أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

الفرصة الأخيرة:

دوافع إسرائيل لتغيير قواعد اللعبة في الصراع السوري

11 أبريل، 2018


"لقد تم اختراق كافة الخطوط الحمراء".. تُلخّص تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان دوافع الهجوم الجوي الأخير على مطار "تي فور" العسكري قرب حمص في سوريا في 8 أبريل 2018، فالهجوم الأخير يُعد بمثابة رسالة احتجاج على استبعاد مصالح إسرائيل من الترتيبات الأخيرة في سوريا، وتقاسم الأدوار بين إيران وتركيا وروسيا، وتمكُّن إيران وحلفائها الإقليميين من تحقيق مكاسب ميدانية مُهمة، فضلًا عن استعراض الهيمنة الجوية، وكسر قواعد الاشتباك الجديدة التي فرضها الدفاع الجوي السوري عقب إسقاط المقاتلة الإسرائيلية من طراز "إف -16"، وإصابة مقاتلة أخرى من طراز "إف -15"، في 10 فبراير 2018، وهو ما يكشف عن اتجاهات التصعيد التي سوف تتبعها تل أبيب في مواجهة إيران وحزب الله ونظام الأسد خلال المرحلة المقبلة.

سياسة "الهيمنة الجوية":

منذ تفجُّر الصراع الأهلي في سوريا، اتبعت إسرائيل سياسة تقوم على الحفاظ على "توازن الضعف" بين الأطراف المتصارعة؛ إذ إن استمرار الصراع محتدمًا كان يمثل مصلحة إسرائيلية نتيجة استنزاف قدرات مختلف الأطراف، والحسابات المعقدة التي سوف تترتب على انتصار أي منهم. فانتصار الأسد يعني هيمنة إيران على الأوضاع في سوريا، وانتقال الحرس الثوري الإيراني وحزب الله إلى "الخاصرة الرخوة" للأمن الإسرائيلي، وتهديدهم لهضبة الجولان المحتلة. وكذلك الحال بالنسبة لفصائل المعارضة السورية التي تضم -وفقًا للتقييمات الإسرائيلية- بعض الجماعات المُتطرفة مثل "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقًا).

وفي ضوء هذه الاعتبارات، اتبعت إسرائيل خلال الأعوام الماضية ما اعتبرته سياسة "الحياد الحذر" التي تقوم على عدم الانحياز إلى أيٍّ من أطراف الصراع السوري، والاكتفاء بحماية مصالحها المباشرة من خلال "الهيمنة على الأجواء" في سوريا، وشن سلسلة متتالية من الغارات الجوية للرد على التهديدات لحدودها، أو لتدمير تدفقات السلاح عبر الحدود السورية-اللبنانية، ومنع اختراق خط الهدنة جنوب غرب سوريا، وتصفية بعض قيادات حزب الله مثل سمير القنطار وكذلك جهاد مغنية الذي تم استهدافه في غارة إسرائيلية على منطقة القنيطرة جنوبي سوريا في يناير 2015.

 

المصدر:

"Israel, Hizbollah and Iran: Preventing Another War in Syria", International Crisis Group, February 7, 2018 accessible at: https://goo.gl/uzsoVZ 

ونفذت القوات الجوية الإسرائيلية حوالي 67 هجومًا جويًّا على سوريا خلال الفترة بين عامي 2013 و2018 وفقًا لبيانات "مجموعة الأزمات الدولية" الصادرة في تقرير حول الصراع بين إسرائيل وحزب الله وإيران على الأراضي السورية في فبراير 2018. وخلال هذه الفترة نفذت إسرائيل ما يقارب 9 غارات جوية سنويًّا في المتوسط، فيما عدا عام 2015 الذي شهد 23 هجومًا جويًّا إسرائيليًّا، وهو العام الذي قامت خلاله روسيا بالتدخل عسكريًّا في سوريا بداية من 30 سبتمبر 2015.

وقد فرض الانخراط العسكري الروسي في سوريا معادلات جديدة للتوازنات الميدانية في سوريا، بدعم نظام الأسد وحلفائه، وتقييد الهيمنة الإسرائيلية على الأجواء في سوريا، وتضييق هامش المناورة الذي استفادت منه، بالإضافة إلى تزايد احتمالات هيمنة إيران وحزب الله على مناطق قريبة من حدود الجولان المُحتلة، وتطور قدراتهما العسكرية نتيجة الخبرات الميدانية المُكتسبة، وتطوير منظومات التسلح التي حصلا عليها من الصراع.

