لماذا كتب المراجعات الفكرية الآن؟! لأن الإرهابيين والمتطرفيين دينيا يُدخِلون الإسلام ذاته في جدل عقيم مرة أخرى، وسط ذيوع لأفكار هي أبعد ما تكون عن صحيح الإسلام، ووسطيته، ودعوته للسلام والتعارف والتسامح وتأسيس علاقات قويمة مع كافة المختلفين دينياً؛ فبعد مرور قرابة خمسة عقود على ما يسمى "ظاهرة الإحياء الديني"، والتي بدأت منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وتم في سبيلها نشر أفكار متطرفة والقيام بسلوكيات وأعمال إرهابية، يمكن التأكيد على أن ثمة عدداً من القواسم الفكرية المشتركة بين كافة التيارات المتطرفة، والتي تعد بمنزلة أصول فكرية لها، باتت تحتاج المزيد من المقاربات الفقهية والشرعية التي تعالج هذه الأسس والمنهجيات الخاطئة للتيارات الإرهابية، وذلك في سياق المواجهة الفكرية للتطرف والعنف.