أخبار المركز
  • أسماء الخولي تكتب: (حمائية ترامب: لماذا تتحول الصين نحو سياسة نقدية "متساهلة" في 2025؟)
  • بهاء محمود يكتب: (ضغوط ترامب: كيف يُعمق عدم استقرار حكومتي ألمانيا وفرنسا المأزق الأوروبي؟)
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)

"اتجاهات الأحداث 27":

عدد جديد يناقش تحولات أدوار القوى الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط

10 أكتوبر، 2018


أصدر مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" في أبوظبي، العدد السابع والعشرين من دورية "اتجاهات الأحداث"، والذي يتناول أهم التحولات الأمنية والسياسية التي شهدها إقليم الشرق الأوسط والعالم، مثل: الأدوار غير الاقتصادية للشركات، وتداعيات التسويات الكبرى على الأوضاع الإقليمية، ولجوء الدول الكبرى إلى معاقبة حلفائها، وسباق التسلح البحري، فضلاً عن خريطة المفاهيم المتصدعة والذكاء الاصطناعي.

الشرق الأوسط المحتمل:

تناول الدكتور محمد عبدالسلام، مدير مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، في افتتاحية الدورية المعنونة "Regionalization: سياسات الدول العربية تجاه الشرق الأوسط المحتمل" قضية دور الدول العربية في النظام الإقليمي قيد التشكل في المنطقة، والترتيبات الأمنية المحتملة. ويرى أنه باستثناء الحالة السورية، فإن الدول العربية صارت لديها سياسة إقليمية واضحة، خاصة بعدما تمكنت من مواجهة خطر تقسيم الدولة الوطنية، أو محاولات "استعادة الإمبراطوريات"، وعلى الرغم من تعدد المشاريع الأمريكية والروسية والصينية لترتيبات الأمن في المنطقة. فقد بدأت الدول العربية في تبني ما أسماه "سياسات عابرة للإقليم" توجد في إطارها أطراف غير عربية، مثل قبرص واليونان وإيطاليا وفرنسا، ضمن معادلات تتعلق بأمن البحر الأحمر أو المتوسط.

الأدوار غير الاقتصادية للشركات:

سعى الأستاذ أحمد رشدي إبراهيم في دراسة المستقبل "Mega-corporations: الأدوار والتحديات غير الاقتصادية للشركات الكبرى دولية النشاط" إلقاء الضوء على التحديات غير الاقتصادية التي تواجه عمل هذه الشركات في الوقت الراهن، خاصة الأبعاد السياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية، والتي تتمثل في عدم الاستقرار السياسي وارتفاع مخاطر الاستثمار في مناطق الاضطرابات الأمنية، فضلاً عن التحديات النابعة من التحولات الدولية ذاتها، أو من توتر علاقة دولة ما مع بعض الدول أو مع المجتمع الدولي، كما في حالة العقوبات الأمريكية ضد إيران. كما أشارت الدراسة إلى أبرز الأدوار السياسية للشركات، والتي تسعى من خلالها إلى تحجيم التهديدات السابقة. 

سياسات لاعقلانية وخيارات إيران:

حاول قسم آراء المستقبل في هذا العدد للإجابة على بعض التساؤلات المثارة إقليمياً ودولياً، فقد تناول الدكتور باقر النجار، أستاذ علم الاجتماع بجامعة البحرين، الإجابة على سؤال "لماذا تحظى السياسات اللاعقلانية بالقبول الشعبي؟"، إذ تعد أحد التطورات التي شهدها عدد من الدول الغربية طرح بعض القادة السياسيين أثناء حملاتهم الانتخابية شعارات غير عقلانية، أو سياسيات متطرفة، وهو ما لاقى تأييداً شعبياً جارفاً على الرغم من سذاجة الأفكار التي عبروا عنها.

بينما سعى الدكتور كريستيان كوخ، مدير مركز الخليج للأبحاث، لتحديد "ما هي خيارات إيران في مواجهة العقوبات؟"، خاصة بعدما جددت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها لإجبارها على تعديل الثغرات الواردة في الاتفاق النووي، وتحجيم تدخلاتها السلبية في دول الإقليم، فضلاً عن تدهور أوضاع الاقتصاد الإيراني وما ترتب على ذلك من تزايد الاحتقان الداخلي. 

