تزايدت في الآونة الأخيرة النقاشات المتنوعة بين أتباع مختلف الديانات في العالم، وتنوعت النقاشات بين الصراع، والحوار، والتعايش مع الآخر، والاختلاف، وغيرها من الموضوعات التي تتراوح بين الحوار والصراع.
لقد استقطبت هذه النقاشات اهتماماً كبيراً من الباحثين والمفكرين والمثقفين، وباتت الدعاوى متنوعة بين الدعوة إلى حوار الأديان، وبين وجود ما يشبه حالة صراع بين الأديان. ومن المفيد الإشارة إلى أن هذه النقاشات تأتي في سياق التطورات التي شهدها العالم في العقود الثلاثة الأخيرة، خصوصا بعد تدشين ظاهرة العولمة التي جاءت بأوضاع عالمية جديدة، بعد انتهاء الحرب الباردة، وتشكل ملامح ما يمكن اعتباره انتصاراً للمعسكر الرأسمالي الغربي على الاشتراكي الشرقي. لقد أفضت هذه الظاهرة "العولمة" إلى إيجاد ثقافة وأفكار مختلفة إلى حد كبير عن نظريتها التي سادت إبان الحرب الباردة، ومن ثم تحاول هذه المقالة تقديم الأسباب التي دعت للنقاشات حول الأديان إلى تصدر الموضوعات التي تطرح، في ضوء التحولات الحالية في العالم.