المحافظة الاستراتيجية:

كيف توظف روسيا "الأرثوذوكسية" لتعزيز نفوذها العالمي؟

16 March 2022


عرض: عدنان موسى

تعتبر قضية فصل الدين عن الدولة أمراً مقدساً بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فقد اتفق واضعو الدستور الفيدرالي الأمريكي على أن الدولة لا ينبغي أن يكون لها سلطة التأثير على مواطنيها فيما يتعلق بآرائهم وقيمهم الدينية أو غير الدينية، لكن تبقى الإشكالية قائمة حال سعت قوة أجنبية للتأثير على وجهات النظر الدينية والتقليدية لتعزيز أجندتها الخاصة، وهو ما يطرح تساؤلات معقدة بشأن كيفية التعاطي الأمريكي مع هذه التهديدات لحماية المعتقدات والتقاليد والقيم الدينية لمواطنيها.

 في هذا الإطار طرحت دراسة، هيذر كونلي ودوناتيان روي في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS  تحت عنوان "دليل الكرملين: صيانة العقيدة"، ملامح التوظيف الروسي للمعتقدات الدينية والقيم التقليدية لتعزيز نفوذها في أوروبا وأماكن أخرى، خاصةً في ظل الانقسامات المجتمعية التي تشهدها المجتمعات الأوروبية والمتعلقة بالحروب الثقافية.

مفهوم المحافظة الاستراتيجية

بينما يعكس مفهوم المحافظة Conservatism تفضيلات سياسية وثقافية تُعبِّر عن نزعة للحفاظ على ما هو راسخ، وتفضِّل التطور التدريجي عن التغيير المفاجئ، لكن في المقابل، ثمة تصور آخر يعكسه مفهوم "المحافظة الاستراتيجية" Strategic Conservatism، حيث تشير إلى أن هذه التفضيلات السياسية والثقافية يمكن أن يستخدمها الكرملين كقنوات لتحقيق مجموعة من أهدافه السياسية الداخلية والخارجية، تتضمن هذه الأدوات، على سبيل المثال، الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، حيث تبالغ المحافظة الاستراتيجية في إعلاء قيمة العادات والتقاليد من خلال إعطاء الأولوية للاحترام المطلق للتسلسل الهرمي والمصالح الجماعية على الحقوق والمصالح الفردية، فضلاً عن معارضة المثل الغربية للتعددية والليبرالية.

ويرتبط مفهوم المحافظة الاستراتيجية بمفهوم آخر يتمثل في "التقليدية" traditionalism، والتي تشير إلى فكرة التمسك بمذاهب أو ممارسات التقليد ومعتقدات أولئك الذين يعارضون الحداثة أو الليبرالية أو الراديكالية، وتوفر التقليدية إطاراً وقائياً للحماية من التغيير المجتمعي السريع الناتج عن العولمة والتعددية. وعلى الرغم من رفضها لبعض جوانب العولمة، إلا أن التقليدية كأيديولوجية سعت إلى الاستفادة من الشبكات العالمية لتشكيل "أممية" تقليدية" عبر الدول، تسعى لتوحيد مجموعة متنوعة من الجماعات التقليدية، والعمل كرد فعل على المعدل المتصور للتغير السريع في المجتمعات الأوروبية.

المنظور الروسي للتقاليد:

أدَّت الصدمة والفوضى اللاحقة الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفييتي إلى انعدام الأمن الاقتصادي والشخصي العميق الجذور بين المواطنين الروس، وبمرور الوقت، صاغ الكرملين رواية وطنية استُلهمت بشكل انتقائي من التاريخ الروسي والسوفييتي، سعى هذا السرد إلى إعادة بناء وحماية التقاليد الروسية حيث تم دمج عناصر من الحقبة القيصرية وتقاليد الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية مع إحياء الستالينية، لا سيما حول الإنجازات والتضحيات البطولية للحرب الوطنية العظمى، تمت إعادة طرح هذه التقاليد القديمة وتم إدراجها ضمن "إطار أخلاقي"، بعضها مشتق من التعاليم الدينية، على غرار احترام السلطة والتسلسل الهرمي ووضع الجماعة فوق الفرد، بالإضافة إلى تبني فكرة التنوع بين الأمم، والذي يتطلب إنشاء نظام عالمي متعدد الأقطاب قائم على التعددية الثقافية.

تمزج التقاليد الروسية بين المبادئ المحافظة والمعايير الدينية والثقافية التي تحدد وتحمي الحضارية الفريدة لروسيا، والتي تضعها في مواجهة التقاليد غير المحافظة والليبرالية في الغرب والتي تهدد النظام المفضل لروسيا، وبالتالي، فإن النزعة المحافظة الروسية توفِّر إطاراً للهوية السياسية الروسية، تكتمل بعد ذلك بالتقاليد الثقافية والدينية، وتشكل التقليدية بدورها ركيزة أساسية لقدرة روسيا على وضع نفسها في مواجهة القيم الليبرالية.