وأشار المقدم الدكتور يوسف جمعة الحداد، رئيس تحرير مجلة درع الوطن، عند إجابته على تساؤل "لماذا تقوم إثيوبيا ببناء قوة بحرية؟"، إلى الأسباب التي دفعت إثيوبيا لبناء قوة بحرية بعدما قامت بتفكيكيها في عام 1993 عقب انفصال إريتريا عنها، على الرغم من كونها دولة حبيسة، ولا تحتاج إلى مثل هذه القوة البحرية التي تتطلب تخصيص أموال طائلة. 

وسعى الأستاذ أنجس تافرنر، مدير مؤسسة سميث تافرنر البريطانية، للإجابة على تساؤل "هل يمكن التوصل إلى سلام بين واشنطن وطالبان؟"، حيث أشار إلى التقارير الإعلامية التي عقدت خلال شهر يوليو 2018، بين الجانبين لاستكشاف مسار التسوية السلمية، خاصة بعد عجز الولايات المتحدة عن تحقيق انتصار حاسم ضد الجماعة، على الرغم من تغير الاستراتيجيات الأمريكية حيال أفغانستان.

التسويات الكبرى ومعاقبة الحلفاء:

يتناول باب "تحليلات المستقبل" عدداً من الاتجاهات الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، فقد تناولت الأستاذة سالي عادل، المعيدة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، موضوع "التسويات الكبرى: تأثير التسويات الدولية على مصالح الحلفاء الإقليميين"، حيث عنيت بتحليل تداعيات "التسويات الكبرى"، التي تتم بين القوى الدولية وبعضها البعض، أو بين القوى الدولية والإقليمية، على مصالح حلفاء القوى الكبرى، وإمكانية تجاهلها، عند إبرام مثل هذه الصفقات، كما في اتفاق البرنامج النووي الإيراني في عام 2015، خاصة مع توصل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى هذا الاتفاق مع إيران دون الرجوع إلى حلفائه الإقليميين من الدول العربية.

وأشار الأستاذ عمرو صلاح، باحث الماجستير في العلاقات الدولية، في جامعة إكستر البريطانية، في تحليل "معاقبة الحلفاء: تنامي التوتر بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية"، إلى مفارقة العقوبات الأمريكية ضد حلفائها الأوروبيين. ففي حين تشير الخبرة التاريخية إلى إقدام الدول على توظيف العقوبات الاقتصادية في مواجهة الخصوم لإجبارهم على تغيير سلوكياتهم، غير أن عدداً من التطورات الدولية كشف عن اتجاه الدول إلى استخدامها في مواجهة حلفائهم التقليديين، كما في تهديد الولايات المتحدة الأمريكية لحلفائها الغربيين بفرض عقوبات عليهم لمنعهم من اتباع سياسات لا ترضى عنها.

وركز الدكتور محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، في تحليله المعنون "تكلفة مرتفعة: تصاعد عمليات الاغتيال في التفاعلات الدولية"، على ظاهرة الاغتيالات، والتي لا تعد ظاهرة جديدة في العلاقات الدولية، حسبما أشار، غير أنها شهدت في الفترة الأخيرة تصاعداً واضحاً من جانب عدد من اللاعبين الإقليميين والدوليين، خاصة من جانب كل من إيران وروسيا وإسرائيل. وسعى إلى الإشارة إلى أبرز الأسباب التي دفعت إلى توظيف هؤلاء الفاعلين لهذا الدور، وكذلك التداعيات الداخلية والخارجية على مثل هذا السلوك.

