يواجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تحدياً حقيقياً في التعامل مع التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، باعتباره تهديداً طارئاً وخطيراً للأمن القومي الأمريكي. وفي هذه الأزمة التي تعتبر الأولى الآن على جدول الأعمال الأمريكي، فإن طبيعة المعلومات التي تُقدم إلى الرئيس بايدن، خاصة من أجهزة الاستخبارات، تلعب دوراً مهماً في توجيه موقفه والقرارات التي يتخذها.
ويعتبر تقرير "الإيجاز اليومي" الذي يُقدم للرئيس بايدن، والذي اُصطلح على تسميته في دوائر البيت الأبيض وأجهزة الاستخبارات الأمريكية بـ "كتاب الأسرار"، نموذجاً لما يُقدم للرئيس عن الحرب الروسية في أوكرانيا. فالتقرير الذي يعده مكتب الاستخبارات الوطنية بالتنسيق مع بقية أجهزة الاستخبارات، والذي يبدأ به بايدن نشاطه الرئاسي اليومي، يتضمن خُلاصات عن الجوانب الرئيسية في هذه الحرب، والتي تعتبر أجهزة الاستخبارات أن هناك أهمية قصوى لإحاطة الرئيس بها باعتباره الرجل الأول المسؤول عن إدارة الموقف.
الإيجاز اليومي:
يُمثل "الإيجاز اليومي للرئيس" The President’s Daily Brief الذي تعده أجهزة الاستخبارات واحداً من التقاليد الراسخة في السياسة الأمريكية، حيث بدأ في عام 1946، ويُطلق عليه في الأوساط الأمريكية "الوثيقة السرية الأكثر حساسية في الحكومة" أو "كتاب الأسرار"، أو الاسم المختصر له "P.D.B"؛ وهو عبارة عن مُلخص يُقدم للرئيس الأمريكي يومياً ليبدأ به نشاطه، ويتضمن معلومات سرية للغاية يتم إعدادها بمستوى احترافية ومهنية عال جداً من جميع مصادر الأمن القومي. ويهدف هذا الإيجاز إلى إعطاء الرئيس مُلخصاً قصيراً ومُوجزاً حول أهم المعلومات الاستخباراتية وقضايا الأمن القومي ذات الأولوية العليا، وتتضمن دائرة توزيعه عدداً محدود جداً من أعضاء مجلس الوزراء الرئيسيين ومستشاري الرئيس. ويتضمن التقرير معلومات، وصوراً، وخرائط، وإنفوجرافيك، ويتم تطوير محتواه وطريقة تقديمه للرئيس وفقاً لطلب كل رئيس ومدى اهتمامه به والاحتياجات التي يطلبها فيه، وتتم إحاطة الرئيس به في جلسة خاصة مع المسؤولين الاستخباراتيين صباح كل يوم في بداية يوم العمل.
ويتم إعداد "الإيجاز اليومي" من قِبل مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، الذي يقوم بعملية دمج وصياغة نهائية للمعلومات الواردة من أجهزة الاستخبارات المختلفة، خاصة وكالة الاستخبارات المركزية، ووكالة استخبارات الدفاع، ووكالة الأمن القومي، ومكتب التحقيقات الفيدرالية.
ويعكس تفاعل الرئيس الأمريكي مع "الإيجاز اليومي" والإحاطة المرتبطة به، العلاقة الاحترافية بين الرئيس وأجهزة استخباراته. ويعتبر بايدن واحداً من أكثر الرؤساء الأمريكيين اهتماماً بـ "الإيجاز اليومي" والمُطلعين عليه بشكل دائم، فخلال زيارته لمكتب الاستخبارات الوطنية في 27 يوليو 2021 وأثناء لقائه مع أعضاء المكتب في أول زيارة له كرئيس إلى مقر مؤسسات الاستخبارات، قال "تعرفون أكثر ما كنت أفتقده خلال السنوات الأربعة الماضية، الإيجاز اليومي للرئيس، فمن خلاله تعرف كل شيء، والآن يمكنني الوصول إليه مرة أخرى، ومما قد يثير استياء الكثير منكم، أنني أقرأه بالتفصيل، وأطرح أسئلة على الفريق الذي يُقدم الإحاطة وأتابع وأسأل، وعندما أطرح الأسئلة أريد إجابات مباشرة، وأفضل تقدير، وحتى لو كانت الأخبار التي تعكسها تلك الإجابات صعبة أو سيئة".
