أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يصدر العدد الثاني من مجلة "اتجاهات آسيوية"
  • أ. د. نيفين مسعد تكتب: (عام على "طوفان الأقصى".. ما تغيّر وما لم يتغيّر)
  • د. إبراهيم فوزي يكتب: (بين موسكو والغرب: مستقبل جورجيا بعد فوز الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية)
  • د. أيمن سمير يكتب: (هندسة الرد: عشر رسائل للهجوم الإسرائيلي على إيران)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (من المال إلى القوة الناعمة: الاتجاهات الجديدة للسياسة الصينية تجاه إفريقيا)

انتشار المحفزات:

تحولات "الإرهاب" بعد 16 عامًا من أحداث سبتمبر (ملف)

10 سبتمبر، 2017

image

مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

على الرغم من نجاح الولايات المتحدة في منع هجوم إرهابي على أراضيها كالذي تعرضت له في الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث استهدف تنظيم "القاعدة" قوتها الاقتصادية (مركز التجارة العالمي) والعسكرية (وزارة الدفاع)؛ إلا أنه بعد مرور ستة عشر عامًا على هذا الحادث، والحرب الدولية على الإرهاب التي قادتها واشنطن، ومليارات الدولارات التي أنفقتها هي والدول الغربية على منظومتها الأمنية، واغتيال الزعيم السابق لتنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" في (مايو) 2011، والعديد من قيادات التنظيمات الإرهابية باستخدام الطائرات بدون طيار؛ لا تزال قضية "الإرهاب العالمي" على أولويات الأجندة الدولية مع تزايد عدد التنظيمات الإرهابية، وتنوع تكتيكاتها، واتساع نطاق عملياتها لتشمل الدول المحصنة أمنيًّا.

وتتزايد خطورة ظاهرة "الإرهاب العالمي" لكونها لم تعد يُنظر إليها على أنها تهديد أمني فقط للدول الغربية؛ بل أضحت مولِّدة لأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، مع تزايد موجات اللاجئين من الدول التي تنشط فيها التنظيمات الإرهابية، إلى الدول الغربية، الأمر الذي يفرض أعباء إضافية على الدول الكبرى في النظام الدولي للتعامل معها، والبحث عن حلول لها، بجانب جهودها العسكرية لمكافحة الإرهاب عالميًّا. فضلًا عن تعقد الظاهرة الإرهابية؛ لتنوع تكتيكات وأدوات التنظيمات الإرهابية في تنفيذ عملياتها الإرهابية لتؤدي إلى خسائر بشرية ومالية كبيرة وغير متوقعة في كثير من الأحايين، بالإضافة إلى استفادة تلك التنظيمات من الثورة التكنولوجية في تجنيد أتباع جدد، وجاذبية تنفيذ عمليات إرهابية لدى الكثير من الأفراد والمجموعات الإرهابية الصغيرة، الأمر الذي يزيد من مخاطر الإرهاب غير التقليدي.

ويواكب تزايد الهجمات الإرهابية التي تنفذها تنظيمات كالقاعدة و"داعش" بالدول الغربية في الآونة الأخيرة، تنامي الهجمات ضد تجمعات المسلمين في المجتمعات الأوروبية، والتي ترتبط بموجة التطرف المتصاعد داخلها خلال السنوات الماضية، والتي أنتجت مجموعة من المحفزات والفاعلين الذين يتبنون خطابًا راديكاليًّا تجاه التجمعات المسلمة، وهو الخطاب الذي سرعان ما تحول إلى ممارسات إرهابية تستهدف المسلمين والمساحات التي تُعبِّر عن هويتهم.

ولن تنجح الحرب الدولية على الإرهاب إذا استمر تركيزها بصورة كبيرة على القوة العسكرية، واستهداف قيادات التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع تمويلها؛ لأن الحرب ضد الإرهاب -في أحد أبعادها- حرب أفكار وأيديولوجيات. وعلى الرغم من أن تلك الحرب ليست سهلة، إلا أنها غير مستحيلة، وضرورة خوضها أمر لا مفر منه، لأن استمرار جاذبية الأفكار الإرهابية مع القضاء على التنظيمات الإرهابية المركزية المعروفة حاليًّا سيولِّد جيلًا جديدًا من الإرهابيين والتنظيمات. ولذا فنجاح الحرب على الإرهاب العالمية يرتبط بعدم التركيز فقط على المواجهة الأمنية، والانتقال من محاربة أعراض التطرف إلى التعامل مع جذوره الأصلية.

ومع الذكرى السادسة عشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، يركز هذا الملف الذي يضم تحليلات وتقديرات نُشرت على الموقع الإلكتروني للمركز، أو بمجلته "اتجاهات الأحداث"، على ملامح تعقد "الإرهاب العالمي"، وتطور تكتيكات التنظيمات الإرهابية في تنفيذ عملياتها، واتساع نطاق نشاطها ونفوذها في كافة أنحاء العالم، بالإضافة إلى تقييم الاستراتيجيات الدولية لمحاربة الإرهاب، والتوصيات التي من شأنها إنجاح تلك الاستراتيجيات بعد الإخفاقات المتتالية في التعامل مع تنامي عدد التنظيمات الإرهابية، وعملياتها غير التقليدية.