أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

القضايا العشر:

لماذا تصاعدت دعوات "عودة الأمل" في المنطقة العربية؟

28 مارس، 2018


تصاعدت دعوات أخذت شكل حملات ومبادرات ومشاريع وبرامج إنسانية واجتماعية وسياسية وتوعوية وتنموية، في عدد من الدول العربية، بدرجات متفاوتة وأنماط مختلفة، سواء بمجهود فردي أو جماعي، تستهدف شخصًا أو فريقًا أو جهة، ودون انتظار مقابل أو مكافأة أو تقدير، في أغلب الأحيان، وتسعى إلى تمكين الفئات المهمشة في المجتمع، والتخفيف من وطأة الحاجة لدى الفقراء، ورفع المعاناة عن المرضى، وتأهيل البنى التحتية وإعادة ترميم المرافق الخدمية في بؤر الصراعات التي تم تحريرها من قبضة التنظيمات الإرهابية والميلشيات المسلحة.

كما تهدف تلك الدعوات إلى الإرتقاء بنوعية الحياة، لا سيما بعد سنوات عجاف شهدتها المنطقة، بعد تحولات 2011، غلب عليها انتشار اليأس وانهيار النظم وتفكك الدول وإضعاف الجيوش الوطنية وتمدد الميلشيات الجوالة وانتشار الإرهاب وتغير جغرافيا المنطقة. واللافت للنظر أن هذه الدعوات، بغض النظر عن مسمياتها، تهتم بقضايا اللاجئين وأطفال الشوارع، عبر ورش عملية وأنشطة ترفيهية، ولاقى بعضها تفاعلاً شعبيًا واسعًا على منصات وشبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة تلك التي يتزايد حجم المستفيدين منها، على شاكلة مبادرة "صُنَّاع الأمل" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى ضمن سلسلة المبادرات العالمية.

وفي هذا السياق، قال الشيخ محمد بن راشد في تصريحات إعلامية مختلفة: "صُنَّاع الأمل ستكون مدرسة يتخرج فيها كل عام الآلاف من صُنَّاع التغيير الإيجابي في المجتمعات"، وأضاف: "هناك من يصنع الفرق، ويساهم إيجابيًا تجاه معاناة الناس، وهناك من يتفرج.. لدينا الآلاف ممن يعملون الخير.. يرعون الأيتام، ويطعمون الجائع، ويدعمون الشباب، ويعالجون المرضى.. هؤلاء هم شعلة الأمل في وطننا العربي الكبير".

وبوجه عام، يمكن القول إن هناك حزمة من الأبعاد السياسية التي تفسر انتشار موجة عودة أو استعادة الأمل في المنطقة العربية، خلال الفترة الماضية، يتمثل أبرزها في:

صناعة الفرق:

1- تحسين نوعية الحياة في المجتمعات العربية: جدد الشيخ محمد بن راشد، في 14 فبراير 2018، مبادرته "صُنَّاع الأمل"، للعام التالي، والتي تهدف إلى تكريم البرامج والمشاريع والمبادرات الإنسانية والمجتمعية التي يسعى أصحابها من خلالها إلى مساعدة البشر دون مقابل، ونشر الأمل وترسيخ قيم الخير والعطاء، وتعزيز الإيجابية والتفاؤل، بما يؤدي إلى صناعة الفرق في حياة الأفراد، وخاصة المساهمين في مجالات كالصحة والتعليم والعمل الشبابي والعمل التطوعي والإعلام الجديد وغيرها.

ويتم المشاركة في هذه المبادرة من مختلف الدول العربية من خلال تعبئة نموذج التسجيل على الموقع الرسمي www.ArabHope Makers.com، حيث يتم وصف المبادرة الخاصة للشخص، مع توفير المعلومات المساندة، وكتابة معلومات عن المرشح أو المرشحين، ويفضل أن يتم تدعيم طلبات الترشيح بأى ملفات مساندة من صور وفيديوهات لتحسين فرص التأهل للمراحل المتقدمة، وخاصة عدم انتهاكها لحقوق الملكية الفردية. لذا، يحق للجنة المبادرة المطالبة بالمزيد من المعلومات أو الوثائق لدعم المشاركة أو التحقق من المصداقية، في حال اقتضى الأمر ذلك.

