أخبار المركز
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)
  • أ. د. علي الدين هلال يكتب: (بين هاريس وترامب: القضايا الآسيوية الكبرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024)
  • د. إبراهيم فوزي يكتب: (سيطرة تبادلية: السيناريوهات المُحتملة لانتخابات الكونغرس الأمريكي 2024)
  • مركز "المستقبل" يصدر العدد الثاني من مجلة "اتجاهات آسيوية"

المصري اليوم:

د. أمل عبدالله الهدابي تكتب: فرص مستقبلية لتطوير التعاون الخليجى الكاريبى

02 ديسمبر، 2023


تشهد العلاقات بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول الكاريبي، تطورات مهمة ومتسارعة، خلال الفترة الأخيرة، ضمن إطار الجهود التي تقوم بها دول مجلس التعاون لتنويع شراكاتها الدولية، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي، وتعزيز مكانتها الدولية ضمن هيكل النظام العالمي القائم. ويسلط هذا المقال الضوء على تطور تلك العلاقات الخليجية الكاريبية ومؤشرات تنامي قوتها، ودوافع هذا التطور وأهميته وآفاقه المستقبلية.

وتجدر الإشارة إلى أن رابطة الدول الكاريبية (ACS) تتألف من 25 دولة عضو، وتم إنشاؤها عام 1994 بهدف تعزيز التعاون والتكامل الإقليمي بين دول البحر الكاريبي وتطوير عملية التنمية المستدامة في منطقة الكاريبي الكبرى. وتتشكل عضوية الرابطة من الدول الأعضاء في مجموعة الكاريبي "كاريكوم" (CARICOM) التي تأسست عام 1973، وتضم (أنتيغوا وباربودا، والباهاما، وباربادوس، وبليز، ودومينيكا، وغرينادا، وغيانا، وهايتي، وجامايكا، وسانت كيتس ونيفيس، وسانت لوسيا، وسانت فنسنت والغرينادين، وسورينام، وترينيداد وتوباغو)، إضافة إلى دول أخرى هي: فنزويلا، وكوبا، والمكسيك، وبنما، وكوستاريكا، وكولومبيا، ونيكاراغوا، والسلفادور، وهندوراس، وغواتيمالا، وجمهورية الدومينيكان. وبالتالي، فإن الرابطة تضم عدداً أكبر من الأعضاء، كما أن الفرق الرئيسي بين رابطة الدول الكاريبية ومجموعة الكاريبي هو أن الرابطة تعنى بتعزيز التعاون والتشاور حول المصالح المشتركة للمنطقة الكاريبية الكبرى عموماً، في حين تسعى مجموعة الكاريبي إلى التكامل الاقتصادي والسوق المشتركة وتتشكل من الدول الناطقة باللغة الإنجليزية في منطقة الكاريبي.  

علاقات متنامية:

برزت خلال السنوات القليلة الماضية العديد من المؤشرات على تطور العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الكاريبي، ومن أهمها ما يلي:

1- إقرار خطة العمل المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة الدول الكاريبية (2023-2027)، خلال اجتماع مشترك لوزراء الخارجية في الجانبين، عُقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 18 سبتمبر 2023 في نيويورك. وحددت هذه الخطة الأهداف والآليات الرئيسية للحوار السياسي وتسهيل التجارة وترويج الاستثمار والتعاون السياحي بين المنطقتين.

2- انعقاد فعاليات منتدى التعاون الإماراتي الكاريبي الأول الذي نظمته وزارة الخارجية الإماراتية وغرفة تجارة وصناعة دبي، في نوفمبر 2018، بمشاركة أكثر من 400 من كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال وصناع القرار والمستثمرين من دولة الإمارات ودول الكاريبي، بما في ذلك أكثر من 40 وزيراً من الكاريبي. وبحث هذا المنتدى الآفاق والفرص الجديدة لتعزيز التعاون بين الإمارات ودول الكاريبي. وتم خلاله توقيع اتفاقية تعاون إطارية بين الجانبين. بينما شهد عام 2017، في دورة أسبوع أبوظبي للاستدامة، الإعلان عن صندوق "الإمارات الكاريبي" للطاقة المتجددة، الذي تبلغ قيمته 50 مليون دولار، والذي ينفذ مشروعات للطاقة النظيفة في دول الكاريبي، للمساعدة في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، وتقديم إسهام إيجابي في توفير طاقة مستدامة، وتعزيز المرونة المناخية. وحافظ هذا الصندوق، منذ إنشائه، على دور نشط وفعال في تحسين أمن الطاقة وبناء الخبرات والقدرات المحلية في قطاع الطاقة المتجددة. كما انضمت دولة الإمارات عام 2017 إلى رابطة دول الكاريبي كعضو مراقب.

3- انعقاد أول قمة بين المملكة العربية السعودية ومجموعة الكاريبي "كاريكوم" يوم 16 نوفمبر 2023؛ لتعزيز الشراكة وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الجانبين، خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة والسياحة وغيرها. وخلصت القمة إلى تأكيد ضرورة تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف على جميع الأصعدة بين الجانبين.

4- تنامي حجم التبادل التجاري بين دول الخليج ورابطة دول الكاريبي، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري في السلع بين الجانبين من 5.8 مليار دولار عام 2020، إلى 6.5 مليار دولار عام 2021. وبلغت قيمة صادرات مجلس التعاون إلى رابطة دول الكاريبي نحو 1.4 مليار دولار عام 2021، مقابل واردات بنحو 5.1 مليار دولار، ليبلغ العجز التجاري لدول الخليج نحو 3.7 مليار دولار. وتتمثل أهم السلع المصدرة من دول الخليج إلى رابطة دول الكاريبي في البلاستيك ومصنوعاته، والألومينيوم ومصنوعاته، والتبغ والسجائر، والسيارات، والآلات والمعدات. أما السلع المستوردة من دول الرابطة فتتركز في الذهب والمعادن الثمينة والأحجار الكريمة، والسيارات، والآلات والأجهزة الكهربائية، والأجهزة الطبية والبصرية والتصويرية.