أدت أجهزة الاستخبارات دوراً في استشراف الحرب الروسية الأوكرانية قبل اندلاعها في 24 فبراير 2022، وفي تتبُّع ورصد الانتقال من دائرة "الصراع الكامن" (Latent Conflict)، إلى "الصراع الظاهر" (Surface Conflict)، ثم إلى "الصراع المفتوح" (Open Conflict) بين روسيا والغرب، وليس فقط بين موسكو وكييف. واكتشفت وكالتا الاستخبارات الأمريكية (CIA) والبريطانية (MI-6)، خطط هذه الحرب قبل موعدها المُحدد بأشهر، من خلال رصد حشد القوات الروسية على حدود أوكرانيا، وذلك ربما في أكبر عملية استخباراتية شهدها العالم منذ أزمة الصواريخ الكوبية في فترة الحرب الباردة.
من ناحية أخرى، مرت الاستخبارات الروسية بوقت عصيب طوال العام الماضي وحتى وقتنا الراهن، حيث أخفقت في البداية في المساعدة على إتمام إنجاح "العملية الخاصة" في أوكرانيا، وبعد فترة وجيزة طُرد نحو 400 من الضباط الروس من عدة سفارات في الولايات المتحدة وأوروبا؛ حيث صنفوا بأنهم "عُملاء سريون غير شرعيين" يعملون بشكل غير مُرحّب به في كل من هولندا، والنرويج، وبولندا، وسويسرا، من دون غطاء دبلوماسي.
وفي هذا الإطار، يعرض العدد (29) من سلسلة "رؤى عالمية" الصادرة عن مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" سبعة كتب متنوعة أوصت بها مجلة "إيكونيميست" البريطانية لفهم مجتمع الاستخبارات في العالم، حيث تُغطي مناحي العمل الاستخباراتي منذ الحرب الباردة وحتى الآن. وتُسلط الضوء على ماضي وحاضر العمل السري وتستشرف أدواره في مختلف القضايا الدولية ذات الصلة، بدءاً من مستوى العمل الاستخباراتي التقليدي القديم، وصولاً إلى الحملات الإلكترونيّة المُنظّمة والحرب النفسيّة التي يتم شنّها عن طريق الإنترنت، وفي ظل شيوع "الاستخبارات مفتوحة المصدر" كمُتغيّر جديد.