عسكرة الدور الصيني:

أكد جيفري باين، مدير الشؤون الأكاديمية في مركز الشرق الأدنى لجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، جامعة الدفاع الوطني، بواشنطن، في موضوعه المعنون: "تحوّل استراتيجي: اتجاه بكين لتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط"، التحوّل التدريجي في استراتيجية بكين تجاه دول المنطقة من التركيز على الأبعاد الاقتصادية والتجارية إلى الانتشار العسكري التدريجي، وهو ما اتضح مؤخراً في افتتاحها أول قاعدة بحرية في جيبوتي. وتسعى المقالة إلى رصد أبعاد هذا الدور الجديد، وتداعياته الاستراتيجية.

تحولات القوة الناعمة:

أعدت د. أمل صقر، نائب مدير مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة للشؤون التنفيذية، تحليلاً بعنوان "نماذج صاعدة: انتشار توظيف القوة الناعمة في العلاقات بين الدول"، حيث تناول الجدل المتصاعد حول توظيف القوة الناعمة في العلاقات بين الدول، خاصة ما يرتبط بالتزامن بين تراجع وانحسار القوة الناعمة الأمريكية وتمكن دول عديدة بالعالم من صياغة نماذج تتسم بالجاذبية والمصداقية، وتضمن الموضوع تحليلاً لإشكاليات المفهوم والتحولات التي شهدتها سياسات وممارسات توظيف القوة الناعمة في العلاقات الدولية. 

ورصدت د. صدفة محمد محمود الباحثة المتخصصة في شؤون أمريكا اللاتينية وجود إشكاليات معقدة تعترض فاعلية التجمعات الاقتصادية الدولية وذلك في تحليل بعنوان " G-Zero World : تحديات متصاعدة لأدوار التجمعات الاقتصادية الدولية"، حيث طرحت الباحثة تساؤلات حول أسباب تراجع فاعلية التجمعات الاقتصادية مثل مجموعة السبع الصناعية ومجموعة دول العشرين ومجموعة دول البريكس (BRICS) وأنماط التحديات الداخلية والإقليمية والدولية التي تؤثر على قدرتها في توجيه السياسات الاقتصادية للدول الأعضاء.

سباق التسلح البحري:

ركز أ. نوار الصمد، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية بالجامعة اللبنانية، على قضية "عسكرة البحار: تحديث متزايد للقوات البحرية في العالم"، وتضمن الموضوع تساؤلات حول أبعاد تصاعد الاستثمار في بناء وتطوير القوة البحرية لعدد من دول العالم عبر استحداث منظومات تسليح نوعية وامتلاك قطع بحرية متطورة وتكثيف الانتشار العسكري في البحار والمحيطات والممرات الملاحية الاستراتيجية والتوسع في إقامة القواعد العسكرية البحرية.

وتناولت د. دلال محمود، موضوع " Military Tech : تقلص فجوة التكنولوجيا بين الدول المصدرة للسلاح"، حيث رصد التحليل تمكن روسيا والصين من تحقيق تقدم توعي في مجالات التكنولوجيا العسكرية عبر تطوير منظومات تسلح متقدمة تضاهي نظيرتها الغربية، كما استهدفت الدول الصاعدة تحقيق التفوق في مجالات الحرب السيبرانية وحروب الفضاء، وتضمن الموضوع تساؤلات حول تداعيات التقدم في القدرات التكنولوجية في المجال العسكري لدى القوى الصاعدة وانعكاساتها على تدفقات الأسلحة عالمياً ومستقبل النظام الدولي. 

ورصدت الأستاذة مريم محمود، الباحثة المتخصصة في شؤون الاقتصاد الدولي، في تحليلها "انهيار العملات: تعثر مواجهة الأزمات النقدية في إيران وتركيا"، أسباب الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعانيها البلدان، والتي انعكست في التراجع المستمر في قيمة عملاتهما الوطنية أمام الدولار الأمريكي خلال عامي 2017 و2018، ارتباطاً بوجود اختلالات اقتصادية داخلية، وكذلك المسارات المستقبلية لهذه الأزمة ومدى نجاح السياسات الاقتصادية المتبعة في البلدين من تحجيمها.

