إشكاليات التنظيم:

كيف يغير الميتافيرس الهويات والأسواق في العالم؟

05 November 2022


في عام 1992 قام المؤلف نيل ستيفنسون بابتكار مصطلح ميتا فيرس "metaverse" لأول مرة، في إطار روايته للخيال العلمي، تحطم الثلج "Snow Crash"، والتي صورت تفاعل البشر من خلال صور رمزية أو ما يعرف بالأفاتار "avatars" في فضاء ثلاثي الأبعاد. وتعني كلمة Meta في الانجليزية "ما وراء"، بينما تشير كلمة فيرس verse إلى "الكون"، مما ينتج عنه مصطلح ميتافيرس metaverse أي "ما وراء الكون". ويصنف ميتافيرس بكونه أحدث مصطلح رائج في مجال التكنولوجيا الآن. 

بشكل عام، يعتبر الميتافيرس شكلاً من أشكال الفضاء السيبراني، يسمح للمستخدمين بالدخول في تجربة مرتكزة على الذكاء الاصطناعي، تمكنهم من تشكيل عالم افتراضي والانخراط فيه ومحاكاة الحياة الواقعية. فيتجاوز المستخدمين شاشات هواتفهم الذكية وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم من خلال تقمص نسخة من أنفسهم وإدخالها إلى العالم الافتراضي، ويتحولون من خلال الواقع الافتراضي إلى أفاتار. ويعرف الواقع الافتراضي (VR)، في أبسط تعريف له، على أنه نماذج الكمبيوتر التي تسمح للمستخدم بالتفاعل مع بيئة حسية أو بيئة اصطناعية ثلاثية الأبعاد، وذلك بهدف محاكاة الواقع. وعادة ما يستخدم مع مفهوم آخر يعرف بالواقع المعزز (AR) وهو تقنية مصممة لتعزيز الواقع بالصور الرقمية وذلك باستخدام عروض الفيديو أو الصور الفوتوغرافية.

وقد تصاعد في الآونة الأخيرة الاهتمام بالتفاعلات الافتراضية المرتكزة على الميتافيرس، وأعلنت العديد من الشركات الكبرى بمجال الإعلان عن عدة مبادرات في هذا المجال الجديد، وقامت شركة فيس بوك بدمج مصطلح "ميتا" لعلامتها التجارية لتعكس تصور مارك زوكربيرغ، مؤسس فيس بوك، بهيمنة الميتافيرس على الموجة التالية من التكنولوجيا.

وفي مقابل هذا التطور والنمو السريع والثوري في تكنولوجيا الميتافيرس، ظهرت بعض الممارسات التي تشير لثمة تداعيات اجتماعية ومشاكل مرتبطة بالأطر القانونية والتنظيمية لهذا العالم الافتراضي الفوضوي. ويتناول المقال الحالي التبعات القانونية المحتملة في حال تطورالـميتافيرس، ويستعرض أهمية الحاجة لوضع قوانين ولوائح تحكم هذه التكنولوجيا الرقمية الرائدة الجديدة.

منافسات افتراضية

أصدرت بلومبيرج إنتليجنس في عام 2021 تقريراً يؤكد أن تكنولوجيا الميتافيرس لها آفاق اقتصادية هائلة، ويتوقع أن تصل استثماراتها "إلى 800 مليار دولار بحلول منتصف هذا العقد، ويتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 2.5 تريليون دولار بحلول عام 2030". وبالنظر إلى هذه الأرقام يمكننا فهم الأسباب التي تجعل الشركات الكبرى تنظر للميتافيرس على أنه مستقبل الإنترنت. حيث تتنافس كبريات شركات التكنولوجيا، جوجل، وآبل، وميكروسوفت وغيرها في هذا الفضاء الإلكتروني الجديد. فعلى سبيل المثال، تهدف Meta إلى إنشاء شبكة ضخمة افتراضية ثلاثية الأبعاد للوقت الفعلي تسمى Horizon Worlds، ستمكن المستخدمين من الحفاظ على سرية هوياتهم وسجلات حساباتهم أثناء اللعب. وعلى النهج نفسه، فمن المتوقع إطلاق سماعات الرأس AR من Google  أو ما يعرف بProject Iris""  مع حلول عام 2024.

