على الرغم من أهمية الموقع الاستراتيجي لإريتريا، فإن ما يلفت الأنظار إليها هو سياساتها الخارجية التي اتسمت بالتدخلية وغلبة طابع الصراع والتقلب، مع التطلع للعب أدوار طموحة.
تعد إريتريا دولة مثيرة للدهشة والتساؤل، كما يبدو بالنسبة لمن يتابعونها من الخارج، حيث يرونها على قدر من التناقض أو محاولة جمع الأضداد. ويرجع جزء كبير من أهمية إريتريا إلى موقعها الاستراتيجي على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر. وعلى الرغم من مساحتها الصغيرة (120 ألف كم2)، فإنها تتمتع بساحل طويل يمتد لمسافة تزيد على ألف كيلومتر. كما تمتلك قبالة عدداً هائاً من الجزر يبلغ 126 جزيرة، تتميز العديد منها بمواقع حاكمة في مضيق باب المندب، الأمر الذي أدى إلى تزايد الأهمية الاستراتيجية لإريتريا بالنظر إلى أهمية البحر الأحمر، وكونه أحد شرايين حركة النقل والتجارة الدولية عبر قناة السويس. وأيضاً بسبب ما تمثله عملية التحكم أو التأثير في حركة الملاحة