أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

اتجاهات الأحداث 29:

عدد جديد يناقش الحروب التجارية وانتقام الجغرافيا وعودة الدين

25 مارس، 2019


أصدر مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" في أبوظبي، العدد التاسع والعشرين من دورية "اتجاهات الأحداث"، والذي يتناول أهم التحولات السياسية والأمنية والاقتصادية التي شهدها إقليم الشرق الأوسط والعالم، مثل: الحروب الاقتصادية وبدائل هيمنة الدولار الأمريكي وتصاعد الإنفاق العسكري وتبني الدول الأنظمة المضادة للدرونز، وتصاعد التوجهات السياسية لوسائل الإعلام الأمريكية ومستقبل الجامعة العربية والتأثيرات المتصاعدة للجغرافيا السياسية وعودة الدين إلى نقاشات المجال العام. 

تسوية الصراع العربي – الإسرائيلي!

في صدارة العدد، تناول الدكتور محمد عبدالسلام، مدير مركز المستقبل للأبحاث والدارسات المتقدمة، في افتتاحية الدورية المعنونة "End Game: هل يمكن أن يُحل الصراع العربي – الإسرائيلي هذه المرة"؟، المحاولات الأمريكية الرامية إلى اقتراح تسوية للصراع في إطار عربي، عبر ما يعرف باسم صفقة القرن، والتي من المتوقع أن تشغل المنطقة خلال الفترة القادمة، وتؤثر على تفاعلاتها، بل وقد تغير خريطة الإقليم. وأوضح أن الخطة الأمريكية تختلف هذه المرة عن سابقتها في أنها تسعى لتجريب منطق مختلف، حيث تسعى واشنطن إلى إدارتها من خلال خلق مصالح مشتركة تحقق في إطارها "مكاسب كبيرة" لطرفي الصراع.

وسعى الدكتور عبدالسلام إلى تقييم فرص نجاحها، خاصة مع تسليم واشنطن لتصوراتها للأطراف المباشرة وغير المباشرة للصراع، وأكد في النهاية أن المشكلة ستكون في مدى تقدير كل طرف لقدرته على احتمال الثمن السياسي الكبير لإبداء مرونة بشأن قيم الدولة والسيادة والحدود والأمن والعاصمة والموارد والهوية، خاصة أنه يجب أن يكون هناك في النهاية دولتان.

عقد الحروب الاقتصادية

وفي دراسة العدد المعنونة "عقد الحروب الاقتصادية: توظيف أدوات الاقتصاد كسلاح سياسي في العلاقات الدولية"، كشف الأستاذ علي صلاح، رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية بمركز المستقبل، عن تصاعد ظاهرة "الحروب الاقتصادية"، حيث شهد العقد الأخير كثافة في توظيفها كوسيلة سياسية فعَّالة، بل وأصبح يتم استخدامها بدلاً من الحروب العسكرية، في الضغط على الدول المُستهدفَة واستنزاف مواردها، والتأثير في معنوياتها، وتأليب الرأي العام لشعوبها، وصولاً إلى دفع حكوماتها للعدول عن سياساتها أو تغيير الحكومات ذاتها، والأفضلية هنا هي أن الحروب الاقتصادية تحقق هذه الأهداف من دون تحميل ميزانيات الدول القائمة عليها أعباء كبيرة بعكس الحروب العسكرية.

الإرهاب الأوروبي والتجسس الصيني

في باب آراء المستقبل، سعى البروفسير "جوليان ريتشاردز"، مدير مركز دراسات الأمن والاستخبارات، جامعة باكنجهام، المملكة المتحدة، للإجابة على تساؤل: "لماذا ينجح المشتبه بهم في تنفيذ هجمات إرهابية؟"، حيث أشار إلى أن الدول الغربية تشهد من فترة لأخرى عمليات إرهابية يكون منفذوها مدرجين على قوائم المتطرفين المحتملين، وعلى الرغم من ذلك تعجز الأجهزة الأمنية والاستخباراتية عن القبض عليهم قبل تنفيذهم مثل هذه الهجمات.

