أخبار المركز
  • أسماء الخولي تكتب: (حمائية ترامب: لماذا تتحول الصين نحو سياسة نقدية "متساهلة" في 2025؟)
  • بهاء محمود يكتب: (ضغوط ترامب: كيف يُعمق عدم استقرار حكومتي ألمانيا وفرنسا المأزق الأوروبي؟)
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)

التكنولوجيا العمياء:

كيف وظفت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حرب غزة ولبنان؟

05 أكتوبر، 2024


أصبح الذكاء الاصطناعي حاضراً بقوة في ساحات العديد من المعارك العسكرية حول العالم، سواء في مجال تحليل البيانات الاستخباراتية أم قصف الأهداف العسكرية عبر الطائرات من دون طيار أم القيام بمهام الاستطلاع عبر الروبوتات العسكرية، لكن في حربها ضد حركة حماس وحزب الله اللبناني وظفت إسرائيل الذكاء الاصطناعي بطريقة مختلفة.

فالمُعتاد أن يقوم البشر بتحديد الأهداف العسكرية التي سيتم استهدافها أو اغتيالها، ثم يقوم الذكاء الاصطناعي بتنفيذ المهمة، كأن تقوم "درون" مثلاً باغتيال أحد الأهداف التي حددتها لها القيادة العسكرية. أما في حالة توسيع دائرة الأهداف العسكرية بصورة كبيرة؛ فإن العنصر البشري قد يواجه صعوبة في حصر وتحديد ومراجعة كافة هذه الأهداف يدوياً، فضلاً عن ضيق الوقت الذي قد لا يكون في صالح القوات المقاتلة.

ومع وضع إسرائيل تقريباً جميع عناصر حماس وحزب الله في دائرة الاستهداف؛ فإنها اتبعت استراتيجية قائمة على المشاركة بين البشر والذكاء الاصطناعي، على أن يتولى في هذه المرة الذكاء الاصطناعي مهمة تحديد الأهداف ومراجعتها وتعقبها، ويقوم البشر بمهمة التنفيذ عبر القصف بالطائرات.

وللقيام بهذه الاستراتيجية، فقد استخدمت إسرائيل عدة أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي لتحقيق هذه الفاعلية، هي: نظام "غوسبل" (The Gospel)، و"لاڨندر" (Lavender)، و"أين أبي؟" (Where’s Daddy?)؛ بحيث تتولى هذه النظم عملية تحديد الأهداف، ويتولى البشر مهمة التنفيذ.

فيقوم نظام "غوسبل" بتحديد المباني التي يُعتقد أنها تُستخدم من قِبل عناصر حماس وحزب الله. ويقوم نظام "لاڨندر"، بتحديد وترشيح وتتبع الأهداف البشرية. بينما يقوم نظام "أين أبي؟" بتتبع هؤلاء المستهدفين عندما يكونون في منازلهم العائلية استعداداً لقصفهم. 

ووفقاً لتقرير نشره الموقع الإسرائيلي (+972Magazine)؛ فإن هذه النظم تساعد القوات الإسرائيلية على تحديد من يجب استهدافه، مع تدخل بشري ضئيل للغاية في عملية اتخاذ القرار.

ومن خلال هذا التحليل، سيتم إلقاء الضوء على هذه النظم الثلاثة؛ وفقاً لما هو مُتاح من معلومات حولها، واستعراض الاستراتيجية التي تستخدمها إسرائيل؛ لتحقيق عملية التكامل بين هذه النظم وبين عناصر جيشها في الحرب على غزة ولبنان.

استراتيجية "فريق الإنسان والآلة":

في عام 2021، صدر كتاب مهم للغاية بعنوان "فريق الإنسان والآلة: كيفية خلق التآزر بين الإنسان والذكاء الاصطناعي الذي سيحدث ثورة في عالمنا" (The Human-Machine Team: How to Create Synergy Between Human and Artificial Intelligence That Will Revolutionize Our World”)، ومؤلفه هو "العميد ي. س" (Brigadier General Y.S)، ويُعتقد أنه قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية النخبوية (8200)، ويتحدث فيه عن آلة ثورية قادرة على معالجة كميات ضخمة من البيانات بسرعة كبيرة، لتوليد الآلاف من الأهداف المُحتملة التي يمكن توجيه ضربات عسكرية لها بسرعة ودقة كبيرة للغاية، متجاوزة بذلك التحديات المفروضة على العنصر البشري فيما يتعلق بتحديد الأهداف واتخاذ القرارات الحاسمة في الحروب. 

