الحروب لم تعد كما كانت عليه، فالعمليات العسكرية التي تدور حالياً في المنطقة العربية تشير إلى أن ثمة تحولات كبرى، سواء ما يخص أسباب نشوب الحروب، أو الفاعلين العسكريين المشاركين بها، أو الأسلحة والتكتيكات المستخدمة فيها، أو المسارح التي تدور فيها، او المدى الزمني لها، أو الخسائر المتعلقة بها، أو النتائج التي قد تسفر عنها في النهاية.
لقد تصاعدت العمليات العسكرية في أرجاء المنطقة العربية، لاسيما تلك التي تشهد صراعات سياسية أو مسلحة داخلية عنيفة، كما يحدث في بعض دول الثورات العربية، وتحديداً اليمن وليبيا، أو التي تشهد تدخلات خارجية متعددة الأطراف والأشكال من خارج المنطقة العربية كما يجري في سوريا، وغيرها من دول التوترات المذهبية والطائفية مثل العراق، علاوة على الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، وامتداداته في عدة دول عربية.
إن التفاعلات الصراعية الراهنة في المنطقة العربية تشير إلى أن العمليات العسكرية باتت أكثر تعقيداً عن ذي قبل، بشكل يقتضي دراسات أكثر عمقاً فيما يختص بطبيعة الاستعدادات العسكرية المتعلقة بالتعامل مع صراعات تجري أو تتفجر في ظل حالات عدم اليقين وعدم القدرة على التوقع، والتي باتت هي السمة المميزة لمجمل تفاعلات الإقليم منذ تفجر الثورات العربية.