الشفافية الغائبة:

دوافع القصور الأمريكي في مواجهة التضليل المعلوماتي

30 December 2019


عرض: سارة عبدالعزيز - باحثة في العلوم السياسية

في عصر المعلومات والثورة الرقمية، أضحت المعلومة هي السلعة الأكثر رواجًا؛ إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث تم استغلال هذا الطلب المرتفع على تلك السلعة من جانب عدد كبير من الفاعلين على الساحة الدولية من الدول وغير الدول في شن حملات محكمة ومحددة الأهداف للتضليل المعلوماتي ونشر الأخبار الكاذبة. 

وعلى الرغم من أن ذلك ليس بالأمر الجديد، حيث يُعد التضليل المعلوماتي ونشر الأخبار الكاذبة ظاهرتين قديمتين ارتبطتا بنشأة وسائل الإعلام ذاتها؛ إلا أن التوسع في انتشارهما ارتبط بدرجة كبيرة بما أتاحته منصات التواصل الاجتماعي من مزايا جعلت من السهولة بمكان القيام بنشر أي محتوى ومشاركته بسرعة كبيرة وعلى نطاق واسع، وبتكلفة أقل كثيرًا بالتأكيد من شراء طيارات (F-35) على سبيل المثال. وهو ما أسهم في إرباك الحسابات السياسية للعديد من الدول، خاصة الديمقراطية منها، حيث إن تلك الحملات تستفيد بشكل كبير من درجة الانفتاح المجتمعي ومستوى الحريات المتاحة.

ومن واقع التجربة العملية، قدم "ريتشارد ستنجل" المحرر السابق في مجلة "التايم" الأمريكية لمدة سبع سنوات سابقة، والذي شغل منصب وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للدبلوماسية العامة والشئون العامة خلال الفترة (2013 – 2016)، نظرة نقدية تقيمية للجهود الأمريكية في مواجهة حروب التضليل المعلوماتي التي تشنها كل من روسيا وتنظيم "داعش" وكيانات أخرى، وذلك من خلال كتابه الصادر حديثًا في 8 أكتوبر 2019، بعنوان "حرب المعلومات: كيف خسرنا المعركة العالمية ضد التضليل المعلوماتي؟ وما الذي يمكننا فعله حيال ذلك؟". 

يُعد "ستنجل" من أطول من شغلوا منصب وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للدبلوماسية العامة والشئون العامة المنصب من بين الـ13 وكيلًا السابقين، وذلك منذ استحداث المنصب في عام 1999. واستنادًا إلى خبرته يعرب الكاتب بشكل عام عن عدم رضاه عن المواجهة الأمريكية التي يرى أنها غير عادلة في ظل حرب تستغل المزايا التي تتيحها المبادئ الديمقراطية في العمل على زعزعة الثقة في تلك المبادئ والقيم ذاتها، ومن ثم إقناع الأمريكيين والعالم أجمع بأن الولايات المتحدة ما هي إلا مجرد وهم.

وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب لا يعد الإصدار الأول للكاتب، حيث سبق له إصدار كتاب آخر في عام 2010، عن تجربة تعاونه مع الزعيم الإفريقي "نيلسون مانديلا" في كتابه حول مسيرته نحو الحرية، والذي حمل عنوان "طريقة مانديلا: دروس في الحياة والحب والشجاعة".

ويمكن استعراض أهم ما جاء به الكتاب الذي ينقسم إلى مقدمة وسبعة فصول من خلال المحاور الرئيسية التالية:

ثقافة وآليات الخارجية الأمريكية

تمثل الأجزاء الأولى من الكتاب استعراضًا دقيقًا من جانب "ستنجل" لتفاصيل العمل اليومي داخل وزارة الخارجية، حيث استخدم الكاتب كافة أدواته الصحفية في تحليل ثقافة وآليات العمل داخل الوزارة، ولعل ذلك عُدّ مدخلًا مهمًّا لإحداث الربط بين تلك الثقافة والآليات ودورها في كفاءة مواجهة حملات التضليل المعلوماتي التي تتعرض لها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تكشف عن حجم الصعوبات التي واجهها في الانتقال من ثقافة العمل الورقي إلى كيفية إنشاء المحتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الإجمال تُعد تلك الأجزاء شديدة الأهمية للمقدمين على العمل حديثًا في رواق وزارة الخارجية. وتتمثل أهم ملامح تلك الثقافة التي استعرضها "ستنجل"، فيما يلي: 

