شارك مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" بأبوظبي، في قمة حوارات المتوسط Mediterranean Dialogues، التي نظمها "المعهد الإيطالي لدراسات السياسات الدولية" بروما The Italian Institute for International Political Studies (ISPI)، بالتعاون مع وزارة الخارجية الإيطالية في الفترة من 1 - 3 ديسمبر 2016.
وشارك في القمة 40 رئيس حكومة ووزير خارجية، بينهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وإيطاليا (الدولة المضيفة)، وأمين عام جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى 500 أكاديمي وباحث يمثلون 80 مركزًا بحثيًّا حول العالم، ويتوزعون عبر 45 دولة.
وقد ركزت القمة على عددٍ من القضايا ذات الصلة بتطورات الأوضاع في منطقة حوض البحر المتوسط، ومن بينها: الأمن المشترك، ومكافحة الإرهاب، ومستقبل منطقة الشرق الأوسط، والهجرة والطاقة والنمو، ودور المرأة والشباب لتحقيق الانتعاش الاقتصادي. وحظيت أوضاع المهاجرين باهتمام خاص في المؤتمر عبر كلمة ألقاها كبير مفوضي الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
وتبلورت اتجاهات النقاش في المؤتمر حول طبيعة التهديدات التي تواجه المنطقة، وأهمها: الصراعات الأهلية في منطقة الشرق الأوسط، وصعود "الشعبوية" في أوروبا بعد تصاعد الخطاب اليميني والعنصري الرافض للمهاجرين في المجال السياسي الأوروبي. كما لفت المشاركون الانتباه إلى القضايا التي تحظى بأهمية أقل في جدول أعمال المنطقة، ومنها: قضية المياه والموارد الطبيعية، ثم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وركز جانب من النقاش على ضرورة هزيمة تنظيم داعش، والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد عن طريق حل سلمي بإشراف الأمم المتحدة.
ومن الجدير بالذكر أنه وقبل انطلاق قمة حوارات المتوسط، شارك مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" في قمة مراكز الفكر الأوروبية Euro-MED Think Tank Forum التي عُقدت في 30 نوفمبر إلى 1 ديسمبر على هامش قمة حوارات المتوسط، ونظمها "المعهد الإيطالي لدراسات السياسات الدولية" بالتعاون مع مركز "برنامج مراكز الفكر والمجتمعات المدنية بجامعة بنسلفانيا Think Tanks and Civil Societies Program (TTCSP) of the University of Pennsylvania". وهذه القمة هي اللقاء السنوي لمراكز الفكر الأوروبية، وشارك فيها هذا العام 40 مركزًا بحثيًّا بعضها مراكز من خارج أوروبا، خاصةً من دول مجلس التعاون الخليجي.
ودارت نقاشات قمة مراكز الفكر تحت عنوان: "ما بعد الاضطرابات: الأدوار الجديدة والفرص لمراكز الفكر في منطقة المتوسط"، وركزت محاور النقاش الأساسية حول التحديات التي تمثلها الجماعات الإرهابية على الأمن العالمي، وكذلك ما يمكن عمله لتدعيم وتقوية الدول الهشة والضعيفة، والأدوار التي يمكن لمراكز الفكر القيام بها في هذا الصدد.