أخبار المركز
  • أحمد عليبة يكتب: (هاجس الموصل: لماذا يخشى العراق من التصعيد الحالي في سوريا؟)
  • محمود قاسم يكتب: (الاستدارة السريعة: ملامح المشهد القادم من التحولات السياسية الدرامية في كوريا الجنوبية)
  • السيد صدقي عابدين يكتب: (الصدامات المقبلة: مستقبل العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في كوريا الجنوبية)
  • د. أمل عبدالله الهدابي تكتب: (اليوم الوطني الـ53 للإمارات.. الانطلاق للمستقبل بقوة الاتحاد)
  • معالي نبيل فهمي يكتب: (التحرك العربي ضد الفوضى في المنطقة.. ما العمل؟)

الأطر العامة:

كيف يمكن فهم انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020؟

23 يوليو، 2020


تدخل انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 خلال الشهور الثلاثة القادمة (أغسطس، سبتمبر، أكتوبر) مرحلة الحسم الرئيسية، لاختيار الرئيس الأمريكي رقم 46 يوم 3 نوفمبر 2020. فبعد انتهاء المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الذي تم تأجيله من أواخر شهر يوليو ليعقد يوم 17 أغسطس، سوف يعقد بعده المؤتمر العام للحزب الجمهوري يوم 25 أغسطس، لاختيار المرشحين النهائيين عن الحزبين لخوض السباق الرئاسي. 

وفي ضوء تعقيدات انتخابات الرئاسة الأمريكية، والطريقة التي تجري بها، والإجراءات المرتبطة بها، هناك مجموعة من الأطر العامة والرئيسية يمكن من خلالها فهم مراحل تلك الانتخابات، وكيف سيتم التصويت فيها، والأسس الحاكمة لها، والتي تعد واحدة من أهم الانتخابات في التاريخ الأمريكي. 

1- دورة الانتخابات: لفهم انتخابات الرئيس الأمريكي، لا يجب التعامل مع الانتخابات من منظور ما يجري في يوم الانتخابات فقط، والذي تحدد بموجب الدستور الأمريكي، باعتباره يوم الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر، ولكن بالنظر إلى الانتخابات باعتبارها دورة كاملة Election Cycle. فعمليًّا تستغرق انتخابات الرئاسة الأمريكية نحو عامين كاملين، ففي منتصف دورة الرئيس الموجود في السلطة، تبدأ دورة طويلة ومعقدة من الانتخابات لاختيار الشخص الذي سيتولى بديلًا عنه أو إعادة انتخابات الشخص نفسه. وتجري الانتخابات على مرحلتين:

المرحلة الأولى: يطلق عليها الانتخابات التمهيدية والتي تجري داخل الأحزاب الرئيسية نفسها لاختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، وقد بدأت تلك المرحلة مبكرًا منذ مطلع عام 2019، وسيتم حسمها في أواخر شهر أغسطس 2020 خلال مؤتمري الحزب الديمقراطي والجمهوري.

والمرحلة الثانية: هي مرحلة الانتخابات العامة التي تجري بين المتنافسين من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الأمريكية، وهما: الحزب الديمقراطي، والجمهوري، وهذه المرحلة تستغرق شهري سبتمبر وأكتوبر، وصولًا إلى يوم الانتخابات الذي يجري فيه الاقتراع العام، حيث يختار الأمريكيون رئيسهم القادم من بين المرشحين من الحزبين بالإضافة إلى المرشحين المستقلين.

وقد أوشكت الانتخابات التمهيدية على الانتهاء، فالرئيس "ترامب" الذي يسعى لإعادة انتخابه أصبح المرشح المفترض النهائي للحزب الجمهوري، وأصبح "جو بايدن" المرشح المفترض النهائي للحزب الجمهوري، وذلك بانتظار إعلانه ذلك رسميًّا في مؤتمري الحزبين في شهر أغسطس. وبعد ذلك تدخل الانتخابات في مرحلتها النهائية والتي يتنافس فيها "ترامب" و"بايدن" حتى يوم الانتخابات الثلاثاء 3 نوفمبر 2020. 

2- طريقة التصويت: يقوم الأمريكيون بالتصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية عبر آليات مختلفة بحسب الطريقة التي تعتمدها كل ولاية أمريكية، وهناك آليتان للتصويت، هما: التصويت الإلكتروني داخل لجان الاقتراع، أو التصويت عبر البريد.