وسعى الأستاذ الدكتور عبدالحكيم خسرو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين (أربيل)، والباحث في معهد الدراسات والتنمية في كردستان العراق، لمناقشة سؤال "لماذا عجز الكُرد عن تأسيس دولة قومية؟"، حيث تناول قضية إخفاق الكُرد في تأسيس دولة قومية لهم، خاصة على ضوء الانسحاب الأمريكي الأخير من سوريا، وهو ما أرجعه خسرو إلى عاملين أساسيين، وهما تبدل مواقف الحركات الكردية من الدولة القومية، فضلاً عن دور العامل الخارجي، وتحديداً الموقف الأمريكي من فكرة الدولة الكردية.

وفيما يتعلق بسؤال "ما هي دوافع بكين للتجسس على الاتحاد الأوروبي؟"، أكد جيفري باين، مدير الشؤون الأكاديمية في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة الدفاع الوطني بواشنطن، أن الاتهامات الموجهة للصين باختراق شبكة البرقيات الدبلوماسية الأوروبية تكشف عن تزايد التنافس والتوتر في العلاقات بين الجانبين، وعن بروز مؤشرات توضح تغير القواعد الحاكمة للنظام الدولي منذ تأسيسه على يد الدول الغربية.

ورفض الدكتور جستن جبينس، أستاذ مساعد في جامعة زايد بدولة الإمارات العربية المتحدة، تحميل فرنسا وبلجيكا مسؤولية مواجهة الإرهاب، وذلك في معرض إجابته على سؤال "هل أخفقت فرنسا وبلجيكا في حل مشكلة الضواحي؟"، إذ أكد أنه يشيع اعتقاد بأن بلجيكا وفرنسا تقاعستا عن وضع سياسات جدية لتحجيم مخاطر الإرهاب النابعة من الضواحي، وهو ما عده اختزالاً لمشكلة الإرهاب في القارة الأوروبية، والتي لا يمكن إرجاعها لسبب أو بعد واحد.

وضع الدولار وتصاعد الإنفاق العسكري

يناقش باب "تحليلات المستقبل" عدداً من الاتجاهات الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، فقد تناول حساني شحات محمد، الباحث المتخصص في شؤون الاقتصاد الدولي، في موضوعه "اتجاه متصاعد: البدائل المحتملة لهيمنة الدولار على التجارة الدولية"، حيث أشار إلى أن مركزية العملة الأمريكية في النظام المالي الدولي تشهد تحدياً كبيراً، واتجاهاً لعدد متزايد من الدول الرئيسية في النظام الدولي، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، للبحث عن بدائل للعملة الأمريكية نتاج عدد من العوامل أبرزها تصاعد النزعة الحمائية التجارية للولايات المتحدة مؤخراً، وتوظيفها النظام المالي العالمي "سويفت"، وقوة عملتها كأدوات لمعاقبة القوى المناوئة لها، كما تعرض لمناقشة فرص نجاح هذه الجهود في التأثير على وضع الدولار.

ويحلل أ.مصطفى شفيق علام، باحث الدكتوراه في العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة التزايد الملحوظ في حجم الميزانيات العسكرية في العالم في موضوع بعنوان "Arms Race: صعود اتجاهات إقرار ميزانيات عسكرية ضخمة في العالم"، وهو ما يرتبط باحتدام سباقات التسلح، وتبني برامج التحديث العسكري واندماج النطاقات الدفاعية والأمنية واتجاه بعض الدول لتطوير قدراتها العسكرية والسعي لتأمين المصالح الاقتصادية. 

ويرصد أ. أحمد عسكر الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة التوسع في تنظيم معارض الأمن والدفاع في منطقة الشرق الأوسط في تحليل بعنوان "Military EXPOs: انتشار معارض الأمن والدفاع في الشرق الأوسط"، حيث تتسم معارض الأمن والدفاع بدول الإقليم بعدة خصائص، يتمثل أهمها في اتساع نطاق الفعاليات وكثافة المشاركة الدولية وحضور الشركات العالمية ومشاركة المؤسسات الوطنية. ويتصل ذلك باتجاهات تعزيز القوة العسكرية وبرامج تطوير المؤسسات الأمنية في دول الإقليم وسياسات "توطين السلاح" وتطوير الصناعات الدفاعية الوطنية. 

وتناول آش روسيتير، أستاذ مساعد في الأمن الدولي، جامعة خليفة، الإمارات العربية المتحدة، في تحليله المعنون "تحجيم التهديدات: اتجاه الدول لتبني أنظمة التسليح المضادة للدرونز"، تصاعد التهديدات المترتبة على توظيف الدرونز من قبل الفواعل المسلحة من دون الدول في تهديد الأمن الداخلي، أو في استهداف الجيوش النظامية في الصراعات، الأمر الذي دفع الجيوش النظامية والشركات العسكرية لمواجهته من خلال تطوير نظم دفاع جوي جديدة قادرة على التعامل مع هذا التهديد.