علاقة الكرملين بالكنيسة:

كرَّس الدستور الروسي لعام 1993 الفصل الرسمي بين الكنيسة والدولة، وبعد عقود من سيطرة الدولة على الدين في الاتحاد السوفييتي، وجدت الكنيسة نفسها في معضلة أيديولوجية وفراغ أخلاقي، على الرغم من أنها عانت في ظل الشيوعية، إلا أنها تشترك في تقارب مع النظام والطبيعة المحافظة، وقد أعادت روسيا المستقلة حديثًا الكنيسة إلى حرياتها القديمة، وتحولت أولوية الكنيسة في التسعينيات إلى إعادة بناء الكنائس والمؤسسات، وقد أصبحت هذه المؤسسات والرموز الدينية مفيدة لإضفاء الشرعية على دولة ما بعد الاتحاد السوفييتي، ورواية القوة العظمى، وإعادة إنشاء الهوية الروسية.

استمرت هذه العلاقة المفيدة للطرفين والمنفصلة عن الدولة طوال الفترة من أوائل إلى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث عززت الكنيسة الأرثوذوكسية من هيمنتها، وقد تم ذلك جزئياً من خلال دعمها لأجندة الكرملين السياسية، التي أخضعت احتياجات الفرد القائمة على الدين لاحتياجات الجماعة، وقد تعززت من خلال المكاسب الاقتصادية الناشئة عن إنشاء الأعمال التجارية، والقنوات التلفزيونية المرتبطة بالكنيسة وقادتها، مما خلق مصالح روحية وتجارية متشابكة.

وعلى الصعيد الدولي، تروج الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية للإطار الأخلاقي لسياسة الكرملين الخارجية لأنها تدعم نظاماً دولياً يكرس مهمتها المقدسة "لإنقاذ جميع الثقافات الوطنية"، وتكشف دبلوماسية الكنيسة نفسها هذا الالتزام تجاه "الكرملين" باعتباره النظام الدولي المفضل، بدعوى أنه يدعم التواصل مع الجماعات الأرثوذكسية الأخرى، ويحمي السيادة، وبالتالي، يحمي هذه المجتمعات من العلمانية الغربية. كما توفر الكنيسة أيضاً مصدراً للصور التاريخية والثقافية لتدخلات الكرملين في الخارج من خلال علاقاتها مع الجماعات الدينية ودعواتها إلى حمايتها.

مع ذلك، توجد بالفعل توترات بين الكنيسة الأرثوذوكسية والكرملين، فمن الناحية الهيكلية، تستضيف الدولة الروسية مجموعات دينية متعددة، مما يجعل الحكومة مترددة في رفع دين واحد باعتباره الدين الأساسي في البلاد على حساب الآخرين. فعلى الرغم من أن التعديلات الدستورية لعام 2020 حولت بطريركية موسكو إلى وصي على الهوية الروحية لروسيا، فإن النظام يقر بأن الأولوية الصريحة للأرثوذكسية على الجماعات الدينية الأخرى يمكن أن تسبب مشاكل، على الرغم من أن احتياجاتها الحالية يبدو أنها تدفعها في هذا الاتجاه، كما تضع التحركات الإقليمية الروسية الكنيسة الأرثوذوكسية وبطريركية موسكو في موقف صعب مع السلطات الدينية المحلية.

أدوات المحافظة الاستراتيجية:

إن تطبيق روسيا للمحافظة الاستراتيجية له العديد من الجهات الفاعلة الرئيسية، والذين يأخذون إشاراتهم من الكرملين، أو يعملون وفقاً لمصالحهم الخاصة، أو مزيج من الاثنين، يتمثل أبرز هذه الفواعل في الكرملين، الذي يعد في الوقت نفسه المصدر الرئيسي للأفكار، ويعتبر الرئيس الروسي بوتين من أبرز المؤيدين لهذه الاستراتيجية، كما تدعم مجموعة مختارة من الدائرة المقربة من بوتين، الذين يطلق عليهم "الحماة"، هذا الموقف المحافظ ضد الغرب.

كذلك، تمثل الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية مصدر الأفكار المركزي الآخر، والتي تعتمد على شبكة من المنظمات غير الحكومية، ويعتبر البطريرك والأجهزة المؤسسية لبطريركية موسكو صانعي القرار المركزيين للسياسات الإدارية وتسيير الخدمات، بينما تحتفظ الأبرشيات بدرجة معينة من الاستقلالية في الأمور الأخرى، ويدعم الجهاز الدبلوماسي للكنيسة رسائل الكرملين أثناء إجراء الأنشطة الدينية ويستخدم علاقاته مع الكنائس الأخرى والمنظمات الدولية لنشر هذه الرسائل.

