بين التصعيد والتهدئة:

إلى أين تتجه أزمة "ممر زانجيزور" بين إيران وأذربيجان؟

14 November 2022


عاد التوتر مجدداً في العلاقات بين إيران وأذربيجان، حيث أجرت قوات أذربيجانية، يوم 2 نوفمبر 2022، مناورات عسكرية قرب الحدود مع إيران، رداً على إطلاق الحرس الثوري الإيراني في منتصف أكتوبر الماضي مناورات عسكرية واسعة النطاق على طول حدود البلاد مع أذربيجان.

وكانت أذربيجان قد شنت هجمات على أهداف في جنوب أرمينيا، في 13 سبتمبر 2022، في محاولة للسيطرة على ممر زانجيزور، الذي يقع على الحدود بين إيران وأرمينيا، ويربط بين جمهورية أذربيجان وإقليم ناخيتشيفان التابع لها والمتمتع بالحكم الذاتي داخل أرمينيا، الأمر الذي تنظر إليه طهران على أنه مؤامرة دولية لتطويقها جغرافياً، متعهدة بمنع أي محاولة لتغيير الجغرافيا السياسية في هذه المنطقة.

مؤشرات التصعيد: 

دخلت العلاقة بين إيران وأذربيجان مرحلة من التوتر والتصعيد، ويمكن رصد أبرز مؤشراته في الفترة الأخيرة، على النحو التالي:


1- إجراء مناورات عسكرية حدودية: أطلق الحرس الثوري الإيراني مناورات عسكرية واسعة النطاق على طول الحدود مع أذربيجان، في 17 أكتوبر الماضي، وتم نشر جسور مؤقتة عائمة لتدريب القوات والمركبات العسكرية على التنقل عبر العقبات المائية، لأول مرة، وهو ما أثار الانتباه، لاسيما في ضوء الإشارة إلى زيادة عدد الأسلحة والأفراد المشاركين في هذه المناورة. وأعقب ذلك بيومين، إعلان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أن "إيران لن تسمح بقطع اتصالها مع أرمينيا، ومن أجل تأمين هذا الهدف، أطلقت جمهورية إيران الإسلامية أيضاً مناورة في تلك المنطقة"، وهو ما يُدلل على أن هدف طهران من تلك المناورات هو تهديد الجانب الأذربيجاني للحيلولة دون إقدامه على تفعيل ممر زانجيزور.

ولم تتوان أذربيجان عن الرد على استفزازات إيران، إذ أطلقت القوات الخاصة في الجيش الأذربيجاني مناورات عسكرية على الحدود مع إيران، في 2 نوفمبر الجاري، وهو ما يُنذر باحتمال تفجر الأوضاع في القوقاز، إذا ما استمر التصعيد بين الجانبين على نحو متسارع. 

2- افتتاح القنصلية الإيرانية في أرمينيا: افتتحت إيران، في 21 أكتوبر الماضي، قنصليتها العامة في مدينة كابان التي تقع بمقاطعة سونيك الأرمينية، وشهدت هجمات أذربيجانية في سبتمبر الماضي. وقد تمت الإشارة إلى أن هذا الافتتاح تم على عجل، قبل أن يتم الانتهاء من أعمال التجديد التي كانت جارية داخل القنصلية. ويعكس ذلك الأمر رغبة طهران في إيصال عدّة رسائل، أهمها أن تحالفها مع أرمينيا ثابت ويتجه نحو مزيد من التطوير في العلاقات بين الجانبين، بالإضافة إلى ما يحمله مكان افتتاح القنصلية من دلالة، حيث يقع بالقرب من المسار المخطط لممر زانجيزور، في مسعى لتأكيد إيران أن الحدود مع جارتها الشمالية غير قابلة للتغيير. وقد أعقب ذلك زيارة وزير الخارجية الأرميني إلى طهران ولقائه نظيره الإيراني، حيث أكدا على ضرورة تعميق العلاقات بين الدولتين.

3- تعزيز العلاقات الاقتصادية الإيرانية مع أرمينيا: شهدت العلاقة بين أرمينيا وإيران تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، لاسيما في بُعدها الاقتصادي والتجاري، إذ تُعد أرمينيا الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي تتشارك حدوداً مع إيران، واتفق الطرفان على إطلاق خط إنتاج للسيارات الإيرانية في أرمينيا، بعد مباحثات بين رئيس منظمة التنمية التجارية الإيرانية، علي رضا بيمان باك، ونائب وزير الاقتصاد الأرميني، ناريك تيريان، في 4 سبتمبر الماضي. كما استضافت يريفيان منتدى الأعمال الأرميني- الإيراني، بهدف رفع العلاقات الاقتصادية الثنائية إلى مستوى أعلى. وسجل التبادل التجاري بين البلدين نمواً كبيراً في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، ليبلغ حوالي 307 ملايين دولار مقارنةً بـ 224 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2021، وسط عزم يريفان على اتخاذ خطوات لجذب الاستثمارات الإيرانية وإيجاد أسواق جديدة للمصدرين والمصنعين الأرمن. وتسعى طهران من خلال ذلك، إلى تأسيس تعاون استثنائي مع أرمينيا، للرد على التحالف بين أذربيجان وتركيا والتي ترى أنه مدعوم من قِبل إسرائيل وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

