لم تعد المداخل النظرية والتطبيقية لصنع السياسة الخارجية قادرة على استيعاب التحولات الاستثنائية التي شهدتها السياقات الداخلية والإقليمية والعالمية، حيث أضحت عملية صنع السياسة الخارجية تواجه أوضاعاً تتسم بالتغير المتواصل (Ceaseless Change) والتعقيدات المتداخلة (Complexities) والغموض وعدم اليقين والافتقاد للقدرة على التوقع، فضلاً عن اندثار الحدود الفاصلة بين المستويات الداخلية والإقليمية والعالمية وتآكل التمايزات التقليدية بين الفاعلين والتصنيفات التقليدية السياسية والأيديولوجية لتوجهاتهم في ظل التعدد اللانهائي للقضايا والتهديدات التي يواجهها صانعو القرار.