ويقوم فريق من المتخصصين المحترفين في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية Director of National Intelligence، بإعداد "تقرير الإيجاز اليومي" للرئيس بايدن، ويتولى الإشراف على هذا الفريق "مورغان موير"، نائب مدير مكتب الاستخبارات الوطنية، الذي يضطلع بمهام التنسيق والتكامل بين جمع المعلومات وتحليلها من أجهزة الاستخبارات الأمريكية المختلفة، والاشراف على صياغة تقرير "الإيجاز اليومي" للرئيس، ويقوم فريق آخر بتقديم إحاطة شفوية للرئيس عن هذا "الإيجاز"، وتشارك أحياناً في بعض جلسات الإحاطة، أفريل هاينز، مديرة مكتب الاستخبارات الوطنية.
إدارة الحرب:
تتعامل الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن مع الحرب الروسية في أوكرانيا، وفقاً لثلاثة مسارات متوازية، وهي كالآتي:
المسار الأول: يشمل الجهود الدبلوماسية والدعم السياسي لأوكرانيا والحلفاء الأوروبيين.
المسار الثاني: يركز على تقديم مساعدات عسكرية وأسلحة لأوكرانيا ودول حلف "الناتو"، وتنسيق إعادة الانتشار العسكري في بعض دول الحلف.
المسار الثالث: يرتبط بالجانب الاستخباراتي في إدارة الحرب الأوكرانية، وما تقوم به أجهزة الاستخبارات من عمليات مختلفة ذات صلة بالحرب والعمليات العسكرية الروسية على الأرض، وتشمل التسريب الإعلامي للمعلومات الاستخباراتية حول الحشود العسكرية الروسية، وتراجع النتائج التي حققتها القوات الروسية على الأرض، ودعم أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين استخباراتياً، خاصة حول انتشار وتحركات القوات الروسية.
أدوار استخباراتية:
تلعب أجهزة الاستخبارات الأمريكية دوراً رئيسياً في الحرب الأوكرانية، وفي هذا الصدد هناك 6 وكالات استخباراتية رئيسية تضطلع بالمهام المرتبطة بالجانب الاستخباراتي في إدارة هذه الحرب، تحت قيادة مكتب الاستخبارات الوطنية، وبالتنسيق والتعاون مع بقية وكالات الاستخباراتية الأمريكية، وهي كالتالي:
1- مكتب الاستخبارات الوطنية Office of the Director of National Intelligence: هو أعلى جهاز استخباراتي أمريكي، ويُناط به التنسيق والإشراف على بقية مؤسسات الاستخبارات الأمريكية الـ 18. ويضطلع المكتب في الحرب الأوكرانية بعدة أدوار، أبرزها تنسيق جمع وتحليل المعلومات لـ "الإيجاز اليومي" للرئيس بايدن، كما تشارك مديرة المكتب، أفريل هاينز، في اجتماعات مجلس الأمن القومي الخاصة بالأزمة، وتضطلع بدور المستشار للرئيس في الشؤون الاستخباراتية خلال اجتماعات المجلس.