4- فرض أذربيجان رسوم على الشاحنات الإيرانية: بدأت السلطات الأذربيجانية، منذ صيف 2021، في فرض رسوم على الشاحنات الإيرانية المتجهة إلى أرمينيا، عبر طريق "جوريس- كابان" السريع، بعد أن بات خاضعاً للسيطرة الأذربيجانية، وفق الترتيبات التي نتجت عن النزاع الذي اندلع بين باكو ويريفيان، في الفترة من 2 سبتمبر إلى 10 أكتوبر 2020، فيما يُسمى بـ "حرب كاراباخ الثانية". وعليه، فقد اتجهت إيران إلى إيجاد طريق بديل للنقل مع أرمينيا، وهو طريق "تاتيف- أغفاني" السريع، الذي سيتجنب أذربيجان تماماً. هذا إلى جانب اعتزام تركيا استكمال خط أنابيب الغاز "أغدير" مع ناخيتشيفان، بالشراكة بين شركة "بوتاش" التركية لأنابيب النفط والغاز الطبيعي، وشركة النفط الحكومية الأذربيجانية "سوكار"، وهو ما يعني الاستغناء عن الاعتماد على إيران في مد هذا الإقليم ذي الحكم الذاتي بالغاز، ما يمثل خسارة اقتصادية لطهران.

خلافات مُحفزة:

اتسمت العلاقة بين إيران وأذربيجان بالتوتر تاريخياً، ولعبت الصراعات الجيوسياسية بين القوى الإقليمية والدولية المعنية بترتيب المشهد الاقتصادي والأمني والسياسي في منطقة القوقاز، دوراً في زيادة هذا التوتر، الذي تتمثل أبرز دوافعه في الآتي: 


1- التخطيط لإنشاء ممر زانجيزور: أثارت مسألة إنشاء ممر يربط بين جمهورية أذربيجان وإقليم ناخيتشيفان التابع لها في أرمينيا، على طول الحدود الإيرانية - الأرمينية، حفيظة طهران، على أساس أن ذلك الأمر من شأنه أن يعزلها جغرافياً عن أرمينيا، ومن ثم عن المحيط الأوراسي المجاور، بما يتضمنه ذلك من حرمانها من مزايا اقتصادية وجيوسياسية عديدة، في الوقت الذي تواجه فيه إيران عقوبات أمريكية وأوروبية على خلفية ملفها النووي والصاروخي، ودورها الإقليمي المزعزع لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ما أسفرت عنه الاحتجاجات الراهنة في إيران من فرض ضغوط وعقوبات متتالية على النظام الحاكم بسبب القمع الذي تمارسه السلطات بحق المتظاهرين. فضلاً عن سعي إيران لأن تصبح بديلاً لإمدادات الطاقة إلى أوروبا، في ظل الحظر الأوروبي على الإمدادات الروسية، على خلفية الحرب الأوكرانية.

وعليه، فقدت أبدت طهران اعتراضاً واضحاً تجاه مخطط هذا الممر، إذ شدد المرشد الأعلى، علي خامنئي، على رفض بلاده إغلاق الحدود مع أرمينيا، وذلك خلال لقائه كلاً من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أثناء زيارتهما طهران، لحضور اجتماع قمة أستانا، في يوليو 2022، وهو الأمر ذاته الذي كرره الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، خلال اتصاله برئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان.

وفي مسعى من جانبهما لتفادي الاعتراض الإيراني، عَمدت كل من باكو وحليفتها أنقرة، إلى الحديث عن "تنازل أرميني" عن الممر لجارتيها، مقابل الحصول على مزايا اقتصادية، فضلاً عن السماح لها بالوصول إلى إقليم ناجورني كاراباخ. بيد أن هذا الأمر واجه الرفض الإيراني نفسه، وأكد وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، في اتصال مع نظيره الأذربيجاني، جيهون بيرموف، في سبتمبر الماضي، ضرورة عدم تغيير الحدود المعترف بها دولياً بين إيران وأذربيجان وأرمينيا.