وهذه الآلة التي تحدث عنها الكتاب ليست مستقبلاً نسعى للوصول إليه؛ بل تم توظيفها بالفعل في حرب غزة؛ إذ أشارت عدة تقارير إسرائيلية وغربية إلى أن إسرائيل استخدمت عدة أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي في تجانس كبير بينها وبين عناصر الجيش الإسرائيلي؛ لتحديد الأهداف المطلوبة عسكرياً سواء أكانت بشراً أم مباني لتدميرها بصورة آلية. 

ويتم ذلك من خلال أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تقوم بتحليل البيانات الضخمة لتحديد الأهداف المرغوب تدميرها أو اغتيالها، وإصدار قرارات آلية بشأنها مستندة إلى معلومات متزامنة ومحدثة. ومثل هذه التكنولوجيا سوف تُسرع من وتيرة تحديد الأهداف وإصابتها بصورة كبيرة جداً، فهي تعمل كأنها "مصنع إنتاج للأهداف"، كما أنها تحل مشكلة "عنق الزجاجة البشري" مثلما وصفها مؤلف الكتاب فيما يتعلق بتحديد الأهداف وسرعة اتخاذ القرار للموافقة على تدميرها؛ فالأمر عبارة عن خط إنتاج ضخم للأهداف المطلوب تدميرها.

ولتحقيق هذه الاستراتيجية بفاعلية، أنشأت إسرائيل وحدة استخبارات عسكرية جديدة داخل مديرية الاستخبارات العسكرية في عام 2019، تُسمى "وحدة الأهداف" مصنفة على أنها سرية، وأدت دوراً كبيراً في رد إسرائيل على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ إذ أسهمت في تحديد الأهداف المطلوبة بسرعة أكبر وإرسال توصيات باستهدافها إلى القوات العسكرية عبر تطبيق ذكي يُعرف باسم "عمود النار" (Pillar of Fire) يستخدمه قادة العمليات العسكرية. 

واتضحت فاعلية هذه الاستراتيجية في عدد الغارات الجوية اليومية والأهداف التي أصابتها القوات الإسرائيلية، والتي وصلت إلى مهاجمة أكثر من ألف هدف يومياً، بخلاف الاغتيالات الكثيرة التي قامت بها لقادة عسكريين بدقة شديدة للغاية؛ وهو ما تطلب جهداً كبيراً تقوم به أجهزة الاستخبارات، لكن وحدها لم تكن كافية لتحقيق هذا الكم الضخم من الأهداف في وقت قصير للغاية بهذه الدرجة من الدقة ما لم تكن مدعومة باستراتيجية متكاملة قائمة على الدمج بين الجهد البشري والذكاء الاصطناعي للعمل سوياً في تجانس كامل بين الإنسان والآلة. 

"غوسبل".. نظام استهداف المباني والهياكل:

أشار بيان قصير على موقع الجيش الإسرائيلي في 2 نوفمبر 2023، إلى استخدام نظام "غوسبل" في الحرب على قطاع غزة لإنتاج الأهداف بسرعة كبيرة، وتتمثل الوظيفة الرئيسية لـ"غوسبل" في تحديد الأهداف المُحتملة للضربات العسكرية بشكل آلي، خاصةً المباني والهياكل التي يُحتمل أن تكون ذات استخدام عسكري. وقد تم تصميمه لمساعدة الجيش الإسرائيلي على أتمتة عملية تحديد الأهداف واتخاذ القرار بشأنها؛ مما يقلل الحاجة إلى التدخل البشري.

ولا تتوافر معلومات كثيرة حول آلية عمل "غوسبل"، لكن عادةً ما تعمل هذه النظم من خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية وصور الكاميرات الواردة من "الدرونز" وكاميرات المراقبة، والاتصالات المُعترَضة، والمعلومات المُستخلصة من متابعة تحركات وأنماط سلوك الأفراد والمجموعات الكبيرة، وكذلك المعلومات الاستخباراتية؛ إذ يتم إدخال هذه البيانات كافة إلى داخل النظام الذي يتولى مهمة خلق علاقات بينها وبين بعضها، وتحديد المباني التي يستخدمها عناصر حماس أو الأهداف العسكرية الأخرى المُحتملة.