 أ- التصويت داخل مراكز الاقتراع: ووفقًا لقواعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هناك قوانين تتعلق بضرورة أن يقوم الناخب بإظهار بطاقة هويته ID للدخول إلى مراكز الاقتراع، فهناك 34 ولاية تطلب ضرورة إظهار بطاقة قومية تتضمن صورة الشخص، وبعض الولايات الأخرى تطبق قواعد أخرى للتعرف على هوية الشخص، منها أن يقوم بالتوقيع الشخصي، وتعرف هذه القوانين بقوانين "إظهار الهوية" Voter identification laws. 

ومن القواعد المنظمة للتصويت ضرورة تسجيل الشخص للتصويت في الانتخابات قبلها بفترة زمنية، وبعض الولايات تفترض أن يكون الشخص مقيمًا في داخل الولاية، وكل هذه القواعد (إظهار الهوية، التسجيل للتصويت، الوجود في الولاية) يُثار بشأنها جدل داخل الولايات المتحدة، والبعض يعتبرها من العوامل المؤثرة على نسبة المشاركة السياسية وعدد الذين يقومون بالتصويت في الانتخابات بشكل فعلي. 

ب- التصويت عبر البريد: بعض الولايات الأمريكية تعتمد على السماح للناخبين بإرسال بطاقات الاقتراع عبر البريد، وفي ضوء تداعيات أزمة فيروس كورونا، يمثل التصويت عبر البريد قضية إشكالية كبرى في انتخابات الرئاسة 2020، حيث يطالب الديمقراطيون باعتماد هذه الآلية في التصويت النهائي، لكن الجمهوريين يرفضون هذا الأمر، ويرون أنه قد يكون مدخلًا لحدوث تزوير في الانتخابات.

3- إدارة العملية الانتخابية: هناك ثلاثة مستويات من إدارة عملية انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، تشمل: 

أ- المستوى الأول: إدارة الانتخابات على مستوى الولايات، لا توجد سلطة أو هيئة مركزية في الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بإدارة الانتخابات الرئاسية، أو حتى انتخابات الكونجرس، حيث إن هذه المهمة تقع على عاتق سلطات الولايات الأمريكية الـ50، فهي التي تقوم بإدارة وتنظيم العملية الانتخابية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وكل ولاية تقوم بوضع القوانين والإجراءات المنظمة لإجراء الانتخابات، ويساعد سلطات الولاية في إدارة عملية الانتخابات فرق من المتطوعين، ومشاركة من الأحزاب التي تقوم بمراقبة إجراءات العملية الانتخابية. 

ب- المستوى الثاني: اللجنة الفيدرالية للانتخابات، تضطلع اللجنة الفيدرالية للانتخابات بوضع القواعد المنظمة لتمويل الانتخابات الرئاسية، ومراقبة هذا التمويل، وتسجيل الأشخاص الذين يريدون خوض الانتخابات. 

ج- المستوى الثالث: دور الأحزاب، تلعب الأحزاب الدور الرئيسي في إدارة العملية الانتخابية، خاصة في الانتخابات التمهيدية والتجمعات الانتخابية. 

4- المجمع الانتخابي: يعتبر نظام المجمع الانتخابي هو محور وآلية الحسم الرئيسية في الانتخابات الأمريكية، فنتائج الانتخابات لا يتم حسمها وفقًا لنتائج التصويت العام الذي يعكس اختيارات الناخبين.

وآلية المجمع الانتخابي هي الآلية الثالثة والأهم في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بعد الانتخابات التمهيدية التي تحسم مرشحي الأحزاب النهائيين لانتخابات الرئاسة، والانتخابات العامة التي تحسم المنافسة بين مرشحي الأحزاب على مقعد الرئاسة، حيث يتم حسم النتيجة في هذه الانتخابات من خلال حساب الأصوات العامة التي صوتت للمرشح في يوم الانتخابات يوم 3 نوفمبر، وآلية المجمع الانتخابي لحسم النتيجة النهائية للانتخابات وتحديد المرشح الفائز، وذلك من خلال توزيع الأصوات العامة على أعضاء المجمع الانتخابي في الولايات المختلفة، حيث يتطلب فوز مرشح ما بالرئاسة الأمريكية الحصول على عدد معين من أصوات المجمع الانتخابي. 