أولًا- تعقد الهياكل الإدارية: ففي حين لم يكن يستدعي عمل "ستنجل" كمحرر في "التايم" سوى وجود مساعد واحد فقط في مكتبه، فإن عمله كوكيل لوزارة الخارجية تضمن وجود العديد من المساعدين من رئيس للقسم، ونائب لرئيس القسم، وكاتب للخطابات، ومسئول عن التواصل الاجتماعي، ومساعد عسكري، ومسئول اتصال بالكونجرس، ومستشار للتطرف، ومساعد آخر لجدولة المواعيد، وآخر للخدمات اللوجستية والسفر. علمًا بأن هذه القائمة لا تشمل رؤساء مختلف المكاتب والبرامج التابعة لنطاق عمله. الأمر الذي يضيف المزيد من التعقيد في التواصل مع كل هؤلاء.

ثانيًا- تعدد الاجتماعات: يصف "ستنجل" يوم العمل داخل الوزارة بكونه مليئًا بالاجتماعات المجدولة بانتظام، والتي يتم تسميتها وفقًا لتوقيت انعقادها. ويعد من أهمها اجتماع "الساعة 8:30"، وهو الاجتماع الصباحي الذي يتم عقده مع وزير الخارجية "جون كيري". هذا بالإضافة إلى اجتماعات أخرى مثل 9:15 و4:30 وغيرها. كما أشار إلى أن ترتيب المقاعد في تلك الاجتماعات، يأتي وفقًا للأحرف الأولى المخصصة لكل إدارة.

ثالثًا- سيطرة البيروقراطية: يستدعي العمل أو الإقدام على أي مبادرة جديدة إحداث التواصل والحصول على موافقة العديد من الإدارات الأخرى، في ظل سيطرة الإجراءات البيروقراطية، وهو الأمر الذي يستهلك الكثير من الوقت، ولا يتوافق مع سرعة وتيرة الحرب التي تواجهها الولايات المتحدة من جانب أعدائها.

تشابكات التضليل المعلوماتي

بعد استعراض "ستنجل" في الفصل الثاني لكيفية ترشيحه للعمل في وزارة الخارجية، فإنه انتقل بعد ذلك لمهام عمله الأساسية كوكيل وزارة الخارجية الأمريكية للدبلوماسية والشئون العامة. وذكر أنه كان على موعد مع روسيا بشكل خاص، حيث كان لقاؤه الأول بعد توليه المنصب مع المبعوث الروسي الخاص للتعاون الثقافي. وقد تمثلت مهمة "ستنجل" الأساسية في مواجهة حملات التضليل المعلوماتي الموجهة من قبل كل من روسيا وتنظيم "داعش"، وذلك في السنوات الأخيرة من إدارة الرئيس "باراك أوباما"، حيث أتقن كل منهما آليات شن حرب المعلومات واستخدامها كسلاح، مستغلة في ذلك سيادة حالة عامة من الشعور بالمظلومية تجاه الولايات المتحدة، وتصويرها على أنها المصدر الرئيسي للظلم في العالم.

وتتمثل المفارقة في أن الكاتب قد وجد في "ترامب" امتدادًا لنفس الوسائل التي اتبعها كل من "داعش" وروسيا في شن حملات التضليل. 

