مثلت الأوبئة عبر التاريخ الإنساني تهديداً كبيراً لملايين البشر، فقد تسببت الأمراض الوبائية التاريخية، مثل الإنفلونزا الإسبانية والكوليرا والطاعون، في القضاء على ملايين البشر خلال فترة زمنية محدودة نسبياً، وفشلت الأنظمة الصحية التي كانت سائدة حينها في إيقاف أعداد المصابين والمتوفين جراء هذه الأمراض.
ولاتزال هذه التهديدات تفرض تحدياً كبيراً على الأمن القومي للدول، فعلى الرغم من تطور قطاع الرعاية الصحية في العديد من الدول المتقدمة والنامية، على حد سواء، فإن بعض الأمراض الوبائية المستحدثة، مثل "سارس" و"ميرس"، لم يتم اكتشاف لقاح أو علاج لها، ولعل هذا ما دفع العديد من الأشخاص، على اختلاف خلفياتهم السياسية، أو الأمنية، أو الطبية، إلى التنبؤ بتهديد قادم أشد فتكاً من نظرائه السابقين.
ومع ذلك، لم تتمكن أي دولة من الدول من تطوير إجراءات أو تدابير مضادة لمواجهة الأمراض الوبائية التي تندرج ضمن طائفة التهديدات “المعروفة المجهولة”، أو الحد من تداعياتها، الأمر الذي دفع العديد من الدول للجوء إلى الجيوش الوطنية لمواجهة التهديد المفاجئ، والذي لاتزال الدول، حتى الآن، تسعى لمعرفة أبعاده وتداعياته، ناهيك عن معرفة طرق علاجه.