أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يشارك في "الشارقة الدولي للكتاب" بـ16 إصداراً جديداً
  • صدور دراسة جديدة بعنوان: (تأمين المصالح الاستراتيجية: تحولات وأبعاد السياسة الخارجية الألمانية تجاه جمهوريات آسيا الوسطى)
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية

محددات متعددة:

كيف تتعامل الدول مع تغيرات الوضع الدولي في استراتيجيات أمنها الوطني؟

18 فبراير، 2023

محددات متعددة:

عقد "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" ورشة عمل بعنوان "تحولات العقائد الغربية في ضوء تغير بيئة الأمن الدولي" يوم الخميس الموافق 9 فبراير، وذلك لمناقشة كيفية انعكاس التحولات التي تشهدها بيئة الأمن الدولي على استراتيجيات الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية واليابان وفرنسا وكندا التي صدرت مؤخراً. 

وأشارت الورشة في البداية إلى أن بيئة الأمن الدولي تشهد تحولات واسعة، ارتباطاً بالحرب الجارية في أوكرانيا، وكذلك تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما يرتبط بتحول النظام الدولي من نظام أحادي القطبية إلى نظام متعدد الأقطاب، وهو ما أشارت إليه استراتيجية الأمن القومي الفرنسي صراحة، حينما أكدت أن النظام الدولي بات يتصف بالتعددية، أو ما أشارت إليه استراتيجية الأمن القومي الكندية للمحيطين الهادئ والهندي بأن النظام المبني على القواعد، في إشارة إلى النظام الدولي المهيمن عليه من جانب الولايات المتحدة يتعرض إلى تحدٍ كبير، بسبب الحرب الأوكرانية وتصاعد التوترات في جنوب شرق آسيا.

وناقشت الورشة في الجزء الثاني منها أبرز المضامين التي وردت في استراتيجيات الأمن القومي للدول الأربع سالفة الذكر، خاصة فيما يتعلق برؤية الولايات المتحدة لروسيا والصين في استراتيجية أمنها القومي المعلنة في عام 2022، والتي أشارت إلى روسيا باعتبارها تهديداً على المدى القصير، في حين اعتبرت بكين التحدي الجيواستراتيجي الأكبر خلال السنوات المقبلة، وذلك بسبب نيتها تغيير النظام الدولي المهيمن عليه أمريكياً وامتلاكها الموارد الكافية التي تؤهلها لتحقيق ذلك.


وفي المقابل، جاءت استراتيجية اليابان لتنظر إلى الصين على أنها تهديد أمني، إذ اعتبرت أن المواقف الصينية والأنشطة العسكرية وغيرها من التحركات كانت مثار قلق لليابان والمجتمع الدولي، بل وإنها تمثل "التحدي الاستراتيجي الأكبر" لأمن واستقرار اليابان، ولذلك شرعت في الرد على ذلك عبر تطوير قدراتها العسكرية بصورة مشتركة مع الولايات المتحدة، فضلاً عن تعزيز صناعاتها الدفاعية المحلية، بالإضافة إلى التعاون في إنتاج الجيل السادس من المقاتلات بالتعاون مع إيطاليا وبريطانيا.  


أما كندا، فقد كان من اللافت أنها، وعلى الرغم من عدم إصدارها لاستراتيجية أمن قومي جديدة تحدث تلك التي أصدرتها في 2004، فإنها اكتفت بإطلاق استراتيجية أمن قومي للمحيطين الهادئ والهندي، والتي يبدو بشكل واضح أنها تستهدف الصين، من خلال تخصيص حوالي 1.75 مليار دولار على مدار خمس سنوات، وتم تخصيص حوالي 20% من هذا المبلغ لـ"الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي"، وهي المبادرة التي أعلنت عنها واشنطن للرد على مبادرة الحزام والطريق الصينية، فضلاً عن نشر فرقاطة ثالثة للقيام بدوريات في المحيط الهندي.

وأخيراً، فإن استراتيجية الأمن القومي الفرنسي قد صدرت في ظل تحول البيئة الأمنية في أوروبا على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، فضلاً عن انسحاب باريس من بعض دول الساحل، ولذلك ركزت الاستراتيجية الفرنسية على الحفاظ على الردع النووي الفرنسي، خاصة وأنها تنظر لنفسها بأنها القوة النووية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب بريطانيا منه، فضلاً عن تأكيد الشراكات الأمنية مع دول المنطقة.

وفي الختام، أكدت الحلقة أن تحولات بيئة الأمن الدولي، وردود فعل الدول الغربية سوف تنذر بتصاعد الصراعات على المستوى الدولي في حقبة صراعات القوى الكبرى بين الغرب من جانب، وروسيا والصين من جانب آخر.