أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)
  • أ. د. علي الدين هلال يكتب: (بين هاريس وترامب: القضايا الآسيوية الكبرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024)

يوم الإمارات الوطني الـ 47

03 ديسمبر، 2018


سبعة وأربعون عيداً مرّت على دولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة الفتية الشابة، الدولة التي أسسها حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكانت حلماً في ذهنه وطموحاً في عقله وقلبه فرعى اتحادها، وأجهد نفسه في بناء إنسانها والاهتمام بشبابها وأجيالها القادمة، وشاركه حكّام الإمارات الست حلمه ووعده وطموحه، حتى استوت على سوقها دولة غنيةً مؤثرةً ذات تاريخ عريقٍ وحاضرٍ مشرقٍ ومستقبل واعد.

سار الأبناء على خطى القائد الباني وإخوانه المؤسسين، وأخذ صاحب السمو الشيخ خليفة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وإخوانهم الحكّام يزيدون في البناء ويطورون الآمال ويرفعون سقف الحلم، ويرعون المواطنين والأجيال ويصوغون الطموح، ويبعدون الرؤية في المستقبل عبر «مئوية الإمارات 2071».

تحتفل الإمارات بيومها السابع والأربعين في عام زايد، العام الذي قررت الدولة أن تحتفل بمؤسسها الكبير وتاريخه وإنجازاته ورؤاه، وأن تنقل للأجيال كيف تعب الآباء والأجداد لبناء دولة متماسكة وقوية باقتصادها وسياستها وثقافتها ومجتمعها، وبإنسانها قبل كل شيء، في كافة المجالات من تعليم وأمن وصحة واستقرار.

لقد أصبح الجواز الإماراتي الأول على المستوى الدولي، وأصبحت مكانة الإمارات العسكرية حديث العالم والمنطقة، فهي بجيشها القوي وبالتحالف غير المسبوق مع السعودية تخوض حرباً خشنةً في اليمن ضد أذيال النظام الإيراني من ميليشيا «الحوثي»، وصارت الإمارات قوةً سياسيةً يُحسب لها ألف حسابٍ في كل ملفات المنطقة على المستويين الإقليمي والدولي.

تغيير التاريخ وافتراع طرقٍ أخرى فيه أمرٌ شديد الصعوبة ولكنه بالغ التأثير، وقد امتلكت القيادة الإماراتية وعياً متقدماً في أحد أخطر الآفات التي تهدد العالم، وهي آفة الإرهاب، وكان وعيها المتقدم ممثلاً برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، مفادها أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب بمطاردة اللحظة الأخيرة، وهي لحظة الضغط على الزناد من قبل التنظيمات الإرهابية كـ «القاعدة» و«داعش»، بل يجب العودة إلى الجذور الأصلية والمنابع الرئيسية لكل التطرف والإرهاب، وهي جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة «الإخوان» وفروعها المنتشرة والتنظيم الدولي لها، وكانت هذه لحظة تاريخية فارقة.

تحدث ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر «مبادرة الاستثمار» عن الدور التاريخي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ونموذجه التنموي المبهر الذي ابتدأه في التسعينيات، والذي أصبح نموذجاً يحتذى في المنطقة، وهي شهادة عارفٍ وحالمٍ بالمزيد لبلاده ولدول الخليج وللدول العربية ودول المنطقة بشكلٍ عامٍ، والقائد الناجح يشيد بالتجارب الناجحة وينطلق منها ويبني عليها.

كان تطوير التعليم مركزياً في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وكانت معركة تنقيته وإصلاحه وتطويره ليكون متفرداً على المستوى الدولي معركةً مجيدةً ومستحقة، في الرؤية الناظمة لها كما في الخطط المحكمة والتفاصيل المتعددة فدون إخراج جيلٍ متميز على كافة المستويات وتجهيزه لحمل الراية ومواصلة المسيرة لا يمكن للأوطان أن تعمّر ولا للإنسان أن يصنع التاريخ.

كانت رؤية زايد مبنيةً على التسامح الذي ميّز التجربة الإماراتية بشكل كبيرٍ، ففي الإمارات أديانٌ متعددةٌ وجنسياتٌ كثيرةٌ وطوائف مختلفة وأعراقٌ عديدةٌ، ولكنها تتعايش وتتسامح مع بعضها البعض، والمقيمون في الإمارات يشعرون جميعاً بأنهم شركاء في الرؤية والحلم.

نجاحٌ في الاقتصاد وطفرة في القوة السياسية والعسكرية وتطورٌ مذهلٌ في الثقافة والإعلام، ورعاية خاصة للتاريخ المجيد والتراث الضارب بأطنابه في التاريخ، وبرامج وطنية كبرى للقيم والأخلاق ومادة أخلاقية تدرّس في التعليم العام، وعلاقات دبلوماسية واسعة مع الغالبية العظمى من دول العالم، كل ذلك بأفكار القادة وسواعد الشباب. أخيراً، فالدول الصديقة وعلى رأسها الحليف الأقوى في المملكة العربية السعودية تحتفي بالإمارات على كافة المستويات، وكل عامٍ ودولة الإمارات بألف خير.

*نقلا عن صحيفة الاتحاد