وقد استعرض الكاتب أن الانطلاقة الأولى لتلك الحملات جاءت في عام 2014، بعد ضم الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" شبه جزيرة القرم، حيث أعقبها تسونامي من حملات التضليل التي استهدفت الولايات المتحدة. وبشكل عام، تتبع الكاتب من خلال سرده للأحداث أهم مراحل وتشابكات صناعة التضليل المعلوماتي، والتي يمكن تلخيصها على النحو التالي:

أولًا- اختلاق الأكاذيب والسرديات: لا يشترط أن يبدأ التضليل بمعلومة حقيقية، وإنما يمكن أن يتم اختلاقها بالكامل، وهو النهج الذي تتبعه كل من روسيا و"داعش"، حيث يتم اختلاق الروايات المقنعة، وتكرار الأكاذيب مرارًا وتكرارًا، فلا حاجة لهم بالحقيقة وإنما خلق حالة دائمة من التشكيك. ومن أبرز الأمثلة التي طرحها الكاتب هي قصة فتاة من أصول روسية اسمها "ليزا"، والتي ادعت روسيا أنها تعرضت للاعتداء في ألمانيا من قبل المهاجرين السوريين. وسرعان ما كررت وسائل الإعلام الروسية القصة على نطاق واسع، حتى خرج وزير الخارجية الروسي وأكدها. مما أدى إلى مظاهرات في الشوارع وضجة سياسية كبيرة في برلين. إلا أنه بعد بضعة أيام، اكتشفت السلطات الألمانية أنه لم يكن هناك أي اغتصاب، وإنما الفتاة كانت قد هربت من والديها. وقد تكرر الأمر مع اختلاف السياق خلال الحملات الانتخابية الأمريكية في عام 2016، حيث زعمت ويكيليكس أن لديها بريدًا إلكترونيًّا، وهو أمر مختلق تمامًا، يتضمن امتعاض "جون بوديستا" مدير حملة "هيلاري كلينتون" من بعض تصرفاتها، وهو الأمر الذي قصد به إضعاف موقف "هيلاري"، وإظهار الخلل داخل حملتها. 

ثانيًا- الهجوم المضاد: من ضمن الأساليب التي تتبعها حملات التضليل هو الهجوم المضاد ضد أي تغريدات أو منشورات تعارض الاتجاه العام الذي تتبناه. حيث ذكر "ستنجل" أنه في إطار صياغة رد فعل أمريكي على ضم "بوتين" لشبه جزيرة القرم، وفي حين أدان الرئيس "أوباما" ووزير الخارجية "جون كيري" هذا العمل العدواني المتعمد، ودعا إلى فرض عقوبات على روسيا. فإن دوره تمثل في إطلاق التغريدات عبر تويتر، حيث جاءت التغريدة الأولى كالتالي: "يجب أن يكون المبدأ الأساسي المحرك للأحداث هو أن يحدد شعب أوكرانيا مستقبلهم (#Ukraine)". إلا أنه وبعد دقائق قليلة، ولمدة أشهر كاملة بعدها، تشكلت هجمة شرسة من جانب مغردين روس لإطلاق مئات من التعليقات والتغريدات المضادة، والتي قامت باتهامه بالدعاية الفاشية، والنفاق بل والتضليل. 

وعلى جانب آخر، أوضح الكاتب أن "داعش" كانت سباقة في إطلاق التغريدات المتواصلة من قبل "الجهاديين الرقميين"، لتقويض الولايات المتحدة الأمريكية برسائل ومقاطع فيديو عن عمليات خطف وقطع رؤوس الأمريكيين، ومنهم الصحفي الأمريكي "جيمس فولي"، مدعومة بهاشتاج (#NewMessageFromISISTOUS). 

ثالثًا- تحصين المعلومات المضللة: حيث يتم إطلاق أسراب من التغريدات الداعمة للتحركات الروسية في أوكرانيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متهمة الغرب بأنه مصدر عدم الاستقرار، وأن أوكرانيا هي جزء من روسيا. وحقيقة الأمر، فإن تلك الحملات لم تكن مجرد جهود مشتتة، وإنما تم اكتشاف ما يسمى وكالة أبحاث الإنترنت، وهي شركة روسية مقرها سانت بطرسبرج يمولها مجموعة من رجال الأعمال المقربين من "بوتين"، والتي يقوم من خلالها مجموعات من الشباب المتصيدين الذين تم توظيفهم لإطلاق التغريدات المضادة للولايات المتحدة من خلال إنشاء العديد من الحسابات الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما قامت روسيا كذلك بشراء الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الحملات الانتخابية الأمريكية خلال عام 2016.

