دخلت صناعة الطائرات من دون طيار "المُسيّرات" أو "الدرونز"، منذ بدايات العقد الماضي، مرحلة جديدة، حيث صارت تُنتج على مستوى أكبر، في عدد كبير من الدول، وبتكلفة أقل بكثير مما كانت عليها في العقود السابقة، بل وتنافست الشركات العالمية على تصنيع بعض الأنواع الصالحة للاستخدام المدني للأفراد العاديين. وبكل تأكيد، تطورت صناعة "الدرونز" العسكرية، وباتت في متناول العديد من الدول، حتى وصلت إلى الميليشيات والتنظيمات المسلحة والجماعات الإرهابية.
ومنذ ذلك الحين، صار كل نزاع عسكري جديد، يُلقي الضوء على أهمية استخدام الطائرات المُسيّرة في الحروب والعمليات العسكرية المختلفة، بدايةً من كل النزاعات المسلحة الموجودة في الشرق الأوسط، وتحديداً في سوريا وليبيا واليمن، مروراً بحرب ناغورنو كاراباخ، ووصولاً إلى الحرب الروسية – الأوكرانية الحالية.
ويُقدم هذا العدد رقم (19) من سلسلة "رؤى عالمية" عرضاً لأبرز ما تناولته مراكز الفكر والمجلات العالمية حول تطور استخدام "الدرونز" وتأثيرها على الحروب والصراعات والتوازنات الإقليمية والعالمية، على خلفية صعود استخدامها بكثافة في الحرب الأوكرانية، وفي صراعات وتفاعلات الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلاً عن انتشارها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ "الإندو- باسيفيك".