استشراف المستقبل:

التنبؤ بالاتجاهات القادمة في العدد الرابع من "دراسات المستقبل"

06 December 2018


أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة العدد الرابع من سلسلة "دراسات المستقبل" عن شهر نوفمبر 2018، حيث يتناول هذا العدد موضوع "استشراف المستقبل: مناهج وإشكاليات التنبؤ بالاتجاهات القادمة في العالم"، وتركز الدراسة على التطور في مناهج ومداخل دراسة المستقبل والإشكاليات التي تواجه استشراف الظواهر الصاعدة والإشكاليات القادمة في العالم بالإضافة إلى مداخل استيعاب واحتواء صدمات المستقبل.

أبعاد "معضلة المستقبل":

لقد قام بإعداد هذه الدراسة، أ. محمد عبدالله يونس، مدرس العلوم السياسية المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وتنقسم الدراسة إلى عدة محاور رئيسية يركز أولها على تطور دراسة الظواهر المستقبلية، ويتناول المحور الثاني خريطة مداخل "دراسات المستقبليات"، أما المحور الثالث فيركز على أبعاد "معضلة المستقبل" في العلوم الاجتماعية، ويناقش المحور الرابع في الدراسة إشكاليات استيعاب التحولات السريعة للواقع، ويركز المحور الخامس على المعوقات الإدراكية لدراسة المستقبل، وختاماً يتناول المحور السادس أساليب استيعاب "صدمات المستقبل".

ويرى الباحث أن دراسة المستقبل تعد احتمالية وليست يقينية بأي حال، كما أن هناك أكثر من صيغة وتصور للمستقبل ولا يمكن الاكتفاء بمسار واحد مرجح، وفي هذا الصدد تركز الدراسات المستقبلية على استشراف الاحتمالات المتوقعة للظواهر المختلفة والتغيرات المُحتملة من خلال أدوات منهجية بينية، يتمثل أهمها في النماذج السببية التي تدرس كمياً اتجاهات التغير في الارتباط بين المتغيرات، وبناء السيناريوهات المتوقعة لتطور الظواهر ورسم الخرائط الزمنية التي تربط بين الخبرة التاريخية لتطور الظاهرة وواقع الظاهرة في الوضع الراهن للتنبؤ باحتمالات التطور المستقبلي.

مداخل "استيعاب الصدمات":

وتشير الدراسة إلى أن الاستشراف العلمي المنضبط للاتجاهات القادمة، يواجه "معضلة ثلاثية الأبعاد" تعترض مداخل فهم وتحليل اتجاهات المستقبل، وتتمثل أركان هذه المعضلة في إشكاليات مناهج التحليل في العلوم السياسية وتعقيدات الواقع والظواهر السياسية والاجتماعية، والقصور الإدراكي لدارسي المستقبل المرتبط بالطبيعة البشرية وقدراتها المحدودة في التعامل مع الواقع.

وختاماً، أدت التحديات التي تواجه دراسة المستقبل لتراجع محاولات التنبؤ والاستشراف في مقابل التركيز على تطوير أساليب ومداخل لاستيعاب "صدمات المستقبل" والتكيف مع التغيرات السريعة والتحولات غير المتوقعة في عالم السياسة انطلاقاً من منظورات واقعية، ومن بين هذه المداخل تعزيز المرونة والقدرة على الارتداد السريع في المؤسسات والدول والمجتمعات والاستعداد لاستقبال الصدمات واحتوائها.