يتكون الكتاب من خمسة فصول، يأتي الفصل الأول ليؤصل نظرياً لمفهوم "الإندو-باسيفيك"، ويتناول مراحل تطويره واستخدامه من قِبل الولايات المتحدة وحلفائها، كبديل لمفهوم "آسيا-الباسيفيك" في إطار سعيها لاحتواء تنامي صعود الصين. كما يسعى الفصل لتوصيف النطاق الجغرافي لمنطقة الإندو-باسيفيك من واقع المقاربات المختلفة للدول، ويستعرض الفصل أيضاً الأهمية الجيوستراتيجية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وجاء الفصل الثاني ليناقش استراتيجيات القوى الدولية والإقليمية المختلفة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث صاغت العديد من الدول استراتيجيات، تطرح فيها رؤيتها لكيفية التعاطي مع المنطقة، على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية، بما يحقق في النهاية مصالحها الوطنية. ولُوحظ أن بعض هذه الاستراتيجيات تتعارض مع بعضها بعضاً، كما في حالتي الصين والولايات المتحدة، وبعضها الآخر يتفق مع الاستراتيجية الأمريكية كما في حالتي أستراليا واليابان وبدرجة أخرى الهند. وبين هذا وذاك، تبنت أغلب الدول الجزرية في "الإندو-باسيفيك" موقف الحياد إزاء التنافس في المنطقة، وطرحت رؤى مغايرة تُعبر عن مصالحها الوطنية. استعرض الفصل الثالث. التنافس بين واشنطن وبكين، حيث قامت الولايات المتحدة بإنشاء عدد من التحالفات الإقليمية الصغيرة، رباعية وثلاثية، فضلاً عن التحالفات الثنائية مع عدد واسع من دول الإندو-باسيفيك. كما اتجهت عدد من القوى الأوروبية لصياغة تحالفات أمنية مع دول المنطقة. وانخرط حلف "الناتو"، هو الآخر، في المنطقة بتوثيق التعاون الدفاعي مع الدول الشركاء هناك بمواجهة تزايد نفوذ الصين وتهديدات روسيا وكوريا الشمالية. كما يتناول الفصل ردود فعل القوى المناوئة للمعسكر الغربي في منطقة الإندو-باسيفيك على تحركات القوى الغربية في المنطقة. ويسعى الفصل لتقدير تداعيات التنافس في "الإندو-باسيفيك" على استقرار المنطقة وموازين القوى فيها وفرص نشوب نزاعات عسكرية بين القوى الرئيسية
الفصل الرابع، تناول التنافس الاقتصادي بين القوى الكبرى والذي أخذ شكل إبرام اتفاقيات تجارية وتشكيل تحالفات وتكتلات اقتصادية أكثر مرونة مع دول المنطقة، من بينها "الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ"، الذي أطلقته الولايات المتحدة في مايو 2022. و"اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة"، التي رعتها الصين. كما يتناول الفصل الارتدادات الإقليمية والعالمية للتنافس الاقتصادي في منطقة الإندو-باسيفيك، ففي الوقت الذي أدى فيه هذا التنافس إلى تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي، إلا أنه ولد فرصاً.
ولم يغفل الكتاب تأثر منطقة الشرق الأوسط بالتنافس في "الإندو-باسيفيك"، وذلك انطلاقاً من الترابط بين المنطقتين، سواءً أكان جغرافياً عبر الممرات المائية أم اقتصادياً حيث التشابك القوي بين المنطقتين على صعيد الطاقة والتجارة والاستثمار والعمالة، يُضاف إلى ذلك توجه أغلب دول المنطقة نحو تعزيز علاقاتها مع القوى الآسيوية الصاعدة في إطار سياسة "التوجه شرقاً". وفي هذا الإطار، جاء الفصل الخامس من الكتاب بعنوان "انعكاسات التنافس الدولي في الإندو-باسيفيك على الشرق الأوسط"، ، ليتتبع ويحلل تداعيات التنافس الدولي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ على الشرق الأوسط. إذ شهد الشرق الأوسط، في الآونة الأخيرة، تغيرات جيوسياسية عديدة نتيجة للتنافس بين القوى الكبرى في "الإندو-باسيفيك".
للحصول على نسخة من الكتاب، يمكنكم زيارة المتجر الإلكتروني عبر الرابط أدناه