مستقبل تنظيمات التطرف والإرهاب:

أوضح العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية بمصر، في حلقة نقاشية عقدت في مركز المستقبل بعنوان "تعقيدات التسوية السياسية للأزمة الليبية"، العوامل التي تحول دون تسوية الصراع بين القوى السياسية الليبية، من انقسام سياسي، وصراعات عسكرية، وتدهور اقتصادي، كما أشار إلى أبرز الأدوار الإقليمية والدولية الفاعلة في الصراع الليبي، خاصة الجهود المصرية، والتدخلات القطرية – التركية، والموقفين الفرنسي والأمريكي.

وكشف الدكتور عبدالله الجسمي، في الحلقة النقاشية التي نظمها المركز، والتي جاءت تحت عنوان، "لماذا لم يتطور فكر الإسلام السياسي؟"، والتي أرجعها إلى بروز تيار "الإسلام السياسي"، والذي مثّل انتكاسة للجهود التنويرية التي قام بها رواد حركة الإصلاح والتنوير في مطلع القرن التاسع عشر، والذين كانوا في أغلبهم أئمة دين.

وناقش الأستاذ علي بكر، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في لقاء عام تحت عنوان "تحولات عملياتية: واقع تنظيمات الإرهاب والتطرف العنيف في الشرق الأوسط"، التحولات التي تشهدها ظواهر الإرهاب والتطرف العنيف في منطقة الشرق الأوسط. وعبّر عن قناعته بأن تنظيم "داعش" يشهد انحساراً كبيراً في مقابل تمدد تنظيم القاعدة، بينما لا تزال جماعة الإخوان المسلمين تعاني انقساماً واضحاً.

استعادة النفوذ الروسي وإخفاق طهران:

تناولت الباحثة إيكاترينا فينوكوروفا، مراسلة موقع "زد ناك" الروسي في موضوعها "استعادة النفوذ: اتجاه موسكو لإقامة علاقات برجماتية مع دول شرق أوروبا"، عن أبعاد النفوذ الروسي في شرق أوروبا على الرغم من التحديات التي تعرض لها هناك جراء اتهامه بالتورط في دعم الانفصاليين في شرق أوروبا، فضلاً عن العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو. وذهبت إلى أن هناك انقساماً حيال النفوذ الروسي في شرق أوروبا بين الدول، التي تنادي بتشديد العقوبات ضد موسكو، وتلك التي تطالب بتعزيز العلاقات التعاونية معها، على الرغم من مناوئة بروكسل وواشنطن لهذا التوجه.

بينما سعى باحث الدكتوراه الباكستاني، عمر كارم، في مقالته "تحالفات مرحلية: إخفاق طهران في اللعب على التناقضات الهندية – الباكستانية" لاستكشاف فرص التقارب بين إيران وباكستان، في ضوء توتر علاقة الأولى بالهند بسبب إقدامها على خفض واردتها من النفط الإيراني جراء العقوبات الأمريكية.

ورصد "كارلوس خوسيه جونزاليس"، الباحث المتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، في موضوعه "مسارات متباينة: تأثير الاحتجاجات على التحولات السياسية في أمريكا اللاتينية"، أبعاد الاضطرابات التي شهدها عدد كبير من دول أمريكا اللاتينية، خاصة الأرجنتين والمكسيك وهاييتي وفنزويلا، ومدى نجاحها في التأثير على الحكومات للاستجابة للمطالب الشعبية.

وذهب الباحث الموريتاني أبوبكر العم، في موضوعه "قيادة إصلاحية: تبني آبي أحمد سياسات توافقية داخلياً وخارجياً"، إلى التركيز على ملامح السياسات الإصلاحية لآبي، سواء تمثلت في الانفتاح على المعارضة الداخلية، أو ميله إلى حل الصراعات مع دول الجوار، خاصة إنهاء الصراع التاريخي مع إريتريا بوساطة دولة الإمارات العربية المتحدة، كما ألقى العم الضوء على أبرز التحديات الداخلية التي تواجه سياساته الجديدة.

