذي ارتبك إزاء الإصرار الكردي على المضي قدمًا في تنظيم الاستفتاء متجاهلًا تداعياته وتبعاته الداخلية والإقليمية.

الملاذات البديلة:

يتضمن باب "تحليلات المستقبل" عددًا من الاتجاهات والظواهر الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، فقد تناول الدكتور أيمن الدسوقي (الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية بجامعة أبوظبي)، موضوع "إرهاب الهجوم الواحد: تصاعد الهجمات الإرهابية المتتالية في أوروبا"، والذي يهدف من خلاله إلى إلقاء الضوء على تصاعد ظاهرة الهجمات الفردية المتتالية للمتعاطفين مع التنظيمات الإرهابية في عدد من الدول الأوروبية، وتفسير العمليات الإرهابية التي شهدتها كلٌّ من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وفرنسا في مدى زمني متقارب، وذلك على الرغم من أن القائمين على تنفيذ هذه الهجمات لا يرتبطون ببعضهم تنظيميًّا.

ويُناقش الأستاذ أورهان جفرلي (المحلل السياسي المتخصص في شئون آسيا الوسطى، بمؤسسة جيمس تاون البحثية)، موضوعًا بعنوان: "الملاذات البديلة: الخيارات المحتملة لتنظيم داعش خارج سوريا والعراق"، والذي من خلاله يلقي الضوء على التداعيات المترتبة على انهيار تنظيم داعش في سوريا والعراق، خاصة تلك المتعلقة ببنيته التنظيمية، أو المقاتلين الأجانب لديه، كما يسعى لاستشراف الملاذات البديلة المحتمل أن ينتقل التنظيم إليها، سواء في القوقاز أو في وسط آسيا.

الانكشاف المؤسسي:

وكتب الدكتور خالد حنفي علي (الباحث المتخصص في الشئون الإفريقية بمؤسسة الأهرام)، تحليلًا بعنوان: "نماذج مقلقة: أسباب وتأثيرات الانكشاف المؤسسي في دول العالم"، والذي من خلاله يتناول بالدراسة حالة الانكشاف التي تعانيها مؤسسات وأجهزة الدولة، نتيجة لحدوث تحولات طارئة، مثل: تغير القيادة السياسية، أو طبيعة النظام السياسي القائم، أو بروز تهديدات حادة للدولة، وما يسببه ذلك من تأثيرات سلبية على قدرة المؤسسات على مواجهة الأزمات.

وعلى مستوى التفاعلات السيبرانية، يتناول الأستاذ إيهاب خليفة (رئيس وحدة التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة)، موضوع: "Cyber Defence: تنامي التهديدات السيبرانية للمؤسسات العسكرية"، حول مفهوم الدفاع الإلكتروني من واقع الاستراتيجيات العسكرية، وأهدافه، والآليات المختلفة التي تتبناها الدول لتحقيق الأمن السيبراني.

أما الأستاذ علي صلاح (رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية بمركز المستقبل)، فقد تناول في تحليله المعنون: "مستقبل غامض: فرص محدودة لنمو النفط الصخري في العالم"، استشراف مستقبل النفط الصخري، والذي كان أحد العوامل الأساسية التي أدت إلى تراجع أسعار النفط في الآونة الأخيرة، وقد ذهب إلى التأكيد على أن فرص نمو النفط الصخري تواجه صعوبات غير هينة، وهو ما ينذر بعودة منتجي النفط التقليدي للتحكم في أسعار النفط من جديد ما لم يحدث تطور مستقبلي يسهم في تخفيض أسعار إنتاج النفط الصخري، أو تحدث اكتشافات كبيرة في احتياطياته عما هو قائم حاليًّا.

حروب الإعلام:

يتناول د. وليام جريش (المحاضر بالجامعة الأمريكية بدولة الإمارات العربية المتحدة)، موضوعًا بعنوان "ما بعد داعش: تحديات إعادة تأهيل المناطق المحررة من التنظيمات الإرهابية"، حيث يرصد التحليل إشكاليات وتحديات إعادة تأهيل المناطق المحررة من داعش في سوريا والعراق، والتي يتمثل أهمها في: العمليات الانتقامية للتنظيمات الإرهابية، والانقسامات الداخلية، وانتشار الميليشيات المسلحة، والتكلفة الضخمة لإعادة الإعمار، وإشكاليات العدالة الانتقالية.