2- تهديد طرق النقل الإيرانية: تنظر إيران إلى ممر زانجيزور على أنه محاولة لحرمانها من عوائد مرور الصادرات التركية إلى دول آسيا الوسطى، كما سيحرمها من رسوم عبور الشاحنات الأذربيجانية إلى إقليم ناخيتشيفان التابع لها في أراضي أرمينيا، وذلك في ضوء الاتفاق الذي وقّعته إيران مع أذربيجان في مارس 2021، للعبور إلى الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي، بعد تقاعس أرمينيا عن تنفيذ بند في اتفاق الهدنة الموقع مع أذربيجان، برعاية روسية في 9 نوفمبر 2020، بأن تسمح يريفيان بوصول أذربيجان إلى الإقليم. أي أنه في حال إتمام هذا الممر، فإن ذلك يعني أنه لا حاجة لاستخدام الأراضي الإيرانية، للعبور، بل إن إيران ستضطر لدفع رسوم، ربما مضاعفة، للسماح بمرور شاحناتها سواء إلى الأراضي الأذربيجانية أو عبر الممر الواقع على الحدود مع أرمينيا.

3- التخوف الإيراني من تصاعد النفوذ التركي: تتحسب طهران لتصاعد النفوذ التركي في منطقة القوقاز، وذلك في ضوء علاقات أنقرة الوثيقة مع أذربيجان، فضلاً عن طموحاتها القومية الكبرى في هذه المنطقة. وتجري أنقرة مناورات عسكرية بشكل منتظم بمشاركة باكو، كان آخرها التي حملت اسم "النسر التركي الأذربيجاني 2022" وأُجريت في مدينة كنجه بأذربيجان، في 5 سبتمبر الماضي. كما أجرت الدولتان مناورات في إقليم ناخيتشيفان، بالقرب من الحدود الأذربيجانية - الإيرانية، في يونيو الماضي، في محاولة من جانب أنقرة لإيصال رسائل تهديد إلى طهران.

وتنظر إيران إلى ممر زانجيزور، على أنه مشروع أذري- تركي بالأساس، يحظى بدعم من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويسعى لربط تركيا بحليفتها أذربيجان، وصولاً إلى بحر قزوين، الأمر الذي يسهم أيضاً في وصول تركيا إلى دول وسط آسيا، بالإضافة إلى كونه الطريق الأسرع للوصول إلى الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا، وهو أمر يخصم من النفوذ الإيراني في هذه المنطقة.

4- هواجس إثارة النزعة القومية الأذرية: تتخوف إيران من أن يؤدي زيادة نفوذ أذربيجان وتركيا على حدودها الشمالية، في حال تم تنفيذ مشروع ممر زانجيزور، إلى إثارة النعرات الانفصالية لدى القومية الأذرية، والتي تمثل ثاني أكبر القوميات في إيران بعدد سكان يتجاوز 20 مليون نسمة، وبنسبة تُقدر بنحو 22% من إجمالي السكان، وهي تقطن المحافظات الشمالية الغربية من إيران. ويتهم النظام الإيراني، أذربيجان بدعم الحركات الانفصالية في هذه المحافظات التي يقطنها الأذريون.

وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى الغضب الإيراني من إلقاء الرئيس التركي، أردوغان، خلال زيارته باكو في ديسمبر 2020، قصيدة تحمل معنى تقسيم القومية الأذرية على ضفتي نهر آراس، وهو النهر الفاصل بين إيران وأذربيجان، حيث استدعت حينها طهران السفير التركي لديها لإبلاغه الاعتراض على هذا الأمر، ما يُشير إلى حساسية النظام الإيراني تجاه المساس بالنزعات القومية للأذريين، لاسيما من جانب تركيا وأذربيجان.

5- قلق إيراني من تنامي العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل: تُتهم إسرائيل بدعم أذربيجان بالأسلحة والمعدات العسكرية، وأن الأخيرة تمتلك مخزوناً ضخماً من الأسلحة المتطورة التي اشترتها من إسرائيل على مدار سنوات، وأنها زودتها في حربها الأخيرة مع أرمينيا بالطائرات المُسيّرة الهجومية، وتكنولوجيات متقدمة أسهمت، مع الدعم التركي، في تحقيق انتصار كبير على أرمينيا.

وفي ضوء العلاقة المتنامية بين الجانبين، تُلقي طهران بالاتهامات على الجانب الأذربيجاني في استضافة قوات وعناصر استخبارات إسرائيلية داخل أراضيها، أسهمت في تنفيذ عدة عمليات تخريبية في الداخل الإيراني، نال البرنامج النووي الإيراني النصيب الأكبر منها.

وقد أجرى الجيش الإيراني مناورة عسكرية قرب حدود أذربيجان، في 1 أكتوبر 2021، سُميت بمناورة "فاتحو خيبر"، في رسالة تهديد لباكو لاستضافتها عناصر إسرائيلية على أراضيها. وفي السياق ذاته، انتقد الرئيس الإيراني، نظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، لإطاعته إسرائيل، وذلك خلال لقائهما على هامش مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا في العاصمة الكازاخية آستانا في 13 أكتوبر الماضي.