ومن الجدير بالذكر أن شركات التكنولوجيا ليست وحدها التي قررت المغامرة في عالم الميتافيرس. فقد أطلقت شركة التطوير العقاري الإماراتية داماك، مشروع ميتافيرس هي الأخرى، حيث صرح المدير الإداري للشركة، علي سجواني، وهو في الوقت نفسه أحد ملاك شركة ساندبوكس ميتافيرس، بأن داماك تدرس طرقاً مختلفة لدمج تكنولوجيا الميتافيرس في معاملاتها. وأكد ذلك تصريح حسين سجواني، مؤسس داماك أنه: "في محاولة لدمج الاتجاهات التكنولوجية التقدمية بالاستثمارات التجارية والعقارية نقوم بتوسيع عروضنا في عالم الميتافيرس للاستفادة من الفرص العديدة التي يوفرها هذا الجانب التكنولوجي الجديد".

وتجدر الإشارة إلى أن شركات الاستثمارات العقارية ليست وحدها التي قامت بالمشاركة في مجال الميتافيرس، ففي نوفمبر 2021، قامت شركة نايك Nike بإطلاق ما عرف بنايك لاند Nikeland، ودمجها داخل لعبة روبليكس  Roblox والتي تضم ما يقرب من 50 مليون مستخدم نشط يومياً، معلنةً أن ما يقرب من 7 ملايين شخص قد زاروها منذ ذلك الحين، حيث تسمح للشخصيات الافتراضية بارتداء ملابس نايك. كما قامت نايك أيضًا بتصميم مواقع داخل لعبة روبليكس  لعلامات تجارية أخرى مثل رالف لورين، وجوتشي، وشيبوتيل. وفي العام الماضي أطلقت ماركة بالينسياجا Balenciaga العالمية الفارهة هي الأخرى خط ملابسها على اللعبة الرقمية فورتنايت، تحت مسمى فورتنايت بالينسياجا.  وتعد هذه أول شراكة بارزة تسمح للعبة إلكترونية أن تضم عناصر رقمية ومادية. فمن خلال اللعبة تم الترويج لخطوط الموضة الجديدة للعلامة التجارية، حيث قدمت مجموعة بالينسياجا أزياءها الواقعية في العالم الافتراضي. 

تداعيات اجتماعية

تجمع تكنولوجيا الميتافيرس بين عناصر الإنترنت التقليدي، ووسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الإنترنت من جانب، وبين الأنشطة الترفيهية الأخرى من جانب آخر، حيث باستطاعتها أن تجمع كل هذا معاً في بيئات متزامنة، بحيث يتمكن المستخدمون من قضاء وقت كامل داخل عالم افتراضي، يمكنهم من المشاركة في الأنشطة الترفيهية، وإجراء المعاملات التجارية،.. في آن واحد.

على الجانب الآخر تؤدي الميتافيرس أيضاً إلى تغيير الطريقة التي نطور بها أشياء جديدة. فعلى سبيل المثال، تقوم فورميلا وان Formula 1  باستخدام نماذج مزدوجة digital twins من السيارات بهدف إنشاء سيارات سباق جديدة وتجربتها على مسارات افتراضية. وفي مجال الطب، سيكون الطبيب قادراً على التحكم في المعدات داخل عالم الميتافيرس، مما يتيح الفرصة لإجراء عمليات للمرضى باستخدام روبوت وتحريكه بالتزامن مع حركة الطبيب.

ففي القريب العاجل سوف يقتحم هذا العالم الرقمي الجديد حياتنا اليومية، ليس فقط في مجالي الاستثمار والأعمال الحرة ولكن في مجالات الرعاية الصحية والتعليم كذلك، بل وسيكون له أكبر الأثر أيضاً على تحركاتنا، وخصوصياتنا، وتفاعلاتنا الاجتماعية، بل وحتى أمننا.

