يناقش الكتاب موجة الانقلابات العسكرية الحالية في منطقة الساحل الإفريقي وانعكاساتها على منطقة الساحل وغرب ووسط افريقيا، من حيث إعادة تشكيل خريطة نفوذ القوى الدولية، ومستقبل النظم العسكرية الجديدة، وتطور قدرات الجيوش، ومستقبل قضية الحرب على الإرهاب فضلاً عن التداعيات الاقتصادية.
و"ليبتاكو-غورما" هي بؤرة التفاعلات التي تشهدها منطقة الساحل الإفريقي، وكدائرة حدودية مشتركة هشة أمنياً بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، فإنها ظلت مسرحاً رئيسياً لعمليات دولية لمكافحة الإرهاب، وأضحت في مرحلة ما بعد الانقلابات العسكرية، التي اندلعت واحداً تلو الآخر، مركزاً لنمط معاكس من التفاعلات، في ضوء تشكل حلف دفاع مشترك بين الأنظمة العسكرية الجديدة (ميثاق ليبتاكو-غورما سبتمبر 2023)، وهو أقرب لحلف مصالح مشتركة، فضلاً عن الشراكة الدفاعية لمعالجة القصور البيني.
خارج دائرة "ليبتاكو-غورما" هناك دوائر أوسع، حيث يسلط الكتاب الضوء على تطورات البيئة الإقليمية التي تمتد "من الساحل إلى الساحل"، أو من الساحل الشرقي لإفريقيا إلى الساحل الغربي، والتي تتقاسم المخاطر والمهددات المزمنة والمتجددة في آن واحد، بصور متشابهة في بعض الدول، ومختلفة في دول أخرى، في مشهد كاشف عن تعمق حالة عدم الاستقرار، وانتعاش الظاهرة الإرهابية، وتنامي قدرات القوى الانفصالية، وامتداد موجة الانقلابات إلى دول الجوار.
وفي ظل تعدد الفاعلين من القوى الدولية والإقليمية، والفواعل من غير الدول، تتشابك الدائرة الإقليمية في الساحل الإفريقي مع دائرة أكبر ينعكس فيها فائض التحولات الجارية في النظام الدولي. فثمة قوى دولية كروسيا والصين يتمدد نفوذها على حساب فرنسا، وقوى تسعى إلى إدارة التوازنات كالولايات المتحدة، ومن هنا تظهر فكرة جوهرية أخرى يتطرق لها الكتاب، وهي التداعيات الجيوسياسية لكافة هذه التفاعلات في الدوائر الثلاث، المحلية والإقليمية والدولية.
وربما يكون درس التاريخ الإفريقي محل اعتبار في سياق تناول ظاهرة الانقلابات المتجذرة والمتكررة في القارة، لكن ثمة مقاربات أخرى لتفسير وتحليل الموجة الحالية من الظاهرة في منطقة الساحل الإفريقي يستعرضها الكتاب باستفاضة.
للحصول على نسخة من الكتاب، يمكنكم زيارة المتجر الإلكتروني عبر الرابط أدناه