وكشف الدكتور أحمد قنديل، خبير العلاقات الدولية والشؤون الآسيوية، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في موضوع "إعادة العسكرة: انعكاسات إقليمية مؤثرة لزيادة الإنفاق الدفاعي الياباني" عن اتجاه اليابان لرفع مستوى إنفاقها العسكري وامتلاك منظومات أسلحة جديدة، ليؤشر ذلك على حدوث تحوّل استراتيجي في دور الجيش الياباني من تأمين الدولة إلى التعاون مع كل من الولايات المتحدة والهند لتحجيم النفوذ الصيني المتصاعد، بما يحمله ذلك من تداعيات على الاستقرار الإقليمي في جنوب شرق آسيا.

ارتباطات خفية ومواجهات إعلامية

وركز أ. إيهاب خليفة، رئيس وحدة التطورات التكنولوجية، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، في موضوع "ارتباطات خفية: اتساع التعاون بين شركات التكنولوجيا وأجهزة الأمن الغربية" على تحليل أبعاد العلاقة بين شركات التكنولوجيا الأمريكية، مثل جوجل وأمازون مع وزارة الدفاع الأمريكية، والتي تتعدى أحياناً تحقيق مصالح برجماتية للطرفين، ولكنها تمتد أحياناً إلى وجود ارتباطات مؤسسية، وهو النمط الذي تتبناه الصين وروسيا، خاصة مع تحوّل التكنولوجيا إلى أحد مقومات قوة الدولة. 

وناقش أ. باسم راشد الباحث المصري المتخصص في العلاقات الدولية موضوعاً بعنوان " GPS Wars: استهداف متزايد لنظم تحديد المواقع العالمية"، إذ أدى تزايد الاعتماد على نظم تحديد المواقع العالمية في القطاعات المدنية والعسكرية إلى استهدافها عبر التشويش على الإشارات واستهداف الأقمار الصناعية بما يهدد حركة الطيران والملاحة البحرية ونظم الاتصالات ويتسبب في تعطيل منظومات الأسلحة الذكية المتصلة بالأقمار الصناعية، بالإضافة إلى تزايد اتجاهات تطوير نظم بديلة لنظام تحديد المواقع العالمية الأمريكي، وفي هذا الإطار يتوقع الموضوع تصاعد اتجاه الدول لتأسيس نظم أكثر أماناً يمكنها من مقاومة التشويش والعمل من دون الاتصال بالأقمار الصناعية.

وتناولت سارة عبدالعزيز، الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية، في موضوع "Mediatization: تصاعد التوجهات السياسية لوسائل الإعلام الأمريكية"، أبعاد العلاقة المتوترة بين الرئيس الأمريكي والإعلام، خاصة في ضوء الهجوم الذي شنّه ترامب على الإعلام الأمريكي متهماً إياه بامتلاك أجندة حزبية خاصة، والترويج لأخبار كاذبة، تستهدف من خلالها التأثير على شعبيته والتقليل من إنجازاته.

وركزت أ. مي أسامة، المعيدة بقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة على موضوع بعنوان "Me_Too# : تزايد التأثير السياسي لحركات حقوق المرأة عالمياً"، حيث تركز على الزخم المتصاعد لحركات الدفاع عن حقوق المرأة في العالم وانتقال تأثيراتها من المجال الاجتماعي إلى الدوائر السياسية محدثةً صدى متزايداً تمثلت تجلياته في تورط "النخب السياسية" وانتشار اتجاهات "كسر الصمت" وتزايد الحشد في المجال الافتراضي.

وسعت مريم محمود، الباحثة المتخصصة في شؤون الاقتصاد الدولي، في موضوع "Wealth Migration: دوافع انتقال الاستثمارات إلى الدول الأخرى"، إلى تحليل أسباب انتقال رؤوس الأموال من بعض الدول إلى دول أخرى، والتداعيات الاقتصادية المرتبطة بذلك، خاصة على الدول المستقبلة للاستثمارات.