ويُناقش محمد عزت رحيم (المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة)، موضوع "تهديدات المراكز: تزايد إشكاليات تأمين المدن العالمية الكبرى في العالم"، حيث يرصد تزايد التهديدات للمراكز الحضرية، مثل: التهديدات الإرهابية، ونشاط عصابات الجريمة المنظمة، وإدارة التعددية الثقافية، وتأمين الفاعليات الكبرى. ويستعرض التحليل الخبرات الدولية في تأمين المدن، والتحديات التي تعترض فاعلية التأمين.

وانتقالًا للموضوعات الإعلامية، تركز بسمة الإتربي (الباحثة بوحدة دراسة التحولات السياسية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة)، على موضوع بعنوان: "Media Wars: أساليب غير تقليدية لحروب الإعلام بين موسكو وواشنطن"، ويركز الموضوع على تصاعد الصراع على الهيمنة الإعلامية، وتغيرات المشهد الإعلامي العالمي، وتكتيكات حرب الإعلام الروسية، ونموذج "روسيا اليوم"، بالإضافة إلى مقترحات المراكز البحثية الأمريكية لمواجهة حروب الإعلام الروسية، وخاصة حجب وإغلاق القنوات الإخبارية المدعومة من روسيا.

ويركز أحمد زكي عثمان (الباحث في العلاقات الدولية)، على موضوع "مسارات العودة: سياسات إعادة توطين اللاجئين في دول الصراعات"؛ إذ يرصد مؤشرات تصاعد حملات إعادة اللاجئين، واتباع بعض الدول سياساتٍ للحد من اللجوء، لا سيما بعد تغير الأوضاع الميدانية في بعض دول الصراعات، والبدء في إقامة "مناطق آمنة" و"مناطق منخفضة التوتر".

السيناريو الأخير:

يتناول باب "نقاشات المستقبل" أهم الاتجاهات الرئيسية في بعض حلقات النقاش، واللقاءات التي نظّمها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة. ففي "ورشة العمل" التي عقدها المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بعنوان "التهديد القادم: ماذا سيحدث بعد هزيمة داعش في العراق"، تم التركيز على محددات مستقبل داعش، والسيناريوهات المستقبلية لبنية التنظيم، وإشكاليات ما بعد هزيمة داعش في سوريا والعراق.

ويتضمن العدد تقريرًا حول الحلقة النقاشية بعنوان "السيناريو الأخير: احتمالات الصدام في الأزمة القطرية"، تناول استعراضًا للأطر النظرية التي يمكن أن تساهم في تحليل التوجهات التالية للأزمات في المنطقة، والملامح العامة للأزمة القطرية، والخيارات التي تعتمد عليها مختلف الأطراف، ومنها خيارات التصعيد.

وتُجيب ورشة العمل المعنونة "حالة قطر: الأبعاد الاقتصادية لأزمات المنطقة العربية" على الأسئلة الاقتصادية المعقدة في الأزمة القطرية، خاصة تداعياتها على اقتصاد الدوحة، والتحولات التي شهدتها السياسة الاقتصادية القطرية بعد الأزمة، والآثار المستقبلية المحتملة للأزمة الراهنة على القطاعات الرئيسية بالاقتصاد القطري.

ويتضمن العدد رصدًا لأهم الاتجاهات الرئيسية خلال اللقاء العام الذي عُقد بعنوان "التحولات الجارية في جنوب آسيا" مع د. سيد منير خاسوري (مؤسس ومدير معهد "السياسات والتأييد والحوكمة" في بنجلاديش)، حيث تناول اللقاء تقييمًا للأوضاع الراهنة في منطقة جنوب آسيا، وأهم التهديدات الإقليمية التي تؤثر على منطقة الشرق الأوسط.

