أخبار المركز
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)
  • شريف هريدي يكتب: (مخاطر الانفلات: خيارات إيران للرد على استهداف قنصليتها في دمشق)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (زلزال انتخاب فاي.. اتجاهات التغيير القادم في السنغال)

مأزق "كورونا":

خبرات عالمية وإقليمية في إدارة الأزمات المفاجئة (ملف)

12 فبراير، 2020

image

مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

تُمثّل الكوارث الطبيعية أحد مصادر الخطر الأساسية التي أضحت تهدد الدول (الغنية والفقيرة) حول العالم راهنًا، والتي أضحت أكثر حدةً مع تنامي تداعيات ظاهرة التغيرات المناخية التي تؤدي إلى تكرار وقوعها. وعلى الرغم من إنشاء العديد من الدول أنظمة للإنذار المبكر، وبناء غرف عمليات، وتأسيس مراكز معرفية لإدارة الكوارث؛ فإن ذلك لم يؤدِّ إلى الحد من تداعياتها. ناهيك عن أن كثيرًا من تلك الكوارث لا تصلح معها استراتيجيات المنع أو الوقاية، نظرًا لأنّ خطرها حتمي الحدوث، ولا مفر من وقوعه. وبالتالي لا يوجد أمام الدول والشعوب سوى إيجاد السبل للتكيف معه والتعافي السريع منه.

وتحمل الكوارث الطبيعية التي تتعرض الدول لها، ولا سيما تلك التي تؤدي إلى وقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وتتسبب في دمار بالغ في البنية التحتية للدولة، تأثيرات سياسية واقتصادية مباشرة وغير مباشرة، والتي قد لا تقتصر على الدولة التي تتعرض للكارثة، وإنما تكون لها تداعيات خارجية، كالإضرار بالأمن البيئي الإقليمي والعالمي، مثل حرائق الأمازون في البرازيل.

وقد يؤدي تعرض دولة لكارثة غير متوقعة لتأثيرات جمة على الاقتصاد العالمي، خاصة إذا كانت تلك الدول من القوى المركزية في الاقتصاد العالمي مثل الصين، حيث أدى انتشار فيروس "كورونا" بها إلى حالة من القلق العالمي الذي كانت له تداعياته السريعة على أداء أسواق المال العالمية، فتكبد بعضها خسائر كبيرة. وكذلك على أسواق النفط، حيث انخفضت أسعاره بشكل ملحوظ بسبب القلق الذي سيطر على المتعاملين، لقلقهم من أن يتسبب الفيروس في تراجع الطلب على النفط، ولا سيما في الصين، التي تُعدّ المستهلك الأكبر للطاقة في العالم.

ومع تعدد الكوارث التي تتعرض لها الدولة، فإن الخبرات المتراكمة لديها في التعامل معها قد تُمكنها من إدارة الأزمة الجديدة بشكل مختلف. فعلى سبيل المثال، انطلق تعامل الصين مع الانتشار السريع لفيروس "كورونا"، الذي أثار حالة من القلق العالمي، من خبراتها السابقة في التعامل مع أوبئة مماثلة مثل "سارس"، وهو ما دفعها إلى إدارة الأزمة هذه المرة بطريقة جنّبتها الانتقادات التي وُجِّهت لها سابقًا والتي أثّرت على صورتها على المستوى الدولي، حيث قامت بكّين بالإعلان بشفافية عن عدد الحالات المصابة، وسعت لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الفيروس بشكل سريع. ويمكن القول إن مدى فعالية إدارة الأزمة الحالية قد يُمثّل فرصة للصين لتحسين صورتها وسمعتها على المستوى الدولي.

وعليه، يضم هذا الملف تحليلات وعروضًا لتقارير صادرة عن مراكز الفكر والرأي الأمريكية، نُشرت على الموقع الإلكتروني لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، وأخرى نُشرت بمجلة "اتجاهات الأحداث" التي تصدر عن المركز، وهي تناقش التداعيات السياسية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للكوارث، سواء على الدول التي تشهدها، وكذلك تأثيراتها الخارجية، خاصة إذا كانت تلك الدولة من القوى الفاعلة في النظام الدولي سياسيًّا أو اقتصاديًّا، وكذلك سبل تعامل الدول مع حالات الطوارئ والأزمات والكوارث المفاجئة، وأخيرًا دور المساعدات الغربية في التعامل معها.