ومن المفترض أن تكون مرحلة الترشيح النهائية في مبادرة "صُنَّاع الأمل" على شكل مقابلة شخصية مع أفضل 12 صانع أمل (الذي يتراوح عمره بين 5 و95 عامًا) بلغوا هذه المرحلة، بحيث يتم اختيار أفضل خمس مشاركات، بالاستناد إلى عدة معايير منها أن تكون قصة صانع الأمل ملهمة وصادقة ومؤثرة، وأن تتوافق جهود صانع الأمل مع القوانين في بلد إقامته، وأن يكون صانع الأمل مقيمًا في دولة عربية ولا يشترط أن يحمل جنسية تلك الدولة، وأن يتقن مهارات البذل والعطاء وخدمة الناس دون مقابل، وأن يكون مشهودًا له في مجتمعه بحسن السيرة وجمال السلوك الإنساني.

وخضعت المبادرة لتصفيات عدة، مرت خلالها عبر لجان تحكيم فرعية، يحكم قرارها حجم التأثير الذي تملكه المبادرة على الأطراف المعنية أو المستفيدة، ومدى تفاعل المجتمع المحلي معها، وإمكانية تطويرها وتوسيع نطاق الاستفادة منها. وستكون لجنة "صُنَّاع الأمل" مسئولة عن إدارة عملية إنتاج الفيديو الترويجي لأفضل خمسة مشاركات لصُنَّاع الأمل، بحيث يتحقق ذلك بالتعاون مع شركة إنتاج مختصة. وستقوم لجنة الترشيح بالمقابلات إما شخصيًا أو عبر الهاتف أو عن طريق استخدام أية أداة تواصل عن بعد كبرنامج سكايب أو غير ذلك لراحة المشاركين، ويحصل الفائز بالمركز الأول على مليون درهم، ويحصل على لقب "صانع أمل".

وقد تمثل المرشحون الخمسة من "صُنَّاع الأمل" في عام 2017، في المغربية نوال الصوفي، المقيمة في إيطاليا، التي كرست نفسها لإنقاذ اللاجئين الفارين إلى أوروبا عبر قوارب الموت، إذ ساهمت في إنقاذ أكثر من 200 ألف لاجئ، وأيضًا هشام الذهبي، من العراق، الذي تبنى قضية أطفال الشوارع في المحافظات العراقية فأواهم في منزل قدم لهم فيه الرعاية النفسية والصحية والتربوية والتعليمية، ومعالي العسعوسي، من الكويت، التي هاجرت إلى اليمن قبل عشر سنوات لتنفيذ العديد من المبادرات الإنسانية، وماجدة جبران (الشهيرة بماما ماجي) من مصر، التي كرست نفسها لخدمة فقراء مصر، و"الخوذ البيضاء"، منظمة الدفاع المدني السوري، التي تهدف لإنقاذ ضحايا القصف خلال الصراع المسلح في سوريا.

ولاية الحكم:

2- تأييد وصول قيادة سياسية للسلطة عبر الاستحقاقات الرئاسية: على نحو ما تجسد في حملة أشرف عليها اللواء د.سمير فرج بعنوان "أنت الأمل" لدعم ترشيح الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها مصر، خلال الفترة من 26 إلى 28 مارس 2018. وخصصت الحملة مجموعة من الفيديوهات المتنوعة على شبكة الإنترنت لرصد أنشطة السيسي، وإنجازاته في مختلف المجالات على مدى السنوات الأربع الماضية، سواء تعلقت بشبكة الطرق أو المشروعات السكنية أو المدن الجديدة أو القضاء على العشوائيات في عدد من المناطق أو مشروعات الأمن الغذائي.

ورصدت الحملة أيضًا جهود الرئيس السيسي في مشروعات الطاقة والغاز الطبيعي ومشروعات الاستزراع السمكي وإعادة الدولة المصرية بعد تعثرها في الفترة الماضية. هذا بخلاف تنظيم احتفاليات في محافظات أسوان والبحر الأحمر وبورسعيد والإسكندرية والجيزة، حضرها شخصيات عامة وعدد من الفنانين والرياضيين.