وقد تمكنت تل أبيب من التوصل إلى تفاهمات مصلحية مؤقتة مع روسيا من خلال قنوات للاتصال السريع بين الجيش الإسرائيلي والقيادات الروسية في قاعدة حميميم الجوية، وإطلاع الجانب الروسي مسبقًا قبل تنفيذ الهجمات الجوية، بالإضافة إلى الاستفادة من التداعيات الجانبية غير المباشرة لتحولات الأوضاع الميدانية في سوريا. فقد أسهم احتدام الصراع -وفقًا للتقديرات الإسرائيلية- في تراجع الاهتمام الإقليمي بالقضية الفلسطينية، وانشغال حزب الله اللبناني بالحرب في سوريا، وحفاظه على استمرار الهدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، بالإضافة للتقارب النسبي بين تل أبيب والقوى الإقليمية لمواجهة تصاعد التهديدات الإيرانية للأمن الإقليمي. 

اختراق "الخطوط الحمراء":

أدرك القادة السياسيون والأمنيون في إسرائيل أن واقع الصراع في سوريا قد تغير جوهريًّا، وبات يتضمن تهديدات مباشرة، مما دفعهم لاتباع سياسة تصعيدية منذ بداية عام 2018. فلقد كشف إسقاط الدفاع الجوي السوري للمقاتلة الإسرائيلية في فبراير 2018 عن استعادة الجيش السوري قدرًا كبيرًا من قدراته العسكرية، بالاستفادة من الدعم الروسي، واكتساب حزب الله وإيران لقدرات عسكرية نوعية.

وفي هذا الصدد، تؤكد تقديرات بعض القيادات العسكرية السابقة في إسرائيل، وفي مقدمتهم عاموس يدلين الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أن "الخطوط الحمراء" التي وضعتها إسرائيل في سوريا قد سقطت بفعل الترتيبات الجديدة، وهو ما قد يدفع تل أبيب لاتباع سياسة تصعيدية تقوم على الانخراط العسكري المباشر في سوريا، وتتمثل أهم دوافع التصعيد الإسرائيلي فيما يلي:

1- ترتيبات "قمة أنقرة": اعتبرت القيادات العسكرية الإسرائيلية أن "قمة أنقرة" التي جمعت كلًّا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيرهما التركي رجب طيب أردوغان، مؤشرًا على وضع ترتيبات للحد من التصعيد الميداني، وتقاسم الأدوار ونطاقات النفوذ بين القوى الرئيسية المؤثرة في سوريا، وهو ما يعني استبعاد مصالح إسرائيل من هذه المعادلة.

وأشارت التقييمات الإسرائيلية إلى وجود عدة رسائل ضمنية خلال فعاليات القمة، تتمثل في نهاية الجدل حول بقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس النظام، وقبول كافة الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة بهذا الواقع الجديد، واقتراب نظام الأسد من حسم الصراع لصالحه مع تشظي فصائل المعارضة وتحجيم تركيا للقدرات العسكرية للأكراد وتقليص أنقرة لدعمها للفصائل المُسلحة، بالإضافة للانسحاب الأمريكي المرتقب من سوريا.

 

المصدر: 

" The Good, the Bad and the Ugly of a U.S. Pullout From Syria", Stratfor, April 4, 2018, accessible at: https://goo.gl/xaAgtG 

وعلى الصعيد ذاته، اعتبرت تل أبيب "قمة أنقرة" بمثابة إعلان انتصار لإيران في سوريا، فمشاركة طهران في قمة "تقاسم المكاسب" في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية في سوريا، واعتراف أنقرة وموسكو بدورها وتواجدها العسكري، وقبولهم ضمنيًّا باستمرار دعمها العسكري لنظام الأسد، يعني أن إيران قد تمكنت من الهيمنة الكاملة على المناطق الخاضعة لحكم بشار الأسد، و"الاستيلاء على سوريا" على حد تعبير وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان. 

2- تداعيات الانسحاب الأمريكي: يرتبط التصعيد الإسرائيلي بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 مارس 2018 عزم الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا، وإصداره توجيهات لوزارة الدفاع الأمريكية بإعداد خطط للخروج من سوريا، وهو ما اعتبرته تل أبيب تهديدًا مباشرًا لمصالحها. 

فعلى مدار الأشهر الماضية، كثفت القوات الروسية ونظيرتها السورية وعناصر حزب الله من ضغوطها لدفع القوات الأمريكية لمغادرة قواعدها العسكرية، خاصة قاعدة "التنف" ضمن المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن للسماح للميليشيات المُسلحة التابعة لإيران بالعبور الآمن من غرب العراق إلى جنوب شرق سوريا دون تهديدات أمريكية.

وتتلاقى المصالح الروسية والإيرانية والتركية في دفع الولايات المتحدة للانسحاب، نتيجة رفض أنقرة للدعم العسكري الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية وتحجيم القوات الأمريكية للجيش التركي خلال محاولته السيطرة على منطقة منبج الخاضعة لسيطرة الأكراد عقب الانتهاء من السيطرة على عفرين في إطار سعي تركيا لتوسيع نطاق عملية "غصن الزيتون" وتأمين وجود عسكري طويل الأمد في المناطق الكردية في سوريا.

