يتوقع العديد من الخبراء ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 3.5 درجة مئوية بحلول مطلع القرن المقبل. ويعيش ما يقرب من 3.6 مليار شخص في مناطق مُعرضة بشدة لمخاطر التغيرات المناخية، وهي المناطق التي تشهد في الوقت الراهن، وستشهد في المستقبل القريب، مزيداً من الكوارث الطبيعية. كما دلل الجفاف والأعاصير وحرائق الغابات والفيضانات التي حدثت في السنوات القليلة الماضية، على مدى حدة التغيرات المناخية التي تعصف بالعالم أجمع. ولذا، تزايدت أهمية الدفع بالسُبل والحلول المُمكنة لمجابهة تلك الظواهر المناخية المتطرفة، بما في ذلك الحلول التقنية والتكنولوجية، ومنها أنظمة الإنذار المُبكر والنمذجة التنبؤية والبيانات الضخمة بشكل خاص والذكاء الاصطناعي بشكل عام.
وفي هذا الإطار، يسلط العدد رقم (30) من سلسلة "رؤى عالمية"، الصادرة عن مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، الضوء على أبرز ما تناولته مراكز الفكر والمؤسسات والمجلات والصحف العالمية بشأن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والتغيرات المناخية؛ بهدف الوقوف على طبيعة هذه العلاقة الجدلية، في ظل تشكيك البعض في قدرة الذكاء الاصطناعي على الإسهام في مكافحة التغيرات المناخية، بجانب الوقوف على أهم المتطلبات الواجب مراعاتها لتفعيل دور الذكاء الاصطناعي في التخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيف معها، من خلال رؤى واقعية قابلة للتنفيذ، تُسفر عن اتخاذ قرارات مُستنيرة.