كما أسس الشريف ولد عبدالله مبادرة "الأمل" في العاصمة الموريتانية نواكشوط في عام 2014 وامتدت لمدن أخرى مثل أطار ونواذيبو والزويرات وبئر أم أكرين لرفع معدلات المشاركة المجتمعية في الانتخابات الرئاسية لدعم فوز الرئيس محمد ولد عبدالعزيز بولاية جديدة.

إعادة الإعمار:

3- دعم الأفراد المحررين من سيطرة التنظيمات الإرهابية: بلورت غرفة صناعة دمشق، في 20 مارس الجاري، مبادرة إنسانية بتوزيع معونات غذائية ومنظفات صحية وملابس على الأفراد المحررين من المناطق التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية من قرى وبلدات في مركزى إيواء الحرجلة ونجها، وأكد رئيس الغرفة سامر الدبس وغيره من أعضاء مجلس إدارتها على أن "هدف هذه المبادرة هو صناعة الأمل لكل الأسر المهجرة وتأمين احتياجاتها حتى تعود لمنازلها مرة أخرى تمهيدًا لعودة عجلة الصناعة وإعادة إعمار سوريا فيما بعد".

وقد يتم إنشاء مأوى للاجئين بعيدًا عن مراكز الاعتقال غير القانوني أو نقاط تجمع المهاجرين، على نحو ما حدث في بلدة بني وليد في ليبيا، حيث تقدم لهم العناية الطبية خاصة مع تنامي عمليات التعذيب والاختطاف من قبل جماعات مسلحة وعصابات تهريب البشر والمخاطرة بالهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط وصولاً إلى أوروبا. وقد أطلق على هذا المأوى "البيت الآمن"، عبر جهود مركز للهلال الأحمر في مصراتة، وبدعم من منظمة "أطباء بلا حدود"، وهو ما يمنح الأمل لأطفال فقدوا الأهل الذين التحقوا بتنظيم "داعش".

وعانى بعض هؤلاء الأطفال أو ما يطلق عليهم "أشبال المقاتلين" من إصابات خطيرة بأعيرة نارية في الرأس أو الصدر أو القدمين، وربما واجهوا أزمات مثل نقص المياه والأطعمة والأدوية، بخلاف سيادة الخوف والتعرض لضغوط نفسية حادة، على نحو يسلط الضوء على "الجروح الخفية" لشريحة من الأجيال الضائعة، التي يتراوح أعمارها ما بين خمسة أيام إلى تسع أعوام، وهو ما كشفته مرحلة ما بعد تحرير سرت من تنظيم "داعش" في ليبيا.

حلب المستقبل:

4- إيجاد متنفسات بديلة للاجئين من اشتعال بؤر الصراعات المسلحة: قامت الأمم المتحدة، في 28 نوفمبر 2017، برعاية مبادرة "العمل للأمل" التي تدرب من خلالها عددًا من أطفال اللاجئين السوريين على عزف آلات موسيقية متنوعة، من خلال الورش المختلفة عن التراث الموسيقي لعدة دول مثل مصر وسوريا وتركيا. وتهدف هذه المبادرة إلى خلق متنفس للأطفال في ظل الأزمة السورية المشتعلة منذ سبعة أعوام، والتي دفعت بعض السوريين للجوء والنزوح خارج أراضيها.

كما دشنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، في 6 مارس 2018، مبادرة "حلب المستقبل"، وهى برنامج للأطفال السوريين اللاجئين في تركيا، يتضمن تنظيم ورش عمل يقوم خلالها الأطفال اللاجئون بتشييد مبانٍ من ورق، بهدف تأسيس مدينة يمكن زيارتها من خلال الواقع الافتراضي. وتهدف المبادرة – التي نفذها اللاجئ محمد قطيش عندما كان يعيش في حلب قبل الحرب وتوقف عن الذهاب إلى المدرسة بسبب المواجهات المسلحة- إلى منح الأمل للأطفال اللاجئين وحثهم على الاستمرار في الحلم بشأن مستقبلهم.