وقد زاد تأخر الإجراءات العقابية الأمريكية ضد الاتهامات باستخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية في مدينة "دوما" في 7 أبريل الجاري من المخاوف الإسرائيلية من تراجع الانخراط الأمريكي، وعدم إمكانية الاعتماد على واشنطن كضامن لمصالحها في سوريا، وهو ما دفعها لشن الهجوم الجوي الأخير على قاعدة "تي فور" السورية، والإعداد لمرحلة جديدة من التصعيد العسكري والتدخل المباشر.

 

المصدر:

"The Signs, Options and Risks of a U.S. Strike on Syria", Stratfor, April 10, 2018, accessible at: https://goo.gl/h35Gn3 

3- تأسيس قواعد إيرانية: كشفت تقارير نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" في فبراير 2018، عن مدى عمق التغلغل العسكري الإيراني في سوريا عبر نشر خرائط لمواقع القواعد الإيرانية التي تنوعت ما بين القواعد اللوجستية ومنصات الطائرات بدون طيار ومعسكرات تدريب الميليشيات. وكشفت التقارير الإسرائيلية التي نشرت عقب الغارات الجوية في فبراير 2018 عن وجود ثلاث قواعد عسكرية رئيسية لإيران هي: القاعدة الإيرانية العسكرية في مطار دمشق الدولي التي تتمركز بها قوات الحرس الثوري، وقاعدة الميليشيات المُسلحة في حلب التي يشرف عليها حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية مثل "حركة النجباء"، وقاعدة القنيطرة. فضلًا عن سبع قواعد تكتيكية أصغر بالقرب من الخطوط الأمامية للاشتباكات.

وفي ديسمبر 2017، نفذ الطيران الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على قاعدة عسكرية إيرانية تقع بالقرب من بلدة الكسوة التي تبعد نحو 50 كم عن مواقع القوات الإسرائيلية في الجولان، وسبق ذلك استهداف إسرائيل في نوفمبر 2017 مواقع عسكرية ومنصات صواريخ ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني في سوريا.

واعتبرت إسرائيل مقتل مهدي دهقان يزدلي، وهو عقيد من وحدة طائرات "الدرون" التابعة للقوات الجوية في "الحرس الثوري" الإيراني، في الهجوم الجوي الذي تم تنفيذه في 8 أبريل الجاري، دليلًا على مدى تقدم الانتشار العسكري الإيراني في سوريا، وتهديده لأمنها، فضلًا عن إسقاط الدفاع الجوي الإسرائيلي طائرة إيرانية بدون طيار في الجولان المحتلة في فبراير 2018.

4- تدفقات المقاتلين الشيعة: كشفت تسريبات استخباراتية نشرها موقع "ديبكا" الإسرائيلي في 11 فبراير 2018 عن وجود استعدادات في تل أبيب لتوجيه عدة ضربات جوية في أبريل أو مايو 2018 للتواجد الإيراني في سوريا لتصفية كتائب شيعية عراقية يبلغ قوامها 5 آلاف مقاتل عكفت إيران على تدريبها وتجهيزها عسكريًّا لنشرها في سوريا.

وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن هذه الميليشيا تصنف ضمن قوات النخبة العسكرية، وتتميز بقدرات عسكرية استثنائية، بالإضافة إلى امتلاكها قدرات جوية نتيجة وجود فصيل للمروحيات القتالية ضمن تشكيلها يتكون من عشر مروحيات هجومية روسية وإيرانية، بالإضافة إلى عدة طائرات للنقل العسكري من طراز "إم آي -17". ورجّحت التقارير الإسرائيلية أن يتم نشر هذه القوة الجديدة في منطقتي البوكمال ودير الزور في أبريل أو مايو 2018 من خلال التسلل عبر الحدود العراقية باتجاه جنوب غرب سوريا.

5- تهديد الأمن البحري: تؤكد التقييمات الإسرائيلية أن التطور الأهم في التواجد العسكري الإيراني في سوريا يتمثل في نشر قوات عسكرية في الموانئ السورية، وتأسيس قواعد بحرية إيرانية في سوريا، فلقد رصدت تل أبيب في نوفمبر 2017 وجود محاولات من جانب طهران لإقامة نقاط ارتكاز بحرية قبالة السواحل السورية، ونشر غواصات وقطع بحرية في الموانئ السورية تمهيدًا لتأسيس ممر دائم للملاحة البحرية بين إيران وسوريا يتم من خلاله زيادة كثافة تدفقات الأسلحة والمقاتلين.