أما المجموعة الأخيرة من الفاعلين فهي مجموعة "رواد الأعمال الأرثوذكس" في روسيا، على غرار كونستانتين مالوفيف وفلاديمير ياكونين، اللذين يدعمان دوراً عالمياً أكبر للكنيسة الروسية، كذا، يمثل ألكسندر دوغينDugin  أحد رواد الأعمال الأرثوذكس، والذي يدافع عن رواية روما الثالثة، والذي يفترض أن روسيا، تحت قيادة بوتين، هي التجسد التوراتي لروما الثالثة أو ترميم الهيكل الثالث في القدس.

الممارسات الروسية:

تعمل سياسة المحافظة الاستراتيجية الروسية على الصعيد الدولي من خلال قناتين رئيسيتين متعددتي الاتجاهات لكسب التأثير، تتمثل القناة الأولى في العالم الأرثوذكسي، وعلى وجه الخصوص بناء عالم أرثوذكسي موحد تحت حماية موسكو، حيث يخدم مصالح الكرملين في اعتباره مركزاً لسلطة عموم السلافية والوريث الحقيقي لهذه الإمبراطوريات، بالإضافة إلى هدف الكنيسة الأرثوذكسية الروسيةROC  لتوحيد الأرثوذكسية تحت قيادتها، يرتقي هذا المفهوم بروسيا بصفتها المدافع الحقيقي عن الإيمان وأن الكنيسة الروسية هي الوريث الوحيد للقسطنطينية.

أما القناة الثانية فتتمثل في النظام البيئي للقيم التقليدية الأوسع والبعد السياسي الثقافي لمفهوم روما الثالثة، من خلال وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية والمسؤولون الروس والأعراف ورجال الأعمال وأصحاب المشاريع الفكرية، حيث يقوم هؤلاء بشجب التدهور الأخلاقي للغرب والتشكيك في سلطة وشرعية القيادة الديمقراطية، وتشجع رسائل الكرملين الأشخاص ذوي التفكير المماثل على اتخاذ موقف ضد الانحلال الأخلاقي والتشكيك في قرار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو التحالف مع الولايات المتحدة.

من خلال هاتين القناتين، تستطيع موسكو ردع المشاعر المؤيدة للغرب، وزيادة الدعم لإجراءات السياسة الروسية، محلياً وخارجياً، وإضفاء الشرعية على سرديات الكرملين وتقويض أو تقليل الدعم لعضوية الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو للدول التي تمثل مناطق نفوذ بالنسبة لروسيا، فضلاً عن مساعي موسكو لرفع العقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب.

الانقسامات المجتمعية الغربية:

لقد أدت الاضطرابات الاقتصادية، وضغوط الهجرة، وسرعة التغيير الاجتماعي على مدى العقد الماضي في الغرب إلى نقاش حاد حول رؤى محددة ومتنافسة للمجتمع، وقد استفادت روسيا من هذا الانقسام المجتمعي، خاصة فيما يتعلق بالمناقشات حول القيم الثقافية والتقليدية والمعتقدات الدينية، حيث ركزت بشكل أساسي على ثلاثة مجالات تظهر فيها التوترات المجتمعية في ذروتها، تتمثل فيما يلي:

أولاً: الدفاع عن الأسرة "التقليدية": من خلال التأكيد على أن الأسرة التقليدية تقوم على الزواج بين رجل وامرأة، مع تفضيل النظام الأبوي الذي يقاوم التنوع بين الجنسين، في مواجهة الدعم الغربي للزواج من الجنس نفسه والعائلات "غير التقليدية". يخدم هذا النقاش روسيا من خلال تفاقم الانقسامات بين الطوائف الدينية وأولئك الذين يدعمون زواج المثليين.

ثانياً: حماية هوية وطنية ثقافية وتاريخية فريدة من نوعها ضد السياسات الغربية المتعلقة بالتنوع الديموغرافي: حيث يُنظر إلى أي تغيير ديموغرافي على أنه تحدٍ مباشر للهوية والتقاليد، لذلك، فإن دعم الحكومات الغربية المتصور لـ "التعددية الثقافية"، والترحيب بالمهاجرين، والاحتفال بالتنوع (مثل مسيرات مجتمع الميم) يخلق تصدعات يستغلها الكرملين، وهي تفعل ذلك من خلال إثارة "الذعر الديموغرافي" من الأخطار والتهديدات المتصورة على الهوية الوطنية.

