أصدر "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" بأبوظبي، العددَ الثامن عشر من دورية "اتجاهات الأحداث" لشهر أكتوبر 2016، والذي يتناول عددًا من القضايا والاتجاهات الصاعدة إقليميًّا ودوليًّا، مثل: الجدل المتزايد حول الجيوش في الدول العربية، والتحولات في أدور الوكلاء في مناطق الصراعات، وعودة القاعدة لتتصدر المشهد الجهادي العالمي، وتغير تحالفات الطاقة في شرق المتوسط، ومخاطر الاختراق الداخلي للمؤسسات الأمنية.
قضايا الجيوش:
ففي صدارة العدد، جاءت الافتتاحية بعنوان "الجيوش: لماذا يتم التركيز على القوات المسلحة في الدول العربية؟"، حيث تبنى د. محمد عبدالسلام (مدير المركز) رؤية نقدية تجاه القضايا محل الجدل فيما يتعلق بالجيوش العربية، مثل: قضايا العلاقات المدنية العسكرية، وإصلاح الأمن، والتدخل العسكري الخارجي، ومستقبل الجيوش العربية، مؤكدًا أهمية مناقشة قضايا الجيوش من زاوية محلية أو إقليمية تراعي أوضاعها الخاصة، ومهامها الوطنية، وسياستها الدفاعية، ومراعاة الترابط الوثيق بين تماسك الجيوش الوطنية وبقاء الدول، والأدوار المركزية للجيوش في دعم الاقتصادات الوطنية خلال الأزمات، والتصدي للتهديدات الداخلية والخارجية.
وناقشت دراسة العدد موضوع "الوكلاء: التوظيف المزدوج للفاعلين من غير الدول في الصراعات عبر العالم"، ووفقًا للدراسة التي أعدها د. خالد حنفي علي (الباحث المصري في الشئون الإفريقية بمؤسسة الأهرام)؛ فإن "الوكالة لم تعد قاصرةً على التدخل غير المباشر في سياقات الحروب؛ وإنما اتسعت لتشمل مجالات أخرى سلمية، مثل: تخفيض حدة الصراع وتسويته، وبناء السلام في مناطق الصراعات، دون إغفال ما يُضفيه تباين السياقات من ملامح مختلفة لأنماط الوكلاء وأدوارهم، وعلاقاتهم مع الرعاة، من حيث حدود الاستقلال والتبعية، وهو ما يعتبر نوعًا من التكيف من جانب الدول مع التحولات الإقليمية والعالمية لتقليص تكلفة التدخل في الصراعات.
مصير التكتلات الإقليمية:
أما باب "آراء المستقبل" فيتضمن الإجابة على بعض الأسئلة المحيرة والمثيرة للجدل إقليميًّا؛ حيث تناول مقال الأستاذ الدكتور أحمد يوسف أحمد (أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة) الإجابة على تساؤل: "ما هو مصير فكرة التكتلات الإقليمية؟" والذي يركز على تحليل دلالات وأبعاد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانعكاسات هذا القرار على الحالة العربية.
وتناول الدكتور بهاء مكاوي (أستاذ علم الاجتماع المشارك ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة العلوم التطبيقية بمملكة البحرين) سؤالا آخر مفاده: "هل انتكست الديمقراطية الليبرالية؟" في ظل وجود مؤشرات على الارتداد الديمقراطي في دول العالم؛ حيث يُحلل المقال أسباب هذا التراجع، ومستقبل الديمقراطية الليبرالية.
ويتضمن العدد مقالا أعدته د. نورسن أتيسوجلو جوني (رئيس قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة يلديز التقنية بإسطنبول، ونائب رئيس مركز بيلجسام للبحوث في تركيا) تجيب خلاله على تساؤل آخر مفاده: "هل تستقر تركيا؟"؛ حيث يركز المقال على تداعيات الانقلاب العسكري على الداخل التركي، وكيفية تعامل تركيا مع التهديدات الأمنية والعسكرية.
