يُعد انتشار الأسلحة الصغيرة أحد تجليات الاختال البنيوي في علاقة الدولة بالمجتمع في منطقة الشرق الأوسط، في ظل خروج المجتمعات عن نطاق سيطرة بعض الدول، وتفكك روابط الهوية وصعود الانتماءات الأولية، وتصدع عدد من دول الشرق الأوسط تحت وطأة الصراعات الداخلية، وفي هذا الصدد لا يمكن اعتبار انتشار الساح بيد المواطنين سوى خصم من قوة الدولة التي يُفْتَرَض بها احتكار أدوات العنف، فمع انتشار نموذج "المجتمع المسلح" وشيوع "ثقافة حمل الساح" يتآكل حكم القانون، وتصبح الفوضى والحرب اللانهائية وشرائع القوة حاكمة للتفاعات المجتمعية، فضاً عن امتداد آثار انعدام الاستقرار والأمن لدول الجوار.