وركزت أ. لوري هيتيان، مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بلبنان، على التحولات المؤثرة على الأسواق العالمية للطاقة ضمن موضوع "مستقبل أوبك: تحديات ضاغطة على منظمة الدول المصدرة للنفط"، حيث أكدت مواجهة منظمة أوبك تحديات ضاغطة تؤثر على قدرتها على السيطرة على أسواق النفط العالمية في ظل تصاعد أدوار الدول المنتجة للنفط من خارجها، وزيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي، وتزايد الاعتماد على الغاز الطبيعي، ومصادر الطاقة المتجددة والبديلة، ومساعي إدارة ترامب لتحجيم دور المنظمة في ضبط أسواق النفط العالمية.

إصلاح الجامعة العربية واحتجاجات السودان

في القسم الخاص بنقاش المستقبل، عقد مركز المستقبل ورشة عمل عن مستقبل جامعة الدول العربية في ظل التحولات الإقليمية والدولية الراهنة، أدارها الكاتب والدبلوماسي الإماراتي د. يوسف الحسن، بينما كان المتحدث الرئيسي هو الكاتب والمحلل المصري الأستاذ جميل مطر، مدير المركز العربي لبحوث التنمية والمستقبل. واستضاف مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة د. حمدي عبدالرحمن، عميد مساعد لكلية السياسة والعلوم الإنسانية بجامعة زايد، وخبير الدراسات الأفريقية، في لقاء عام للحديث عن تطورات السودان، وسمات موجة الاحتجاجات الحالية.

وفي إطار اهتمام المركز برصد التحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، نظم مركز المستقبل حلقة نقاشية، بحضور خبراء وباحثي المركز، للحديث عن سيناريوهات أداء الاقتصاد العالمي خال عام 2019، ومؤشراته المتوقعة، وذلك في ضوء المشكلات التي واجهها الاقتصاد العالمي خال الفترة الماضية، كما عقد المركز حلقة نقاشية عن تطورات الأزمة اليمنية ومساراتها المحتملة. وسلط المشاركون فيها الضوء على الخريطة الحالية لمناطق النفوذ باليمن، في ظل المكاسب العديدة التي حققتها المقاومة اليمنية، بدعم من قوات التحالف العربي، ونجاحها في تحرير عدة مدن واستعادتها من "الحوثيين".

تهديدات إيرانية متصاعدة

ركز قسم "كيف يفكر العالم الثاني؟" على رصد أبرز التطورات التي تشهدها قارة آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى جانب الاتحاد الروسي، فقد قامت الباحثة أليسيا رويز برافو، المتدربة بشعبة العلاقات الخارجية بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف، سويسرا، في مقالتها "نفوذ واسع: أبعاد الأنشطة الإجرامية لحزب الله في أمريكا اللاتينية" أبعاد نفوذ حزب الله اللبناني في أمريكا اللاتينية منذ ثمانينيات القرن العشرين، وأبعاد التحول في هذا الدور من تنفيذ هجمات مسلحة في الأرجنتين عامي 1992 و1994 إلى الإتجار في المخدرات، لاسيما الهيروين والكوكايين، لتوفير الأموال اللازمة لتنفيذ أنشطته الإرهابية في الشرق الأوسط.

وكشف أبوبكر العم، الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية، في مقالته "معركة مؤجلة: احتمالات قيام المنظمة الإسلامية بتمرد مسلح في نيجيريا"، عن احتمالات اتجاه المنظمة الإسلامية الشيعية بقيادة رجل الدين إبراهيم الزكزكي الموالي لإيران، والمقبوض عليه من قبل الدولة النيجيرية، إلى التمرد المسلح ضد الدولة، في بلد لم ينجح بعد في القضاء على تهديدات تنظيم بوكو حرام الإرهابي.

ورصد شهاب إنعام خان، الأستاذ الدكتور بقسم العلاقات الدولية بجامعة جاهانجيرناجار بنجلاديش، في مقالته المعنونة "تهديد متجدد: أسباب تنامي أنشطة "داعش" الإرهابية في إندونيسيا" أسباب تصاعد نشاط تنظيم "داعش" في إندونيسيا، على الرغم من انحسار التنظيم في معاقله الأساسية في سوريا والعراق، وعن تأثير ذلك على المشهد الأمني هناك، خاصة مع عودة المقاتلين الذين حاربوا مع التنظيم، فضلاً عن وجود أكثر من جماعة موالية لـ"داعش" هناك.