رابعًا- الهجمات السيبرانية: والتي تأخذ أشكالًا متعددة، إما عن طريق البرامج الضارة (Malware)، حيث ذكر البنتاجون أنه يُحبط أكثر من مليون هجوم من البرامج الضارة في الساعة. أما الشكل الآخر فهو اختراق الحسابات وسرقة البيانات، حيث تشير بعض البيانات إلى اختراق أكثر من (600 ألف حساب) على موقع فيسبوك كل يوم. كما يتم فقد أو سرقة أكثر من (25 مليون) سجل بيانات من الشركات يوميًّا.

خامسًا- الاستعانة بالأذرع الإعلامية: حيث يستعين كل من روسيا وتنظيم "داعش" بالأذرع الإعلامية الخاصة بهما في الترويج لحملاتهما للتضليل المعلوماتي، فيتم استخدام قناة "الحياة"، وهي الذراع الإعلامية لداعش في الترويج لحملاتها، وكذلك استعراض عمليات القتل الجماعي والترويع التي تقوم بها الجماعة الإرهابية. كما تقوم كل من وسائل الإعلام الروسية التقليدية مثل (RT)، والذراع الرقمي الجديد (Sputnik)، بإعادة تغريد القصص والأكاذيب التي تنشرها وكالة أبحاث الإنترنت الروسية، ثم يتم التأكيد عليها من جانب وزارة الخارجية الروسية لإضفاء المصداقية.

المواجهة الأمريكية

استعرض "ستنجل" بعض الكيانات الجديدة التي تم إنشاؤها داخل الولايات المتحدة لمواجهة التضليل الروسي، فهناك مركز تابع لإدارته تم إنشاؤه في عام 2010 لمواجهة الإرهاب والحملات المضادة من جانب التنظيمات الإرهابية وبصفة خاصة تنظيم "القاعدة"، ويحمل اسم "مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب" (The Center for Strategic Counterterrorism Communications).

ويذكر أن المركز قام بدورٍ في إطلاق بعض الهاشتاجات المضادة للعمليات الوحشية التي تبنتها "داعش"، ومحاولة مخاطبة الشباب العربي عبر تلك التغريدات، حيث كانت في البداية بثلاث لغات، هي: العربية، والأردية، والصومالية. 

ويضيف، لم تكن هناك جهة مخولة بمواجهة حملات التضليل بشكل عام، ولذلك واستجابة للحملة الروسية التي أعقبت ضم شبه جزيرة القرم، أنشأ "ستنجل" وحدة جديدة حملت اسم "فرقة العمل الأوكرانية" (Ukraine Task Force)، وعدت بذلك أول كيان حكومي متخصص في مواجهة حملات التضليل الروسية، حيث تمثلت أولى إسهاماتها في إطلاق رسائل تدحض مباشرة أهم عشرة تصريحات أدلى بها "بوتين" بشأن أوكرانيا. ثم تغير اسمها لتصبح "مجموعة المعلومات الروسية" (Russian Information Group)، وتولت مهمة إجراء البحوث ومساعدة مكاتب الشئون العامة الأمريكية في جميع أنحاء العالم في توفير المعلومات حول الحملات الروسية. 

وفي مارس 2016، وقّع "أوباما" على قرار إنشاء كيان جديد يسمى مركز المشاركة العالمي (Global Engagement Center)، وهو عبارة عن مجموعة مشتركة من ممثلي عدد من الوكالات التي تمثلت مهمتها الأساسية في قيادة ومزامنة وتنسيق جهود الحكومة الفيدرالية لاكتشاف حملات التضليل وفهمها وفضحها ومواجهتها، وبصفة خاصة تلك التي تقوم بها روسيا. وقد كان من المفترض أن يشكل هذا المركز استجابة مركزية للولايات المتحدة ضد حملات التضليل في جميع أنحاء العالم؛ إلا أنه لم ينجُ من البيروقراطية، حيث تم تقليص مهمة المركز بشكل كبير، وبدأ يفقد جاذبيته وفاعليته لدى المواطنين. 

