في ظل ما يشهده العالم، خاصة المنطقة العربية، من حروب تختلط ما بين فواعل الداخل والخارج، وتتعدد أشكالها، وتختلف أسبابها؛ تبرز الحاجة إلى تفسير أسباب نشوب الحروب، لاسيما أن الأنواع الكلاسيكية من الحروب، والتي تتراوح ما بين كونها حروباً بين دول أو حروباً أهلية، لم تعد تصلح لوصف معظم حالات الحروب منذ نهاية الحرب البادرة، إذ برز نوع آخر هو الأكثر تميزا اليوم، وهو الحرب الأهلية الداخلية التي يجري تدويلها، أي التي تتدخل فيها أطراف ثالثة لحساب أطراف داخلية، وفق حسابات كل طرف.