يبلغ عدد أعضاء المجمع الانتخابي 528 عضوًا، وهذا العدد يتوزع على الولايات الأمريكية بحسب عدد السكان في كل ولاية، بحيث يتم حساب عدد الأعداد لكل ولاية وفقًا لعدد سكانها، فالولايات الأقل كثافة سكانية تتمثل بـ3 أعضاء في المجمع، والولايات الأكثر كثافة تتمثل بـ55 عضوًا، ولكي يفوز المرشح بمنصب رئاسة الجمهورية يجب أن يحصل على 270 صوتًا من إجمالي أصوات المجمع الانتخابي. 

5- المرشحون الرئاسيون: يجب أن يكون الشخص المرشح للرئاسة في سن الـ35 من عمره، وأن يكون من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، وأن يكون أمضى في الولايات المتحدة الأمريكية 14 عامًا على الأقل. وهناك مجموعة من الإجراءات التي يجب على المرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية القيام بها لضمان وضع اسمه على بطاقة الاقتراع، وهذه الإجراءات تضم مجموعة متنوعة من متطلبات التقديم والمواعيد النهائية الخاصة، ويجب أن يستعد المرشح الرئاسي لتلبية هذه المتطلبات، والتي تسمى بـ"متطلبات الظهور على بطاقة الاقتراع"، ويجب أن يقوم بها المرشح قبل الانتخابات التمهيدية والتجمعات الانتخابية بوقت طويل، هذا بالإضافة إلى الخطوة الرئيسية المتمثلة في تقديم المرشح ملف ترشحه إلى اللجنة الفيدرالية للانتخابات. 

حتى يوم 13 يوليو 2020، قدم 1.143 شخصًا ملفاتهم للجنة الفيدرالية للانتخابات للترشح لانتخابات الرئاسة، وهذا الرقم لا يعني أن كل هؤلاء الأشخاص أصبحوا مرشحين فعليًّا للانتخابات أو ستكون أسماؤهم على بطاقة الاقتراع، فبعضهم لم يستوفِ الإجراءات والشروط الخاصة بأن يكون مرشحًا فعليًّا وأن يُطبع اسمه على بطاقة الاقتراع. وبشكل عام هناك أربعة أسماء يُعتبرون المرشحين المفترضين الذين ستدور بينهم المعركة الانتخابية النهائية بشكل رئيسي، هم: الرئيس "ترامب" مرشح الحزب الجمهوري، و"جو بايدن" مرشح الحزب الديمقراطي، و"جو جورغينسن" مرشحة الرئاسة عن الحزب الليبرتاري، و"هووي هوكينز" المرشح عن حزب الخضر.

6- الناخبون: تمثل تركيبة الناخبين الأمريكيين عنصرًا مهمًّا في الانتخابات الرئاسية، وتتنوع هذه التركيبة من حيث الانتماء العرقي، والفئات العمرية، ومستوى التعليم، وعوامل أخرى، مثل: مستوى الدخل، وجنس الناخبين (رجل، أو امرأة). وفهم هذه التركيبة واتجاهاتها التصويتية، يمثل جزءًا رئيسيًّا من استراتيجيات الحملات الانتخابية للمرشحين المتنافسين.

وتنصّ القوانين الأمريكية على أن من يصوت في الانتخابات يجب أن يكون مواطنًا أمريكيًّا (ولد في الولايات المتحدة، أو تجنس بجنسيتها)، وأن يبلغ من العمر 18 عامًا فما فوق، وتضع كل ولاية القوانين الخاصة بها التي تحدد كيفية التسجيل للتصويت في الانتخابات، فهناك فئات لا يحق لها التصويت مثل أولئك الذين ارتكبوا مخالفات جنائية. 

بلغ عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية يوم 18 يوليو 2020 إجمالي 329.970.742 مواطنًا أمريكيًّا، ووفقًا لبعض التقديرات الإحصائية فمن المتوقع أن يبلغ عدد السكان وقت الانتخابات (شهر نوفمبر 2020) نحو 332.527.548 مليون نسمة، وتشير تقديرات مركز "ويلدون كوبر للخدمة العامة" بجامعة فيرجينيا إلى أن العدد الإجمالي لمن سيكون لهم حق التصويت 235.096.816 مليون نسمة، أي إنه وفقًا لتلك التقديرات فإن أكثر من 70% من عدد السكان الأمريكيين سيكون لهم حق التصويت في انتخابات الرئاسة 2020. 