2- وكالة الاستخبارات المركزية Central Intelligence Agency: تُعتبر الجهاز الرئيسي في إدارة الجانب الأمريكي للحرب الأوكرانية. ففي بداية هذه الأزمة قام مدير الوكالة، وليام بيرنز، بزيارة إلى موسكو يومي 3 و4 نوفمبر 2021، بعد تصاعد التقارير عن حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، حيث التقى خلالها رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، وسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، كما أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس، فلاديمير بوتين. وقال بيان للسفارة الأمريكية في موسكو إن هذه الزيارة جاءت بناءً على طلب الرئيس بايدن، ولم تتطرق البيانات الرسمية من الجانبين الأمريكي والروسي إلى تفاصيل كثيرة عن القضايا التي تمت مناقشتها بين الجانبين، لكن من المرجح أنها شملت مناقشة المسائل الخاصة بالحشود العسكرية للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وربما حاول بيرنز إبلاغ الجانب الروسي بمعرفة واشنطن بخطط ونوايا موسكو تجاه كييف. بالإضافة إلى ذلك، تلعب وكالة الاستخبارات المركزية دوراً رئيسياً في حملة تسريبات المعلومات الاستخباراتية لوسائل الإعلام عن الجوانب المتعلقة بالتدخل العسكري الروسي، وكذلك التنسيق والتعاون الاستخباراتي مع أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين في الجوانب المرتبطة بالحرب.
والجدير بالذكر أنه في الأسبوع الأول من الأزمة، وجهت انتقادات إلى أجهزة الاستخبارات الأمريكية حول تباطؤها في تقديم المعلومات الاستخباراتية إلى الجانب الأوكراني، وكانت التبريرات لهذا التأخير تتحدث عن العوامل البيروقراطية، وضرورة قيام أجهزة الاستخبارات بحذف مصادر المعلومات التي يتم تقديمها لكييف؛ وذلك تخوفاً من معرفة موسكو لتلك المصادر في ظل وجود اختراق روسي ولو محدود للاستخبارات الأوكرانية. لكن مسألة التباطؤ هذه تم حسمها في الأسبوع الثاني من الأزمة، بعد تصاعد الانتقادات من الكونجرس، وتم توجيه أجهزة الاستخبارات بتسريع عملية تبادل المعلومات مع السلطات الأوكرانية.
3- وكالة الأمن القومي The National Security Agency: تتبع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وتضطلع بمهام مراقبة وجمع وتحليل البيانات والمعلومات من مصادر الاتصالات الإليكترونية. ومن المحتمل في إطار مهام الوكالة أنها تقوم بدور كبير في مراقبة وتحليل مصادر البيانات الروسية، والاتصالات بين القادة السياسيين والعسكريين الروس، ومراقبة الأنشطة السيبرانية الروسية المرتبطة بالعمليات العسكرية، فضلاً عن أية تهديدات سيبرانية للبنية التحتية الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية.
4- وكالة استخبارات الدفاع The Defense Intelligence Agency: تتبع أيضاً "البنتاجون"، وتضطلع بمهام الاستخبارات الدفاعية والعسكرية، وفي هذا الإطار، تقوم بجمع وتحليل المعلومات عن القدرات العسكرية لجيوش الدول الأخرى. ووفقاً لبعض التقديرات، فإنها تنتج ربع المحتوى الاستخباراتي الذي يدخل في "الإيجاز اليومي" للرئيس.
5- الوكالة الوطنية للاستخبارات الطبوغرافية National Geospatial-Intelligence Agency: تتبع وزارة الدفاع، وتضطلع بتحليل الخرائط والصور، وربما تقوم بمهامها بالتعاون مع مكتب الاستطلاع الوطني National Reconnaissance Office الذي يتبع وزارة الدفاع ويضطلع بتوفير المعلومات الاستخباراتية عن طريق الأقمار الصناعية. وفي ضوء طبيعة مهام كل منهما، من المحتمل أنهما يقومان بالأدوار الخاصة بتحليل صور انتشار القوات العسكرية الروسية، وتطورات الوضع العسكري على الأرض من خلال صور الأقمار الصناعية.