1. الهوية البديلة:

يؤسس مستخدمو ميتافيرس هوية رقمية افتراضية خاصة بهم، يتفاعلون من خلالها مع الآخرين سواءً داخل دوائرهم من الأصدقاء أو من خارجها مع كيانات افتراضية ذكية. وبالنسبة للبعض، فإن هذه الهوية الافتراضية تمنحهم الفرصة للكشف عن أجزاء من شخصياتهم أو ما تنطوي عليه أنفسهم من أبعاد لم يكونوا قادرين على إظهارها من قبل في إطار العالم الواقعي، أو كانوا يجدون صعوبة في الحديث عنها أو البوح بها للآخرين في ظل القيود الاجتماعية التي تفرضها عليهم البيئة المحيطة. في المقابل أعطى الميتافيرس للكثيرين قدراً عظيماً من الثقة، حيث يتخفى وراء الهوية الافتراضية الجديدة التي صممها بنفسه لتعبر عن كامل مكنونات الشخصية بأبعادها المظلمة في بعض الأحيان، بينما يتراجع مستوى ثقة الفرد في شخصيته وهويته الواقعية لدرجة أنها أصبحت الهوية الثانوية في كثير من الحالات.

والحقيقة التي يغفل عنها المستخدم هي أنه على الرغم من مرونة التفاعل في البيئات الرقمية، حيث إن معظمها لا يتضمن الكثير من التعقيدات الموجودة في تفاعلات العالم الحقيقي، فإن كثرة التفاعل الافتراضي يؤدي إلى قطع اتصال المستخدم بالعالم الحقيقي، وإضعاف أو حجب شعوره بما حوله من أحداث، مما يؤثر ليس فقط على السلوك الاجتماعي للمستخدم بل وعلى صحته العقلية والنفسية كذلك. وتؤدي كل هذه التداعيات السلبية للميتافيرس إلى تساؤل مهم حول كيفية تنظيم آليات استخدامه.

2 - الجريمة والعقاب:

نظراً للطبيعة الثورية لهذا الفضاء الرقمي الجديد الذي يحاكي الحياة الواقعية بأركانها كافة، فإن أي خطأ قد يرتكب في العالم الواقعي يمكن وقوعه أيضاً في عالم الميتافيرس الافتراضي. ومن هنا يأتي التساؤل: هل سيكون من الممكن في حوادث الاعتداء، على سبيل المثال، داخل هذا الفضاء الرقمي، إدانة الهوية الرمزية وجعلها مسؤولة عما تأتيه من أفعال في عالم الميتافيرس؟

"سيكون هذا معقداً للغاية، لأنه يعني أننا بحاجة إلى إسناد هوية قانونية للشخصية الرمزية، ومنحها حقوقاً وواجبات داخل نظام قانوني يسمح لها برفع دعوى قضائية أو بأن يرفع ضدها دعوى كذلك".

وهناك تساؤل آخر كذلك، وهو عن كيفية إثبات وقوع جريمة ما في عالم الميتافيرس، ففي عالمنا الحقيقي يكون الضرر الجسدي الفعلي عنصراً من عناصر إثبات الفعل. بينما في عالم الميتافيرس سيكون من الصعب إثبات وقوع الخسارة أو الضرر أو الإصابة التي لحقت بالهوية الرمزية. فوفقاً لدراسة أجرتها وكالة أبحاث الواقع الافتراضي (العقول الممتدة - The Extended Mind) عام 2018، أفاد 36٪ من الذكور و49٪ من الإناث ممن كانوا مستخدمين منتظمين لتقنيات الواقع الافتراضي بتعرضهم للتحرش الجنسي. وللأسف فإن المتحرشين الجنسيين كانوا قادرين على إخفاء هوياتهم خلف الهوية الرمزية، وقد كان من الصعب تتبع هوياتهم بسهولة في العالم الحقيقي. 

كما أكدت أيضاً شركة كومون سينس ميديا (Common Sense Media)  على أن المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال مرتفعة بشكل خاص، حيث إن احتمالية استكشافهم لعالم الميتافيرس قبل قيام والديهم بذلك كبيرة، مما قد يعرضهم لمحتوى جنسي أو محتوى عنيف دون إحاطة القائمين على رعايتهم بذلك. وكنتيجة لمثل هذه المخاطر، فقد اخترعت ميتا ما يسمى بخاصية "المنطقة الآمنة"، والتي تسمح للمستخدمين بإنشاء فقاعة وقائية من حولهم بهدف تجنب الاتصال الوثيق مع الآخرين.

