السعودية ‬تحتفي ‬بالإمارات

04 December 2017


تختلف ‬الظروف ‬وتتبدل ‬المعطيات، ‬وتهتز ‬موازين ‬القوى ‬الدولية ‬في ‬المنطقة، ‬وترتفع ‬وتنخفض ‬النزاعات ‬الإقليمية، ‬وتتعقد ‬الملفات ‬الشائكة، ‬ويبقى ‬التحالف ‬السعودي- ‬الإماراتي ‬ثابتاً ‬وراسخاً، ‬وفي ‬مستويات ‬غير ‬مسبوقةٍ ‬في ‬تاريخ ‬البلدين.

مطارات ‬السعودية ‬وشركاتها ‬الكبرى ‬ومبانيها ‬الشهيرة ‬ووسائل ‬إعلامها ‬وصحافتها ‬وقنواتها ‬العامة ‬والخاصة، ‬احتفت ‬بعيد ‬الإمارات ‬الوطني ‬السادس ‬والأربعين، ‬وأكثر ‬من ‬هذا ‬فمحبة ‬الشيخ ‬زايد ‬لدى ‬الشعب ‬السعودي ‬ورثها ‬أبناؤه ‬من ‬حكام ‬وأيضاً ورثها شعب ‬الإمارات، ‬وصار ‬الشعب ‬السعودي ‬يعبر ‬بكل ‬وسائل ‬التعبير ‬الممكنة ‬عن ‬هذه ‬المحبة ‬بكل ‬الأشكال ‬الممكنة ‬فردياً ‬وجماعياً، ‬كل ‬في ‬فنه ‬ومجاله.

لم ‬تعرف ‬السعودية ‬الجديدة ‬التي ‬تعيد ‬ترتيب ‬توازنات ‬القوى ‬في ‬المنطقة ‬والعالم ‬حليفاً ‬أكثر ‬إخلاصاً ‬وأثراً ‬من ‬دولة ‬الإمارات، ‬وقرار ‬القيادات ‬بتعميق ‬التحالفات ‬ينتقل ‬بشكل ‬طبيعي ‬إلى ‬الشعوب ‬والمجتمعات، ‬وبخاصة ‬في ‬أوقات ‬إعادة ‬ترتيب ‬التوازنات ‬الإقليمية ‬والدولية، ‬والمشاركة ‬الفاعلة ‬في ‬خلق ‬أولويات ‬جديدةٍ ‬على ‬كافة ‬الصعد ‬تكون ‬هي ‬الحاكمة ‬الجديدة ‬لكل ‬التفاعلات ‬السياسية ‬والاقتصادية ‬والثقافية ‬والعلمية ‬والفنية ‬وغيرها، ‬وهو ‬ما ‬يمكن ‬لأي ‬باحثٍ ‬أو ‬متابعٍ ‬أن ‬يرصده ‬في ‬هذه ‬المرحلة ‬من ‬تاريخ ‬المنطقة ‬والعلاقات ‬بين ‬البلدين.

أزمات ‬المنطقة ‬كثيرة، ‬إنْ ‬على ‬مستوى ‬المواقف ‬الدولية ‬أو ‬الصراعات ‬الإقليمية ‬أو ‬الملفات ‬الكبرى ‬التي ‬تتعلق ‬بكل ‬بلدٍ ‬على ‬حدةٍ، ‬وإنْ ‬على ‬مستوى ‬المنظمات ‬السياسية ‬كمجلس ‬التعاون ‬الخليجي ‬والجامعة ‬العربية، ‬وإن ‬على ‬مستوى ‬المؤسسات ‬الإسلامية ‬بشتى ‬تنوعاتها، ‬وعلى ‬كل ‬تلك ‬المستويات ‬بما ‬يتفرع ‬عنها، ‬لا ‬توجد ‬دولتان ‬يمكن ‬التنبؤ ‬باتحاد ‬مواقفهما ‬في ‬كافة ‬الظروف ‬مثل ‬السعودية ‬والإمارات.

في ‬واحة ‬الكرامة ‬في ‬أبو‬ظبي ‬وقبل ‬يومين ‬من ‬العيد ‬الوطني ‬الإماراتي ‬اجتمع ‬حكام ‬الإمارات ‬في ‬يوم ‬الشهيد ‬الذي ‬يخلّد ‬شهداء ‬الإمارات ‬وأبطالها ‬في ‬معارك ‬المجد ‬والبطولة، ‬وكثيرٌ ‬من ‬الأسماء ‬كانت ‬في ‬عاصفة ‬الحزم ‬وتحرير ‬اليمن ‬من ‬ميليشيات ‬إيران ‬«الحوثية» ‬الدموية ‬المؤدلجة، ‬والتي ‬نقلت ‬الأنباء ‬بالأمس ‬انشقاقاً ‬واسعاً ‬بينها ‬وبين ‬حليفها ‬السابق ‬علي ‬عبدالله ‬صالح.