7- دور الأحزاب: تلعب الأحزاب الدور الرئيسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فالنظام الانتخابي الأمريكي قائم على الأحزاب، وتمثل الأحزاب الرئيسية (الديمقراطي، والجمهوري) عصب هذا النظام، ورغم وجود عدة أحزاب صغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، مثل: حزب الخضر، الليبرتاري؛ إلا أن هذه الأحزاب ليس لها وزن سياسي مؤثر في الانتخابات، وكذا المستقلين الذين لا يشكلون أهمية في انتخابات الرئاسة الأمريكية. 

8- القضايا الانتخابية: بشكل عام تتركز الانتخابات الرئاسية لعام 2020 حول عدد من القضايا، يحاول كل مرشح أن يطرح موقفه منها، وتشغل قضايا السياسة الداخلية الحيز الأكبر في الانتخابات، ويمثل موقف المرشح منها جزءًا رئيسيًّا في التأثير على فرص فوزه، وبشكل عام تركز قضايا انتخابات 2020 الداخلية على أزمة فيروس كورونا، وقوانين الرعاية الصحية، وتقديم خدمات صحية أفضل، يُضاف إلى ذلك القضايا المرتبطة بالاقتصاد، وتخفيض الضرائب.

وفيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية الرئيسية، يدور النقاش بشكل رئيسي حول قضية الدور الأمريكي واستعادة الريادة الأمريكية، وقضايا أخرى، خاصة العلاقة مع الصين وروسيا، وبقية مناطق العالم. 

9- الحملات الانتخابية: تُعتبر الحملات الانتخابية من الركائز الأساسية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فقدرة المرشح على بناء حملة انتخابية قوية وناجحة يعد أحد المحددات التي يمكن أن تؤثر على قدرته على الفوز بالانتخابات. ونقطة البداية الرئيسية في تحرك أي مرشح في انتخابات الرئاسة يتعلق ببناء الحملة الانتخابية واختيار فريق الحملة، هذا الفريق الذي يضم أشخاصًا متخصصين في المسائل المتعلقة بالسياسات الداخلية والخارجية، والاستراتيجيات الانتخابية، والتواصل مع وسائل الإعلام، والعلاقات العامة، والمتخصصين في الجوانب الإدارية واللوجستية. وتُعتبر إدارة حملة انتخابات مرشح رئاسي إحدى المهام الشاقة، فنجاح الحملة وقدرتها على التكيف مع المتغيرات يعد أحد العوامل الرئيسية في مدى إمكانية نجاح المرشح.

10- استطلاعات الرأي والمناظرات الانتخابية: تمثل استطلاعات الرأي والمناظرات الانتخابية جانبًا رئيسيًّا من مشهد الانتخابات الرئاسية، حيث تقوم المؤسسات الإعلامية الكبرى ومؤسسات استطلاعات الرأي وبعض الشركات المتخصصة في استطلاعات الرأي بإجراء استطلاعات رأي لمعرفة توجهات الناخبين حول المرشحين، وتجري هذه الاستطلاعات خلال مرحلة الانتخابات التمهيدية ومرحلة الانتخابات النهائية، ولكنها تكتسب أهمية خاصة جدًّا في المرحلة النهائية بعد أن يتم حسم المرشحين من الحزبين الرئيسيين، ووفق نتائج استطلاعات الرأي تلك يتبين مدى تقدم مرشح في مواجهة منافسه، وموقف الكتل التصويتية منه، وهذه الاستطلاعات تفيد القائمين على الحملات الانتخابية لعلاج نقاط الضعف في تحرك المرشح أو طريقة أدائه.

ورغم أهمية استطلاعات الرأي، التي تُعد ركيزة أساسية في الانتخابات الأمريكية، لكن مؤخرًا أثيرت شكوك كثيرة حولها، ومدى إمكانية الاعتماد على هذه الاستطلاعات في التنبؤ أو توقع نتائج الانتخابات، ففي تجربة انتخابات الرئاسة 2016 التي خاضت فيها "هيلاري كلينتون" المنافسة مع "ترامب"، كانت استطلاعات الرأي العام كلها تشير إلى أن "كلينتون" متقدمة جدًّا في استطلاعات الرأي العام، لكن مع إجراء الانتخابات فعليًّا، فاز "ترامب" بها، واتضح أن تلك الاستطلاعات أعطت مؤشرات غير دقيقة.