أطراف تعويضية:

5- منح جرحى الصراعات المسلحة والعمليات الإرهابية نافذة فرصة للحياة: على نحو ما فعلته منظمة "أطباء بلا حدود" في الأردن مع بعض الأفراد، سواء كانوا أردنيين أو سوريين أو عراقيين أو فلسطينيين أو يمنيين، من الذين قاتلوا ضد تنظيم "داعش"، ما أدى إلى فقدانهم أحد الأطراف أو إصابتهم بجروح خطيرة، وكذلك الحال مع الأطفال المولودين بالعيوب الخلقية بما يمنحهم استعادة الأمل في حياة طبيعية. وقد استعان فريق عمل مؤسسة "أطباء بلا حدود" – بدعم من الاتحاد الأوروبي- بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في تصميم أطراف اصطناعية بسيطة من دون مفاصل، بما يساعد هؤلاء في مواصلة الحياة بأمل متجدد.

إعادة الشرعية:

6- منع الميلشيات المسلحة من الانفراد بحكم الدول: ولعل ذلك ينطبق على عملية "إعادة الأمل" في اليمن التي بدأت في 21 إبريل 2015، وسعت إلى التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميلشيات الحوثية وحلفائها وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج، وتدشين تعاون دولي لمنع وصول الأسلحة جوًا وبحرًا إلى الحوثيين من خلال المراقبة والتفتيش، وإجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة، مع استمرار حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب.

"بنوك الأمل":

7- مكافحة الفقر في المجتمعات النامية المأزومة: وهو ما يقوم به "بنك الأمل" في اليمن، باعتباره أحد بنوك التمويل الأصغر الثمانية التي أنشأها برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" في إطار مبادرة الأمير طلال بن عبدالعزيز لمكافحة الفقر في المجتمعات النامية. وقد ازدادت أهميته في ضوء عدم الاستقرار الذي تمر به اليمن التي تتفاقم فيها حدة الأزمة الإنسانية بعد استيلاء ميلشيا الحوثيين على السلطة في سبتمبر 2014.

كما افتتح الهلال الأحمر الإماراتي، في 21 مارس 2018، مبنى جمعية تنمية المرأة في شبوة بعد إعادة تأهيله وتجهيزه، على نحو يعكس اهتمام الإمارات بتقديم الدعم للمرأة اليمنية وتخفيف معاناتها ومحاولة تأهيلها لإشراكها في العملية التنموية. وقد أشاد عبدربه هشله أمين عام المجلس المحلي بمحافظة شبوه بـ"بدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبًا لأياديها البيضاء الممتدة للشعب اليمني وما يقدمونه من دعم لبناء وتطوير المؤسسات الحكومية والأهلية في شبوة وإعادة الأمل إلى نفوس السكان في ظل الأزمة الاقتصادية التي أعاقت عجلة النمو في اليمن".

"حليب الأمل":

8- تمويل المشاريع في مجالات اقتصادية محددة: وهو ما حدث في تونس، إذ أبرمت جامعة جندوبة، في 24 أكتوبر 2017، اتفاقية شراكة تندرج في إطار الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص مع شركة ستيال "دليس دانون" والبنك التونسي للتضامن، تقضي بتخصيص 250 مليون دينار تونسي، بهدف انتقاء شباب خريجين من الجامعة لتنفيذ مشاريعهم الخاصة في مجال إنتاج الحليب.

وستتولى جامعة جندوبة مهمة تكوين المنتفعين بهذا المشروع، وفقًا للميزة النسبية لكل منهم، فيما سيوفر البنك التونسي للتضامن تمويلات حدد سقفها بـ150 ألف دينار للمشروع الواحد، وتوفر شركة "دليس دانون" التأطير الملائم ومساعدة الشباب على تسويق منتجاتهم عبر عقد مدته عشر أعوام. ويهدف هذا المشروع إلى توفير ما بين 200 و250 موطن شغل جديد خلال خمس سنوات، وإنتاج سنوي يقترب من 10 مليون لتر حليب.