وأوضح الدكتور فيتالي كوزيريف، الزميل في الجامعة الوطنية العليا للاقتصاد، الاتحاد الروسي، في موضوع "حصار الخصوم: فشل المحاولات الأمريكية لعزل روسيا في النظام الدولي" عن اتجاه واشنطن لتصعيد العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، خاصة بعد اتهامها بتبني سلوك عدواني في البحر الأسود وبحر آزوف، ومحاولة واشنطن الحد من صادرات الأسلحة الروسية، وأسباب إخفاق رهان واشنطن على العقوبات في إحداث توتر في العلاقات الروسية – الأوروبية.

انحسار اليمين الشعبوي 

يركز قسم حالة العالم على التحولات الصاعدة التي يشهدها النظام الدولي، حيث يتضمن موضوعاً بعنوان "البديل الزائف: فرص تراجع الشعبوية اليمينية في العالم الغربي"، الذي أعدته أ. كارن أبو الخير، مستشار الشؤون الدولية بمركز المستقبل، ويرصد الموضوع وجود مؤشرات على تراجع التيارات الشعبوية اليمينية في الدول الغربية، إذ إن تجربة هذه التيارات في السلطة، و"الفوضى" التي أحاطت بمشروع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وممارسات إدارة دونالد ترامب، أدت لتراجع شعبية اليمين الشعبوي وفقاً للتحليلات الغربية، في مقابل صعود تيارات وتوجهات بديلة مثل التيارات اليسارية والحركات الاحتجاجية التي تزايد اتجاهها للجوء للشارع، بالإضافة إلى التيارات والأحزاب التي تتبني قضايا الحفاظ على البيئة.

تكلفة الخروج الأمريكي

يتضمن قسم حالة الشرق الأوسط موضوعاً بعنوان "تكلفة الخروج: تداعيات الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا"، أعدته د.إيمان عبدالحليم، الباحثة المتخصصة في الشؤون العربية، إذ تكشف مراجعة التحليلات المنشورة في مراكز التفكير والدوريات الغربية عن حالة الجدل المحتدم حول القرار والتقديرات المتباينة لدوافع وتداعيات الانسحاب العسكري الأمريكي من سوريا، ويركز الموضوع على وجود اتجاهات رئيسية ضمن التحليلات الغربية تؤكد وجود تكلفة  لهذا القرار تتمثل في تعزيز النفوذ الروسي والإيراني في سوريا وتمدد النظام السوري في مناطق تمركز الأكراد لحمايتهم من تركيا وإتاحة الفرصة للصين للاستفادة من صفقات الإعمار وتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الوجود الإيراني. 

ويحتوي العدد كذلك على مراجعات لأهم الكتب الصادرة حديثاً عن دور النشر العالمية، مثل كتاب "قوانين الحرب الجديدة: النصر في عصر الاضطراب الدائم"، وكتاب "الشعبوية والسياسة العالمية: استكشاف الأبعاد البينية والعابرة للقومية"، وكتاب "رأسمالية المواطن: كيف يوفر صندوق عام الدخل والنفوذ للجميع" و"كتيب الضبط الاجتماعي" وكتاب "سياسة الحد الأدنى للدخول: شرح مسار المغادرة وسياسة تغيير الاتجاه في عصر التقشف" وكتاب "أشياء رقمية، موضوعات رقمية: منظورات بينية للرأسمالية والعمل والسياسة في عصر البيانات الضخمة". 

عودة الدين إلى المجال العام

يصدر تقرير المستقبل هذا العدد بعنوان "Post Secualrism: عودة الدين إلى نقاشات المجال العام على الساحة الدولية"، حيث تشير أ .هالة الحفناوي، محررة الملحق، ورئيس قسم التحولات المجتمعية بمركز المستقبل، في مقدمة التقرير إلى العلاقة الجدلية بين الدين والمجال العام، والتي تشير إلى إخفاق مقولات العلمانية في الفصل ما بين الدين والمجال العام، خاصة مع صعود الانتماء الديني في أقاليم العالم المختلفة، بما في ذلك أوروبا، مهد العلمانية.

ولفتت إلى مسارعة المنظرين لتأطير هذا التطور، وهو ما وضح في مقاربة "يورغن هايبرماس" حول "مجتمعات ما بعد العلمانية"، والذي أكد استحالة وقف تيار عودة الدين للمجال العام وأنه ينبغي على الدولة الدستورية الحديثة مراعاة كل المصادر القيمية، واحترام القناعات الدينية، والكف عن نعتها باللاعقلانية.