ثالثاً: الترويج لدور روسيا "كمنقذ" للغرب، بصفتها المدافع الوحيد عن القيم التقليدية، من خلال منع انحطاطه وانهياره، تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ROC شريكاً رئيسياً في نشر هذه الرسالة، باعتبار أنها تمثل الأرثوذكسية "الأصيلة" ومسؤولة عن الدفاع عن المؤمنين من الانحطاط الغربي. 

وتتعاطف بعض المنظمات الثقافية الغربية مع "المهمة الحضارية" لروسيا لإنقاذ المسيحية، كما دعم البعض في الأوساط السياسية والثقافية الفرنسية التدخل الروسي في سوريا لأنه يُفترض أنه يحمي مسيحيي الشرق من "الأسلمة"، كما أشادت بعض الأحزاب السياسية والسياسيين الأمريكيين والأوروبيين بالنموذج الروسي بشأن قضايا مجتمع الميم، والقومية والسيادة، والقيم العائلية من خلال تشريعاتها ورسائلها، ويثني آخرون على القيادة الروسية ودفاعها عن القيم التقليدية وحمايتها، حيث يعد اليمين الفرنسي الجديد مثالاً على ذلك.

كذا، من بين عوامل التمكين المحلية قادة الأعمال الذين لديهم مصالح مالية في روسيا أو علاقات مع المصالح التجارية الروسية في بلادهم، وغالباً ما يرتبط هؤلاء القادة بالدوائر المحافظة أو التقليدية، ويشتركون في الصلات الأيديولوجية مع الكرملين، ويظهر هذا النمط في إيفان سافيديس، وهو مواطن روسي يوناني، استثمر في بناء الكنائس وسياحة الحج في اليونان وعلى جبل آثوس.

قيود المحافظة الاستراتيجية: 

أدى نشر روسيا للمحافظة الاستراتيجية إلى خلق شبكات متعاطفة عبر أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما ينعكس بوضوح في بعض الحالات كفرنسا وجورجيا والبوسنة واليونان، ومع ذلك، أظهرت بعض الاستراتيجيات والأدوات المتعلقة بالاستراتيجية المحافظة بعض القيود، والتي تتمثل فيما يلي:

أولاً، تبدو بعض الأساليب متناقضة أو تؤدي إلى نتائج عكسية، فبينما تطمح بطريركية موسكو إلى إعادة توحيد الأرثوذكسية العالمية تحت قيادتها، فقد اتخذت خطوات تقضي على الوحدة الكنسية واللاهوتية من خلال قرارها بقطع الشراكة مع الكنيسة المسكونية، كذلك، بينما يستلهم الكرملين الحنين إلى الحقبتين الإمبراطورية والسوفييتية لتعزيز الهوية الوطنية وخلق شعور بالاستمرارية التاريخية، لكن هذه العصور تتعارض بشكلٍ حاد مع بعضها البعض.

ثانياً، عدم التوافق الدائم بين الكرملين والكنيسة الروسية الأرثوذكسية، فهناك توترات مستمرة بين هذين الكيانين، وحتى داخل الكنيسة الروسية نفسها، إذ أصبحت بعض هذه الصراعات واضحة للغاية خلال جائحة Covid-19 عندما رفض البعض داخل الكنيسة، باسم الحرية الدينية، قبول القيود التي تفرضها الدولة لحماية الصحة العامة.

ثالثاً، لا يقوم الكرملين بشكل أساسي بهندسة الحروب الثقافية، لكنه يستغل التصدعات الموجودة في المجتمعات من خلال تحديد الروابط الأيديولوجية الطبيعية داخل بلدان معينة واستخدام الجهات الفاعلة المحلية. بعض هؤلاء الفواعل يتواصلون بصدق على المستوى الفكري أو القيم ولا يخفون هذا التقارب، بينما يحاول البعض الآخر إخفاء هذه الروابط.

وفي الختام، على الرغم من القيود القائمة أمام الاستراتيجية المحافظة، فإن الأهداف والتأثير المحتمل لاستغلال الكرملين للدين والقيم كأداة هي مدعاة للقلق الشديد، ستكون مكافحتها تحدياً صعباً بشكل فريد للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، الذين لديهم بالفعل تقاليد دينية مختلفة جداً وعلاقات بالهوية التاريخية والثقافية. كيف يمكن لهذه الحكومات حماية معتقدات المواطنين الدينية وتقاليدهم وقيمهم من التأثير الضار بينما في الوقت نفسه لا تتعدى على الحرية الدينية؟

المصدر:

Heather A. Conley and Donatienne Ruy, The Kremlin Playbook 3: Keeping the Faith, CSIS, February 24, 2022.