ويتعرض الأستاذ كمال بن يونس (رئيس مؤسسة ابن رشد للدراسات العربية والإفريقية في تونس) للإجابة على تساؤل: "ما هي المشكلات التي تواجه النموذج التونسي؟"؛ حيث يرصد مؤشرات تعثر النموذج التونسي، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجهها الدولة التونسية، والفرص التي يمكن استغلالها لدعم نموذج الانتقال السياسي في تونس.
انحدار لغة الحوار:
ويتضمن قسم "تحليلات المستقبل" عددًا من الاتجاهات الصاعدة؛ حيث يتناول د. صمويل جرين (الأستاذ المشارك بكلية الدفاع الوطني بالإمارات العربية المتحدة) وإيه جاي نولتي (باحث الدكتوراه بالجامعة الكاثوليكية بالولايات المتحدة الأمريكية) أسباب وتداعيات تدني لغة الحوار في الانتخابات الأمريكية في موضوع بعنوان: "تصدع أخلاقي: تداعيات انحدار لغة الحوار السياسي في الانتخابات الأمريكية"، حيث يفسر الموضوع هذه الظاهرة بتراجع الحنكة السياسية، وتآكل رأس المال الاجتماعي، وتزايد الانقسامات الطبقية داخل المجتمع الأمريكي.
ويتناول صمويل ماريرو (المسئول التنفيذي بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية التابع لوزارة الدفاع الأمريكية) تحليلا بعنوان: "تقهقر داعش: مؤشرات تصدر القاعدة المشهد المتطرف في العالم"، ويؤكد المقال أن تراجع سيطرة تنظيم داعش على مناطق تمركزه الرئيسية في سوريا والعراق لا يعني نهاية التنظيم أو القضاء عليه تمامًا؛ حيث سيقوم التنظيم بالتمركز في بؤر بديلة، والانتشار إقليميًّا، وهو ما يرجع إلى استمرار العوامل التي ساعدت في تمدد التنظيم، مثل: عدم الاستقرار السياسي، والإحباط الاجتماعي، وتصدع بعض دول الشرق الأوسط. في المقابل فإن مؤشرات متعددة تؤكد تمدد تنظيم القاعدة، وعودته إلى صدارة المشهد المتطرف عالميًّا.
أما سرحات شوبو أوجلو (الباحث التركي المتخصص في قضايا التنمية والسياسة الدولية) فيناقش موضوع "Orderism: ملامح أولية لأيديولوجية روسية تتحدى الديمقراطية الغربية"؛ حيث تقوم هذه الأيديولوجية على عدد من المبادئ، أهمها: أولوية تحقيق الاستقرار على تحقيق الديمقراطية، وأن الديمقراطية الغربية أدت إلى عدم المساواة والفوضى وعدم الاستقرار، بالإضافة إلى التركيز على القيم المحافظة المرتبطة بالدين في مواجهة العلمانية.
وتركز الأستاذة يسرا الشرقاوي (الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية) على موضوع الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي من خلال تحليل بعنوان "توترات عرقية: تصاعد احتجاجات الأمريكيين السود في الولايات المتحدة"، ويتعرض المقال لتصاعد عنصرية الشرطة الأمريكية، وتصاعد الاحتجاجات الغاضبة ضد ممارسات الشرطة، ودوافع الشعور بالتمييز لدى السود في المجتمع الأمريكي.
ويطرح د. ويليام جريش (المحاضر بالجامعة الأمريكية بدولة الإمارات) موضوع "حرب الصور: التغطية الإعلامية في الصراعات غير المتماثلة"، ويركز على صعود أنماط الحروب الإعلامية غير المتماثلة، والتوظيف السياسي للصور في ظل فقدان الدول السيطرة على التدفقات المعلوماتية، واستغلال الفاعلين المسلحين من غير الدول المجال الافتراضي وشبكات التواصل للتلاعب بالمعلومات، واجتذاب الاهتمام الإعلامي، وتنفيذ مهام الترويج والاستقطاب والتمويل.