تأثيرات الصعود الصيني:

يُناقش باب "حالة العالم" التحولات المتلاحقة التي يشهدها النظام العالمي، حيث تناول موضوع "التساؤلات المفتوحة: كيف يؤثر صعود الصين على النظام العالمي؟" الذي أعدته أ. كارن أبو الخير، مستشار الشؤون الدولية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، الجدل حول تأثيرات الصعود الصيني على النظام العالمي، وناقش الموضوع أبعاد الارتباط بين رؤية الصين لدورها العالمي ومقومات الحضارة الصينية والبنية المتماسكة للدولة الصينية والمجتمع وخصوصية الثقافة السياسية ومدى تأثير ذلك على توجهات وسياسات الصين تجاه النظام الدولي الراهن واحتمالات سعيها لتغيير أركانه الرئيسية.

مسارات تسوية الصراعات:

أما قسم "حالة الشرق الأوسط" فيتضمن موضوعاً بعنوان "The Endgame: مسارات تسوية الصراعات في المنطقة العربية"، أعده أ. محمود جمال عبد العال، الباحث بالمركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، حيث يركز التحليل على تصاعد اهتمام مراكز التفكير الغربية بمسارات تسوية الصراعات الداخلية في ليبيا وسوريا في ظل توازن الضعف بين الأطراف المنخرطة في الصراعات وبدء التفاوض بين القوى الخارجية على تقاسم النفوذ في إطار عمليات الانتقال السياسي، وطرح الموضوع تساؤلاً حول مدى توافر سياقات مهيئة لتوافق الأطراف الداخلية على عمليات الانتقال السياسي أو حسم الصراع عسكرياً، بالإضافة لتأثيرات التعارض في مصالح القوى الإقليمية والدولية المتدخلة في الصراعات.

ويتضمن العدد كذلك مراجعات لأهم الكتب الصادرة حديثاً عن دور النشر العالمية، مثل كتاب لماذا ينسحب الإرهابيون، وكتاب الفاعلون المسلحون من غير الدول في الشرق الأوسط: الجغرافيا السياسية والأيديولوجية والاستراتيجية، وكتاب الشعبوية الآن: دفاع عن الشعبوية التقدمية، وكتاب التنظيم من أجل التأثير في السياسة: مقارنة بين الأحزاب وجماعات المصالح والعمل المباشر، وكتاب تحديات الفردية، وكتاب خصخصة الأمن الإسرائيلي.

خريطة "المفاهيم المتصدعة":

يسعى ملحق "مفاهيم المستقبل" للعدد 27 من مجلة اتجاهات الأحداث الصادر بعنوان "مفاهيم متصدعة: تصاعد الانفصال بين "المفاهيم التقليدية" والسياسة العملية" لرصد مراجعات المفاهيم والأطر النظرية في النظم السياسية والعلاقات الدولية، والتركيز على المفاهيم التي تجاوزتها تحولات الواقع ولم تعد ملائمة لوصف الظواهر والتحولات الراهنة.

ويتناول أ. عمرو عبدالعاطي، الباحث في الشؤون الأمريكية بمجلة السياسة الدولية بمؤسسة الأهرام موضوع " Grand Strategy: مفاهيم بديلة للاستراتيجيات الكبرى في السياسة الأمنية"، حيث يشير إلى أن التحولات السريعة وغير المتوقعة في بيئة الأمن الإقليمي والدولي قد أثرت على اعتماد الدول على الاستراتيجيات الكبرى في توجيه سياسات الدول في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، كما يناقش الموضوع أيضاً مدى هيمنة اتجاهات الأمد القصير والقرارات الخاطفة والإدارة بالأزمات على عملية صنع القرار.

ويركز أ. محمد محمود السيد، الباحث المتخصص في الشؤون العربية بمصر في موضوع "Strategic Dialogue: تغير مفهوم "الحوار الاستراتيجي" في العلاقات بين الدول" على التغير في مفهوم الحوار الاستراتيجي، ويقيم الباحث تأثير وانعكاسات اتجاهات مأسسة الحوارات الاستراتيجية وتوسيع نطاق المشاركين وعدم اقتصارها على القيادات العليا والتركيز على السياسات الاقتصادية أكثر من القضايا الأمنية.

