لا تزال منطقة الشرق الأوسط تعاني حالة اضطراب مزمنة سمتها الأساسية انتشار الحروب الأهلية والصراعات الإقليمية، وما ارتبط بذلك من تحالفات متنافسة. ومع وصول هذه الصراعات إلى حالة من الجمود النسبي، وظهور دعوات للتهدئة وتسوية الصراعات من بعض دول المنطقة، يثور تساؤل جدلي: هل تشهد السياسة الخارجية للدول الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط تغييراً حقيقياً يترتب عليه إقامة نظام إقليمي مستقر؟
ترتبط الإجابة على هذا التساؤل باعتبارين أساسيين يتعلق أولهما بمدى التغير في السياسة الخارجية للدول الكبرى والإقليمية المعنية بأزمات المنطقة، أما ثانيهما فينصرف إلى فرص توافق هذه الأطراف على "قواعد اللعبة"، التي تحكم تفاعلاتهم البينية، وبصور تؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار في المنطقة . . .