6- مكتب التحقيقات الفيدرالية The Federal Bureau of Investigation: يٌعنى المكتب بمهام تأمين الولايات المتحدة الأمريكية من الداخل، وهو جهاز الاستخبارات المعني بالشؤون الداخلية. وفي ضوء طبيعة مهامه من المحتمل أن المكتب يعمل على منع أي نشاط استخباراتي روسي مُعاد على الأراضي الأمريكية، ومراقبة التهديدات للأمن القومي الداخلي، وربما يدخل في هذا الإطار مراقبة حملات الدعاية والحرب الإعلامية المُوجهة إلى الداخل الأمريكي، والتنسيق أيضاً مع الجهات الأخرى لمراقبة التهديدات السيبرانية الروسية لواشنطن.
محاور استراتيجية:
تعتبر الحرب الروسية في أوكرانيا واحدة من الأزمات التي وظفت فيها المعلومات الاستخباراتية بشكل علني ومفتوح، بالرغم من الطبيعة السرية لتلك المعلومات. فجزء من الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع هذه الحرب ارتكز في البداية على تسريب المعلومات الاستخباراتية إلى وسائل الإعلام؛ كوسيلة ردع لمنع موسكو من التدخل العسكري في أوكرانيا، ولاحقاً كجزء من أساليب المواجهة والدعاية المُضادة.
وفي ظل توافر الكثير من المعلومات الاستخباراتية عن الجوانب المختلفة للحرب الأوكرانية، يمكن توقع أو وضع نموذج افتراضي لما يقرأه الرئيس بايدن في "تقرير الإيجاز" اليومي الاستخباراتي، بغض النظر عن مدي التغيير الذي يطرأ كل يوم على محتوى التقرير، أو الجوانب المتعلقة بمعلومات على درجة عالية من السرية لا يمكن التنبؤ بها.
ومن المرجح أن "الإيجاز اليومي" للرئيس بايدن يركز على 3 محاور رئيسية للحرب الأوكرانية، والتي يمكن وصفها بثلاث كلمات (الحرب، بوتين، والنووي). فهذه المحاور تمثل العدسات التي تنظر بها أجهزة ومؤسسات الاستخبارات الأمريكية للجوانب الاستراتيجية للأزمة؛ وهي الوضع العسكري على الأرض، والحالة العقيلة للرئيس بوتين، وحالة التأهب النووي الروسي، بالإضافة إلى بعض الجوانب الأخرى مثل مسائل تتعلق بالمصالح العليا الأمريكية في دول "الناتو"، وموقف الرأي العام الداخلي الروسي، وتأثير العقوبات على الوضع الداخلي في روسيا، ومواقف الدول الأخرى وبصفة خاصة الصين من الحرب، وأوضاع المفاعلات النووية في أوكرانيا. وفي هذا الإطار، يمكن وضع تصور افتراضي لما يقرأه الرئيس بايدن عن الزوايا الاستراتيجية الثلاث للحرب الأوكرانية، على النحو التالي:
1- تطورات الحرب: في ظل تقديرات أجهزة الاستخبارات الأمريكية للموقف العسكري على الأرض في أوكرانيا، من المحتمل أن يتضمن "الإيجاز اليومي" ما يلي:
أ- رسم توضيحي بما يُعرف في أوساط الأمن القومي الأمريكي بـ "الخريطة الخضراء الكبيرة" لأوكرانيا، والتي أعدتها رئاسة هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، والتي تعد الوثيقة الرئيسية في دوائر الأمن القومي الأمريكي عن الحرب. وتتضمن هذه الخريطة مواقع وأرقاماً والمسارات المُحتملة لهجوم القوات الروسية على أوكرانيا، ويتم تحديثها أولاً بأول.