العالم الثاني:

يرصد قسم "العالم الثاني" ويحلل أبرز التطورات السياسية والأمنية التي شهدتها كلٌّ من روسيا وفنزويلا ووسط إفريقيا وجنوب شرق آسيا، حيث أكدت إيكتارينا فينوكوروفا (المراسل الخاص لموقع "زد ناك" الروسي)، في تحليلها "البديل الغائب: تراجع فرص تداول السلطة في الانتخابات الروسية القادمة"، أن المعارضة الروسية لا تزال تُعاني من الانقسام والصراعات الداخلية، خاصةً في ضوء وجود صراع حاد بين أبرز رموزها على تصدر المشهد السياسي، وهو ما أدى إلى تبادل الاتهامات فيما بينهم بالخوف من الكرملين، فضلًا عن عجزها -حتى الآن- عن تبني برنامج سياسي يتسم بالجدية والقابلية للتطبيق، وهو ما أدى إلى غياب بديل ذي مصداقية للرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين، والذي يعد الأقرب إلى حسم الانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2018.

أما ديفيد كوفيلي (الباحث في مكتب تمثيل مفوضية الاتحاد الأوروبي في إيطاليا)، فقد تناول في موضوعه "خيارات محدودة: الجمعية التأسيسية وفصل جديد من الصراع في فنزويلا"، أحد فصول الأزمة الفنزويلية ممثلة في استمرار سياسات الرئيس نيكولاس مادورو الرامية إلى توطيد سلطاته والإطاحة بمعارضيه. واستعرض أبرز المواقف الإقليمية والدولية، موضحًا أسباب عجزها عن التأثير في الوضع الفنزويلي الداخلي.

وذهب جوزيف فرانكو (الباحث المتخصص في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف بمركز التميز الأمني القومي في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة)، في موضوع "أرخبيل مينداناو: بوابة الإرهاب والتطرف في جنوب شرق آسيا"، إلى توضيح الأسباب التي جعلت أرخبيل مينداناو حاضنة للإرهاب والتطرف في جنوب شرق آسيا، والبيئة التي ساعدت في ظهور داعش في جنوب الفلبين، ونجاحه في الدخول في مواجهات ممتدة مع الحكومة الفلبينية على مدار عدة أشهر.

وركز كمال الدين محمد عرب (الباحث المتخصص في الشئون الإفريقية)، في موضوع "الغطاء الديني: تصاعد الصراع على الثروة والسلطة في وسط إفريقيا"، على العوامل التي أدت إلى اندلاع صراعات على الثروة والسلطة سعت إلى توظيف العامل الديني لتعبئة وحشد أتباع الأديان المختلفة للمشاركة في الصراع في كلٍّ من إفريقيا الوسطى والكونجو الديمقراطية.

أوراسيا الصاعدة:

يتناول باب "حالة العالم" التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها منطقة أوراسيا، من خلال مقال تحليلي للأستاذة كارن أبو الخير (مستشار تحرير مجلة "السياسة الدولية" بمؤسسة "الأهرام" بالقاهرة)، بعنوان "Competitive Connectivity: الملامح الصاعدة لنظام عالمي جديد في أوراسيا"، ويركز الموضوع على مؤشرات صعود "أوراسيا"، وتحولات توازنات القوى العالمية، ومحاور التنافس الإقليمي، بالإضافة إلى ملامح النظام العالمي الجديد الذي يتشكل انطلاقًا من هذا الإقليم.

أما قسم "حالة الشرق الأوسط" فيركز على موضوع "احتواء الضغوط: تصعيد إيراني في مواجهة التحولات الداخلية والخارجية"، حيث ترصد رغدة البهي (المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة)، الرؤى السائدة بمراكز الفكر والرأي العالمية حول التحولات الضاغطة التي شهدتها إيران، خاصة الجدل حول الانتخابات الرئاسية، وتصاعد التهديدات الإرهابية، وتجديد العقوبات الأمريكية، وتداعيات تطوير إيران لقدراتها العسكرية، ومستقبل الاتفاق النووي الإيراني.

