المدن الذكية:

مناقشة رسالة دكتوراة للباحث إيهاب خليفة

05 March 2020


ناقش إيهاب خليفة، رئيس وحدة متابعة التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، رسالته المقدمة لنيل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والتي كانت بعنوان " تأثير المدن الذكية على الأمن القومي" دراسة نظرية مع التطبيق على حالة سنغافورة في الفترة من 2013 حتى 2018.

وأشرف على الرسالة كل من الأستاذة الدكتورة نازلي معوض والأستاذة الدكتورة سعاد محمود، وشارك في المناقشة الأستاذ الدكتور محمود إسماعيل والأستاذة الدكتورة درية شفيق، وقد أجازت لجنة المناقشة الرسالة بتقدير امتياز.

أثر المدن الذكية على الأمن القومي: يعتبر موضوع المدن الذكية أحد الموضوعات المهمة المطروحة على الساحة الدولية، وقد أكد إيهاب خليفة أثناء المناقشة أن تبني نماذج المدن الذكية بقدر ما يساهم في تقدم الدول، بقدر ما لها من تداعيات على الأمن القومي للدول، فكافة العلاقات داخل المدن الذكية تديرها التقنيات الذكية من نظم الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها من التقنيات الذكية، وعلى الرغم من المميزات التي تقدمها، فإنها تجعل جميع الخدمات الحكومية أكثر عرضة للتهديد من خلال الهجمات السيبرانية، وتصبح قواعد البيانات والخطط والاستراتيجيات والوثائق والمعلومات السرية أكثر عرضة للتلاعب بها وتسريبها، وتصبح الأسلحة والأدوات العسكرية قليلة التكلفة سهلة التصنيع شديدة التدمير، عبارة عن فيروسات كمبيوتر، مما يهدد الأمن القومي ويغير من أشكال الحروب والصراعات.

"مجتمع ما بعد المعلومات": ومن شأن هذه التطورات أيضاً أن تغير المنظور المعرفي للبشر تجاه الأشياء بصورة عامة، فالبشرية أصبحت على وشك التحول نحو جيل جديد من المجتمعات، هذا المجتمع الجديد يمكن تسميته بـ"مجتمع ما بعد المعلومات"، يأتي بعد أربعة أجيال رئيسية مرت بها الإنسانية، هي: مجتمع الصيد، والزراعة، والصناعة، والمعلومات، وأخيرًا المجتمع الخامس Fifth Society أو "مجتمع ما بعد المعلومات" الذي تندمج فيه المعلومة والآلة مع عقل الإنسان، وهو ما ينذر بظهور مجتمع فائق الذكاء تكون فيه اليد العليا للآلة على الإنسان، وتتحقق نبوءات أفلام الخيال العلمي بتآكل المجتمع من داخله عبر إزالة الخطوط الفاصلة ما هو إنساني وما هو مادي، ويتعدى ما تمت تسميته بمجتمع المعلومات ليظهر "مجتمع ما بعد المعلومات" وهو مجتمع مازال مجهولاً بصورة كبيرة لنا، ويحتاج إلى دراسات مستقبلية كثيرة ومتعمقة، حتى تمكن الاستفادة بمكتسبات هذا العصر وتجنب تهديداته.

وقد أصدر إيهاب خليفة عدة مؤلفات منها كتاب "القوة الإلكترونية: كيف يمكن للدول أن تدير شؤونها في عصر الإنترنت" الحاصل على جائزة أفضل كتاب في مجال العلوم الرقمية عام 2018 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكذلك مؤلف كتاب "حروب مواقع التواصل الاجتماعي" الصادر في 2016، ومؤلف كتاب "مجتمع ما بعد المعلومات" الصادر عام 2019، وتخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عام 2009.

ويتقدم مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بخالص التهنئة للدكتور إيهاب خليفة، ويتمنى له مزيداً من التقدم.