أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

Top 10:

أهم الاتجاهات التكنولوجية المتوقعة في عام 2024

13 ديسمبر، 2023


تسير التطورات التكنولوجية بخطى سريعة، تفتح الباب أمام ظهور تكنولوجيات جديدة واختفاء غيرها بصورة سريعة، مما قد يسبب إرباكاً في خطط بعض الشركات، ويمثل فرصة أيضاً لشركات أخرى، الأمر يتوقف على درجة التوقع والاستعداد لظهور تقنيات جديدة والقدرة على التكيف معها. لذا يحاول هذا التحليل إلقاء الضوء على أهم التقنيات التي قد تسيطر على المشهد العالمي خلال عام 2024، والتي تقودها بالطبع تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الفضاء، والشرائح الذكية.  

1- Artificial Neural Networks: نماذج لشبكات عصبية تحاكي الدماغ البشري

الشبكة العصبية أو العصبونية هي طريقة لمحاكاة الدماغ البشرية في نظم الذكاء الاصطناعي، إذ تتكون من مجموعة من العقد Nodes أو العصبونات المترابطة في شبكة تشبه الدماغ البشري، تقوم فيها عقدة بحل المشكلة وتقوم الأخرى بالتأكد من صحة الحل؛ أي إنها نوع من عمليات التعلم الآلي تُسمى "التعلم العميق". وبالتالي، تحاول الشبكات العصبونية الاصطناعية حل المشكلات المعقدة بدقة أكبر، مثل بناء الصور، وحل المعادلات الرياضية، وتأليف النصوص وغيرها من المهام الإبداعية.

ومن المتوقع أن تتطور هذه النظم خلال العام المقبل؛ نتيجة للتطور الذي تشهده هذه الصناعة سواءً على مستوى المواد الخام أم الشرائح. فمثلاً نجح فريق عمل تعاوني قادته جامعة بوردو، جنباً إلى جنب مع جامعة كاليفورنيا سان دييغو والمدرسة العليا للفيزياء والكيمياء الصناعية في باريس، في اكتشاف مادة قد تصلح بديلاً للسيليكون؛ هي أكاسيد الفاناديوم، وعند وضعها تحت المجهر نجد أن طريقة تكوينها الكيميائي تشبه إلى حد كبير طريقة بناء المخ البشري، وهي مادة مناسبة بشكل فريد لإنشاء خلايا عصبية متقدمة، على عكس السيليكون الذي يواجه تحديات تتعلق بالسرعة والكفاءة التشغيلية خاصة مع البيانات الضخمة.

2- Generative AI: مزيد من القدرات والتطبيقات والانتشار للذكاء الاصطناعي التوليدي

شهد عام 2023 تطوراً ثورياً في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي مدعوماً بتطبيقات مثل Chat GPT وBard من جوجل وCo- pilot من مايكروسوفت، وغيرها من النماذج اللغوية الكبرى. والذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative Artificial Intelligence) هو فرع من الذكاء الاصطناعي يركز على تصميم الأنظمة والنماذج القادرة على إنشاء محتوى جديد قد يكون نصوصاً أو صوراً أو موسيقى أو فيديوهات. فبدلاً من مجرد تحليل وتصنيف البيانات (كما في الذكاء الاصطناعي التحليلي)، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يستخدم البيانات لخلق شيء جديد وفريد، ومن المتوقع أن تزيد كفاءة هذه التطبيقات خلال عام 2024 مع مزيد من الانتشار وكذلك كثير من التداعيات على قطاع العمل والتوظيف.

3- AI TRiSM: ذكاء اصطناعي يحترم القيم الأخلاقية والخصوصية والعدالة 

يشير هذا المصلح اختصاراً إلى (Trust, Risk, and Security Management in AI)؛ وهو عبارة عن إطار أو منهجية تركز على ثلاثة جوانب في إدارة الذكاء الاصطناعي، وهي: إدارة الثقة، وإدارة الخطر، وإدارة الأمان في الذكاء الاصطناعي. وشهد عام 2023 محاولات حثيثة من جانب الحكومات وكذلك الشركات لحوكمة الذكاء الاصطناعي لتدعيم هذه الثلاثية، وذلك لضمان تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي موثوقة وأخلاقية وشفافة. 

4- Sentient AI: تزايد قدرات الوعي والعاطفة لدى نظم الذكاء الاصطناعي

يشير مصطلح "الذكاء الاصطناعي الواعي (sentient AI) إلى المفهوم النظري لذكاء اصطناعي يمتلك الوعي أو الإدراك الذاتي. وهذا المفهوم هو موضوع للنقاش والتكهن في مجالات علم الذكاء الاصطناعي والفلسفة، إذ يتم استكشاف فكرة إمكانية تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تتمتع بدرجة من الوعي أو الشعور بالذات مشابهة لتلك الموجودة في البشر. ومع التطور في مجالات الحوسبة العصبية، قد تصل البشرية إلى هذه المرحلة من الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب.

5- Integrated Brains: زرع الشرائح الذكية في الأدمغة والأجساد البشرية

بعدما حصلت شركة "نيورالينك" على الضوء الأخضر من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لبدء أول تجربة إكلينيكية على الإنسان لزرع الشرائح التي تطورها في الأدمغة البشرية، فإن معنى ذلك أن الأعوام المقبلة سوف تشهد تجارب سريرية للبشر على هذه التقنيات، وأن هناك تطبيقات متعددة قد تظهر لهذه التكنولوجيا سواءً في الطب أم الذكاء الاصطناعي أم إنترنت الأشياء، بما يؤهل البشر للتحكم في الأشياء من حولهم فقط بأدمغتهم. وعلى الرغم من هذا التقدم، فإن المخاطر والتحديات التي قد تظهر قد تكون عديدة، سواءً أكانت مخاطر طبية أم مخاوف القرصنة والاختراق وفشل النظم.