إدارة الأزمات:

جاء ملحق مفاهيم المستقبل تحت عنوان: "(Crisis management): الاتجاهات الجديدة لإدارة الأزمات في العلاقات الدولية". وفي صدارة الملحق، قام الأستاذ أحمد الشورى أبو زيد (المدرس المساعد بقسم العلوم السياسية بجامعة أسيوط)، بتناول موضوع بعنوان: "تداعيات مُركّبة: اتجاهات تعريف الأزمات الدولية وسماتها الأساسية"، حيث عرض أبرز الاتجاهات في تعريف الأزمات الدولية، وسماتها الأساسية.

وناقشت الدكتورة هبة جمال الدين (مدرس النظم السياسية المقارنة بمعهد التخطيط القومي)، موضوع "فاعلية محدودة: إدارة الأزمات الدولية بين تدخل الطرف الثالث والمنظمات الدولية"، وتناولت أبرز أشكال الوساطة في الأزمات الدولية، سواء من قبل الدول أو المنظمات، والشروط الأساسية لنجاحها، وكذلك الأدوار المختلفة التي يمكن أن يضطلع بها الوسيط.

أما الدكتورة أمل صقر (نائب مدير مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة للشئون التنفيذية)، فقد تناولت في موضوع "قادة الأزمات: دور صانعي القرار في أوقات الأزمات المعقدة"، دور القيادة السياسية في إدارة الأزمة، ومدى انعكاس السمات الشخصية للقائد على كيفية إدارته لها، كما أشارت إلى أبرز الإسهامات النظرية التي سعت إلى تقديم طرق إرشادية لصانع القرار وقت الأزمات.

وعرض الأستاذ محمد عباس ناجي (رئيس تحرير دورية "مختارات إيرانية")، في موضوع "مسارات ثلاثة: كيف تنتهي الأزمات الدولية والإقليمية؟"، أبرز مسارات انتهاء الأزمات، والتي تتمثل في الحسم لصالح أحد الأطراف المتصارعة، أو التوصل إلى حلٍّ وسط من خلال تقديم تنازلات متبادلة من جانب طرفي الأزمة، أو استمرار الأزمة دون حسم مع تحولها إلى صراع ممتد، بما يفرضه ذلك من تداعيات على الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي. 

أزمات الشرق الأوسط:

يأتي ملحق "تقرير المستقبل" تحت عنوان "الصراعات المفتوحة: الملامح الصاعدة للأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط 2017"، ويتناول الملحق الذي أعده محمد عبدالله يونس (المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة)، أهم الاتجاهات التي شهدها الإقليم خلال الفترة المنقضية من عام 2017 على مستوى التحولات الداخلية، والتفاعلات الإقليمية، والتغيرات الأمنية والعسكرية، والاتجاهات الاقتصادية الرئيسية، بالإضافة إلى خيارات دول الإقليم لمواجهة التهديدات المتصاعدة.

ويتضمن العدد مراجعة لاتجاهات رئيسية من بينها: تزايد الانقسامات، وتصدع التحالفات الداخلية، وتصاعد الاستقطاب بين المحاور الإقليمية، وتنامي التهديدات الإيرانية والتركية، وكثافة التدخلات الدولية، وتزايد مخاطر دمج الميليشيات المسلحة، وتمدد عدم الاستقرار في أقاليم الجوار، وانتشار مؤسسات مكافحة التطرف في العالم العربي، وتفاقم تهديدات الأمن السيبراني لدول المنطقة، وصعود التسويات للصراعات الداخلية في الإقليم، وارتفاع حدة صراعات الغاز، في مقابل التحسن النسبي في المؤشرات الاقتصادية بالدول العربية، والاستقرار المحدود بأسعار النفط العالمية.

وختامًا، يتضمن العدد إنفوجرافيك بعنوان "ملامح العمليات الإرهابية من واقع قواعد البيانات الدولية"، ويتضمن بيانات تفصيلية حول خرائط العمليات الإرهابية، ونوعية الأسلحة المستخدمة، والفئات المستهدفة، وأبرز التنظيمات الإرهابية الصاعدة، بالإضافة إلى مراجعات لأحدث الكتب التي أصدرتها دور النشر العالمية خلال الفترة الماضية.