حقوق المعاق:

9- إدماج ذوي الإعاقة في بني المجتمعات العربية: شهدت الأعوام الماضية إطلاق برنامج لتكوين وإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة، وبمبادرة من "جمعية أمل المغرب" (ذات منفعة عامة، أنشئت من قبل شباب مغاربة مقيمين بالخارج بغرض مواكبة مختلف المبادرات التي تهدف إلى إدماج الأشخاص المعاقين في الوسط المهني بالمغرب)، بشراكة مع برنامج "مبادرة الشراكة الشرق أوسطية" لسفارة الولايات المتحدة بالمغرب. ويهدف البرنامج إلى تمكين 150 شابًا من الاندماج في سوق العمل، إضافة إلى تمويل خمس مشاريع للتشغيل الذاتي.

كما أسست "جمعية آباء وأصدقاء الأشخاص المعاقين ذهنيًا" (إحدى مؤسسات المجتمع المدني المغربي) في عام 1997 مطعم "هدف" بالعاصمة الرباط لتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون إعاقة جسدية أو حسية حركية أو عقلية، ويسعى إلى محو الصورة النمطية السائدة بشأن عجز ذوي الإعاقة وصعوبة اندماجهم في المجتمع، ويعتبر نافذة لإبراز مواهب الشباب في الطبخ، وساهمت في تمويله المبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية (برنامج حكومي يدعم المشروعات الاجتماعية).

وكذلك الحال بالنسبة لمبادرة "بسمة أمل" التي طرحت في المملكة الأردنية، في نوفمبر 2016، وهى ذات طبيعة شبابية تطوعية إنسانية تسعى إلى خدمة الأطفال من ذوي الإعاقة والأيتام ومرضى السرطان، لتكون مجتمعًا واعيًا بحقوق المعاق وكيفية التعامل معهم وزيادة ثقتهم في أنفسهم وإيمانهم بقدراتهم، وتطوير قدرات ذوي الإعاقة بحيث ينتقلون من إطار الإنسان المستهلك إلى الإنسان المنتج. وقد نجحت تلك المبادرة في إدماج الطلبة الأردنيين والسوريين من ذوي الإعاقة في المدارس الحكومية.

الإدراك الصحي:  

10- زيادة الوعي المجتمعي بالأمراض الخطرة: دشنت أبوظبي، في السنوات الماضية، "مارثوان الأمل" لعودة الأمل لمرضى السرطان، حيث خصصت مبالغ مالية لتمويل مشاريع ثقافية تهدف لزيادة الوعى بمرض السرطان وسبل الوقاية منه، وزيادة التبرعات لتمويل أبحاث هذا المرض. وتزامن الإعلان عن هذا التخصيص مع مبادرة "اليوم العالمي للسرطان" التي تصادف الرابع من فبراير من كل عام. وتجدر الإشارة إلى أن لدولة الإمارات دور فاعل في عملية البحث عن علاج سريع ومفيد لمرض السرطان، سواء عبر الندوات التثقيفية أو الفعاليات التمويلية.

وساهم ذلك التوجه في زيادة انتشار الأنشطة المتعلقة بذلك. ففي 21 يونيو 2017، نظمت سفارة فلسطين في تونس حفلاً خيريًا لدعم "مركز خالد الحسن لعلاج أمراض السرطان وزراعة النخاع"، بالتعاون مع جمعية مرضى السرطان التونسية وبلدية تونس، يعود ريعه لـ"مركز خالد الحسن لأمراض السرطان في فلسطين". وقد جاء هذا الحفل لإعلان انطلاق برنامج "مبادرة الأمل" وتطوير شراكة دائمة مع جمعية مرضى السرطان التونسية.

إرادة فولاذية:

خلاصة القول، إن الأبعاد السابق ذكرها تعبر عن تجديد صناعة الأمل والتصدي لموجة الإحباط واليأس السائدة في المنطقة العربية وتجفيف وقود الدمار الذي خلفته موجة الصراعات المسلحة ومواجهة تمدد التنظيمات الإرهابية وخاصة "الاستيطانية" منها ومقاومة الفقر وتطوير التعليم والصحة والبنى التحتية، بحيث تتغير الصور النمطية عن المنطقة العربية. فالاهتمام بالأمل والمستقبل يمثل ضرورة قصوى للدولة والمجتمع في المنطقة.