وأشار أ. مصطفى ربيع، الباحث الإحصائي بمركز المستقبل، تحت عنوان "خريطة الأديان: اتجاهات الشعوب نحو التدين في العالم"، إلى أبرز التحولات التي شهدها الانتماء الديني في العالم، حيث أكد تراجع الإلحاد، وانتشار الانتماء الديني في الدول الشيوعية، سواء تمثلت في روسيا ودول أوروبا الشرقية، أو حتى في الصين، القلعة الأخيرة للفكر الشيوعي في العالم. وكشف ربيع عن بعض ملامح التحولات الدينية، حيث تتوقع الإحصاءات الدولية المعنية بالدين زيادة اتباع الإسلام في كل من قارة آسيا وأوروبا بحلول عام 2050، وزيادة اتباع المسيحية في الصين، فضلاً عن حفاظ الديانة الهندوسية على وضعها المهيمن في الهند. 

وكشفت يوهي أهوجا، الباحثة البريطانية المتخصصة في العلاقات الدولية، في موضوعها "الاستثناء العلماني: تصاعد الاتجاه نحو تأكيد الهوية المسيحية لأوروبا" عن مفارقة أساسية، وهي أن أوروبا كان ينظر إليها باعتبارها الاستثناء العلماني في العالم، غير أنه بمتابعة خطاب الأحزاب السياسية الرئيسية والمتطرفة، على حد سواء، فضلاً عن متابعة الإحصاءات حول وضع الدين في الدول الأوروبية توضح بجلاء أنها لم تعد تمثل استثناءً، حيث تشهد صحوة واضحة للانتماء الديني ارتباطاً بعدد من العوامل التي فصلتها في تحليلها.

وأوضح كل من فيكتوريا أكورنا وفينتشينزو سالا في مقالتهما المعنونة "العالم الروسي: توظيف الدين لتعزيز الشرعية الداخلية وتبرير السياسة الخارجية"، عن صعود موجة التدين في روسيا في أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991، ورصدا كيفية توظيف الكرملين الدين لتعزيز شرعية النظام داخلياً، وكذلك تبرير السياسة الخارجية الروسية في المحيط الأوراسي.

وكشف محمد سنان، الباحث بالمركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والارهاب بسنغافورة في موضوع "الزحف الهادئ: تنامي إشكالية دور الدين في الصين" عن مواجهة الحكومة الصينية تحدياً كبيراً يتمثل في إقبال الملايين من أفراد الشعب الصيني على اعتناق أحد الأديان، على عكس توجه ورغبة الحزب الشيوعي الحاكم الذي لا تتسامح عقيدته مع فكرة الدين من حيث المبدأ، بغض النظر عن مسماه، والذي حاول الحفاظ على الإرث الشيوعي الرافض للدين.

وفي ختام الملحق، أشارت الدكتورة رضوى عمار في التحليل المعنون "جدل مجتمعي: تكثيف جهود الإصلاح الديني في الشرق الأوسط" إلى أن الانتماء الديني في منطقة الشرق الأوسط، لم يشهد أي تغير، إذ ظل قوياً، نظراً لاتسام أغلب مجتمعات المنطقة بأنها ذات طبيعة محافظة ومتدينة، وأوضحت في هذا الصدد أن القضية التي أثارت اهتمام حكومات المنطقة والمجتمعات على حد سواء، هي قضية الإصلاح الديني، وذلك ارتباطاً بتصاعد العمليات الإرهابية في العديد من دول المنطقة، والحاجة إلى مواجهة خطاب التطرف الذي تبثه هذه الجماعات، فضلاً عن كيفية توظيف القيم الإيجابية للدين في دعم السياسات التنموية في دول المنطقة.

مفاهيم "انتقام الجغرافيا" 

يأتي ملحق "مفاهيم المستقبل" هذا العدد تحت عنوان "The Revenge of Geography: تأثيرات متصاعدة للجغرافيا السياسية في التفاعلات العالمية"، ويركز على تصاعد الاهتمام الأكاديمي والسياسي بالجغرافيا السياسية في الآونة الأخيرة في ظل تصدر التحولات في جغرافية العالم و"جغرافية الاتصال" و"الأقاليم البينية" والتهديدات الأمنية والعسكرية المرتبطة بالمعطيات الجغرافية لحركة النشر في العلاقات الدولية خلال الفترة الماضية.

