أدت تصرفات البشر إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، الذي يمثل نحو 65% من إجمالي الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وقد كلفت التغيرات المناخية الدول خسائر هائلة في الأرواح والأموال. وانطلاقاً من المسؤولية المشتركة عن كوكب الأرض، قامت 154 دولة عام 1992 بالتوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بهدف منع التدخل البشري الخطر في النظام المناخي. ومنذ ذلك الحين تجتمع دول العالم سنوياً في القمة العالمية للمناخ أو ما يعرف بمؤتمر الأطراف “Conference of parties” “COP”، والذي يعقد هذه السنة في دولة الإمارات العربية المتحدة في نسخته الثامنة والعشرين.
وعلى مدار المؤتمرات السابقة، تمكنت الدول من تحقيق بعض الإنجازات في عدة قضايا مرتبطة بملف التغير المناخي، وما زالت هناك قضايا عالقة ومحل جدال دولي لم تستطع الأطراف الوصول إلى اتفاق بشأنها خاصة مع اختلاف مواقف دول العالم من قضية المناخ، وكان على رأسها قضية “صندوق الخسائر والأضرار” التي ظلت معلقة إلى أن تم حسمها في النسخة السابقة من المؤتمر التي عقدت في جمهورية مصر العربية. وعلى غرار ذلك، تركت بعض المؤتمرات علامات فارقة في مسار قضية المناخ ما يعلي من شأنها وأهميتها عاماً تلو الآخر. وفي إطار استعداد دولة الإمارات وكافة دول العالم والمؤسسات الدولية المختلفة للنسخة القادمة من المؤتمر، فمن المهم معرفة أين نقف الآن في قضية تغير المناخ.