مسارات مُحتملة:

يُعد الخلاف بين إيران وأذربيجان خلافاً ممتداً تاريخياً، إلا أنه محكوم باعتبارات عديدة، تتعلق بعوامل جغرافية وديموغرافية واقتصادية وأمنية، فضلاً عن الحساسية الشديدة التي تتمتع بها منطقة القوقاز باعتبارها واحدة من أهم مناطق صراع عدة قوى، على رأسها إيران وتركيا وروسيا والولايات المتحدة. وفي ضوء التطورات الأخيرة، قد تأخذ الخلافات بين إيران وأذربيجان أحد هذه المسارات التالية:


1- مواصلة التصعيد المحدود: يفترض هذا السيناريو أن تتجه طهران للضغط على أذربيجان، بهدف إثنائها عن تنفيذ مشروع ممر زانجيزور، لما يمثله من حصار جغرافي لإيران، خاصةً في ضوء ما تعانيه من تطويق اقتصادي وسياسي بسبب العقوبات المفروضة عليها من الغرب. وقد يشمل هذا السيناريو، تنفيذ مناورات عسكرية ضخمة على الحدود مع أذربيجان، أو حتى القيام بعمليات محدودة في مناطق حدودية بين البلدين، في ظل الاعتقاد الإيراني بتواجد إسرائيل في هذه المنطقة، والانطلاق منها لشن هجمات على أهداف داخل إيران.

2- الانخراط في مواجهة عسكرية شاملة: في ظل إصرار باكو، ومن خلفها أنقرة، على تنفيذ الممر الاستراتيجي بين أذربيجان وناخيتشيفان، متجاهلين مخاوف إيران، فقد يدفع ذلك طهران إلى الاندفاع نحو خيار الحرب مع أذربيجان، مع اعتقادها أن مخطط الممر سيجعلها محاصرة في القوقاز، ويؤدي إلى تراجع مكانتها الإقليمية، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية المتوقعة، إلى جانب ما يفرضه ذلك من استدعاء لوجود حلف شمال الأطلسي في تلك المنطقة، حيث تطلق إيران على هذا الممر "ممر الناتو التركي". يُضاف إلى ذلك، المخاوف الإيرانية المتنامية بشأن الوجود الإسرائيلي على حدودها الشمالية في أذربيجان.

بيد أن فرص حدوث هذا السيناريو تظل محدودة للغاية، بالنظر إلى الاعتبارات الجيوسياسية للأطراف الدولية والإقليمية المعنية، بالإضافة إلى أن مثل هذا النزاع سيثير غضب موسكو التي لن تسمح باندلاعه، فضلاً عن عدم رغبة إيران في فتح جبهة جديدة من الصراع في القوقاز، بخلاف التوترات الأخرى مع الغرب.

3- التوصل إلى تهدئة بوساطة روسية: تلعب موسكو دوراً مهماً في ضبط التفاعلات بمنطقة القوقاز، والحد دون انجرار الأطراف إلى تصعيد شامل، إذ تدفع باتجاه تعزيز التفاهم السياسي والتعاون الاقتصادي بين دول هذه المنطقة، من خلال محادثات (3+3) التي تضم أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، بالإضافة إلى روسيا وتركيا وإيران، للتعاون في جنوب القوقاز. واستضافت روسيا الاجتماع الأول لهذا التشكيل الدبلوماسي في 9 ديسمبر 2021.

وقد أعلنت موسكو أن طريق الربط المخطط له بين أذربيجان وإقليم ناخيتشيفان، لا يحق لإيران الاعتراض عليه، لأنه سيجري في أرض أرمينية وليست إيرانية، في دلالة ربما على موافقة ضمنية من جانب روسيا على إنشاء هذا الممر، وهو ما قد يمثل ضغطاً على طهران للقبول بحل وسط لهذا الأمر، بالنظر إلى حرص إيران على عدم إثارة غضب الحليف الروسي، الذي يدعم موقفها في المفاوضات النووية، وتدعمه هي في الحرب الأوكرانية.

الخلاصة أن إيران تستشعر مدى التهديد الذي يفرضه عليها إنشاء ممر زانجيزور الذي سيحد من نفوذها سياسياً في المنطقة، فضلاً عن تداعياته الاقتصادية السلبية بالنسبة لها. ويصعب التكهن بالخطوة القادمة للنظام الإيراني في هذا الملف في ظل ما يعانيه من أزمات داخلية راهنة، قد تدفعه للتهدئة والاتجاه بقبول حل وسط ومحاولة تقليل خسائره، أو قد يتجه نحو تصعيد خارجي كبير لصرف الانتباه عن الاحتجاجات الداخلية.