6- Biomedical Engineering: تعديل الجينات البشرية من خلال الذكاء الاصطناعي

أصبحت الهندسة الحيوية المدعومة بالذكاء الاصطناعي مجالاً مهماً في التنبؤ وعلاج كثير من الأمراض، خاصةً في سياق تعديل الجينات البشرية، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي دوراً مهماً في هذا المجال من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات الجينية والبيولوجية لفهم تعقيدات الجينوم البشري بشكل أفضل وتحديد الجينات التي قد تكون مرتبطة بأمراض معينة. فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة العلماء في تحديد التسلسلات الجينية التي يجب تعديلها لمنع أو علاج الأمراض الوراثية. ومع تقنيات التحرير الجيني مثل (CRISPR-Cas9)، يصبح من الممكن تعديل هذه التسلسلات بدقة عالية.

ومع ذلك، يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في تعديل الجينات البشرية، مجموعة من القضايا الأخلاقية والاجتماعية، وهناك قلق بشأن الآثار طويلة المدى للتعديل الجيني، وخاصةً فيما يتعلق بإمكانية تغيير الصفات الوراثية بطرق قد تؤثر في التنوع الجيني والبيولوجي. كما أن هناك تساؤلات حول إمكانية وصول هذه التقنيات إلى الجميع بشكل عادل ومتساوٍ.

7- Space Tech: محاولات البشر للعودة من جديد إلى القمر

مع تزايد الاهتمام بتكنولوجيا الفضاء الخارجي ودخول كثير من الشركات الخاصة بقوة في هذا المجال مثل "سبيس إكس" و"فيرجن" وغيرها، وتطوير تقنيات قابلة لإعادة الاستخدام مثل الصاروخ "فالكون 9"؛ عاد الاهتمام من جديد بعودة البشر إلى القمر. فمثلاً تخطط الولايات المتحدة لإعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2025 وإنشاء قاعدة دائمة هناك. وهذه الخطط تقودها وكالة ناسا تحت مظلة برنامج (Artemis)، ولا تسعى فقط إلى هبوط الإنسان على القمر مجدداً، بل أيضاً لإنشاء وجود بشري مستدام هناك، من خلال إقامة قاعدة تسمح بإجراء البحوث العلمية بشكل موسع واختبار التكنولوجيات الجديدة التي قد تكون مفيدة لمهمات المستقبل إلى المريخ وما وراءه. ومن جانبها، تخطط الصين أيضاً لمهمات مأهولة إلى القمر وتعتزم إقامة قاعدة قمرية خاصة بها، وذلك كجزء من طموحها الفضائي المتنامي. هذا بالإضافة إلى طوفان من المهمات الروبوتية التي تهدف إلى دراسة القمر بشكل أكثر شمولية، سواءً من أجل البحث العلمي أم استكشاف الموارد المحتملة.

8- Quantum Computing: قدرات حوسبية فائقة وتطبيقات جديدة

يمكن أن تشهد الحواسيب الكمومية تطورات مهمة خلال العام المقبل، وإن كان من الصعب التنبؤ بالتحديد بما سيحدث في مجال سريع التغير مثل هذا. ويشمل ذلك، تحسين القدرات والأداء مثل زيادة عدد الكيوبتات (qubits)، والتي هي وحدات البناء الأساسية للحواسيب الكمومية، وتحسين معدلات الخطأ والاستقرار، فضلاً عن المزيد من التطبيقات العملية للحواسيب الكمومية في مجالات مثل تصميم الأدوية وبناء المواد الجديدة والمشكلات المعقدة، وتحليل البيانات الضخمة، بل قد نشهد تقارباً مع التكنولوجيا التقليدية من خلال تطوير واجهات برمجة التطبيقات (APIs) وأدوات تمكن المطورين من استغلال قدرات الحواسيب الكوانتية بشكل أكثر فعالية.

9- Super Batteries: قدرات جديدة لتخزين الطاقة 

في يوليو 2023، أعلن كيجي كايتا، رئيس مركز تويوتا للبحث والتطوير بشؤون المحايدة الكربونية، التوصل إلى أساليب إنتاج جديدة لبطاريات الحالة الصلبة (Solid State) القادرة على توفير مدى سير حتى 1199 كم بالشحنة الواحدة مع الحاجة لعشر دقائق فقط من أجل ملئها بالكامل. وقد يفتح ذلك الآفاق لتحسين أداء البطاريات الصلبة، بما يدعم التنقل الكهربائي وتسريع تخزين الطاقة لفترات طويلة للمساعدة في الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة وتسريع تطوير الشبكات الذكية. كما قد يسهم ذلك أيضاً في تطوير بطاريات بكثافة طاقية أعلى، ما يعني أنها يمكن أن تخزن طاقة أكثر في حجم ووزن أقل، وهو أمر حيوي في تطبيقات مثل السيارات الكهربائية والأجهزة المحمولة.

10- Metaverse: تطوير بيئات افتراضية للتفاعل الاجتماعي والترفيه

على الرغم من أن عمليات التطوير تسير بخطى أبطأ من المنتظر، فإنه من المتوقع أن تظهر تطبيقات عديدة للميتافيرس خلال السنوات القليلة المقبلة، مدعومة في ذلك بتقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصةً فيما يتعلق بتطوير بيئات افتراضية للتفاعل الاجتماعي سواءً للعمل أم التعليم أم الترفيه أم التسوق. ويدعم ذلك دخول شركات كبرى في هذا المجال مثل ميتا (فيسبوك سابقاً)، وآبل، وألفابيت (جوجل)، وأمازون، وإنفيديا، وغيرها من الشركات الرائدة في المجال.