ويسعى الملحق لتحليل خرائط المفاهيم التي نبعت من الاهتمام المتصاعد بالجغرافيا السياسية مثل "عسكرة الجغرافيا" و"الأقاليم الهامشية" و"الحدود الطائفية" و"الجغرافيا السائلة" والجغرافيا العابرة للقومية وسجناء الجغرافيا.

ففي صدارة المحلق، يناقش أ.أحمد الباز، الباحث في الدراسات الأمنية وشؤون الشرق الأوسط، موضوع "Weaponization of Geography: أنماط متزايدة لـ "تسليح الجغرافيا" في الصراعات الدولية"، متناولاً تزايد اتجاهات "عسكرة الجغرافيا" نتيجة للتحولات في تكتيكات حروب المدن ومركزية السيطرة على الأرض ومناطق تركز الموارد الطبيعية والحقول النفطية وموانئ التصدير ضمن الحروب التقليدية، ويرصد الموضوع عدة أنماط لعسكرة الجغرافيا تشمل ضم الأقاليم الحدودية وتهديد الممرات الملاحية وصعود "حروب الموارد" وتكتيكات "تنظيف الأرض" وعسكرة "الجغرافيا المدنية".

ويناقش أ.سامي السلامي، الباحث المغربي المتخصص في العلاقات الدولية، موضوع "سجناء الجغرافيا: تصاعد التهديدات الأمنية المرتبطة بالعوامل الجيوسياسية"، متناولاً كيفية تحول معطيات الموقع والمساحة والخصائص الإقليمية لبعض الدول إلى تهديدات أمنية تسعى الدول لمواجهتها، ويركز الموضوع على عدة تهديدات للجغرافيا السياسية يتمثل أهمها في الدول الحبيسة ومحدودية العمق الجغرافي وتهديدات التوسع الإقليمي ومواجهة الهيمنة البحرية والصراع على "نقاط الارتكاز" وارتدادات استراتيجية الاحتواء، وهو ما يتصل بتراجع الأدوار التقليدية للدول وصعود المجتمع الشبكي وتنامي التهديدات العابرة للحدود واضطراب الحدود الفاصلة.

ويركز د.محمد لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ابن زهر بأغادير- المغرب على موضوع بعنوان "Transnationalism: انتشار الظواهر والاتجاهات العابرة للقومية في العالم"، ويرى الباحث أن ثمة تغيرات داخلية وإقليمية ودولية على مدار العقود الماضية قد أسهمت في تصاعد الاتجاهات "العابرة للقومية"، وتنامت تأثيرات بعض الفاعلين من غير الدول، مثل وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والفاعلين المسلحين من غير الدول بحيث باتت تأثيراتها تتجاوز الحواجز الجغرافية التقليدية. 

وتتناول أ. إيمان فخري، باحثة الدكتوراه في العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، موضوع "المساحات المنسية: تصاعد الاهتمام بـ "مناطق الهامش" البعيدة عن مراكز الدول"، ويفسر الموضوع تصاعد الاهتمام بالأقاليم الهامشية بالتطور في دراسات الجغرافيا السياسية وتشكل اتجاهات منفصلة لدراسات الحدود (Border Studies) تجمع بين الجغرافيا السياسية ودراسات الهوية والديمغرافيا والاقتصاد السياسي ومناهج التحليل التاريخي لتتبع وفهم العلاقة المعقدة بين المراكز والمناطق الحدودية وتفكيك الصراعات المرتبطة بالحدود.

ويختتم الملحق بموضوع بعنوان "Sectarianizing Borders: تنامي اتجاهات دراسة "الحدود الطائفية"، أعده أ. محمد بشندي، باحث الدكتوراه في النظم السياسية المقارنة، حيث يركز على اتجاهات إعادة رسم خرائط الصراعات الداخلية بناء على نطاقات تمركز المجموعات العرقية والطائفية المختلفة والصراعات في المناطق الفاصلة بين التكوينات المجتمعية، بالإضافة لتحول الانقسامات الأولية في المجتمعات إلى واقع جغرافي نتيجة لصعود اتجاهات الانعزال والتمركز في أقاليم محددة لدى الجماعات المختلفة، كما يتناول عدة اتجاهات نظرية، مثل ارتدادات نموذج بوتقة الصهر واتجاهات "مأسسة الطائفية" والجغرافيا السياسية للدين.