 وهكذا فيبدو أن جرائم العالم الحقيقي ستتبع البشرية إلى الفضاء الرقمي الجديد أيضاً. ومن هنا تأتي الحاجة الملحة إلى وضع مجموعة من القواعد واللوائح والتي من شأنها أن تساعد في تقليل مخاطر وقوع مثل هذه الجرائم والتحكم بمثل هذه الأفعال.

فوضى الأسواق 

نظراً للطبيعة اللامركزية للميتافيرس، فلن تكون هناك حدود أو حواجز عندما يتعلق الأمر بشراء وبيع السلع والخدمات. وبالتالي فستوفر هذه الطبيعة اللامركزية فرصاً رائعة للشركات للوصول إلى أسواق جديدة. غير أن كيفية تنظيم هذه الأسواق سيحتاج إلى مزيد من النظر.

1.  تنظيم الأصول الافتراضية:

بشكل عام يتم تحقيق الدخل في هذا الفضاء الرقمي الجديد وفي معاملاته من خلال استخدام العملة المشفرة أو ما يسمى بـ إن إف تي NFT أي الرموز المميزة غير القابلة للاستبدال. وتعتبر الرموز غير القابلة للاستبدال هي أصول رقمية فريدة، وقد تكون أي عمل فني أو موسيقى أو مرئي رقمي أو أي نوع آخر من الأصول الإبداعية الرقمية. فهي هي عبارة عن خط من الرموز على البلوكتشين ينسب ملكية أحد الأصول إلى شخص ما، فهي بالأساس إيصالات افتراضية موجودة على البلوكتشين، وتمثل دليل الملكية 

وفي هذا الفضاء الرقمي ما يحصل عليه المشتري هو الحق في عرض الأصل الرقمي، ومع ذلك فلا يوجد حتى الآن قول قانوني فصل بشأن ما إذا كانت الرموز غير القابلة للاستبدال ترقى كدليل على ملكية نسخة رقمية من الأصل الحقيقي أم لا.

وأحد الاعتبارات القانونية الرئيسية حالياً بخصوص تلك الرموز هو عدم وضوح كيفية تطبيق القوانين الحالية عليها، أي إذا ما كان سيتم التعامل معها على أنها أوراق مالية أو سلع أو ما شابه. وهذا سيجعل من الصعب على المستثمرين توضيح حقوقهم والتزاماتهم، مما يمكن أن يؤدي بدوره في كثير من الحالات إلى ألغاز قانونية.

2. العقود:

وبالنسبة لفكرة العقود في عالم الميتافيرس فستبنى على أساس القواعد المشفرة فيما يسمى بـ"العقود الذكية". وهي أكواد رقمية مبرمجة تعمل على البلوكتشين، وتقوم بإنجاز العمليات ميكانيكياً وتضمن إتمام التجارة والمعاملات وفقاً لقواعد محددة مسبقاً. وكذلك يمكن تعريف عقود الميتافيرس على أنها مجموعة من القواعد التي تتحكم في استخدام الرموز غير القابلة للاستبدال، والتي تستخدم أيضاً لتسهيل عمليات بيع وشراء الممتلكات الافتراضية. ومع ذلك، فإن هذه العقود ليست مرنة أو قابلة للتعديل كما قد يظن البعض.

ونظراً لأن هذا العالم الرقمي جديد، فالكثير من المستخدمين غير ملمين بإطارعمل العقود الذكية، مما دفع العديد من المحتالين لاستغلال الموقف والقيام بإنشاء روابط مزيفة. وبمجرد تنشيط هذه الروابط، يتمكن المحتال من الوصول إلى المحفظة الافتراضية للمستهلك ويمكنه كذلك من خلال العقد الذكي نقل محتويات المحافظ. ولسوء الحظ فإنه يكاد يكون من المستحيل تعديل هذه التحويلات، مما يعني أنه من المستحيل استرداد العملة المشفرة المسروقة. وقد بلغت الجريمة القائمة على العملات المشفرة 14 مليار دولار أمريكي في عام 2021. 

