لم يكن الانتشار العالمي لمفهوم التعافي السريع (Resilience) كأحد اتجاهات مواجهة آثار الأزمات والكوارث، سوى انعكاس لتأثير المنظمات الدولية التي طرحت المفهوم لمواجهة التهديدات العالمية غير التقليدية، مثل الكوارث الطبيعية والأزمات العابرة للحدود، ومن ثم ارتبط طرح المفهوم بالجدل حول دور النظام العالمي وهيكله في تحقيق هذا التعافي، وكذلك دور الدولة منفردة في القلب من هذا النظام، إذ إن مراجعة الحالات التطبيعية تكشف عن وجود مساحات مشتركة لدور المؤسسات والهيئات الدولية الإغاثية منها والاقتصادية يمكن اعتبارها نموذجاً استرشادياً لتقليل أثر الكوارث ومساعدة الدول على اكتساب المرونة اللازمة لمجابهة الأزمة وتقليل أثر الكارثة التي تتعرض لها.