تشير كثير من المعطيات إلى أن الاستثمار في الطاقة المتجددة أصبح الآن أكثر تحرراً من التأثيرات السلبية لتقلبات واضطرابات أسواق الطاقة التقليدية مثلما كان حادثاً في الماضي، لاسيما أنها أصبحت صاحبة دور تنموي عالمي، ولها إسهام متزايد في تلبية الطلب على الطاقة، كما أن هذا الدور سيتعاظم في المستقبل.
شهد قطاع الطاقة المتجددة تطوراً كبيراً خلال العقود الماضية، بسبب الاهتمام العالمي به، باعتباره من القطاعات الاقتصادية التي لا يقتصر دورها على دعم النمو الكلي في صورته الكمية، بل يتسع دوره ليشمل تحقيق أهداف تنموية أكثر شمولية وتشابكاً، بالإضافة إلى أهميته في دعم الجهود العالمية لمكافحة ظاهرة التغير المناخي، وكانعكاس لهذا التطور فقد ارتفع إجمالي الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة في العالم إلى 5,877 تيراوات ساعة في عام 2016، محققاً بذلك نمواً مضطرداً منذ عام 2004 (راجع الشكل رقم 1)، وقد بلغ متوسط هذا النمو 7% سنوياً. والجدير بالذكر أن هذا النمو ازداد اضطراداً في السنوات الأخيرة، ما ساعد على ارتفاع متوسطه السنوي إلى 8.8% في السنوات الخمس الأخيرة وقد ساعد ذلك على ازدياد نصيب الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي إلى 18% في عام 2016.