تغيرت خرائط تجارة الأسلحة الصغيرة عبر منطقة الشرق الأوسط على أثر الثورات العربية، إذ اكتسبت تدفقات الأسلحة زخماً استثنائياً على أثر تصدع أركان دول عديدة في منطقة الشرق الأوسط، وتفجر الصراعات الأهلية، وتصاعد الانتماءات الأولية والهويات الفرعية والنزعات الانفصالية التي أدت لصعود دور الفاعلين المسلحين من غير الدول، خاصة الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، ومن ثم فقد أدت التحولات الإقليمية سالفة الذكر لتشكل شبكات عابرة للحدود لتجارة الأسلحة الصغيرة، وتعدد مسارات انتقال تلك التدفقات عبر الحدود في ظل تآكل احتكار الدولة للقوة وإخفاق مؤسساتها الأمنية في تحجيم تدفقات تجارة الساح غير الشرعية.