ومن هنا وجب وضع نظام قانوني يحكم هذا الفضاء الرقمي، والذي من شأنه أن يدمج معاملات وأنشطة الميتافيرس، وأيضاً لابد من توفير هيئات حكومية  تتمثل في سلطات مالية تكون قادرة على الإشراف على المعاملات عبر فضاء الميتافيرس.

تحدي الخصوصية

تمثل حماية خصوصية البيانات بعداً قانونياً آخر من الأبعاد التي لابد من إيجاد حل لها كنتيجة لانتشار الميتافيرس. فمع ازدهار هذه الفضاء الرقمي الجديد، ستكشف للجميع أنواعاً جديدة من بياناتنا الشخصية مثل تعابير الوجه، والإيماءات واللفتات الحركية، والكثير من ردود الفعل للهوية الرمزية.

فمثلاً بينما اعتاد المستخدمون على مشاركة بعض المعلومات الشخصية عند إنشاء حساباتهم عبر الفضاء الإلكتروني، فسيتطلب الميتافيرس مجموعة أكثر خصوصية من البيانات الشخصية، مثل بعض البيانات العاطفية والفسيولوجية. وفقاً لجولي روباش، كبير مستشاري الخصوصية في شركة البرمجيات سورسبوينت Sourcepoint: "ستلعب البيانات البيومترية دوراً أكثر بروزاً في الميتافيرس، وقد تحتاج الكثير من اللوائح للتعديل لتناسب الاستخدام الموسع والأكثر حميمية للبيانات البيومترية ولتجنب الأضرار المحتملة التي قد تنتج عن هذا الاستخدام الموسع".

بالإضافة إلى الكشف عن الكثير من البيانات الخاصة عبر فضاء الميتافيرس، فإنه عندما يتم تشغيل الميتافيرس الواحد بواسطة كيانات متعددة، فسوف يستلزم ذلك معايير توافق التشغيل البيني. وكنتيجة لذلك فستكون بيانات المستخدم عرضة لخطر الاستغلال بسبب وجود بعض نقاط الضعف التي لا يمكن تجنبها عندما يتم نقل البيانات والمعلومات من تطبيق لآخر. ومن ثم "فسيحتاج مسؤولو المنصات إلى اتفاقيات واسعة النطاق لضبط عمليات نقل البيانات، والمعايير الأمنية للمعلومات، والمسؤولية عن الامتثال".

أطر تنظيمية

نستطيع أن نستخلص من كل ما سبق عرضه أنه بينما يوفر الميتافيرس مجموعة مذهلة من الفرص إلا أنه يتسبب في الوقت نفسه في ظهور مجموعة جديدة من القضايا القانونية والتي لم تكن موجودة من قبل ولابد من العمل على إيجاد حل لها. وكبداية فيمكن من أجل التغلب على هذه المشاكل القانونية استمداد قوانين ولوائح هذا الفضاء الرقمي الجديد من القوانين المعمول بها بالفعل في الدول التي تحوي منصات الميتافيرس. وفي الغالب ستكون هذه القوانين واللوائح على غرار التنظيمات واللوائح التي تعمل بها منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث حالياً. غير أن منصات الإنترنت السائدة اليوم محدودة المدى والمجال بالمقارنة بما تهدف الميتافيرس للوصول إليه. 

وبهدف توفير إطار تنظيمي للميتافيرس، قامت دبي، كأول جهة تنظيمية في العالم، بإنشاء هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA) في دبي، رغبةً في تقديم مخطط للكيانات المالية التي تبحث عن العمل في فضاء الميتافيرس. وعلى الرغم من هذا الإسهام المحمود من جهة دبي إلا أنه من أجل التحكم في المسائل القانونية الخاصة بالميتافيرس بشكل شامل، فإن السيناريو المثالي هو وجود هيئة رسمية واحدة تحكم عالم الميتافيرس يكون من شأنها التعامل مع طبيعته العابرة للحدود، وتحترم الخصوصية الاقليمية.