تهديدات الاختراق الداخلي:
وفي سياق الدراسات الأمنية، يأتي موضوع "المطلعون من الداخل: تهديدات الاختراق الداخلي للمؤسسات الأمنية الأمريكية" والذي أعده الأستاذ حسام إبراهيم (رئيس برنامج الدراسات الدولية بمركز المستقبل)، ويركز على السياسات الأمريكية للتعامل مع تهديدات الاختراق الداخلي للمؤسسات الأمنية الأمريكية، خاصةً فيما يتعلق بنظام إصدار التصريحات الأمنية.
أما تامر بدوي (باحث الدكتوراه في الاقتصاد السياسي بجامعة وسط أوروبا بالمجر) فيتناول موضوع "صراع الغاز: تحولات محاور تحالفات الطاقة في شرق المتوسط"، حيث ترتبط هذه التحولات بإتمام المصالحة الإسرائيلية، وتوافق روسيا وتركيا على تأسيس خط "السيل التركي" لتصدير الغاز الروسي عبر تركيا، وتزايد الوجود العسكري الروسي في المتوسط، بالإضافة إلى التقارب المصري اليوناني القبرصي، وتزايد وتيرة الاكتشافات المصرية في البحر المتوسط.
وانتقالا للموضوعات الاقتصادية، يُناقش كل من د. أحمد الصفتي (الرئيس التنفيذي لمركز دلتا للأبحاث) والأستاذ محمد السنوسي (رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بمركز دلتا للأبحاث) موضوع "صعود أدوار الشركات الاستشارية في المنطقة العربية"، ويرصد هذا التحليل تزايد أرباح قطاع الاستشارات الحكومية، وتزايد أدوار الشركات الاستشارية العالمية في طرح رؤى للإصلاح الاقتصادي، والاستراتيجيات المستقبلية لتطوير الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل القومي.
وأخيرًا تتناول الأستاذة منى مصطفى محمد (الباحثة بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة) موضوع "اختراق الخصوصية: تفاقم التداعيات الاجتماعية والأمنية لتطبيقات الواقع المعزز"، ويؤكد هذا التحليل أن انتشار تطبيقات الواقع المعزز أدى إلى اندماج البيئة الواقعية مع العالم الافتراضي نتيجة تزايد إمكانية إتاحة الصور والمعلومات والمحتوى الإلكتروني في البيئة الحقيقية للمستخدم، وتزايد استخدام هذه التقنية في مجالات: التدريب العسكري، والطباعة، والتعليم، والدعم الفني، والمساعدة الشخصية، والملاحة الجوية، مما أدى إلى تصاعد تهديدات الإرهاب، والتجسس، والاختراق الافتراضي.
صعود القارة الأفريقية:
أما باب نقاشات المستقبل فيتناول الاتجاهات الرئيسية في بعض حلقات النقاش التي نظمها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، والتي تناولت موضوعات "مخاطر الاختراقات الإلكترونية للبنية التحتية الحرجة للدول"، و"التحديات الأمنية التي تواجه الجزائر في إقليم مضطرب"، و"الخصائص الرئيسية للحروب الهجينة من واقع التجارب الدولية".
ويتصدر موضوعات باب "كيف يفكر العالم الثاني؟"، المقال التحليلي الذي أعده نيكولاي كازانوف (المساعد الأكاديمي بمركز تشاتام هاوس البريطاني) بعنوان: "الخطر القادم: السياسات الاستباقية الروسية في مواجهة المقاتلين الأجانب"، ويناقش شهاب إنعام خان (الأستاذ المساعد بقسم العلاقات الدولية بجامعة جاهانجيرناجار ببنجلاديش) موضوع "حكم لاهاي: مرحلة جديدة من الصراع في بحر الصين الجنوبي".