وتعقد المناظرات الانتخابية في مرحلتي الانتخابات التمهيدية والنهائية، وقد جرت العديد من المناظرات في الانتخابات التمهيدية خاصة داخل الحزب الديمقراطي، وتتبقى مناظرات الانتخابات العامة النهائية، حيث من المخطط أن تجري ثلاث مناظرات بين "ترامب" و"بايدن"، وبين نائبي الرئيس "مايك بنس" نائب "ترامب"، ونائب الرئيس الذي سيختاره "جو بايدن". وتجري لجنة تدقيق اختيار نائب الرئيس في حملة "بايدن" حاليًّا الإجراءات الخاصة باختيار نائبه، والتي ستكون سيدة، وفقًا لإعلان "بايدن" أنه سيختار سيدة.

11- الفريق الانتقالي: المقصود بالفريق الانتقالي هو الفريق الذي يقوم المرشح الرئاسي المنافس للرئيس بتشكيله، ليقوم بتولي مسئولية نقل الملفات في حال خسارة الرئيس، من الإدارة القائمة إلى الإدارة الجديدة، فقد جرى العرف على أن المرشح المنافس للرئيس يتحرك مبكرًا لتشكيل الفريق الذي سيعاونه في ترتيبات الفترة الانتقالية، خلال فترة ما بعد إعلان النتائج، والتنصيب، وتشكيل فريق الإدارة الذي سوف يتولى بصفة دائمة بعد تولي المرشح للرئاسة. 

والفريق الانتقالي يختلف عن فريق الحملة الانتخابية، حيث إن فريق الحملة يتولى الجوانب ذات الصلة بالانتخابات، بينما يتولى الفريق الانتقالي المهام التي ستتم بعد إجراء الانتخابات، في حال فوز المرشح بانتخابات الرئاسة.

وقد بدأت حملة "جو بايدن" إجراءات تشكيل فريق المرحلة الانتقالية بداية من شهر يونيو، ويضم الفريق مجموعة من الشخصيات التي عملت في السابق مع "بايدن" أثناء توليه منصب نائب الرئيس مع الرئيس أوبامًا، وعددًا من الخبراء والمتخصصين في قضايا السياسة الداخلية والخارجية. 

12- انتخابات التجديد النصفي للكونجرس: تجري بالتوازي مع انتخابات الرئاسة الأمريكية، انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، وفيها يجري انتخاب كافة أعضاء مجلس النواب (435 عضوًا)، وثلثي أعضاء مجلس الشيوخ (30 عضوًا من أصل 100 عضو).

وتتم انتخابات التجديد النصفي للكونجرس وفقًا لنفس دورة انتخابات الرئاسة، وذلك على مرحلتين؛ مرحلة الانتخابات التمهيدية بين المرشحين المتنافسين من داخل الحزب، على مستوى المقاطعات داخل الولايات بالنسبة لانتخابات أعضاء مجلس النواب، وعلى مستوى الولاية في انتخابات مجلس الشيوخ، ثم المرحلة النهائية في التصويت النهائي يوم 3 نوفمبر. 

وترجع أهمية انتخابات التجديد النصفي للكونجرس إلى أنها تحدد تركيبة الكونجرس، ومن يسيطر على المجلسين، فقد يسيطر حزب على مجلس النواب، وآخر على مجلس الشيوخ، أو العكس، أو يسيطر حزب واحد على المجلسين. ونتائج تلك الانتخابات تحدد تركيبة الكونجرس، مع الانتماء السياسي للرئيس، وتحدد نظام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية. 

الخلاصة: تمثل انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020، واحدة من أهم الانتخابات في التاريخ السياسي الأمريكي، وقد بدأ السباق الرئاسي مبكرًا في مطلع عام 2020، وسيصل إلى نهاية محطته الأولى وهي الانتخابات التمهيدية في شهر أغسطس، ليبدأ بعدها المحطة الثانية والأهم وهي الانتخابات العامة بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي التي يتنافس فيها الرئيس "ترامب"، والمرشح الديمقراطي "جو بايدن". وخلال الشهور القادمة فإن هذا السباق سيكون في أشد مراحله سخونة، وسيحدد تركيبة الحكم خلال السنوات الأربع القادمة 2020-2024 في الولايات المتحدة الأمريكية.