هسبريس:

بعد الاتفاق السعودي الإيراني .. إسرائيل ترفض وساطة الصين مع فلسطين

04 July 2023


أفاد مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بأن إسرائيل رفضت محاولات الصين الدخول على خط الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ لأن ذلك “أمر يُقلق تل أبيب، باعتباره محاولة أخرى من جانب بكين لتعزيز حضورها في الشرق الأوسط على حساب الولايات المتحدة، بعد المحاولة الأولى التي استؤنفت في ضوئها العلاقات بين إيران والسعودية”.

وحسب ما ذكره المركز في ورقة بعنوان: “هل تنجح بكين في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟”، فإن “نتنياهو أعرب صراحة عن رفضه أية وساطة من هذا النوع من جانب الصين، وأن إسرائيل ملتزمة تجاه الولايات المتحدة، على الرغم من تأكيده احترام الصين”، وزاد المركز: هذا “الأمر راجع إلى إدراك تل أبيب جيدا أن واشنطن تنحاز إلى صفها عبر عدم قيامها بأية ضغوط حقيقية على إسرائيل للتراجع عن احتلال الأراضي الفلسطينية”.

وأضاف المصدر ذاته أن “بكين، بالمقابل، لا تتبنى هذا الموقف، خاصة أنها تسلم منذ البداية بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود 1967؛ وهو ما ترفضه إسرائيل تماما”، فضلا عن أن “الصين غير مستعدة لتبني مقاربة دبلوماسية مرتفعة المخاطر قد تتضمن احتمالات فشل عالية، بالتوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا سيما أنها لا تمتلك أية أوراق ضغط حقيقية على إسرائيل”.

وحسب مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، فإذا “كانت بكين قد نجحت في التقريب بين إيران والسعودية، فإن ذلك يعود إلى سياق خاص، بحيث إن طهران والرياض كانتا ترغبان في تخفيف حدة التوتر بينهما، كما أن الصين تحتفظ بعلاقات قوية اقتصادية وعسكرية معهما”، في حين أن “هذا الأمر لا يطبق على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

وبدأت الحكاية، وفق المركز، حين أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، في الفترة من 13 إلى 16 يونيو 2023، زيارة إلى العاصمة الصينية بكين، التقى خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ”، مبرزا أن الرئيسين “قد بحثا، خلال اللقاء، تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الرؤى بشأن آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك. كما التقى عباس بعدد من كبار المسؤولين الصينيين”.

وأشار المصدر عينه إلى أن الرئيس الصيني طرح رؤية بكين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي استندت إلى 3 نقاط؛ أولاها إقامة دولة فلسطينية مُستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وثانيتها ضمان احتياجات فلسطين اقتصاديا ومعيشيا، وزيادة المساعدات الإنمائية والإنسانية لها”. وبخصوص النقطة الثالثة، فقد تعلقت بـ”الالتزام بالاتجاه الصحيح المتمثل في مفاوضات السلام، عبر احترام الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة في القدس”، وكذلك “تجنب الأقوال والأفعال الاستفزازية من جانب كل طرف، وعقد مؤتمر سلام دولي واسع النطاق وأكثر موثوقية وتأثيرا من أجل تهيئة الظروف لاستئناف محادثات السلام والإسهام بجهود ملموسة لمساعدة فلسطين وإسرائيل على العيش بسلام”.

وعلى الرغم من أن هذه الخطة الصينية لا تروق الجهة الإسرائيلية، وفق المركز، فإنه “يلاحظُ أن صيغة السلام التي تقترحها الصين تحقق آمال الفلسطينيين، خاصة أنها تغاير رؤية واشنطن، والتي تتقارب مع الرؤية الإسرائيلية القائمة على إقامة سلام اقتصادي مع الفلسطينيين، مع تأجيل بحث إقامة الدولة الفلسطينية إلى أجل غير مسمى”.

ومن حيث بعض دلالات الأمر، اعتبر المركز أن الصين تتطلع “إلى أداء دور مؤثر في منطقة الشرق الأوسط، في ضوء تراجع اهتمام الولايات المتحدة بها، بهدف تأكيد موقعها في النظام الدولي باعتبارها قوة كبرى مؤثرة لا يقتصر اهتمامها على جوارها المباشر؛ ولكن يمتد إلى أقاليم العالم المختلفة، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط”.

*لينك المقال في هسبريس*