ويقدم سانتو وول شول (مدير البحوث والدراسات في مركز كوش للدراسات الإفريقية) تحليلا بعنوان "قوى مؤثرة: مساعٍ إفريقية لتعزيز دور القارة في السياسة الدولية"، أما كارلوس خوسيه جونزاليز (باحث الدكتوراه في العلوم السياسية بجامعة غرناطة في إسبانيا) فيتناول موضوع "Multilatinas: فرص تمدد الشركات اللاتينية على المستوى العالمي".
مستقبل التجارة العالمية:
أما باب "حالة العالم" فيتناول قضية التجارة الدولية من خلال مقال تحليلي للأستاذة كارن أبو الخير (مستشار تحرير مجلة "السياسة الدولية" بمؤسسة الأهرام بالقاهرة) بعنوان: "العولمة المهددة: مستقبل التجارة العالمية في ظل تصاعد سخط المجتمعات الغربية"، ويركز قسم "حالة الشرق الأوسط" على موضوع "تحولات عميقة: سياسات أردوغان الداخلية والخارجية بعد فشل الانقلاب" والذي أعدته الأستاذة مروة صبحي (المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة).
وتضمن ملحق "مفاهيم المستقبل" تحليلا للمفاهيم والأطر النظرية المرتبطة بتصاعد أشكال عمليات "الإرهاب بلا قيادة" في العالم، ففي صدارة الملحق يتناول د. شادي عبدالوهاب (رئيس التحرير التنفيذي لدورية اتجاهات الأحداث) موضوع: "الإرهاب الفردي: التعريف.. الأنماط.. الخصائص الأساسية". ويركز الأستاذ علي بكر (الباحث بمجلة "السياسة الدولية" بمؤسسة الأهرام بالقاهرة) على موضوع "جهاد الممكن: أسباب لجوء التنظيمات الإرهابية للإرهاب غير المنظم".
وفي الملحق نفسه، تُناقش الأستاذة هالة الحفناوي (رئيس وحدة تقييم التفاعلات المجتمعية بمركز المستقبل) موضوع "Black Widow: توظيف النساء الجهاديات في العمليات الإرهابية". ويختتم الملحق بمقال للأستاذ محمد عبدالله يونس (مدرس العلوم السياسية المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة) حول "المداخل الأساسية لمواجهة ظاهرة الذئاب المنفردة".
الرئيس الأمريكي القادم:
أما ملحق "تقرير المستقبل" فيأتي تحت عنوان "The 45Th President: انتخابات رئاسية استثنائية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية". ويتضمن الملحق تحليلا للتحديات السبع التي تواجه الرئيس الأمريكي القادم. وتقدم الأستاذة رغدة البهي (المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة) موضوعًا بعنوان: "كيف يُنتخب الرئيس الأمريكي". ويتناول الأستاذ عمرو عبدالعاطي (باحث الدكتوراه المتخصص في الشئون الأمريكية، والمحرر المشارك بمجلة "السياسة الدولية" بالقاهرة) موضوع: "من هو الرئيس الأمريكي القادم؟"، محللا عوامل القوة والضعف لدى المرشحين الرئاسيين ومصادر التمويل والجماعات المؤيدة.
ويُناقش الأستاذ أحمد الشورى أبو زيد (مدرس العلوم السياسية المساعد بجامعة أسيوط) "القضايا الداخلية في برامج مرشحي الرئاسة"، وأخيرًا تحلل د. ريهام باهي (مدرس العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة) موضوع "الشرق الأوسط في السياسة الخارجية للمرشحين"، كما يحتوي ملحق "تقرير المستقبل" على إنفوجراف توضيحي للعملية الانتخابية وعناصر القوة والضعف لدى المرشحين، وتمويل الحملات الانتخابية، وتحولات نتائج استطلاعات الرأي.