ب- تقييم موقف القوات الروسية على مدار أيام القتال، والانتكاسات التي مُنيت بها، والخسائر الروسية، خاصة عدد القتلى، الذي وصل إلى حوالي 6 آلاف قتيل روسي، وفقاً للتقديرات الأمريكية، فضلاً عن تراجع الحالة النفسية والمعنوية للجنود الروسي، والمشاكل اللوجستية التي تواجهها قواتهم.
ج- الموقف العسكري في دول "الناتو"، والإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة لدعمها.
2- الحالة العقلية لبوتين: في ضوء تقديرات أجهزة الاستخبارات الأمريكية للحالة العقلية للرئيس الروسي بوتين، من المرجح أن يتضمن "الإيجاز اليومي" الآتي:
أ- الإشارة إلى أن الرئيس بوتين يعيش عزلة داخلية، ويتعامل مع دائرة ضيقة جداً من المُقربين منه.
ب- اعتبار الحرب بالنسبة للرئيس بوتين مسألة شخصية جداً، ولن يقبل الهزيمة، وسيعمل على تحقيق أهدافه بأي ثمن.
ج- الإفادة بأن الرئيس بوتين لم يتوقع رد الفعل الغربي، وسيتخذ إجراءات انتقامية، وسيُصعد لأقصي حد لتحقيق أهدافه.
د- التنويه إلى أن تصاعد بعض الانتقادات في الداخل الروسي ومن طبقة رجال الأعمال المحيطة ببوتين، لن يؤثر على موقفه.
3- حالة التأهب النووي الروسي: تمثل المسألة النووية البُعد الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الأوكرانية، فواشنطن لا تريد دعماً عسكرياً مباشراً على الأرض لأوكرانيا، أو فرض منطقة حظر طيران في الأجواء الأوكرانية؛ وذلك تجنباً للدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، يمكن أن تتطور بشكل مفاجئ إلى صدام نووي. ومن هذا المنطلق، من المُحتمل أن يشمل "الإيجاز اليومي" للرئيس بايدن جزءاً عن حالة التأهب النووي لروسيا، ومنها النقاط التالية:
أ- أعلن الرئيس بوتين في اجتماع مع وزير الدفاع، سيرجي شويغو، ورئيس الأركان العامة، فاليري جيراسيموف، يوم 27 فبراير 2022، "نقل قوات الردع النووي إلى وضع خاص في الخدمة القتالية".
ب- هناك 4 مستويات رئيسية لحالة تأهب القوات النووية الروسية؛ الأول "مستوى الثبات" State of Constant وهو أقل مستويات التأهب، والثاني "مستوى مرتفع" Elevated Status وأقل من المستوى الثالث والذي هو عن حالة "الخطر العسكري" Military Danger، والمستوي الرابع والأكثر خطورة هو "حالة التأهب الكاملة" Full Alert Level.
ج- كلما زادت مستوى حالة التأهب للقوات النووية الروسية، زاد مستوى الخطوة. لكن وضع قوات الردع النووي في "نظام خاص في الخدمة القتالية" هو أمر جديد، وربما المقصود به الردع أكثر منه تهديد مباشر لتوظيف السلاح النووي؛ علماً بأنه لم يتم رصد أي تغيير في وضع القوات النووية أو مستوى جاهزيتها في القواعد المنتشرة فيها.
الخلاصة، تقوم أجهزة الاستخبارات الأمريكية بدور رئيسي في إدارة الحرب الروسية في أوكرانيا ضمن مؤسسات الأمن القومي الأمريكي، سواء من خلال المعلومات التي تقدمها للرئيس بايدن عن ثلاثة جوانب استراتيجية رئيسية في هذه الحرب؛ وهي تطورات الوضع العسكري في الحرب، والحالة العقلية للرئيس بوتين، ومستوى التأهب النووي الروسي، أو من خلال دورها المباشر في إدارة الحرب من طريق تسريب المعلومات الاستخباراتية وتوظيفها في الحرب المضادة، ودعم أوكرانيا ودول "الناتو" عسكرياً ومن خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية معهم.