إطلاق التحذيرات

أطلق الكاتب مجموعة من التحذيرات وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2020، ولعل ذلك هو السبب الرئيسي في إصدار الكتاب في ذلك الوقت، حيث نوه إلى أن الخطر لم يعد يقتصر على التدخل الروسي فقط، وإنما هناك تحذيرات مماثلة من انضمام دول أخرى للعبة التضليل ومنها الصين وإيران، حيث توجد الشواهد التي تؤكد انخراط كلا الدولتين في عمليات مماثلة، ومنها ما تقوم به الصين لتغيير مسار الاحتجاجات في هونج كونج.

أما التحذير الثاني، الذي أطلقه "ستنجل" فيتعلق بضرورة تغيير آليات العمل الحكومية في مواجهة حملات التضليل، حيث إن تلك الآليات تتسم بالبطء، كما أنها غير قادرة على خلق محتوى مماثل ومضاد لما تتعرض له من حملات. 

ونوه إلى ضرورة تعديل قانون الاتصالات لعام 1996، والذي اعتبر شركات منصات التواصل الاجتماعي ليست جهات ناشرة، الأمر الذي يحتاج إلى التغيير وإخضاعهم للمساءلة عن ذلك المحتوى.

وختامًا، أنهى "ستنجل" كتابه بمجموعة من التوصيات التي يمكن الاعتداد بها في مواجهة حملات التضليل المعلوماتي، مع تأكيده في الوقت ذاته أنه لا توجد ضمانة لفاعليتها في تحقيق الهدف المراد، وأن المحك الرئيسي لنجاح تلك الحملات من عدمه هو الوعي العام بكيفية التمييز بين الأخبار الكاذبة وتلك الحقيقية، والمصادر الموثوقة وما هي دون ذلك. وخلص من ذلك إلى أن الحقيقة الواضحة هي أن الناس سيصدقون ما يريدون تصديقه. 

ومن أهم تلك التوصيات تفعيل أدوات مراجعة الحقائق وتغيير خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي، هذا إلى جانب شفافية وسائل الإعلام، وتفعيل دورها في توضيح الحقائق، والكشف عن آليات عملها. بالإضافة إلى وضع القواعد التي تمنع الحكومات والمنظمات والأفراد الأجانب من شراء الإعلانات عبر الإنترنت للتأثير على الانتخابات الأمريكية، وإرساء قواعد شفافية جميع الإعلانات السياسية. وبعد آخر مهم يتمثل في توفير المزيد من الحماية لخصوصية بيانات المستخدمين، حيث يمكن الاستعانة بسياسة مماثلة لتلك المتبعة في الاتحاد الأوروبي من تدشين حق امتلاك المواطنين بياناتهم الخاصة. 

وبصفة عامة، يقدم الكتاب سردًا واقعيًّا ومتسلسلًا لأهم حملات التضليل المعلوماتي التي تعرضت لها الولايات المتحدة خلال فترة حكم الرئيس "باراك أوباما"، كما يمنحنا إطلالة على آليات العمل داخل وزارة الخارجية الأمريكية، وهو ما يكشف عن أهم جوانب القصور التي تعتريها في مواجهة تلك الحملات، الأمر الذي قد يحقق هدف الكاتب في ضرورة الانتباه وتحديد أولويات العمل لمواجهة الحملات المماثلة خلال فترة الانتخابات الرئاسية المقرر لها في نوفمبر ٢٠٢٠ والتي من المتوقع أن تكون أكثر شراسة. 

بيانات الكتاب: 

Richard Stengel, "Information Wars: How We Lost The Global Battle Against Disinformation & What We Can Do About It", (New York: Atlantic Monthly Press, 2019).