ويستخدم "غوسبل" عدة مؤشرات أو معالم لتحديد هذه المناطق، كأن تكون مباني ذات تحصينات إضافية، أو دعامات خرسانية، أو تدخلها مجموعات كبيرة بصورة منتظمة، أو شهدت تغييراً في الهياكل عند مقارنتها بصور قديمة. كما يعتمد "غوسبل" على التحليل الطيفي للصور متعددة الأطياف (Multispectral)؛ لتحديد أنواع المواد المستخدمة في التحصينات، والتفريق بين التضاريس الطبيعية والبنى الاصطناعية، مثل: فتحتات الأنفاق أو الخنادق المخفية تحت سطح الأرض، أو صور فتحتات أنفاق أرضية. كما يقوم أيضاً بتحليل التحركات اللوجستية في المواقع المُحتملة لتحديد النشاط العسكري، مثل: نقل الأسلحة أو المعدات الثقيلة، والتي عادةً ما تُشير إلى تحضيرات لعمل عسكري أو وجود منشأة عسكرية.

ويقوم نظام "غوسبل" بدمج البيانات الواردة من مصادر مختلفة، مثل: صور الأقمار الاصطناعية، والرادارات، والاستشعار الحراري، بالإضافة إلى معلومات استخبارية أخرى مثل: التقارير الميدانية أو الاتصالات، بما يساعد في النهاية على بناء صورة دقيقة لمواقع وأنشطة حماس. 

وأدى "غوسبل" دوراً حاسماً في بناء قوائم الأهداف المطلوبة لدى إسرائيل. ويقول أفيف كوخافي، الذي شغل منصب رئيس الجيش الإسرائيلي سابقاً، إنه "عندما تم تفعيل هذه الآلة في حرب إسرائيل التي استمرت 11 يوماً مع حركة حماس في مايو 2021، أنتجت 100 هدف في اليوم، وفي الماضي كنا ننتج 50 هدفاً في غزة سنوياً. الآن، تنتج هذه الآلة 100 هدف في يوم واحد".

 ووفقاً لما ذكره الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي؛ فإن نظام "غوسبل" من تطوير وحدة الاستخبارات الشهيرة (8200) المعروفة بتطوير تقنيات ذكية وسيبرانية، وأسهمت في استهداف البرنامج النووي الإيراني عام 2009 عبر "دودة ستاكس نت". ويُعد نظام "غوسبل" حديثاً نسبياً؛ إذ أشار إليه الموقع الرسمي لأول مرة عام 2020 بوصفه أحد المشروعات التي حصلت على جائزة الابتكار التي يقدمها الجيش الإسرائيلي.

"لاڨندر".. نظام استهداف الأفراد:

أدى نظام "لاڨندر" دوراً كبيراً في بناء قاعدة أهداف بشرية لأشخاص ينتمون لحركة حماس، وأدى إلى اتساع دائرة القصف غير المسبوق للفلسطينيين، خاصةً خلال المراحل الأولى من الحرب الحالية. فقد تم تصميم هذا النظام لتحديد جميع العناصر المشتبه بها في الأجنحة العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي، بما في ذلك ذوو الرتب الدنيا، كأهداف مباشرة للقصف. 

ويتم تزويد النظام ببيانات حول عناصر حماس الحاليين، وتدريبه على هذه البيانات من خلال تحليل أنماط الأفراد وتصرفاتهم حتى يتعلم سماتهم العامة؛ بهدف القياس على أفراد آخرين مُحتملين. ويقوم النظام بعد ذلك بالبحث في بيانات المراقبة المتعلقة تقريباً بكل فرد في غزة، ويشمل ذلك الصور وجهات الاتصال الهاتفية وغيرها من البيانات لتقييم احتمالية أن يكون الشخص مسلحاً، مثل: كونه في مجموعة "واتساب" مع مسلح معروف، أو يقوم بتغيير الهاتف المحمول كل بضعة أشهر، أو تغيير العناوين بشكل متكرر؛ ومن ثم تصنف الفلسطينيين بناءً على مدى تشابههم مع المسلحين، والشخص الذي يتم العثور على ميزات تدينه يصبح هدفاً للاغتيال، من دون أي تدخل بشري تقريباً، حسبما يؤكد التحقيق الاستقصائي لمجلة (+972).

وخلال الأسابيع الأولى من حرب غزة، حدد "لاڨندر" نحو 37 ألف فلسطيني كمسلحين مشتبه بهم كأهداف مُحتملة للضربات الجوية، وذلك بعد أن قام بتحليل المعلومات التي تم جمعها عن معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من خلال نظام مراقبة جماعية، وتصنيف احتمالية أن يكون كل شخص منهم نشِطاً في الجناح العسكري لحماس أو الجهاد الإسلامي؛ وفقاً لمؤشر من 1 إلى 100، يُعبر عن مدى احتمال كونه مسلحاً أو عضواً في حماس.