ويرتبط ذلك بتهديدات زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله في 16 فبراير 2018 بالرد عسكريًّا على إسرائيل في حال عرقلتها عمليات تنقيب لبنان عن الغاز في منطقة البلوك 9 الواقعة بين لبنان وإسرائيل، وتلويح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بالتصدي عسكريًّا لعمليات التنقيب. ودفع ذلك تل أبيب لتعزيز انتشارها العسكري في مياه البحر المتوسط، حيث نشرت منظومات متقدمة للإنذار المبكر ومنصات القبة الحديدية المضادة للصواريخ وزوارق دورية.

6- تطور ترسانة حزب الله: فرضت إسرائيل منذ بداية الصراع السوري خطوطًا حمراء على نقل الصواريخ عالية الدقة إلى حزب الله، وركزت غالبية الغارات الجوية الإسرائيلية على تدمير مصانع الصواريخ التي قام حزب الله بنقلها إلى سوريا تحت إشراف قيادات الحرس الثوري الإيراني.

وفي السياق ذاته، كشف الاستعراض العسكري الذي أجراه حزب الله في منطقة القصير في سوريا في نوفمبر 2016 عن امتلاكه مدرعات ثقيلة وأسلحة نوعية ومنظومات للدفاع الجوي حصل عليها خلال مشاركته في القتال بسوريا، وتحوله من ميليشيات عسكرية غير نظامية إلى ما يُشبه جيشًا نظاميًّا.

وكشف تقرير لمؤسسة "ستراتفور" في أبريل 2016 عن إقامة حزب الله قاعدة عسكرية في القصير القريبة من الحدود اللبنانية-السورية، بالإضافة إلى إنشاء مجموعة أنفاق عابرة للحدود لتهريب الأسلحة وتأسيس مخازن للأسلحة والذخائر، إضافة لنقل دبابات ومدرعات الحزب ومنظومات الدفاع الجوي والرادارات من سوريا إلى لبنان لتعزيز قدراته العسكرية في المواجهة القادمة مع إسرائيل.

ووفقًا لتقدير استخباراتي نشره "ستراتفور" في 9 أبريل 2018، فإن "نافذة الفرصة لاستهداف إسرائيل للقدرات العسكرية لحزب الله في سوريا، واستغلال انكشافه العسكري، قد أصبحت ضيقة للغاية في ظل ترتيبات خفض حدة الصراع بين إيران وتركيا وروسيا، وإعلان الولايات المتحدة عزمها سحب قواتها من سوريا.

7- عودة "القضية الفلسطينية": لا ينفصل التصعيد العسكري الإسرائيلي في سوريا عن عودة "القضية الفلسطينية" لصدارة التفاعلات الإقليمية، إذ إن الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، والتصدي بالرصاص الحي للمُحتجين ضمن "مسيرة العودة"، قد جدد المخاوف الإسرائيلية من تأثير استدعاء "صورة المُحتل" على التقدم الذي تمكنت من تحقيقه في علاقاتها بالقوى الإقليمية، وهو ما يرتبط بتداعيات قرار ترامب بالاعتراف بمدينة القدس المُحتلة عاصمة لإسرائيل، وبدء إجراءات نقل السفارة الأمريكية إليها في ديسمبر 2017. 

ويفسر بعض المُحللين الهجوم الإسرائيلي على سوريا، وتعليقات المسئولين العسكريين والسياسيين حول التصدي لدور إيران في سوريا، والتغلغل الإيراني في المنطقة، وعقاب نظام الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية في مدينة دوما، بمحاولة لصرف الانتباه عما يحدث في قطاع غزة، وسياسات التصعيد الإسرائيلية في الضفة الغربية، بهدف إبعاد القضية الفلسطينية من دوائر الاهتمام الإقليمي.

ختامًا، يُرجَّح أن يشهد الدور الإسرائيلي في سوريا تحولًا جوهريًّا باتجاه التصعيد العسكري في محاولة لاستغلال "نافذة الفرصة الأخيرة" للتأثير على ترتيبات الأوضاع وإعادة رسم خرائط نطاقات النفوذ وتوسيع نطاق المنطقة العازلة بين مناطق هيمنة نظام الأسد وهضبة الجولان المُحتلة، بالإضافة لتدمير القدرات العسكرية النوعية لحزب الله، واستغلال انكشاف قوات إيران وحلفائها عسكريًّا قبل التوصل لتسوية تؤدي لتهدئة الأوضاع الميدانية، كما ستضغط تل أبيب بقوة للإبقاء على التواجد العسكري الأمريكي بهدف موازنة الهيمنة الروسية والإيرانية على الأوضاع في سوريا، واتجاهات التمدد العسكري لتركيا في المناطق الكردية.