أما أ. يوسف صابر، باحث الدكتوراه بمعهد الدراسات السياسية في باريس بفرنسا، فيتناول موضوع بعنوان "Democracy: تصاعد حدة أزمات الديمقراطية في العالم الغربي"، ويرصد موجة المراجعات التي طرحتها حركة النشر العالمية للتشكيك في جدوى الديمقراطية وعوائدها ومدى إعاقتها لتحقيق التنمية والبحث عن صياغات بديلة للتوفيق بين مصالح الجماعات المختلفة والنفوذ المتصاعد للنخب السياسية والاقتصادية وتأثيرهم على عملية صنع القرار.

وتناقش أ. دينا إبراهيم حسن، المعيدة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، موضوعاً بعنوان "Public Policy: تراجع الاهتمام بالسياسات العامة في التفاعلات الداخلية"، حيث تناقش الباحثة تراجع التركيز على السياسات العامة والبرامج الحزبية، كما يطرح الموضوع تساؤلات حول أبعاد تصدع الأسس العقلانية للسياسة وتصاعد تأثير قوى متغيرة، مثل العاطفة والخوف والمزاج العام والتفضيلات الشخصية والخطاب الشعبوي اليميني الذي يركز على تحفيز اتجاهات الكراهية والانتقام لدى الجماهير.

وتركز أ. مريم وحيد، المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، على موضوع "Self Determination : جدل متزايد حول "تقرير المصير" في النظام الدولي"، ويتضمن الموضوع تساؤلاً رئيسياً حول مدى تأثر دلالات مفهوم "تقرير المصير" بالتغير في السياقات الدولية التي نشأ خلالها نتيجة ارتباطه بمرحلة التحرر من الاستعمار عقب الحرب العالمية الثانية، وتداعيات استخدامه لوصف محاولات بعض الجماعات والأقليات الانفصال عن الدول وانعكاسات ذلك على تطبيق مبادئ السيادة والسلامة الإقليمية للدول.

وتحلل أ. هالة عادل عبدالجواد، المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، موضوع "Free Trade: تزايد ضغوط الحمائية على التجارة الحرة في العالم"، حيث ركزت على تأثيرات تصاعد سياسات الحمائية التجارية والإغلاق والحروب الاقتصادية وفرض العقوبات على الشركات على التجارة العالمية، كما تضمن الموضوع تقييماً لتأثير ضغوط التيارات اليمينية والقوى الشعبوية ورفضها للعولمة على التدفق الحر للسلع والخدمات والمهاجرين.

وختاماً، تركز د. رضوى عمار على موضوع "International Organization : انتقادات عالمية متصاعدة لفاعلية المنظمات الدولية"، حيث يرصد الجدل المتزايد حول فاعلية المنظمات الدولية في ضبط وتنظيم التفاعلات بين الدول في ظل تزايد الانتقادات لتراجع فاعلية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في مواجهة تهديدات الأمن والسلم الدوليين، وتعرض بعض المنظمات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية لضغوط عالمية تؤثر على دورها مثل حروب التجارة والسياسات الحمائية.

تداعيات الذكاء الاصطناعي:

وتناول تقرير المستقبل "AI: فرص وتهديدات الذكاء الاصطناعي في السنوات العشر القادمة"، أبعاد التداعيات المترتبة على التطبيقات العسكرية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي. وألقى التقرير الضوء على أبرز التطبيقات العسكرية، ممثلة في منظومات "الأسلحة ذاتية التشغيل"، أو الروبوتات القاتلة، كما يطلق عليها البعض، والتي قامت الدول بالفعل بتوظيفها في المعارك، خاصة الدرونز الجوية والبحرية، فضلاً عن الدبابات الموجهة عن بعد، والتي استخدمت بالفعل في سوريا. وفيما يتعلق بالتطبيقات الاقتصادية الصناعية، فقد رصد التقرير توظيف أنظمة الذكاء الاصطناعي في عمليات التصنيع وخدمة العملاء، وترويج المنتجات وغيرها. وركز التقرير في الختام على أبرز التداعيات المجتمعية لتوظيف الذكاء الاصطناعي، الإيجابية والسلبية على حد سواء.