فإذا قرر "لاڨندر" أن فرداً ما هو مسلح في حماس؛ فإنه يصبح هدفاً للقصف، دون الحاجة إلى التحقق بشكل مستقل من سبب اختيار النظام لتلك الأهداف أو فحص البيانات الاستخباراتية الأولية التي استند إليها. فعلى سبيل المثال، أوضحت المجلة بناءً على استشهادات من جنود عملوا على هذا النظام أن "لاڨندر" يخطئ أحياناً في تحديد بعض الأفراد كأهداف لمجرد أن أنماط اتصالاتهم تتشابه مع أنماط اتصال عناصر حماس أو الجهاد الإسلامي، بما في ذلك رجال الشرطة والعاملون في الدفاع المدني وأقارب المسلحين والمقيمون الذين يصادف أن لديهم اسماً وكنية متطابقة مع اسم مسلح، أو أشخاص من غزة يستخدمون جهازاً كان يخص عنصراً في حماس. كما أن تدريب النظام بناءً على ملفاتهم الاتصالية جعل "لاڨندر" أكثر عُرضة لاختيار المدنيين عن طريق الخطأ عند تطبيق خوارزمياته على عموم السكان؛ إذ كان الخطأ الشائع يحدث إذا أعطى الهدف من حماس هاتفه لابنه أو لأخيه الأكبر أو لرجل آخر، وحينها فإن هذا الشخص يتم قصفه في منزله مع عائلته.

"أين أبي؟".. نظام استهداف المنازل:

هذا هو النظام الثالث في دائرة الاستهداف؛ إذ تم تصميم نظام "أين أبي؟" خصيصاً لتتبع الأفراد المُستهدفين وتنفيذ عملية القصف عندما يدخلون منازل عائلاتهم، بدلاً من مهاجمتهم أثناء نشاط عسكري؛ وذلك لأنه، من وجهة نظر استخباراتية، تُعد احتمالية إصابة هؤلاء الأفراد في منازلهم أعلى بكثير من المناطق العسكرية التي غالباً ما تحتوي على تحصينات، دون الأخذ في الاعتبار أن هذا الاستهداف لعائلة بأكملها وليس لعنصر واحد من عناصر حماس؛ ومن ثم كان ذلك سبباً آخر لزيادة حصيلة القتلى بين المدنيين.

فكل شخص في غزة لديه منزل خاص يمكن ربطه به؛ مما جعل أنظمة المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي قادرة بسهولة وبشكل آلي على ربط الأفراد بمنازل عائلاتهم. وقد تم تطوير برامج تقوم بتتبع آلاف من الأفراد في وقت واحد وفي الوقت الفعلي لهم، وعند تحديد اللحظة التي يدخل فيها المستهدفون إلى منازلهم؛ فإنها ترسل تنبيهاً تلقائياً إلى ضابط الاستهداف، الذي يقوم بعد ذلك بقصف المنزل على كل من بداخله؛ لذا فقد أدى الجمع بين نظام "لاڨندر" ونظام "أين أبي؟"، إلى نتائج مميتة.

أخطاء قاتلة:

هذه التقنيات جعلت عملية القتل أكثر آلية وتدميراً، دون أي تمييز بين المدني والعسكري؛ إذ يتسلم الجندي قائمة أهداف أنشأها الحاسوب ولا يعرف بالضرورة على أي أساس تم وضعها، فهل فعلاً توصيات هذه الآلة دقيقة أم بها درجة من درجات الخطأ؟ هل كل من تقوم بتحديدهم 100% من العناصر المطلوبة أم لديها درجات ثقة أقل، وتم التغاضي عنها رغبةً في استهداف كل من يتعاطف مع حماس؟ وماذا عن مشكلة جودة البيانات التي تدربت عليها، أو تحيز الخوارزميات، أو الخطأ في تقييم حدة الخطر؟ 

كل هذه الأخطاء واردة جداً عند التعامل مع النظم الذكية، وإذا كانت وظيفتها هي القتل؛ فإن ذلك يزيد من احتمالية إصابة أهداف خاطئة أو غير مطلوبة. ومع استخدام قوة تدميرية غير متناسبة مع حجم الهدف في بعض الأحيان؛ فإن ذلك قادر على أن يُوقع عدداً كبيراً جداً من القتلى غير المقصودين، فتصبح هذه الآلات عمياء بدلاً من كونها ذكية؛ هدفها التدمير الشامل وليس انتقاء الأهداف بدقة عالية؛ فكانت النتيجة أن تجاوز عدد القتلى حاجز الـ41 ألف في غزة وحدها.