من ‬أهم ‬التحالفات ‬القائمة ‬في ‬المنطقة ‬اليوم، ‬التحالف ‬العربي ‬لتحرير ‬اليمن ‬والذي ‬تقوده ‬السعودية ‬والإمارات، ‬وتحالف ‬الدول ‬المسلمة ‬لمحاربة ‬الإرهاب ‬الذي ‬عقد ‬اجتماعه ‬الأول ‬الأسبوع ‬الماضي ‬في ‬الرياض، ‬وفيه ‬السعودية ‬والإمارات، ‬أما ‬ملف ‬مواجهة ‬الإرهاب ‬والتطرف ‬على ‬كافة ‬المستويات، ‬ونشر ‬التسامح ‬والمحبة ‬فهي ‬ملفات ‬مشتركة ‬بين ‬البلدين ‬الشقيقين ‬يتنافسان ‬فيها ‬التقدم ‬والإنجاز.

هل ‬ستعقد ‬قمة ‬خليجية ‬في ‬الكويت ‬تضم ‬قطر؟ ‬وقطر ‬تدعم ‬«الحوثي» ‬في ‬اليمن ‬من ‬قبل ‬ومن ‬بعد، ‬كيف ‬سيُدفع ‬الملف ‬السوري ‬للحل ‬في ‬جنيف؟ ‬مع ‬كل ‬التعقيدات ‬الدولية ‬والإقليمية ‬والداخلية، ‬ثم ‬كيف ‬ستتأثر ‬لبنان ‬بكل ‬ما ‬يمور ‬في ‬المنطقة من توترات؟ ‬لأن ‬لبنان ‬تتأثر ‬أكثر ‬مما ‬تؤثر، ‬بحكم ‬حجمها، ‬كيف ‬سيعاد ‬التعامل ‬مع ‬القضية ‬الفلسطينية ‬بعد ‬المصالحة ‬التي ‬رعتها ‬مصر؟ ‬مع ‬الممانعة ‬التي ‬تبديها ‬حركة ‬«حماس» ‬الإخوانية، ‬كيف ‬سيتم ‬التعامل ‬مع ‬المتغيرات ‬الكبيرة ‬في ‬اليمن ‬بعد ‬المواجهة ‬المباشرة ‬بين ‬«الحوثي» ‬وصالح؟ ‬وترحيب ‬الشرعية ‬والتحالف ‬العربي ‬الداعم ‬لها ‬بكل ‬ما ‬يخلص ‬اليمن ‬من ‬أزمته.

لن ‬يجد ‬أي ‬متابعٍ ‬صعوبةً ‬تذكر ‬في ‬اكتشاف ‬أن ‬السعودية ‬والإمارات ‬يمثلان ‬حلفاً ‬صلباً ‬يدفع ‬باتجاه ‬حلولٍ ‬واقعيةٍ ‬وممكنةٍ، ‬لحل ‬كل ‬هذه ‬الملفات ‬التي ‬ربما ‬غرق ‬البعض ‬في ‬تفاصيلها ‬وأعمته ‬عن ‬الرؤية ‬العامة، ‬وهو ‬ذات ‬الأمر ‬الذي ‬يجري ‬في ‬ملفات ‬التنمية ‬والتطوير ‬والفكر ‬والثقافة ‬والتنوير، ‬دولتان ‬تتسابقان ‬التقدم ‬والرقي ‬وتقودان ‬التواصل ‬مع ‬العالم ‬الحديث ‬وريادة ‬الوعي ‬وحماية ‬المصالح ‬وبناء ‬المستقبل.

أخيراً، ‬هناك ‬هدم ‬وبناءٌ، ‬وتغيير ‬للمشكلات، ‬وإعادة ‬ترتيب ‬للأولويات ‬والتوازنات، ‬مع ‬حفاظٍ ‬على ‬عنصر ‬المفاجأة، ‬ونجاحٌ ‬وصناعةٌ ‬جديدة ‬للتاريخ، ‬والسعودية ‬والإمارات، ‬صفٌ ‬واحدٌ ‬ومصيرٌ ‬واحدٌ. ‬وكل ‬عامٍ ‬وأنتم ‬بخير.

*نقلا عن صحيفة الاتحاد